منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

2 مشترك

    سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة - لابونا مرقس عزيز

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة - لابونا مرقس عزيز

    مُساهمة من طرف Admin السبت 16 أبريل 2011 - 4:59

    تأملات في الآم رب الـمجد ( 1 )
    حياة رب المجد هي سلسلة من الآلام والأوجاع والأحزان
    لم يراه أحد ضاحكاً على الإطلاق . حقاً قال بفم داود النبي عن نفسه "
    حياتي فنيت بالحزن وسنيني بالتنهد "( مز 31 : 10) ولقد كان يسوع عالماً بكل
    ما يأتي عليه ( يو 18 : 4 )
    لذلك قال
    عنه النبي" وجعى مقابلي دائماً " ( مز 38 : 17) .. عجباً فالذي يشهد عنه
    الوحي الإلهي قائلاً " أنت أبرع جملاً من بني البشر " ( مز 45 : 2 ) نراه
    وقد تلطخ وجهه بالدماء فقد أنقص الجلادون على جسده الواهي بالعصي والمجالد
    بلا رحمه ولا هوادة فتزعزعت عظامه وجعاً وتمزق جسده جرحاً . وتطاير لحمه
    فلذاً . حقاً تنبأ داود النبي قائلاً " اكتنفتني حبال الموت . أصابتني
    شدائد الهاوية كابدت ضيقاً وحزناً " ( مز 116 ) .. الذي " حلقه الهاوية
    حلاوة وكله مشتهيات " ( نش 5 : 16 ) قيل عنه أنه مجنون ومجدف ومثير قلق
    ووقف بين أعداءه كحمل بين ذئاب وكحمامة بين الجوارح .

    ربي
    لقد سببت لك أنا كل هذه الآلام الباهظة .. العار الذي وضع عليك هو عاري
    أنا . ولا أدري ماذا أفعل بك يا ربي بعدما أنقذتني من الهلاك ؟ هل يكفي أن
    أكرس لك ذاتي حتى يوم لقاك ؟ .. ربي دمك عني سفكته والمر لأجلي شربته
    والموت أيضاً قبلته حتى خوفي أبدلته .ما أعجبك رب فعذا باتنا قاسيت ونفوسنا
    الدنسة اشتريت وحتى الموت ارتضيت أنني أتساءل كيف ؟ .. كيف من اجل الخطاة
    يا ربنا القدوس تتحمل خطايانا ولعنة الناموس .كيف من أجلي سال قلبك الرقيق
    بالدمع وأحزنتك خطاياي وذبت كالشمع .. من أنا ؟ .. أنا الخاطئ الشقي فكيف
    من أجلي عانيت والمر عني سقيت .


    جرح على جرح
    أيها
    الخطاة ‍ ما هو الشر الذي أصابكم منه حتى تعذبوه هكذا بلا حنو ولا شفقة ؟
    أي ضرر أم آيه إهانة أم أي ظلم رأيتم من ذلك الجسم البتولي حتى فتحتم فيه
    عدة جروح دون أن ترثوا له وتعطفوا عليه ؟ أعطاكم دمه لتشربوه وانتم تسفكونه
    ، قدم لكم جسده غذاء وانتم تمزقونه بالمقارع والسياط . آه أيها الخطاة ،
    أشفقوا على من شفق عليكم وامنحوه راحه في أوجاعه وآلامه فهو الذي يرثي لكم
    في ضيقاتكم ، تكفيه هذه الجراح العديدة ، قد صار جرح على جرح ماذا ترومون
    أكثر من ذلك .

    لماذا لم ترحم نفسك
    أن
    نقطة دم واحدة سالت من جراحاتك التي نشأت عن ضربات السياط لهي غير متناهية
    قيمة وثمناً ، حقاً لقد أفرطت في محبتك لنا ، وأحببتنا حباً لا حد له .
    كيف ترحم الغير ولا ترحم نفسك ؟ هوذا اليهود يتعجبون من تصرفك هذا ويقولون "
    خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها " ( مر 15 : 31 ) لقد أنقذت أسحق
    من الذبح ، وخلصت الفتية من آتون النار ، وانتشلت دانيال من جب الأسود
    فلماذا تترك نفسك العزيزة تتألم وتقسو عليها هكذا ، أنت نبع الرحمة على
    الغير فلماذا لم ترحم نفسك يا فادي نفوسنا ومخلصنا يسوع المسيح ؟ .

    يسوع في بستان جثيماني
    انظري
    يا نفسي وتعلمي ، انظري عواطف مخلصك الذي سبق فبشر الجماهير وشفي المرضي
    وفتح أعين العميان وأقام الموتى ، وعلم تلاميذه أقصي درجات الحب حتى أنه
    جلس أمامهم في العلية ليغسل أرجلهم ثم بعد ذلك أعطاهم ذاته طعاماً لهم .
    انظري يا نفسي كيف ينصرف إلى الصلاة في استسلام لمشيئة الأب ، ليتنا نتعلم
    منه الخضوع والتسليم المطلق لتتميم مشيئة الله .. ليتنا نتعلم منه أن نسبق
    كل أعمالنا بالصلاة .. لم يكن مخلصك بحاجة للصلاة ، ولكنه صلي للأب لكي
    يعلمك ضرورة الصلاة وكيفية الاختلاء بالله فالصلاة هي سلاح المؤمن المحارب

    بين بستان وبستان
    تعال
    بنا إذاً لندخل البستان ونتأمل في ذلك المنظر فأننا لا نجده مفرحاً بل
    محزناً هناك تقع عيوننا على مشهد يجرح القلب ويذيب الفؤاد ، هناك نبصر
    السيد المسيح ( آدم الجديد ) في البستان يعمل لا لكي يتنعم ، كما كان ( آدم
    الأول ) في جنه عدن ، بل يجاهد ليقدم الخلاص للبشر . فما اعظم الفرق بين
    هذين البستانين ، فالأول توفرت فيه كل أسباب الراحة والسرور ، والثاني أفعم
    بعلامات الحزن والكآبة بستان خصب وبستان مجدب ، بستان يستريح فيه المخلوق
    وبستان يتعب فيه الخالق ، بستان أبتدأ فيه شقاء الإنسانية وبستان خرجت منه
    ينابيع السعادة لبني آدم ، بستان فيه سقطنا وبستان فيه قمنا ، بستان فيه
    دين آدم ، وبستان فيه وفي يسوع عنه دينه .

    قال
    القديس أوغسطينوس : يا لحكم الله غير المدرك : يخطئ الأثيم ويعاقب الكريم ،
    يجرم الطالح ويجلد الصالح ، وما يرتكبه المنافق يحتمله الصديق ، وما
    يستقرضه العبد يدفعه الرب ، وما يلقيه المخلوق يلقاه الخالق .

    العار كسر قلبي
    هاهو
    مخلصك يصلي ، لقد طلب من تلاميذه أن يقاسموه الصلاة والأحزان حتى لا يكون
    وحيداً ، ولكنه وجدهم نياماً . عجباً كيف يتركك الجميع ياربي في هذا الآسي
    العميق ! كيف تخلوا عنك واحتملت الترك بلا رفيق .ليتك يا نفسي لا تنشغلي عن
    عريسك المسيح بأي عمل أخر حقاً ما اشد ضيق من يطلب التعزية من البشر لأنه
    لن يجد لديهم مراراً ألا زيادة المرارة .

    ربي
    كل ما تكابده من ضيقات كنت أنا المستحق لها ، ولكنك حملتها عني وهاأنت تقف
    أمام أبيك القدوس تلتمس رحمته حتى تسكن غضب عدله ، هاأنت تجاهد حتى صار
    عرقك كقطرات دم نازلة على الأرض ، لقد أكل آدم خبزه بعرق جبينه ( تكوين 3 :
    19 ) ولكن هذا العرق الممزوج بالخطية لم يقدر أن يشفيه ، فأتي الذي بلا
    خطية وعرق دفعه واحدة فنجاه من خطيته ، فيا نفسي ويا كل النفوس الخاطئة
    التي تنزل برب المجد مثل هذا العذاب ليتكم تتخذوا من عرق الرب دواء شافياً
    لأمراض خطاياكم فالعرق دليل الصحة وقرب الشفاء ، ليتكم تتخذوا من دمه
    خلاصاً وحياة ولا تدعوه يذهب ويضيع هباء

    ربي
    لقد تخلي عنك تلاميذك في البستان ولم يشاركوك آلامك ولم يسهروا معك ليعزوك
    ، هاأنا أسمعك تهمس مع داود النبي القائل " العار كسر قلبي فصرخت ، انتظرت
    رقه فلم تكن ومعزين فلم أجد " ( مز 69 : 20 ) وانتم يا محبي أسم المسيح
    تعالوا معي نصغي لما يشعر به مخلصكم ، أسمعوه وهو يقول مع ارميا النبي " يا
    جميع عابري الطريق تطلعوا وانظروا أن كان حزن مثل حزني " ( مراثي 1 : 2 )
    وأنت يا نفسي هل ستتخلين عنه مثل تلاميذه أم ستشاركيه الآلام ، أنهضي يا
    نفسي أليه ساعديه وجاهدي معه ، لن تصيري يا نفسي مثل هابيل أن لم تتعبي
    وتبذلي ذاتك ويصيبك شر قايين ، لن تدخلي أرض كنعان أن لم تعبري في برية
    الحياة لن تدخلي إلى المجد الأبدي أن لم تتألمي مع المسيح .

