كيف تلقيت نيافتك خبر الحادث المؤلم في كنيسة القديسين وماهي مشاعركم الخاصة عقب سماعكم عدد الشهداء ؟
في ذلك اليوم شعرت بقلق عند الفجر بعد
حضوري عشية رأس السنة في دير الملاك وكانت عادتي سماع الاخبار ففتحت قناة
ال BBC وسمعت الحادث الذي هز كياني من شدة قسوته فكان حادث رهيب وانفجار
مروع تناثرت فيه الاشلاء والدماء الي اعلي الادوار فشعرت بالحزن والالم علي
شيئين :
اولا : الضحايا التي زهقت ارواحهم في
ليلة ينتظرها الناس ليستقبلوها بالبهجة والفرح وبداية عام جديد فقمت بزيارة
المرضي وكان معي نيافة الانبا روفائيل في مستشفي شرق المدينة واخذنا بركة
المشاركة.
ثانيا : تألمت من اجل البلد التي اخترقت
من الارهاب بهذا الشكل المخيف في نوع من الغفلة وان كان الارهاب صعب
اكتشافه ولكن كانت مظاهرات في الاسكندرية منذ 3 اشهر وتهديدات من قبل تنظيم
القاعدة فكان يجب رؤية هذه الاحداث ودراستها لكي لاتصل البلاد لهذا النوع
من الاختراق الارهابي الذي يهدف الي شرخ البلد واحداث الفتن الطائفية
هل مظاهرات الاسكندرية من قبل جماعات سلفية وعن تهديدات تنظيم القاعدة مقدمات للحادث ؟
اعتقد ان المظاهرات التي وقعت
بالاسكندرية كان بداخلها اشخاص يتبعون فكر تنظيم القاعدة واصحاب هذا الفكر
ذو عبقرية شيطانية في التخطيط والتنفيذ والدولة والامن دورهما في مواجهة
ذلك النوع من الارهاب .
1- هل تري نيافتك فكرة ارجاع معظم
الحوادث الي كلمة ايدي خارجية او ارهاب خارجي متوافقة مع ما حدث من
انتهاكات وجرائم وتعقيدات داخل المجتمع ؟
القوي الخارجية تستغل حالة الاحتقان
القائمة في المجتمع بين المسلمين والاقباط وتستثمر عناصر من داخل المجتمع
وتخضعها لافكارها المسمومة لتبدأبثها في المجتمع.فالاحتقان الموجود مفجر
الازمات الطائفيه او اي جريمه ضد الاقباط
وحالة الاحتقان ترجع الي اولا: موضوعات
عديدة لدي الاقباط منها الصعوبات التي تواجههم في بناء الكنائس وعدم شغل
الاقباط في الوظئف الهامة في المجتمع ،ضعف التمثيل البرلماني للاقباط
.ثانيا : هناك من يعتقدون ان الاقباط يتبعون الغرب او امريكا ومن المعروف
سياسة امريكا وبوش (الغبية ) المستبدة والتي تجلت بوضوح في مساند امريكا
للاسرائيليين في سحق الفلسطنين وفي حرب العراق التي قال فيها بوش ان الله
ألهمه ان يحارب العراق ،والله والانجيل لا يدعوا ابدا الي الحرب فهذه
السياسة المسيئة تؤدي بدورها الي اثارة العداء وروح الفوضي وتنامي التطرف
وامتداده .. فالمسيحية لا تمت بصلة بأمريكا والغرب والمعروف جيدا عن الدولة
الغربية انها دول علمانية لا علاقة لها بالدين او التدين ويشهد التاريخ
علي اتحادنا مع المسلمين من عصر صلاح الدين وكنا يد واحدة ضد الفرنجة (
الصليبين ) وايضا في حرب 67 ، 73 كنا معا ضد اسرائيل ودائما وابدا نتحد ضد
اي غاصب ومستبد يحاول ان ينال من بلادنا مصر .ثالثا : القنوات الفضائية
التي تبث افكار مسمومة لدي الطرفين( مسلمين واقباط ) تعمل علي زيادة
الاحتقان واشعال نيران الفتنة . رابعا : هناك موضوعات ادت الي زيادة
الاحتقان مثل قضية السيدتين وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته والذين يطلقون
عليهما انهما مختطفات وذلك شئ عاري من الصحة ومخالف للمسيحية فوفاء قسطنطين
اكدت مسيحيتها ولو كان الامر غير ذلك كانت تستطيع ان تصرخ وهي خارجة من
النيابة وتستنجد بالامن الذي كان يبلغ كثير من جهات امنية ولواءات ولا كان
احد يستطيع ان يأخذها من وسط هؤلاء وكاميليا شحاته ظهرت علي النت واكدت
مسيحيتها حتي ان د/ العوا اكد علي مسيحيتها ولكن هناك من يرغبون في التصعيد
المستمر وزيادة الاحتقان بين ابناء الشعب الواحد ..ان مصر مقبله علي مرحله
تداوي للجراح القديمه وعلينا ان نفكر في مستقبل قادم ووطن افضل بعيدا عن
النعرات الطائفيه .
