مات الملك عاش الملك
الرأي الكويتية GMT 1:13:00 2011 الجمعة 11 فبراير
فهد البسام
لا حديث يبعد هذه الأيام عما يجري في مصر المحروسة، وما اجتمع رجل بآخر أو حتى بامرأة إلا وكان ثالثهم ميدان التحرير وأهله وتحوله الى ساحة مولد سياسي بانتظار نيل بركات سيدنا «الفيسبوك» ليحقق أمنياتهم بخروج سيد قصر الرئاسة من ديوانه، فيما النقاشات محتدمة هناك في أوساط الحكماء والساسة على وجه آخر، نعدل الدستور ثم نخرج الرئيس أو نخرج الرئيس ثم نعدل الدستور، وكلّ يدلو بدلوه وخصوصاً في مصر، فإن كان نصف الشعب الكويتي خبراء دستوريين فإن مصر تضم فطاحلة الدستوريين العرب يدعمهم خمسة وثمانون مليون خبير دستوري آخر بدافع المساعدة والخبرة المستديمة بكل علوم الحياة إن شاء الله.
إجراء التعديلات الدستورية يتم في القاهرة الآن على قدم وساق، وقد يكون ثاني أسرع تعديل دستوري يجري في العالم بعد التعديل الدستوري السوري الذي أتاح التوريث الجمهوري خلال ربع ساعة وأحال عبدالحليم خدام للتقاعد بعد ثلاثين عاماً من الانتظار المر، فالعرب سريعون عند الحاجة والحاجة أم الاختراع كما تعرفون، وتزامناً مع إجراء هذه التعديلات ترتفع بورصة الطموحات والمنافسات والترشيحات للرئيس القادم وآلية اختياره ومدة حكمه وضمانات نزاهته وعدله وعدم التصاقه وما إلى ذلك من متطلبات الرئاسة العربية، ودلو اضافي صغير آخر لن يغير مجرى نهر النيل الفائض بالأفكار والاقتراحات والرغبات، وعليه فربما تكون عودة الملكية بملكها الأخير «أحمد فؤاد» الذي ما زال على قيد الحياة ملكاً مالكاً حكماً بين السلطات هي الحل لحالة مصر، فمصر طوال تراثها العريق الممتد لسبعة آلاف سنة إلا الستين عاماً الأخيرة لم تعرف إلا الأنظمة الوراثية التي ضمنت لها الاستقرار النسبي، وكذلك ضامناً لعدم تكرار ما حدث في مرحلة الاستثناء الجمهورية والتي لو تكررت فلن يستطيع الشعب الثورة عليها مرة ثانية على معدل سرعتهم هذا إلا بعد سبعة آلاف سنة أخرى، ويبقى التنافس الديموقراطي الحر بعدها بين الأحزاب والساسة على رئاسة الوزراء كما هو حال ما قبل الثورة، كما وأن حالة عودة الملكية ليست باختراع جديد، فهناك سابقة اسبانيا القريبة بعد وفاة فرانكو ورجوع الملك كارلوس الى عرش أجداده ضامناً للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي المتنامي في بلده، عل وعسى بعدها ينعم علينا جلالته بلقب الباشوية..
كلنا نحب عبدالناصر، لكن نحب الديموقراطية أكثر..
*
مزايدة أخيرة.. طال عمرك اقترح إعطاء كل الجيش إجازة مفتوحة وبراتب فذلك أحسن وأفضل، وإذا احتجنا لخدماتهم لا سمح الله نرسل لهم «مسج» على أن يكون شديد اللهجة.. فهكذا يكون الضبط والربط وإلا فلا!!