صدر البيان الثالث عشر للقوات المسلحة وفيه ما يلي : ( معذرة أكتبه كما هو بأخطائه اللغوية والنحوية والبلاغية )
1. لم تقم القوات المسلحة بأي اعتداءات على دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
2. لا توجد أي نية مطلقاً لهدم الدير إيماناً منا بحرية وقدسية أماكن العبادة للمصريين.
3.
إن ما تم التعامل عليه من قبل القوات المسلحة هو على بعض الأسوار التي
بنيت على الطريق وعلى أرض مملوكة للدولة وبدون سند قانوني ونهيب بأبناء هذا
الوطن العظيم عدم الاستماع أو ترديد الشائعات التي تضر بأمن ووحدة النسيج
الوطني لهذه الأمة العظيمة في هذه اللحظة الحاسمة والله الموفق.. من يقرأ
هذا البيان في صورته هذه السلمية المهذبة يعتقد أن كل الأمور على ما يرام
وأن الجيش والشعب يد واحدة, وخاصة عندما نقرأ نهيب بأبناء هذا الوطن عدم
الاستماع أو ترديد الإشاعات. وهي عبارة تذكرنا بثلاثين عاماً عشناها قبلا
من القهر والظلم والتعتيم والإعلامي وقالها سليمان قبل تنحي السلطان
وعندما درسنا الأمر بدقة وحيادية وجدنا الآتي:
1.
خلق البعض من بقايا الأمن ورجال الحزب الوطني والحكم المحلي مشكلة بين
الدير والجيش حيث أن الدير عمل بوابة أمامية للأمن والحراسة منذ الانسحاب
المخزي للحراسة المنوط بها ذلك والتي انسحبت منذ يوم 28يناير وكان يمكن
أن تحل المشكلة عن طريق الحوار الراقي وبكل هدوء، مع رئاسة الدير أو
قيادة الكنيسة. لكن لا نعرف ما الذي جرى للجيش الذي لم يتوقف في الأيام
الماضية عن الكلام عن ضبط النفس وحل المشكلات بالهدوء والتروي ولكن على ما
يبدو أن ضبط النفس هذا قاصراً على التعامل مع البلطجية راكبي الجمال
والأحصنة الذين هاجموا ميدان التحرير وسرقوا المتحف المصري والكثير من
البنوك المصرية, أما مع الآباء الرهبان العُباد رجالات الله القديسين
فالأمر مختلف فلابد من إتباع أقسى درجات البطش والترويع فها هو يلجأ لقوة
وعنف وترويع غير مسبوق في تاريخ الجيش وتاريخ مصر, فيهجم على الدير
بالدبابات والعربات المصفحة وعدد كبير من الجنود والضباط وقد أسفرت غزوة
دير الأنبا بيشوي الميمونة عن الخسائر الآتية:
2· إصابة أحد الآباء الرهبان بطلق ناري.
3·
إصابة أربعة شبان من العاملين والزائرين للدير بجروح خطيرة أحدهم أجريت له
عملية استئصال الكلية اليمنى لإصابتها بثلاث طلقات نارية, والآخر أجريت له
عملية استئصال الطحال, والباقون أصيبوا إصابات شديدة.
4· والتحفظ على راهبين واحتجازهم لمدة يوم كامل وأيضا ثلاثة من الزائرين للدير.
5·
وإذا كانت الأمور كما يذكر الجيش في بيانه أنها تمت بكل هدوء وضبط نفس
فكيف حدثت هذه الإصابات؟ حدثت هذه الإصابات لأن بيانهم الذي لا يحتوي على
الحقيقة لم يقل أن الهجوم قد تم بطلقات ( R P G ) وبالذخيرة الحية
والأعيرة المطاطية, ولا تقف هذه الكارثة عند حد الإيذاء ألبدني والجسدي بل
تعدته لإيذاء نفسي ومعنوي وصل إلى حد التعدي بالشتائم والألفاظ النابية,
وليس هذا الأمر الجديد على المؤسسة التي تربت في أحضان الطاغية وما زالت
ترتدي جلبابه فهي قبلاً ومنذ سنوات اعتدت على دير بطمس وقبل اعتدائها على
دير الأنبا بيشوي بيوم واحد اعتدت على دير الأنبا مكاريوس بوادي الريان
بالفيوم ودير الأنبا بولا بالبحر الأحمر...