    لقد
    حزن يسوع لكي يحمل عنك أحزانك فبحزنه حصلت على الفرح . تجرع كأس الغضب حتى
    الثمالة ليمنحك كأس الخلاص فبموته نلت الحياة .. من جراحة المقدسة تستقين
    يا نفسي المغفرة والحياة فدمه يغسل ويطهر كل الادناس .. إلى جراحه المقدسة
    تأتى فترتوي ويضطرم فيك الحب فتحتمين وتستقرين على الدوام .


    تعالي
    إلى حبيبك رغم أحزانه ، تعالي ولا تخافي فلن يطردك لأنه رغم ضيقاته لم
    ينساك بل يفكر فيك وطلب منك الصلاة حتى لا تهلكي ، انظري أنه يفتح لك قلبه
    .. تأملي كيف يغسل ادناسك بجراحاته ، انظري كيف استعدت بدماه جمالك ، وكيف
    تفرح بك قوات السماء . أفرحي لأن قلب مخلصك يستريح تجاهك .

    لماذا خنت سيدك ؟
    انظروا
    هانحن نسمع وقع أقدام ، لقد ظهرت أنوار ومصابيح وبدت في الأفق شرذمة
    العصاه يتقدمهم يهوذا ، لقد أقتادهم إلى جثيماني ، كم ترجف الأوصال من هذه
    الخصال ، لقد أتخذ يهوذا من التقبيل علامة للغدر والتدليل حقاً تنبأ المرنم
    قائلاً " رجل سلامتي الذي وثقت به ، آكل خبزي . رفع على عقبه " ( مز 41 : 9
    ) وهاهو يعبر عن خبثه ومكره وتسليمه فيقول " ألين من الزيت كلماته وهي
    سيوف مسلولة " ( مز 55 : 21 ) .


    يهوذا
    لماذا خنت سيدك ؟.لقد دعاك وجعلك شيئاً بعد أن كنت مجهولاً .أعطاك نصيباً
    في عشرته وعلى يديه كنت محمولاً .من يديه أيها الشرير أخذت كل ما يطهرك ،
    ألم يكن ذلك كافياً حتى يردعك . لقد أعلن مراراً أن واحداً سيسلمه وكان
    يعرفه ، لم يطرحك خارجاً بل بيديه المباركة غسل إقدامك الملوثة . ماذا أنت؟
    هل أنت حجر ؟ أم حبك للمال قد ظفر ؟ لماذا تقف أمام مخلصك وتوجه له هذه
    الضربة ، حقاً تنبأ المرنم قائلاً " أحبائي وأصحابي يقفون تجاه ضربتي " (
    مز 38 : 11 ) .


    صفقة غريبة
    لقد
    كان بيع السيد المسيح غريباً ولم يحدث مثله من قبل .. ألا أنني أتذكر ذلك
    الشاب المسكين يوسف الجميل البار . ماذا صنع من الشر لاخوته الظالمين حتى
    أنهم باعوه.. ألا أن ذلك كان لأجل حمايته من الموت " ما المنفعة أن نقتل
    أخانا ، تعالوا نبيعه " ( تكوين 37 : 27 ) مهلا يا يوسف أن هذه الإهانة
    الغربية المملوءة ظلما لم تختص بك . بل حفظت لآخر . ذاك الذي كان عتيدا أن
    يسمي أبن الإنسان " وابن الإنسان يسلم ليصلب " ( متي 26 : 2 ) . أن جميع
    الناس الذين يبعوا حتى في الحروب أيضا . إنما بيعوا ليسلموا من الموت ،
    وهكذا بيع يوسف أيضا و لكنك يا سيدي يسوع المسيح لم يكن الأمر معه هكذا .
    فأنت الوحيد الذي يبيع للآخرين كخروف للذبح .. ونحن لماذا لا تتحرك جوارحنا
    حتى الآن أسفا علي هذه الإهانة العظيمة . آه منك يا يهوذا . آه منك أيها
    الخائن الشقي . انك لا تعلم ما هو حقيقة بيع رب المجد لأجل هذه الغاية
    الشيطانية ، ولكن إذا ما انفتحت عيناك وفهمت ذلك . فماذا يصير منك . ما
    أكثر ما تحزن وتتمرر . وما أكثر ما تتأسف وتتقطع غيظا وسخطا علي نفسك . أنك
    بلا شك ستطلب وتتمنى حينئذ أن تحظى بجلاد وتقدم له جميع الفضة التي جمعتها
    . ليصنع معك رحمة ويميتك قبل معلمك ، غير أنك لا تحظى بذلك , لأنك أنت
    ستصير جلادا لنفسك يا أيها الشقي .. لن تجد جلادا أخر أنسب لخنقك من نفسك .
    فهلم إذا للخنق يا شقيا
    هلم للخنق يا تعيسا يا منافقا . إذ ليس منه مناص ولا خلاص لأن هذا هو العقاب اللائق بخائن نظيرك .


    ولماذا نحن نخونه ؟
    لقد
    خنت سيدك وبعته بثلاثين من الفضة ، وأنت يا نفسي لماذا تخونين سيدك ألست
    تبيعينه بشهواتك ؟ بلذة عابرة ! ما قيمة هذه اللذة ؟ أليست هي الثلاثين من
    الفضة التي باع بها يهوذا سيدك . لقد قبلت ربك مرارا وأعلنت له الحب ،
    ولكنك لم تكادي تفارقيه حتى تستسلمي لا عداءه فتسلمينه لهم . أنك يا نفسي
    مثل يهوذا بالأمس تكونين معه واليوم تتجاذبك أشياء تجرحه وتفقدي نقاوة
    النعمة الثمينة . أنك مثل يهوذا اليوم من ربك تتناولين وفي الغد لأعداءه
    تستسلمين .


    آه يا يهوذا
    لقد
    بعت سيدك كخروف للذبح ثم ذهبت علي وجهك هائما لا تستطيع أن تخنق صوت ضميرك
    وهو يؤنبك علي جريمة ارتكبتها .. انظروا إلي الفادي وما يخالج نفسه من
    ناحية يهوذا . انظروا الحزن الشديد عليه عندما رآه منحدرا نحو الهلاك
    الأبدي بعدما قضي أياما طويلة في مدرسة الحب الإلهي .آه يا يهوذا ! لماذا
    لم تأتي وترتمي عند قدمي مخلصك حتى يغفر لك ؟ أن كنت لا تتجاسر أن تقترب
    منه خوفا ممن يحيطون به فالتفت علي الأقل تجاهه فكنت تري عينيه وهي محدقة
    فيك.