لماذا لم تظهر كاميليا في الاعلام المفتوح علنا بحرية كاملة حتي يثق الجميع في شفافية الكنيسة ومنعا للتكهنات؟
لان الاجواء كانت مشتعلة في ذروة الحدث
وظهورها في احدي القنوات كان من السهل ان يعرضها للخطر من جانب متطرفين
مثلما حدث مع نجيب محفوظ عندما حاول متطرفون ان يغتالوه فهذا نوع من الحرص
الامني علي حياتها نحن لا نرفض ظهورها وهي تملك قرارها ولكن الخوف علي
حياتها واسرتها هو السبب .
في ظل هذا الكم من الاحتقانات والحوادث
بداية من الخانكة والكشح ونجع حمادي والعمرانية وصولا الي الاسكندرية والذي
ادي الي غضب الاقباط .هل الدولة استطاعت احتواء هذا الغضب من وجهة
نظرنيافتك ؟
أود ان انوه فى هذا الموضوع الى أمرين
أولا: حينما نغضب يجب ان نكون نبلاء فى
غضبنا ويكون هذا الغضب برجاء ونؤمن أن من استشهد هو فى الفردوس وعند
غضبنا لا نخطىء فى أى حال من الأحوال.
ثانيا: نطلب من الدولة تطبيق القانون وعدالة القانون والا ستفقد الدولة كرامتها واحترامها متمنين ان نهدىء من هذا
الغضب ونستجيب لهذه المطالب وهي مطالب
مشروعه نادي بها ابنائنا الشباب في الثوره التي دعمها وعضدتها وباركها
قداسة البابا شنوده لمشروعيتها ..ان الاقباط لا يطلبون المستحيل ولا يطلبون
ما لا يستحقونه فهم مواطنون مصريون شركاء في هذا الوطن .
لماذا لم تستجيب الدولة لمطالب الكنيسة رغم مشروعيتها كما تقول نيافتك ؟
هناك تيار متطرف يتربص بحركة الدولة
تجاه الأقباط ولذلك الدولة تعمل فى نطاق محدد لكى لا يثار هذا التطرف وهذا
النطاق التوازني قد يصيب وقد يخطئ وبسبب تنامي هذه التيارات المتحفزه تتأخر
الاستجابه وتتجمد الحلول . والبابا دائما يتعامل بحكمة فهو لا يكف عن اى
مطالبة تخص الاقباط وبصفتهم مواطنون ولكن يتحرك بحكمة لتهدئة هذا الوضع
وليس لإثارته..البابا يتجنب الازمات ويختار الوقت المناسب دائما حتي لايتهم
باثارة ازمات مثلما ادعت عليه كثير من الجماعات المتشدده .
وماذا بعد التهدئة وخاصة ان هذه العبارة انتشرت كثيرا وهل هذه الطريقة فعاله لمعالجة الأزمات ؟
التهدئة تصغر الغضب وتاتى بنتيجة افضل من العنف الذى يولد عنف .
وخيرمثال على العنف مظاهرات 25 يناير
والتعامل مع الثوار بدمويه ادي الامر الي سقوط اكثر من 300 قتيل و تجربة
تونس وكما رأيناها وصل عدد القتلى بها سبعة وثمانون فرد وحدث فراغ فى
السلطة فمن الوعى ان يكون الانسان حكيما فى معالجة الامور ويجعلها تحل
بطريقة صحيحة وقانونية بدلا من العنف الذى الذى لا يحل بطريقة جزرية
ومثمرة فنحن نطالب ولكن بطريقة صحيحة ومثمرة وكما يقول الكتاب الجواب
اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط .
لم ينتهى حادث كنيسة القديسين
بالاسكندرية والا بعد ايام تفجر حادث اخر وهو قطار سمالوط كيف ترى هذا
الحادث الأخر وهل الأقباط مهددون ؟
بعد اطلاق تنظيم القاعدة تهديداتهم اصبح
يظهر نوع يسمى (الميكرو ارهاب) ومع انتشار المعلومات على النت اصبح هذا
الارهاب المصغر فى كل مكان واصبح المجتمع مهدد بأكمله (مسلمين واقباط)
فعلينا ان نحارب لك الارهاب المدمر ويتحقق ذلك بمدى الوفاق القائم بين
المسلمين والاقباط .
ترى نيافتك ان هذا الوفاق قائم بالفعل ام مجرد وفاق ظاهرى او مرحلة وتمضى ؟
الذى وجدناه بعد حادث كنيسة القديسين
من تضامن اسلامى كبير من جانب اخوتنا المسلمين المعتدلين وهم كثيرين يؤكد
على ان هناك مخزون من المحبة الوطنية وعندما حدث نوع من الفجوة تحرك هذا
المخزون وتضامن الشعب باكمله لمحاربة الارهاب لان يد الارهاب تمتد لتطول
المجتمع باكمله مسلمين واقباط ونتمنى ان لا يتكرر مثل هذا الحادث مرة اخرى
وان يظل الوفاق دائم بيننا ويذوب الاحتقان.
هل الاعلام نجح فى التعامل مع الاحداث الطائفية بموضوعية ام ان هناك نوع من الاثارة وتهيج الرأى العام؟
تعامل الاعلام المصرى مع حادث كنيسة
القديسين بالاسكندرية بطريقة متميزة سواء على مستوى التغطيه الشاملة او
التضامن الذى وجدناه من قبل الاعلاميين وتجلى ذلك واضحا عندما تجمع
الاعلاميين على سلم الكتدرائية ليلة عيد الميلاد المجيد واجروا العديد من
اللقاءات فاصبح يوجد نوع من التكافؤ والتضامن ..ان الاعلام يلعب دور مؤثر
في العمليات الاصلاحيه وعلاج الكثير من الازمات باستناره ان استقامة
الاعلام وحريته يخلق مناخ جيد للتعبير الحقيقي بموضوعيه وحياديه .
طرح سؤال عن القانون الموحد لدور
العبادة فقال رئيس مجلس الشعب لم يتقدم احد بمشروع قانون ؟ فما رأى نيافتكم
فى ذلك وهل سيرى هذا القانون النور؟ وهل الكنيسة تخشى من هذا القانون بسبب
خضوعه لهيئة الاوقاف ومن ثم تدخل الدولة فى شئون الكنيسة ومراقبتها؟
بالفعل لم يصل مشروع القانون الى
البرلمان لانه لم يتم الوصول للصيغة النهائية له وبالتالى لم يصل الى
الكنيسة الى الأن ولم يتم الاتفاق عليه ومن حيث تأخر صدوره فدائما أؤكد ان
المشكلة لم تكن فى القانون بل فى القائمين على تطبيقه لو هناك مواطنه
حقيقيه علي ارض صلبه لن نحتاج الي قانون .
فالقانون يمضي من مكتب الرئيس ويتعسر في
المكاتب الاخري ولذلك فدائما اقول ان الذي يبني الكنيسة هي العلاقات
القائمه علي المحبه والتعاون اما من جانب مخاوف الكنيسة من هذا القانون
فنحن لا نعلم ما يحتويه هذا القانون وما الصيغة النهائية له ولكن لا نقبل
ابدا تدخل الدولة في شئوون الكنيسة ومراقبتها فالكنيسة ليست هيئة تجارية
لكي تخضع لرقابة الدولة .