الخلاصة
أسلحة
الجيش النارية والثقيلة طبقاً لتقاليد الشرف والأمانة العسكرية لا توجه
أبداً لأبناء الوطن ولكن هذا الجيش الذي يتشدق كاذباً بشعارات الحفاظ على
الوطن وأمنه أراد أن يرسل رسالة مؤلمة للأقباط مفادها أن الأمور لم ولن
تتغير وإنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو دون ذلك, واستخدم معهم العنف
المفرط الإجرامي الذي لم يستخدمه مع البلطجية راكبي الأحصنة والجمال ومسجلي
الخطر سارقي المتحف المصري والكثير من البنوك المصرية, أراد هذا لجيش الذي
تأسلم منذ زمن بعيد وكم عانى ويعاني فيه الأقباط قبلاً وحتى الآن من
الاضطهاد والتمييز,,, أكرر أراد هذا الجيش أن يكسر أنوفنا ويسحق كرامتنا
أراد قائده أن يرسل لنا نحن الأقباط المسالمين رسالة خطيرة مفادها أن
خِنصره أغلظ من متني حبيب العادلي ومباحث أمن الدولة, وأن العادلي ومباحث
أمن الدولة أدبونا بالسياط وها هو يؤدبنا بالعقارب.
نحن لا نقول إلا
الحق ولا نعرف إلا هو وقد تأكدنا من كل كلمة قد كتبناها في هذه المقالة من
أن الجيش قد استخدم العنف والإرهاب الإجرامي مع الآباء الرهبان المسالمين
وكأن هذا الجيش المسكين الذي تربى على قيم التعصب والتطرف قد قضى على
الجريمة والفساد والتطرف الذي يرتع ويمرح في ربوع مصر فلذلك ها هو يذهب إلى
أعماق الصحراء ليقاتل الرهبان المسالمين محاولاً تحقيق عدالة زائفة
ومزعومة, فالأقباط الذين تحملوا معاناة وجبروت داخلية العادلي ومباحث أمن
دولته على مدى ثلاثين عاماً حدث فيها أكثر من 160حادثاً طائفياً سقط فيها
أكثر من 4100شهيد وهم احتملوا كل هذا وثابروا وصلّوا ولن ينهزموا أبدا أمام
بطش المؤسسة العسكرية التي تركت كل مهامها الشريفة والمقدسة في خدمة هذا
الوطن وذهبت لتقاتل رجالات الله الطيبين من اجل بضعة أشبار في صحراء بعيدة
ومترامية!!!!
يا ليتك أيها الجيش تحاول أن تسترد المائة ألف فدان التي أخذها أحد
الأمراء السعوديين في توشكى بملاليم بالأمر المباشر من حسني مبارك وأيضاً
الآلاف الأخرى من الأفدنة التي أغتصبها الكثير من رجال الأعمال أفلم يسمع
رجالات الجيش هتافات الفقراء " كيلو الطماطم بعشرة جنيه ومتر الأرض بنصف
جنيه " نناشد جميع هيئات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني التوجه إلى
مستشفى الأنجلو بالقاهرة وإلى دير القديس العظيم الأنبا بيشوي لمعرفة
الحقيقة ورؤيتها والتأكد منها ,, فالجيش ليس بالمؤسسة المقدسة ولن يكون!!
ورجاله ليسوا بالمعصومين ولن يكونوا أيضاً!!, وفي الحق ومواجهة الظلم لن
يرهبنا أو يخيفنا أي كائن من كان سواء لدينا هنا أو لديهم هناك.
نحذر
الجيش بكل قياداته وعتاده و مصفحاته وضباطه وجنوده ورصاصه من الاقتراب مرة
أخرى من الأديرة ورهبانها فالله القادر القدير لن يصمت أو يسكت أو يجعل
هذا العبث والظلم يستمر أو يطول,, ما أكرم رحمتك يالله فبنو البشر في ظل
جناحيك يحتمون. يروون من دسم بيتك من نهر نعمتك تسقيهم لأن عندك ينبوع
الحياة بنورك نرى نوراً. أدم رحمتك للذين يعرفونك وعدلك للمستقيمي القلب,
لا تأتني رٍجل الكبرياء ويد الأشرار لا تزحزحني. هناك سقط فاعلوا الإثم.
دحُروا فلم يستطيعوا القيام.( مزمور 36 : 8ـ 12 )
القمص صرابامون الشايب
أمين دير القديسين
الطود ـ محافظة الأقصر