    وأنت
    يا نفسي وأنتم يا غارقون في الشر . يا من عشتم تائهين هاربين بسبب ذنوبكم .
    إذا كانت خطاياكم قد قست قلوبكم أو أعمتها . ليتكم تقفوا علي حالتكم ولا
    تدعوا اليأس يستولي عليكم بل انظروا إلي رب الحياة و استغيثوا بالرحمة
    فتحصلوا علي الغفران . انظروا فبينما كان هلاك يهوذا يغرق قلب يسوع في لجة
    الحزن . كان الجلادون القساة يلقون علي كتفيه الداميتين بالصليب الغليظ
    الذي عليه تم الفداء . لقد ترك يهوذا مسيحه وجري . هاهو يحاول إرجاع ثمن
    جريمته إلي الكهنة ، ولكنهم يشيحون عنه بوجوههم باحتقار أنه ينطلق إلي
    الهيكل ومنه إلي وادي هنوم . ذلك المكان الموحش المقفر ثم يتجه إلي منحدر
    الجبل حيث الصخور العمودية وحيث توجد الشجرة الشائخة اليابسة التي توقفت عن
    النمو . لماذا هذا يا يهوذا ؟ هل بين تلك الشجرة وبينك تشابه ؟ ليتك تهرب
    من هنا وتعود لسيدك تسترحمه . ماذا تصنع بذاتك ؟ لماذا تصعد علي قمة الصخرة
    ؟ لماذا تلف ثيابك حول حقويك ، أنك تخنق نفسك بربط ملابسك في الغصن وحول
    عنقك . أنك تلقي بنفسك من فوق الشجرة ؟ انظروا هاهو يتأرجح . لقد فقد وعيه .
    أنه لا يزال حي لم يلفظ أنفاسه بعد . أن الغصن جاف . انه يتكسر وهاهو
    الغصن يهودي حاملا من خان سيده . لقد سقط علي الصخور المسننة في الوادي
    فأخترقت أحشاؤه و خرجت من بطنه. ( للموضوع بقيه )

    ندعم النقل خارج موقعنا إيماناً منا بحرية نقل المعلومات على أن يتم الإشارة للمصدر الأقباط الأحرار عند النقل


    عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 20 أبريل 2011 - 3:09 عدل 1 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc رد: سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة - لابونا مرقس عزيز

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين 18 أبريل 2011 - 3:38

    تأملات في الآم رب الـمجد( 2 )

    سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة -  لابونا مرقس عزيز Trip13028838803f3a8b04442efe6577ec8f70f1861bf1fr._marcos
    لقد
    سلمت ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك . ولم يكن صمتك وتسليمك عن عجز أو ضعف فأنت
    القادر إذا تكلمت كلمة واحدة أن تسحقهم . لقد قلت حينما طلبوك " أنا هو "
    فرجعوا إلي الوراء وسقطوا علي الأرض ( يوحنا 18 : 4-9 ) فلماذا تترك نفسك
    بين أيدهم يمثلون بك بكل قساوه ؟ لماذا لم تطلب إلي أبيك فيقدم لك أثني عشر
    جيشا من الملائكة ( متي 26 : 53 )


    هاأنا
    أسمع صوتك الحنون يجيب قائلا " لهذا قد ولدت أنا ولهذا أتيت إلي العالم "
    .. نعم لقد احتملت كل ذلك وصبرت عليه حبا في خلاص جنس البشر .


    انظري
    يا نفسي إلي مخلصك وهو يسمع الحكم الصادر ضده بالموت أنظريه صامتا صابرا .
    انظري إليه وتعلمي من قلبه الرقيق واحفظي الصمت والهدوء أمام من يضايقك
    ويؤلمك انظري كيف يقف خالقك أمام المحاكمة . ألم يتنبأ النبي عن ذلك قائلا "
    الرب يدخل في المحاكمة مع شيوخ شعبه ورؤسائهم " ( أش 3:4 ) . انظري يا
    نفسي إلي يسوع يقضي جزء من الليل في السجن ، انظري الجنود يسبونه ويهزءون
    به وينزلون الضربات علي رأسه وجسده


    وأنت يا
    نفسي يا عروس المسيح ليتك تقتربي من عريسك في حبسه وتقدمي له دليل حبك .
    ليتك تتركي قلبك له حتى يتخذ منه سجنا له . أوثقيه بقيود محبتك . ظلليه
    بلطفك . سكني جوعه بسخائك أروي عطشه بتوبتك . عزي حزنه بطهارتك واستقامة
    أفكارك . حينئذ تسمعين صوته يقول لك يا عروسي أنت اليوم راحتي وسأكون إلي
    الأبد راحتك ، لقد كنت حارسا أمينا وأنا سجينا في قلبك لذلك هاأنا امسح كل
    دمعة من عينك وأقيمك معي . أدخلي معي إلي فرحي . أدخلي فرح سيدك


    بذلت ظهري للضاربين

    صمت
    يسوع وصبر علي لطمات الجنود والخدم ، غطوا وجهه وأمعنوا في إيذاءه النفسي
    والجسدي . تهكموا عليه بقوارص الكلام .. لقد سبق أن أنبأ النبي بذلك "
    ينظرون إلي وينغصون رؤوسهم " ( مز 109 : 25 ) لقد أخذوه وسيله للمزاح
    وأكثروا من ضربه " قائلين تنبأ عمن لطمك " ( مت 26 : 67 ) ولكنه لم يجيبهم
    فاتخذوا من صمته دليلا علي كذب دعواه " أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . كشاه
    تساق إلي الذبح وكنعجة صامته أمام جازيها " ( أش 53 : 17 ) .


    لم
    يتكلم الرب يسوع لأنه لم يجد المبرر للدفاع عن شخصه لقد كان يعلم أن بيلاطس
    حتى لو أقتنع ببراءته فلن يستطيع أن يخلي سبيله حيث تنقص بيلاطس الشجاعة
    الأدبية الكافية أمام هذا الشعب الثائر والرؤساء الحانقين . وحقا تنبأ
    المرنم قائلا " وأكون مثل إنسان لا يسمع وليس في فمه حجه و كأصم لا أسمع
    وكأبكم لا يفتح فاه " ( مز 38 : 14 ) .


    لقد صمت
    يسوع صمتا عجيبا حتى استهانوا به أسوأ استهانة . لقد بصقوا عليه وجلدوه
    فتحققت نبوة النبي القائل " بذلت ظهري للضاربين وخذي للناتفين ، وجهي لم
    أستر عن العار والبصق " ( أش 50 : 6 )


    هل قرعت صدرك ؟

    بينما
    الفادي الحبيب يئن في الآمة وأوجاعه بل وهو غائص وغارق في دمائه كان
    الواقفون لا يرون فيه سوي جسد مائت .. فماذا رأيتم أنتم فيه . هل بخلتم
    عليه بقطره من دموعكم النابغة عن قلب جريح حزين . أما أن قلوبكم أصبحت صلده
    متحجرة ليتنا نعلم يقينا أن الجلادين المبغضين الذين بأيدهم فتحوا عروقه
    ومزقوا جثمانه وخلعوا عظامه كانوا منحدرين من الجبل برؤوس منحنية قارعين
    صدورهم كحال أناس متخشعين حسبما أخبر القديس لوقا الإنجيلي بقوله " رجعوا
    وهم يقرعون صدورهم " ( لوقا 23 : 48 ) .. فكيف يمكن أن لا تتخشعوا أنتم
    أيضا . وأنتم لستم بذوي وحشية بهذا المقدار أنني المح علي عيونكم قطرات
    يسيره من الدمع داله علي الزفرات والعبرات الوافرة التي تريد ان تبرز منكم .
    فأطلقوا لها العنان ولا تمسكوها فليس هناك وقت للبكاء أعظم من وقت التأمل
    في آلم فاديكم


    كلاب ثائرة وأسود مفترسة

    قام
    الجند والقائد وخدام اليهود وقبضوا علي يسوع ككلاب ثائرة وأسود مفترسة
    وشدوا يديه بالحبال شدا عنيفا حتى كاد ينسلخ جلده . لقد قال عن نفسه " روح
    الرب علي لأنه مسحنى لأبشر المساكين . أرسلني لأشفي المنكسرى القلوب .
    لأنادي للمأسورين بالإطلاق " ( لوقا 4 : 18 ) . من أجل هذا سمح لهم السيد
    المسيح أن يوثقوه ليحل محل الإنسان المأسور في الخطية والمربوط بوثاق الإثم
    .


    أية يد
    تلك التي تجاسرت أن تربط تلك اليدان اللتين لم تصنعا سوي الخير والإحسان ؟
    آه يالقساوة قلبي أنا الشقي . لأني أنا هو الذي ربطت يديك المقدستين يا
    الهي ومخلصي . كم من مرة أردت أن تمد لي يدك بمواهب نعمتك . أما أنا فربطها
    ورددتها بفتوري وغفلتي عما يجب علي من المعرفة والشكر لجودك واحساناتك .
    فامنحني يارب منذ الآن نعمة لكي أطيع إرشاداتك المقدسة ولا أخالف أرادتك
    الطوباوية ، مد لي يارب يدك وأفعل بي ما تشاء فأني أبنك الخاضع لك .