- اين قانون الاحوال الشخصية الذي ظل حبيس الادراج من 77 حتي الآن ؟
الي الآن لم نعلم عنه شيئا وما اذا كان
هذ القانون في حراك فعلي ام ثابت في مكانه نحن نسمع عن لجان وجلسات قبل
قيام الثوره ولم تسفر عن اخبار او معلومات حقيقيه او خطه لظهور المشروع
وعندما قامت الثوره تعطل كل شيئ بعد حل مجلسي الشعب والشوري
- ما رأي نيافتك في التيارات المتشددة
دينيا والاراء والتي تخرج من ناس يفترض فيهم الحكم والحنكة مثلما حدث مع
محمد عمارة وزغلول النجار وسليم العوا وهجومهم علي الكتاب المقدس واشاعتهم
معلومات خاطئة عن الكنيسة والاديرة ؟
محمد عمارة وسليم العوا كانوا اصدقائي
وكان الود قائم بيننا الي وقت قريب ولكن تأثر ذلك الود بحالة الاحتقان
القائم والذي لديهم من افكار ومعتقدات تحتاج للشرح والتفاهم والاقتراب
والذي يرفض ذلك هو الذي يخطئ ..الحوار البناء القائم علي الفهم والعقلانيه
والتروي قد يفتح مصالحات عميقه ويقرب وجهات النظر ويصلح مفاهيم لدي البعض
خاطئه
- ما رأي نيافتكم فيما حدث في مؤتمر
العقيدة مؤخرا في نشر كتاب المؤتمر الذي حمل في احدي مقالاته كلام فهم انه
اهانة للاسلام ؟ وايضا هناك حوار لصحيفة المصري اليوم ادت الي غضب المسلمين
. ماحقيقة ذلك ؟
لم تكن هناك اهانة اطلاقا للاسلام فهذه
مقالة مدونة في كتاب المؤتمر تتحدث عن زيارة الانبا بيشوي لسفارة قبرص وفي
هذا اللقاء شخص ما اثار موضوع المسلمين و المسيحيين وجاءت الاية التي تقول
ان المسيحيين كفار فسأل الانبا بيشوى هل هذه الاية كانت قائمة من البداية
ام جاءت لاحقا وبدا فى شرح تفسير معين لا يجعل المسلمين يقولون ان الاقباط
كفار ولذلك غضب المسلمين وهذه كانت مجرد دردشة لاهوتية فى حجرة صغيرة ولكن
لوجود الاحتقان ادى ذلك لسؤ فهم الانبا بيشوى..وقد قام قداسة البابا
باعلان اعتذار عبر القنوات المصريه انه يعتذر عن جرح مشاعر اخوتنا المسلمين
اما من حيث حوار الأنبا بيشوى مع المصرى اليوم فالذى يقرأ الحوار يجد ان
المصريين ضيوف حلوبنا والمقصود هنا العرب انهم ضيوف حلوا بنا ثم صاروا
اخوتنا وليس المقصود المسلمين الذين بيننا فى مصر.
فى ظل هذا الكم من الاحتقان كيف نخفف روح الاحتقان وندعم الوحدة الوطنية؟
لكى نحقق ذلك نحتاج الى ثلاث اشياء
المواطنة وفيها ادراك ان الذى اتعامل
معه هو اخى والحكمة التى تجعلنى اتأني عندما يخطئ اخى واكون حكيما فى الرد
والمحبة التى بواسطتها تقل وحدة الاحتقان وتجعلنى انظر للأمور بعين المحبة
وليس الكره والعداء لان الاديان تحثنا علي المحبه الدائمه .
لو فرض ان نيافتك مع الرئيس القادم فى جلسة وطلب منك عرض مشاكل الاقباط . ماذا تقول؟
رئيس مصر القادم بغض النظر عن اسمه
بالتاكيد انه سيعبر عن كل المصريين و سيعرف بروحه الطيبة ومحبته الفائقة
للأقباط باعتباره وطني واذا سألنى عن مطالب الاقباط سأقول له انه يعلمها
جيدا وان قداسة البابا رددها كثيرا ومدونة كل يوم فى الجرائد فهى غير
محتاجة لمعرفة.
كيف ترى نيافتك وضع قداسة البابا فى ظل هذه الأمور الصعبة وهل حقا البابا حمال أسية؟
قداسة البابا الايمان الذى لا يهتز وهو
لا يفكر فى ذاته مطلقا حينما يسمع لشتائم او اكثر من ذلك ولكن ينصب كل
اهتمامه بأولاده والكنيسة فعندما يحدث خطأ عقيدى يواجه البابا الموقف
كالاسد وعند حدوث جرح لأولاده لا يهدأ ولا يرتاح لأن جرح أولاده جرح عميق
فى نفسه فإذا كنا نقول أن هناك اب الاباء فقداسته ابو الكل .
