أمام إحتمال رفع دعاوى ضده لجرائم ضد الإنسانية
تداول دولي لضمان مستقبل مبارك بعيداً عن الملاحقات القانونية
عبد الاله مجيد تداول دولي لضمان مستقبل مبارك بعيداً عن الملاحقات القانونية
GMT 12:23:00 2011 السبت 12 فبراير
بعد مغادرته قصر الرئاسة في القاهرة وتنحيه عن الحكم، يبدو أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك سيكون محط نقاشات دولية، لتأمين استقراره في بلد ما وضمان عدم تعرسضه للملاحقات القانونية في جرائم ضد الإنسانية على خلفية الثورة الشعبية.
أعلنت الحكومة السويسرية تجميد أرصدة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وأفراد عائلته. وجاء الاعلان في وقت أفادت تقارير ان الرئيس السابق انتقل الى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر حيث استضاف لقاءات قمة واستقبل قادة دول.
وكان مبارك اعلن في خطابه الأول خلال الثورة الشعبية انه لن يرحل عن بلده، مؤكدا انه سيموت على أرض مصر. لكن صحيفة الغارديان أشارت الى اجراء محادثات استطلاعية بين السعودية والولايات المتحدة والإمارات العربية بشأن نقله الى دبي. ومن القضايا المهمة التي يتعين حسمها قبل ذلك قضية الحصانة من أي ملاحقة قانونية قد يواجهها مبارك بتهمة إرتكاب جرائم ضد الانسانية بعد مقتل 300 شخص وتوثيق خروقات ارتكتبها أجهزة الأمن.
كما تؤخذ في الاعتبار بالارتباط مع مستقبل مبارك بعد تنحيه، إمكانية رفع دعاوى قانونية على مبارك وأفراد عائلته في حال الكشف عن ثروات بأسمائهم في مصارف أجنبية.
وقدر خبراء ثروة عائلة مبارك بنحو 43.5 مليار جنيه إسترليني كثير منها من صفقات إستثمارية في مصارف بريطانية وسويسرية أو موظفة في عقارات غير مسجلة بأسماء صريحة في لندن ونيويورك ولوس انجيليس وأراض على ساحل البحر الأحمر.
ونقلت صحيفة الغارديان عن مصادر ان بنك انكلترا لا يستطيع ان يجمد أرصدة مبارك في بريطانيا التي يُعتقد أنها أرصدة كبيرة، إلا إذا تسلم طلباً رسمياً من الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة أو الحكومة المصرية الجديدة. ولم يأت مثل هذا الطلب حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن زوجة مبارك نصف البريطانية وولديها جمال وعلاء تمكنوا من تكديس ثروة طائلة عن طريق شراكات مع مستثمرين أجانب وشركات أجنبية منذ كان مبارك لم يزل في الجيش.
وكان من الأفكار المطروحة قبل تنحي مبارك إقناعه بالسفر للعلاج في ألمانيا حيث أمضى ثلاثة اسابيع من النقاهة بعد جراحة في آذار- مارس العام الماضي. لكن عمر سليمان نائب الرئيس نفى يوم الأربعاء ان هذا الخيار كان موضع درس. كما نفت المانيا عرض ضيافتها على مبارك.
ويرى مراقبون ان تقاعد مبارك في شرم الشيخ بعد تنحيه مآل غير معهود بالنسبة لحاكم عربي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان رؤساء لبنانيون تقاعدوا بعد انتهاء ولايتهم ولكن الزعماء العرب يموتون أو يُقتلون على كرسي الحكم عادة ، بحسب الغارديان.