    بالسياط والأشواك الحديدية

    حكم علي
    الفادي بالصلب ، وكعادة الرومان كانوا يجلدون من يصدر ضدهم مثل هذا الحكم ،
    وكانت آلام الجلد قاسية حيث يربطون المحكوم عليه بعامود منحنيا ويضربونه
    فوق ظهره بالسياط ، وما أقس ذلك السوط الروماني . أنه مضفورا من أوتار
    الثيران وفيه عقد بداخلها قطع من العظام . وكلما يقع السوط علي ظهر المضروب
    العاري يحدث فيه آلاما عميقة . وكثيرا ما كان يغشي علي المجلودين أو يقضي
    عليهم من الألم وكان الجالدون من عساكر الرومانيين الذين لا يشفقون علي أحد
    من اليهود وكان بعضهم يحرض بعضا علي أن يجرحوا الجراحات ويقرحوا القروح
    إلي أن يصلوا إلي تقطيع الأمعاء . فلنتأمل المخلص الضابط الكل ، الكاسي كل
    نسمة عريانا مربوطا بعامود والجنود يتناوبون في جلده علي كتفيه وصدره
    المقدس تارة بالسياط وطورا بالحبال ذات الأشواك الحديدية وأخري بالسلاسل
    حتى ترضضت أعضاؤه وتناثر لحمه وسال دمه .أنني أتساءل في دهشة . من أي جنس
    كان أولئك الجنود ؟ و من أي نوع من الصخر كانت قلوبهم .


    إكليل الشوك

    عندما
    تعب الجلادون من الضرب ضفروا له إكليلا من الشوك وغرزوه في رأسه . تأملوا
    ذلك الجسد العليل . صاحب الحمل الثقيل والرأس الكليل .. ألهي كيف يجري علي
    الصليب دمك الغالي الثمين كيف يتوج بالشوك ذلك الجبين . تأملي يا نفسي
    مخلصك محكوما عليه ومدفوعا للعذاب والجلد و كأن هذا العار كله لم يكن كافيا
    فزادوا عليه إكليل من الشوك وثوب الأرجوان واعتباره مجنونا.المرأعطوه
    وبالحربة طعنوه وبإكليل الشوك كللوه ومن هو؟ انه أبن الله خالق هذا الكون
    وضياه


    أغرز أشواكك في رأسي

    كيف من
    أجلي يا ربي تأتي من علاك . تقيل عاري وتكلل بالأشواك ، لم تهرب من الإهانة
    بل لأجل خطاياي قبلتها . فما أضل الذين يقولون أنهم مستعدون أن يعملوا ما
    تريد وأن يتبعوك وينضموا إليك وهم يغرسون في رأسك أشواك الإكليل بحياتهم
    المملوءة رياء وتضليل … ربي أن رؤوسنا المملوءة بأفكار العالم هي المستحقة
    للأشواك لذلك أسألك يا الهي أن تغرز أشواك في رأسي حتى تنزع من حياتي
    أهوائي ورغباتي . يا مخلص الأمين . لقد قال عنك داود مخاطبا إياك " وبمجد
    وبهاء تكلله " ( مز 8 : 5 ) فكيف أراك الآن مكللا بإكليل الشوك . أنت الذي
    كللت الإنسان بكل خير وبركة ؟ كيف يكافئك علي صنيعك بهذا الإكليل القاسي ؟
    أيها الخطاة امزجوا هذا الدم الجاري من رأس مخلصكم بدموعكم وعبراتكم ،
    وانحنوا إجلالا لهذه الرأس المكللة بالشوك ، فأنها هي الرأس المرتفعة فوق
    جميع الرؤوس والمتعالية علي كل علو .


    ملعونة الأرض

    قبلت
    يارب الأشواك لتحمل لعنة الأرض وترفع الهلاك . ألم يتلقى آدم حكم الآب
    قائلا " ملعونة الأرض بسببك شوكا وحسكا تنبت لك الأرض " ( تك 3 : 17 , 18 )
    لقد قبلت الشوك حتى تزيل هذا الحكم ودفنت أيضا في الأرض حتى تنقل لها
    البركة عوضا عن اللعنة . الهي يا من تمزق جبينك عن تاج الأشواك . ليت
    الجميع يعرفون حبك الفائق الإدراك .


    يالقساوتي

    يا سيدي
    يسوع المسيح : من ذا الذي ظلمك بهذا المقدار ؟ من قسا عليك هذه القساوة ؟
    من الذي آلم رأسك بهذا الألم الذي لا يطاق ؟ حقا أني أنا الذي أنزلت بك كل
    هذه الإساءات بكثرة آثامي وذنوبي . أنا الذي غرست بهامتك المقدسة هذه
    الأشواك الحادة ، بأفكاري النجسة وارتفاع رأسي بالكبرياء والتشامخ . أنا
    الذي سبكت الدموع من عينيك بنظري إلي الأباطيل أنا الذي أحزنتك بسروري
    بملاذ الدنيا الباطلة فيا لقساوتي يا مخلصي أن خطاياي هي الشوك الذي يوخز
    رأسك المقدس ويثقبه . كم من مرة سخرت بك كاليهود بوعودي الكاذبة وتعهداتي
    الباطلة ، كم من مرة نذرت نفسي لك ونكثت العهد ؟ فأعني يا الهي ولترافقني
    نعمتك لأتقدس بروحك وأحيا لك حياة جديدة أقدم لك فيها ثمر الإيمان والرجاء
    والمحبة .


    في طريق الجلجثة

    الهي
    أني أطوف بطريق الجلجثة المؤلم حيث تساقط دمك ليرحمني . في هذا الطريق
    أسمعي يا نفسي رب المجد وهو يقول " أن ثقل الصليب قد أوقعني علي الأرض
    مرارا ولكن الغيرة علي خلاص النفوس تنهضني لإكمال الطريق " . كم اندهشت
    الملائكة من محبتك لهذه النفوس الهالكة . وأنت يا أخي يا من تسير في نفس
    الطريق وتحب المسيح ليتك تشاركه العذاب حتى تنتعش روحك وتقوي وحتى ينتصر
    هذا الحب، ليتك تتحد بالآمه حتى تجد لك السند علي احتمال أشواك الطريق .


    أعطني أن أبكي

    لقد كان
    المنظور للعالم أن المسيح يحمل الصليب فقط ، ولكنة حقا كان يحمل آثام
    البشر عامة . فالجسم يحمل الصليب والنفس تحمل خطايا البشر ، جسمه يتحمل
    أتعاب أجسامنا ، ونفسه تتحمل أتعاب أرواحنا . فهو أراد أن ينوب عنا في تحمل
    أثقال أجسادنا وأرواحنا بجسده وروحه .


    أيها
    الحمل الوديع : لقد أعياك التعب لما ذهبت في طلب نفس واحده حتى استرحت علي
    بئر يعقوب . أما الآن وأنت تسعي في طلب كل النفوس فلماذا لا تجلس لتستريح
    من طول الأسفار ومضض الجلدات مع شدة الألم والعناء ، فأعطيني إذ لم أشاركك
    في أتعابك أن أبكي علي الأقل علي ذنوبي وأندم عليها شديد الندم لأنها هي
    التي جعلتك ترزح تحت ثقلها .


    العار المذيب وجوف اللهيب

    انظروا
    يا كل النفوس الراغبة في أتباع يسوع ، تأملوا جسده المنسحق وجعا يسير بلا
    قوة ، غارقا في بحر من العرق والدم . لقد تحمل الهزء والعار المذيب حتى
    يخطف نفوسنا من جوف اللهيب . أنه يتألم ولا أحد يرق لآلامه . الجموع حوله
    كذئاب جائعة متعطشة لالتهام فريستها ولا أحد يرحمه . انظروا كيف ينهضونه من
    سقوطه ليسقطوه ثانيا . هذا يجذبه من ذراعه وذاك يشده من ثيابه اللاصقة
    بجراحه وغيره يضغط علي شعره هذا يلكمه وذاك يركله . يسقط عليه الصليب
    فيسحقه تحت عبئه وحجارة الطريق ترضض وجهه وغيار الطريق يختلط بدمه الأقدس .
    كل هذا حتى يفتديني أنا العبد الأسير ولأجلي ارتضي سيدي أن يصبح رجل
    أوجاع ينظرون اليه كحقير .