هناك من يرى ان قداسة البابا مسالم اكثر من اللازم فما رأى نيافتك؟
قداسته ليس مسالم اكثر من اللازم لكنه
حكيم جدا وحازم ويتجلى حزمه واضحا فى قضية الزواج الثانى وفى اى شئ يسئ
للعقيدة أو يجرح أولاده ويتسبب فى غضبهم.
كيف تحتوى الكنيسة غضب الشبان ؟
فى البداية نعلم اولادنا ان الحماية
تاتى من الايمان ولا تستطيع قوهان تعمل على حمايتنا مثل الرب. ثم على
الكنيسة ان تصب جرعات من المحبة باستمرار لتخفف حالة الاحتقان مع اخوتنا
المسلمين المعتدلين والذى ينبغى ان لا نفقدهم وان نصب غضبنا جميعا على
الارهاب الغاشى الذى يدمرنا ويهدد امننا ويسبب الفرقة بيننا وعلينا ان
نتعلم دائما حينما نغضب لا نخطئ .
ما دور اسقفية الشباب فى مواجهة
المتغيرات السلوكية التى طرأت على الشباب بداء من احداث العمرانية ومرورا
بالاسكندرية والتى تقول لم يعد الاقباط مسالمون مثلم ذكر تقرير رصدى لاحد
المنظمات الحقوقية؟
تعمل اسقفية الشباب جاهدة على توعية
الشباب بالمواطنة ومعنا كثير من رموز مصر مسلمين واقباط واول من بدأ معنا
طارق بشرى وايضا نعلم شبابنا المحبة وعدم الانعزال والاندماج فى المجتمع من
خلال الاشتراك فى الانشطة واتحادات ونقابات بالجامعة ونحن دائما فى توعية
مستمرة بذلك بداية من سنة 1985 الى الان.
ماذا تقول لاسر شهداء كنيسة القديسين بالاسكندرية؟
اقول يا بختكم لكم شفعاء فى السماء
بتتشفعوا بيهم ويطلبون من اجلكم وهذه بركة كبيرة ويجب ان تفرحوا ان اولادكم
فى السماء وهذه بركة كبيرة ونحن نثق ان الله يعزى قلوبكم ويجب ان تفرحوا
ان اولادكم فى السماء مع الشهداء والقديسين والابرار.
ما اكثر موقف اثر فى نيافتك عند زيارتك لاهالى الضحايا ونحن نعلن مدى رقة احاسيسكم ؟
من اكثر الاشياء التى اثرت فى نفسي
الابتسامة التى وجدتها على وجوه المرضى (مجروحين,ماسورين) وثقتهم فى الرب
الذى لا يتركهم ابدا ومن اجمل الاشياء اني لم اجد فيهم مطلقا روح الانتقام
حتى مصابين قطار سمالوط لم انسى ابتسامة ايهاب الذى ذهبت اليه ووجدته فى
حالة من السكينه والثقة بالرب بالرغم من ان كان فى حجرة العمليات ولكن يثق
ان الله لا يتركه .
نود من نيافتك توجيه نصيحة للصحافة بصفة عامة ولنداء الوطن بصفة خاصة؟
قداسة البابا قال كلمة اعتبرها من
الكلمات المأثورة والرائعة( أمشى فى خط الكنيسة) وقداسته مثال للحكمة وخط
الكنيسة هو خط حكمة موجهة ما بين السماء والمعلومة الصحيحة والحكمة ايضا
لنداء الوطن بالنسبة لى تعنى صفوت يوسف هو انسان اجد فيه دائما شاب طموح
ومتحمس وصل الى مرحله هائلة من النجاح والنهوض بجريدة نداء الوطن فى وقت
وجيز واصبحت جريدة يحترمها الجميع وقداسة البابا كتب لنداء الوطن كلمة
يشكركم فيها على مجهودكم المخلص الجرئ والامين وذلك يوضح مدى تعبكم وجهدكم
ووصولهم الى مكانة كبيرة فنعلم جيدا ان قداسة البابا لم يجامل احد فكلماته
صادقة وامينة واسعد عندما اجد علمانيين اقباط وصلوا الى ذلك المستوى وحوارى
معكم اليوم يوضح انكم اندمجتكم فى المجتمع المدنى واصبحتم على قدر كبير من
الثقافة والمعرفة والوعى.
اتمنى لجريدة نداء الوطن مزيدا من التقدم والازدهار.
مارجريت صليب