    انظروا الجلادون

    انظروا
    الجلادون وهم يقبضون علي ذراعيه ويتجاذبونها هاهو رأسه يترنح مع كل جذبة من
    جهة إلي أخري وأشواك الإكليل تزداد غورا في رأسه . اسمعوا يا آذان .
    أسمعوا صوت المطارق التي تسمر يدي المخلص علي الصليب . أنها ترن حتى في
    أعماق الأرض . ان صدي كل طرقه يبدو في القلوب كطرقه أخري .انظروا السموات
    وهي ترتعد والملائكة تخر ساجدة أمام هذا المشهد الرهيب . هاهم يجذبون رجليه
    في عنف . لقد انفتحت الجراح ، وتمزقت العضلات وتخلعت العظام من شدة الآلام
    ، لقد ثقبوا رجليه وأحاطوا به بشهوة غريبة . فياليتك يا نفسي تنظري إلي
    هذين القدمين واليدين الممزقتين الداميين . انظري الي هذا الجسد المكسو
    بالجراح وهذا الرأس المغطي بالأشواك والتراب والعرق والدم .


    ليتك
    تنذهلي من هذا الصمت العميق فلم تخرج من فمه شكوى ، ليتك تندهشي لهذا الصبر
    والخضوع الذي تحمل به ربك العذاب القاسي ، ليتك تدركي أن هذا المعذب
    الجريح هو خالق الإنسان ، ومبدع الأكوان ليتك تدركي أنه لكثيرة ذنوبك وقف
    متألما أمام سيف العدل الرهيب وقد ذاب قلبه كالشمع أمام اللهيب .


    اسألوا الأمهات

    انظري
    يا نفسي هذا اللقاء العجيب بين العذراء مريم ويوحنا الحبيب أنه يحاول أن
    يخفف عنها آلامها بعدما فتت الحزن قلبها اسألوا الأمهات عن شعورهن تجاه
    أبناءهن حتى تدركون كم قاست العذراء أسمعوها وهي تقول أنه أبني حملته رضيعا
    وأطعمته صغيرا وخدمته طفلا وربيته صبيا ورعيته شابا وبعدما خرج للعالم
    رجلا أراه يتقدم ذبيحا وحملا . ما أحد السيف الذي يجوز في قلبي أن جلدات
    الجنود لجسده إنما هي جلدات الحسرة لقلبي وقطرات الدم السائلة من جنبه إنما
    هي أنهار العبرات في عيني أنني لا أحتمل أكثر من هذا أن أنفاسي لا تخرج من
    صدري لا أحتمل رؤية الجلادون وهم يجلدون أبني وحيدي ربي والهي


    انظري
    يا نفسي هاهي تتقدم لأبنها وهو حامل صليبه محاولة أن تقبله ، ولكن هذه
    الجندي الغليظ القلب يدفعها إلي الوراء بلا رحمة أو شفقة . انظروا حزن الأم
    علي وليدها و وحيدها كيف احتملت أن تسمع دق المسامير في يديه . أي آذان
    تلك التي احتملت صوت هذه المطارق . انظروا كيف التقت عيني يسوع و أمه
    الباكية . ما أصعب هذه النظرة علي كليهما . هاهي العذراء لا تتحمل أكثر من
    ذلك . انظروها وهي تنهار وتسقط في الطريق باكية ثم ترفع عينيها إلي السماء
    صارخة ، ولكن نظرة يسوع لها تشجعها فرغم آلامه وعذاباته فهو دائما سر
    العزاء . في نظرته تذكرت كيف أنبأها سمعان الشيخ قائلا " وأنت أيضا يجوز
    نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة " ( لوقا 2 : 25 ) … لقد تذكرت كيف وهي
    ترضع يسوع من لبنها البتولي كانت تردد مع نفسها أن هذا اللبن الذي ترتشفه
    الآن سوف يصير دما يهرق مثلما تقول عروس النشيد " صره المر حبيبي لي بين
    ثديي بيت "( نش 1 : 13 ) لقد كانت نظرة يسوع لها بلسما لجروحها ودواء
    لأسقامها.


    في هذه
    البقعة يا ربي التقيت مع أمك البتول . ما أقساه لقاء. لقاء يستشهد فيه
    قلبيكما ولكنكما انتصرتما لأن اتحادكما بالعذاب كان مقويا لكما فانتصر الحب
    رغم شدة الألم . ( للموضوع بقيه )
    rere meky
    rere meky
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 628
    البلد - المدينة : القاهرة_مصر
    عدد الرسائل : 893
    شفيعك : العذراء مريم والبابا كيرلس
    تاريخ التسجيل : 02/01/2009

    cc رد: سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة - لابونا مرقس عزيز

    مُساهمة من طرف rere meky الإثنين 18 أبريل 2011 - 16:13

    سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة -  لابونا مرقس عزيز 141268

    ارحمنا يا الله
    سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة -  لابونا مرقس عزيز Slide11le9
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc رد: سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة - لابونا مرقس عزيز

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 20 أبريل 2011 - 3:06

    تأملات في الآم رب الـمجد ( 3 )

    يسوع والصليب
    انظري يا نفسي وأصغي لما يقوله مخلصك وهو علي الصليب انظري
    قطرات الدم السائلة من جنبه واسمعي أصوات الأنين الصاعدة من قلبه . انه يئن
    . أسمعيه وهو يهمس قائلا أنه حمل ثقيل ، ولكن حبي لنفوس البشر أعظم منه .

    ليتك يا نفسي تقابلي عذاباتك بما لديك من حب لمسيحك ، ولا
    تدعي الضعف يطفئ لهيب هذا الحب بل تقدمي إلي حبيبك يسوع وانحني أمام صليبه
    بخشوع وخاطبيه قائلة يا من تظهر من أجلي مصلوب . دق قلوبنا بكفك المثقوب .

    أصغي يا نفسي إلي حبيبك المسيح فهو يدعوك لتقاسميه الصليب ،
    فهل لك من الغيرة علي خلاص النفوس ما يقويك علي مواصلة التقدم في الزهد
    ونكران الذات أم أن حبك الشديد لذاتك يوقعك تحت ثقل الصليب . أسمعيه يقول
    لقد سمرت يداي فوق صليب من خشب وارتضيت إكليل الشوك بدلا من تاج الذهب
    لأفتديك من نار الغضب وأنقذك من جحيم اللهب . انظري يا نفسي الصليب والرب
    راقد عليه انظري الجنب المطعون والدم مسفوك عليه انظري الرأس المكلل
    بالأشواك وانظري يديه .انظري كيف أرتضي ربك أن يحمل هذا العبء الثقيل الشاق
    وقد أنهار جسده وفقد قواه انظري وتعلمي وانهضي إذا نقصتك الشجاعة إزاء ما
    يجب أن تبذليه من الجهد ضد أهواك . اعلمي أنك عندما تتقيدين بالصليب فان
    ذلك يقودك الي هناء أبدي . تمسكي بالصليب قائلة له . بك احتمي وعليك ارتمي
    فأنت مجدد الآمال ومحي النفوس من الزوال فأنت المسيحية ولا مسيحية بغير
    صليب . بالصليب صلبت يارب العالم لنا فلم يعد للعالم أن ينتصر علينا
    وبالصليب صلبت فينا الميول الشريرة تجاه العالم فالصليب يقف متحديا وسط
    الظلام واللهيب والصليب هو الذي غلب الهاوية وأبطل الموت وصرع الجحيم .

    علي الصليب أخترق المسمار يدي ورجلي المخلص حتى وصل إلي الخشب
    كل ذلك ليحجز هول الغضب . فليتك يا أخي لا تفتخر ألا بالصليب فهو حماك
    وحافظك من الشقاء والنحيب ليتك تتمسك بالصليب مهما سخر البعض منه أو سبوه
    لأن الصليب عند الهالكين جهالة ليتك تتشبه بالقديس بولس الرسول الذي لم
    يفتخر بحسبه أو نسبه بل اعتبر كل شئ نفاية . لم يفتخر بعلمه أو ثقافته بل
    قال قوله المشهور حاشا لي أن أفتخر ألا بصليب ربنا يسوع المسيح .

    نزعوا ثيابه

    تأملي يا نفسي وانظري كيف نزع عنه الأشرار ثيابه وهو صامت فهل
    تقبلين أن تتجردي من كل رغباتك وخيراتك . ليتك تقبلين التجرد فحينئذ
    سيلبسك رب المجد ثوب الطهارة ويغمرك بكنوز نعمته . اذكري يا نفسي أن إلهك
    تعري حتى يغطيك بنعمته وينزع عنك عريك . انظري إلهك وقد عروه من أجل سقطة
    آدم التي عرته ومن أجل سقطاتك التي تعريك الآن . ربي أني أسألك أن تعريني
    من ثوب الخطية والنفاق وتلبسني حلة البر والمحبة حتى ألقاك .

    علي قمة الجلجثة

    انظري يا نفسي هاهو ربك وحبيبك علي قمة الجلجثة يتقدم إلي
    الموت . لقد عامل البشر بالصبر والوداعة فقابلوه بالقسوة والشماتة . بذل في
    سبيلهم كل الحب فكللوا له إكليل من الشوك حمل عنهم أوجاعهم فحملوه أيضا
    الصليب . رفع يديه بالصلاة فسمروهاعلي الصليب بالمسامير . تصوروا انهم لم
    يبقوا لك يا الهي شيئا فحتي الحريه ظنوا انهم اخذوها منك . فأنت امامهم ليس
    لك ان تحرك يديك او رجليك ... مهلا يا نفوس . مهلا يا تعابي بالخطايا .
    فالحقيقه أنهم لم يقيدوه . بل أنا . أنا الذي قيدتك يا الهي . خطاياي هي
    التي قيدتك . حبك العجيب هو المسامير التي شدت جسدك علي الصليب لأجل فدائي .

    أنه يتأرجح في الهواء

    انظروا ما ذا يحدث حولكم أنها ظلمة عجيبة تحيط علي الكورة
    المحيطة بأورشليم أنه أمر غريب أن تختفي الشمس والقمر بدرا حقا لقد شاركت
    الطبيعة وأعلنت حزنها فاختفت الشمس حزنا علي شمس البر وأختفي النور حزنا
    علي نور العالم .

    انظروا هام يرفعون الصليب رويدا عن الأرض هاهو يترنح يمينا
    ويسار. أنه يتأرجح في الهواء بين الأرض والسماء انظروا أنهم يهبطون به في
    حفرته هاهو يهبط ويغوص انظروا رب المجد علي الصليب لقد أعتلي عرشه المجيد
    وصعد منبره الجديد وهاهو يستعد لإلقاء عظته الأخيرة أنصتوا وانظروا إلي
    آلامه المريرة … انظروا وهو يتجه ببصره إلي عبر وادي يهوشافاط أنه ينظر
    قباب الهيكل عبر الجانب الآخر من الوادي هاهي أشعة الشمس التي ستحجب بعد
    قليل هاهي أسوار الهيكل . هاهم التلاميذ خائفين مرتعدين هاهم جنود الرومان
    يقترعون علي ثيابه ، هاهي المجدلية باكية ماذا يحدث الآن . لقد أستعد
    المخلص للعظة ، هاهي السماء أظلمت . الصمت يسود المكان لقد توقف الزمان .
    الناس في ذعر ماذا يا ربي هل تبحث عن الكلمات ؟ هل تبحث عن أي شئ ؟ كلا
    أنني أبحث عن الخطاة أبحث عن أحبائي لذلك سأطلب أولا من الأب قائلا يا
    أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون .

    كيف يا ربي تصلي لأجل أعداءك لقد أطلقوا عليك كل بغضهم وحقدهم
    وهاأنت تطلب من الآب أن يطلق عليهم كل رحمته وقوته . كيف تصلي عن الخطاة ؟
    اسمعوه يقول من أجل هؤلاء أتيت . ما أعجبك اله . وهو علي الصليب يدعو لمن
    أجروا دماه .أغفر لهم يا أبتاه . انظروا أسمعوا ها هو سيتحدث مرة أخري
    أسمعوا ماذا يقول . اليوم تكون معي في الفردوس . حتى كلمتك الثانية يارب
    كانت للخاطئ . هنيئا لك أيها اللص .أنعم ففي انتقالك أيضا كنت لصا حيث سرقت
    المجد .

    لن أنزل عن الصليب

    ربي أني أحاول أن أنزلك عن الصليب ، ولكنني لا أستطيع ذلك ..
    أن المسامير ممسكة بيديك وقدميك. ما هو السر ؟ لماذا هذا يا ربي ؟ أسمعوا
    يقول لن أنزل لأنني لهذا اتيت . أيها الأحياء انظروا يديه المثقوبة وجنبه
    الذي طعنوه … انظروا قدميه المسمرة وظهره الذي جلدوه ويا ليتكم لا تسمروا
    يدي المسيح عندما تسمروا أيدي خدامه التي تأتي لكم بصوته ليتكم لا تدقوا
    أقدام المسيح عندما تدقوا الأقدام التي تبحث عنكم في طرقات الخطية ليتكم لا
    تطعنوا المسيح عندما تطعنون سفراءه المرسلون إليكم ليتكم لا توثقوا يدي
    المسيح عندما تمتد لإنقاذكم … ليتنا بالصليب نفتخر ولزخارف العالم نحتقر.

    ما هو موقفك من المصلوب

    وأنت يا نفسي ما هو موقفك من مخلصك ، يوحنا المعمدان شهد عنه
    بأنه حمل الله وبأنه لا يستحق أن يحل سيور حذاءه . يوحنا الحبيب دعاه أسداً
    ، داود دعاه صخرة وملجأ ( مز 13 ) أشعياء دعاه مخلص ( صم 12 ) يهوذا أكرمه
    سيده فسلمه بطرس إنذاره إلهه فأنكره ، فماذا أنت يا نفسي فاعله به ؟ هل
    تنكريه عندما يثور العالم ضده ؟ هل تفضلين العالم عليه ؟ انظري إلى السماء ،
    إلى قصدك وغايتك واطلبي ألهك و مسيحك فستجديه دائماً يحدق النظر إليك .

    الهي ، عروك وأنت حله البر الأكيد وكسوه المؤمن السعيد .
    جروحك وأنت الطبيب الشافي ومعطي الضياء الصافي أحزنوك وأنت مفرج الكروب
    وطبيب القلوب ، سقطت تحت الصليب وأنت رجاء الساقطين وعلاج المسقومين
    .احتقرت وأنت معطي الانتصار وواهب الافتخار . الهي ما أعظمك ، إلهي ما
    أعجبك .

    أنا عطشان

    ربي يسوع . هاأنا أسمعك تقول أنا عطشان . الذي فجر الماء من
    الصخرة الصماء يعطش . نهر النعمة وبحر البهجة يقول أنا عطشان ؟ يا مروي
    العطاش كيف عطشت ؟. قدموا لك خلاً وعني شربت .أنا أعلم أنك عطشان إلى نفسي
    وإلى كل نفس تائهة .فها أنا أقدم لك ذاتي . فأنا العطشان لمجدك . عطشان
    للانطلاق إليك والحياة معك . كما أنت عطشان إلى النفوس .

    لقد بذلت يا رب دمك حتى آخر نقطة منه لتروي عطشنا . ليت هذه
    القطرات الثمينة تسقط على صحراء حياتنا فترويها فتنبت وتأتي بالثمار ويرتوي
    الجميع . هل أنت يا رب بحاجة إلى مياه لتشرب و أنت ماء الحياة ؟ كلا .. إن
    ما يرويك هو توبتي ورجوعي . فهل لازلت يا نفسي مصممة على عطش إلهك أم تهبي
    لترويه ؟ . ليتك يا نفسي ترويه بتوبتك وتطفئ ظمأه بكسب مزيد من النفوس إلى
    حظيرته .

    قد أكمل

    على صليب الجلجثة كل قصاص البشر يا رب
    قبلت أن تحمل وتممت قصد الآب القدير وصرخت قد اكمل . رددت هذه الكلمات للآب
    معلناً مشيئته وحملتها أنفاسك إلينا مقدماً لنا التهنئة بخلاصنا وتحريرنا .
    وعندما صرخت يا رب بهذه الكلمات كان الكهنة في الهيكل يخدمون . وكان وقت
    تقديم الذبيحة المسائية هاأنا أنظر الكاهن اليهودي مرتدياً ملابسه المقدسة .
    إنه ينظر إلى الحمل الذي يرمز إلى شخصك الحبيب هاهو يتفحصه . هل هو صحيحاً
    وبلا عيب ؟ إنه الآن يستعد لتقديم الذبيحة فها هو يقف رافعاً سكينة .
    تماماً مثلما فعل إبراهيم مع وحيده اسحق .هاأنا أنظر الشعب الواقف باهتمام
    ينظر إلى الذبيحة بكل احترام . هاهو الكاهن يهوى على الذبيحة بالسكين . لكن
    ماذا حدث ؟ إنه شيء غير عادي . هاهو الذبيح لا يذبح إن الأرض ترتجف وتهتز .
    وحجاب الهيكل من أعلاه إلى أسفله ينشق . لقد سيطر الرعب على كل شيء .
    الكاهن يرتعد والسكينة في يديه ترتعش إنها تسقط من يديه المضطربة . هاهو
    الخروف يهرب بعيداً . انظروا لقد التقى الرمز بالمرموز إليه لقد مات ابن
    الله فعتق الخروف وعاد إلى الحياة . لقد بطلت الذبائح بعدما قدمت الذبيحة
    العظمى . لقد أنفتح الطريق إلى الأقداس وأعد للجميع طريق جديد أعظم . فإنه "
    بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً "( عب 9 : 12 )

    أنا الذي صلبتك

    لا تقولي يا نفسي أنك بريئة من دم المسيح .
    فأنت كنت هناك معهم . هناك عند الجلجثة يوم صلبوه وعذبوه . بل كنت من
    أولئك المجرمين الذين اشتركوا في مؤامرة صلبه وأشرفوا على تنفيذها . فالذي
    صلبك يا رب هو في الحقيقة مجموعة من الخطايا استعبدت أشخاصاً فنفذوا
    أوامرها .قيافا خضع لرعاية مصالحه الخاصة وأغراضه الشخصية فأنى بشهود زور .
    هيرودس خضع لنجاسته وشهواته المرزولة فاستحقرك مع جنوده . بيلاطس خضع
    لخوفه وجبنه فأستسلم وأطلق باراباس الأثيم وصلبك أيها الكريم .وأنا يا رب .
    ليتني أكون مثل إندراوس عندما يسألونني عنك فأقول أني وجدته ولا أكون مثل
    يهوذا فأجيب أني أسلمته .او مثل بطرس في سقطته فأقول أني أنكرته .ولا مثل
    توما المتشكك فأقول أني كذبته . ليتني أكون مثل المعمدان فأقول أنني لست
    مستحق أن احل سيور حذائك .

    وأنت يا أخي كم سفكت دماء مسيحك وصلبته
    وعذبته بخطاياك . ( كم أنكرته ) في ضعفك وجهلك . كم خنته بسبب القليل من
    الفضة أو جرياً وراء المصالح والمال . كم خجلت من إعلان اسمه في حماقة وجبن
    واستسلام .

    وأنت يا إلهي سامحنا من أجل دمك الذي سفك
    لأجلنا والذي اشتركنا في جريمة سفكه فمحبتك الكبيرة تستطيع أن تغفر كل هذا
    ودمك الطاهر يستطيع أن يخلص العالم إلى التمام فيستطيع كل مؤمن أن يردد مع
    الرسول قائلاً " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في "
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc رد: سلسلة تأملات في الآم رب الـمجد من احد الشعانين الى الجمعة العظيمة - لابونا مرقس عزيز

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 20 أبريل 2011 - 20:45

    يوميات أسبوع الآلام (4) ثلاثاء البصخة - ترتيب البيت الداخلي

    يبست التينة في المساء و إكتشف التلاميذ ذلك في الصباح. ففي النور نعرف ماذا حدث في الظلمة و في النعمة تعرف خطورة اللعنة.
    رأوا في الغد الذبائح عادت إلي الهيكل و الصياح و الباعة. فالرمز لا زال مختوماً.و إبليس لغته التحدي لا يكتفي أبداً في الشر.
    كانت الأحجار كما هي لم تنهدم.. أيها السيد قلت بالأمس أنها ستنهدم. ليتها تنهدم تلك الأحجار الشقية.
    أهاجوا عليك الغوغاء.و إتهموك عند الثعلب هيرودس أنك
    تستهتر بالهيكل الذي بناه أبوه في ستة و أربعون سنة.عجباً لشعب يكرم من
    يقاتله بالسخرة و يبجل من يعامله بالمذلة ثم يرفض المحب للخطاة الشفوق علي
    المنبوذين.
    لعازر يتبع المخلص. لا يفارقه لحظة. عيناه في عينيه. و كله مشدوداً منجذب إليه بالعقل و ما فوق العقل.
    يسأل التلاميذ مخلصنا في عجب. حسناً لن نفتخر بالهيكل ثانية لأنك قلت أنه سيبيد. قل لنا يا سيد ما هي علامة هذا الخراب؟
    يجيب المخلص. أنظروا لا تصدقوا من يقول لكم هوذا هاهنا
    أو هناك ثم بدأ يفسر لهم العلامات. و عينا لعازر تعرف المعاني و العلامات
    أكثر من الجميع.
    حين يكون الحديث عن الأبدية فإن لعازر شاهد عيان.
    رأي و عرف و سمع و عاش هناك و عاد بعد أربعة أيام .إنه يعرف جيداً علامة الخراب و كذلك علامة مجئ إبن الإنسان.
    علامتان. الأولي عن أورشليم الأرضية و الثانية عن أورشليم السمائية.
    الأولي عن خراب أرضي يسبقه جلبة و ضوضاء و حرب. و الأخري مسكن أبدي من صنع يد الله ذو المجد الأبدي.
    إذا رأيتم أورشليم تخرب فلا تبحثوا عن نجاة فيها.
    إهربوا عنها.فلا نجاة في أورشليم فيما بعد. لقد صارت لنا مدينة غيرها
    للنجاة الأبدية عوضاً عن الأرضية التي إنحصر اليهود بها و تفاخروا علي
    الأمم بسببها.النجاة الحقيقية في الهروب إلي السماء.
    في أورشليم الأبدية يفتخر الساكنون فيها بالرب. هي تجمع كل القبائل و الألسنة و الأجناس.
    المعني في قلب لعازر
    أيها البار لعازر هل أبصرت علامات الخراب هذه و علامات مجئ إبن الإنسان أيضاً؟
    لعازر يعرف الخراب. لقد شاهد جهنم و هو في الجحيم. كانت
    هناك هاوية أسفل الجحيم. نار أبدية معدة لإبليس و جنوده و من يقلدهم في
    الشر. كانت الأرواح في الجحيم تبصر هذه الهاوية فيرتعد منها المنتظرون
    هلاكاً و أما الراقدون علي رجاء القيامة فينظرونها و يشكرون الرب لنجاتهم
    منها و يسبحون مراحم القدير مثل نبوخذ نصر.
    لعازر يعرف السماء أيضاً. فقد نظر إليها من بعيد كما
    نظر إبراهيم و إنتظر المدينة العتيدة. لعازر و هوفي الجحيم رأي المجد
    العتيد الذي هناك فوق ينتظر الأبرار. و كان لعازر معهم ينتظر.
    لعازر يعرف العلامتين. الخراب الأبدي و رمزه خراب أورشليم. و الملكوت الأبدي و علامته مجئ إبن الإنسان.
    ما علامة مجئ إبن الإنسان . قل لنا أيها الرب يسوع علامات مجيئك؟
    الرب يمرق كالسهم فيما يسأله تلاميذه ما علامة مجيئك؟
    و أنا لا أدري لماذا أرادوا أن يعرفوا؟ هل لمجرد الشغف
    بمعرفة المستقبل؟ أم للتباهي بأنهم يعرفون ميعاد النهاية؟ أم أنها غريزة في
    الإنسان أنه يريد أن يسبق الأيام و يكتشفها قبل مجيئها؟ أم هناك أسباب
    أخري
    علي أية حال فالمعلم قال ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة و
    الأوقات التي وضعها الآب في سلطانه.. المستقبل تحت سلطان الآب و لا يعطي
    الآب سلطانه لأحد. لذلك ليس لكم أن تعرفوا أموراً هي إختصاص إلهي بحت.كل ما
    ينبغي أن تعرفوه هو أن تستعدوا للقائي.
    لعازر يسمع و يتأمل... هو يعرف مثلنا علامات مجيئه و
    أيضاً مثلنا لا يعرف توقيت مجيئه. لكنه يعرف أكثر منا علامات مجيئه.و قد
    لاقاه منفرداً في عالم الأرواح.
    مجئ إبن الإنسان حدثاً ننتظره جميعاً. لكن عند لعازر هو خبرة عاشها. هو حالة لا زالت تهيمن علي عقله و لا تفارقه.
    مجئ إبن الإنسان عند لعازر هو حقيقة عاشها
    .فبعد أربعة أيام في الجحيم سمع صوت زمجرة المتاريس الحديدية هناك و
    إضطراب عظيم أصاب أرواح الأشرار. هوذا قادم؟؟ إنه المجئ. إنقلبت أرواحهم
    مثل غريق في دوامة موج هادر. صراخ و عويل لأن المهلك قد أتي.يتقلبون علي
    بعضهم مثل شوك في نار.لقد شهد لعازر هذا الخراب الذي يحدث في أرواح الشرار
    عند مجئ ربنا.علامة مجيئه عند الأشرار قتام و عويل.
    أما عند الأبرارهناك فرحة طاغية. تهليل و تسبيح صوت
    سلام يرن في قاع الجحيم. لعازر هلم خارجاً.... يندفع صموئيل النبي قائلاً
    هوذا يناديك. و يقف إشعياء مشدوهاً ها ثيابه قد إحمرت و قليلاً يأتينا
    فنبيض ثيابنا في دمه.داود يرنم ها قد ثقبوا يديه أسمع صوت خشخشة القرعة
    التي سيقترعون بها علي ثيابه.و سليمان يسبح إجذبني وراءك فنجري نريد أن
    نخرج من هذه الغربة إليك أيها الحبيب .ها أنت جميل يا حبيبي و حلو و سريرنا
    أخضر.قامت الأنبياء تهتف للقادم آمين تعال أيها الرب يسوع.فإرتج الجحيم
    حين تردد إسمه هناك.
    إنفتاح المتاريس أعطي رجاءاً لا يمكن تصوره للأرواح
    المنتظرة علي رجاء القيامة.لقد سمعت روح لعازر تسابيحاً لم يدركها من قبل. و
    أناشيد إستقبال الملك في عالم الأرواح أكثر من مذهلة.
    خروج لعازر من هناك كان نفسه أحد علامات مجئ إبن الإنسان لتحرير المنتظرين علي رجاء القيامة.
    صوت مريح عند إنفتاح المتاريس. الجميع ينظرون بتعجب
    لروح لعازر الخارجة من الجحيم .... نؤمن أننا سنخرج مثله هذا هتاف الأبرار
    في الجحيم . لا يعرفون إلي أين تذهب روح لعازر. لكنها شقت الطريق صاعدة من
    الجحيم إلي الأرض ثانية.حيث وجدت نفسها منساقة لتحل في الجسد.
    هذه هي خبرة لعازر. لقد شاهد علامة مجئ إبن الإنسان إلي
    الجحيم.بل صار علامة لمجيئه.هو شاهد لمجيئه إلي عالم الأرواح و ليس مثلنا
    ننتظر مجيئه الثاني إلي عالمنا.
    لقد كان للعلامات التي سأل عنها التلاميذ معني مختلفاً
    جداً عند لعازر.لكن لعازر يصمت فلن يصدقه أحد لو تكلم عن الأسرار التي
    راقبها و عاشها.هم لا يدركون علامة مجيئه إلي عالمنا فكم بالحري لو حكي
    لعازر علامة مجيئه إلي عالم الأرواح؟
    ثياب العرس
    مخلصنا بعد أن أجاب عن علامات خراب أورشليم و علامات مجيئه الثاني في المجد أراد أن يفتح بصيرة تلاميذه ليشتاقوا الملكوت و يشتهونه.
    كلمهم عن الوليمة السمائية التي رفض اليهود أن
    يحضرونها؟لأنهم كانوا المدعوين الأوائل.تهاونوا و إستهانوا فنالتهم حسرة
    أبدية.بل قتلوا أنبياءه لأنهم يدعونهم إلي المسيح ذبيحة العرس الأبدي. هناك
    في العرس كان رجلاً ليس عليه ثياب العرس؟؟؟
    هل رأيته يا لعازر؟ ما شكله؟ من هو هذا الرجل؟ لقد
    جمعوهم من الساحات و لم يكن أحد مستعد لأي حفل. فماذا أصاب هؤلاء أيضاً أين
    لبسوا ثياب العرس و من أعدها لهم؟ كيف دخل هذا الرجل و لماذا لم يلبس
    مثلهم ثوب العرس؟
    من هذا الرجل الذي أمسكوه من يديه و رجليه و ألقوه في
    الظلمة إلي الأبد؟ هل باع ثيابه؟ أم باع صاحب الثياب نفسه؟ هل رفض الوليمة ؟
    دخل إليها و لم يأكل منها بل أخذ العشاء و مضي و لبسه الشيطان فلم يعد
    يلبس ثياب العرس؟
    من هو الرجل الذي وقف غريباً في مجمع المدعوين مثل يهوذا؟
    هل فهمت التحذير يا يهوذا؟ كيف دخلت في عداد القديسين؟ و
    إتكئت في الوليمة بل شاركت المخلص في طبقه . حُسبت مع الإثني عشر و أنت بك
    شيطان.لم توجد نقياً عند غسل الأقدام و قد حذرك مخلصنا بأنك لست طاهراً
    .ليس لأنه لم يغسلك السيد بل لأنك خلعت عنك ثوب التلميذ و إرتديت ثوب
    الخائن لذا ليس عليك ثياب العرس. النقاوة تنقصك لذلك تقف كغريب بين
    الأبناء و منبوذ بين الأحباء. خذوه و أطرحوه .فليمكث في ظلمته إلي الأبد و
    ليأخذ وظيفته آخر
    و أنت ما ثياب العرس عندك يا لعازر البار؟
    أنا رأيته أنقي من بياض الشمس .أحلي من السحاب
    الطاهر.ما أعرف كيف أصفه. هذه ثيابه. لا يقدر أحد في الأرض أن يصنع
    مثلها.ثياباً بيض. و هكذا سوف يُلبس أحباءه. ثياباً غير مصنوعة بيد أرضية
    بل أبدية. ثياباً سماوية. ثياب العرس من صناعة العريس نفسه. صنعت في
    السماوات. و هي ليست لمن يدفع بل لمن يلبس بفرح و شكر.أشير عليكم أن تشتروا
    منه ثياباً بيض و من يجد ثوبه قد تهرأ فليبيضه في دم الخروف.
    و قال السيد كذلك عن مثل العذاري .كيف كان بعضهن مستعد و البعض الآخر غارقات في الجهل.
    هل هناك عذاري ينتظرنه في الجحيم يا لعازر؟ هل شاهدت عذاري لما كنت هناك؟
    يجيب لعازر... كل الأرواح هناك عذاري. لا يشغلهن سوي
    الإنتظار. هؤلاء ينتظرن مجيئه بفرح و الجاهلات ينتظرن هلاكهن بهلع عظيم.
    لكن كلهن عذاري. لا يشغلهن أحد غيره عن المجئ.البعض مشتاق لمجيئه و البعض
    مرتجف لمجيئه و الكل منتظرٌ. لذلك قال السيد أنهن عذاري. الجاهلات و
    الحكيمات عذاري.. كلهن يتوقعن المجئ مع فرق الإستعداد. كلهن منشغلات
    بقدومه. لقد كان هذا المثل عن الأرواح في الجحيم. حيث النفوس كالعذاري.ليس
    مسئولاً عنها سوي العريس.لا ينفعها أحد سواه.عليها فقط أن تنتظر هناك.فقط
    تنتظر و تضيئ مصابيحها.
    كيف أضيئ مصباحي أيها الرجل السمائي؟
    عش بإنجيل المسيح .ليكن هو زيتك فتستنير .تأمله فتحيا.و إعرف المسيح فيه. تأمله بين الآيات.ففيه وحده الخلاص و الأبدية.
    عش بالروح لأن الحياة بالروح ترفعك عن أرضيات هذا الزمان و تغذيك بالغذاء السماوي.
    كن علي يقين أنه سيأتي.
    و عش فرحاً بإنتظاره و ستفرح بلقاءه.في يديه هدايا الحياة الأبدية. و
    كنوز لا يمكن وصفها في إنتظارك.تأكد أنه في الطريق و معه أجرتك.لا تتنازل
    عن ثياب العرس التي هي صليبه و إنجيله.سيأتي يا إبني فقط تمسك بالرجاء فيه.
    آه لو يدرك البشر الأرضيون حلاوة الحياة مع المسيح أظنهم سوف يتركون كل شيئ و يتبعوه. هيا نتبعه يا إبني لقد صار المساء فلنتبعه إلي بيت عنيا مجدداً.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 18:47