تأملات في قيامة السيد المسيح
إن قيامة السيد المسيح هي أعظم حادث في التاريخ بغير منازع هي حجر الزاوية في بناء
المسيحية الأشمل . هي عنوان صدق رسالة المسيح الذي تكلم مرارا وتكرارا قبل
آلامه عن قيامته . هي حجة رسل المسيح التي دمغوا بها حجج المعاندين
والمكابرين . هي القذيفة التي هزوا بقوتها أركان هيكل سليمان وهي القنبلة
الذرية التي دمروا بها معبد الأوثان . وزعوا بها عرش الرومان . قبل قيامة
المسيح ، كان أكبر زعيم في الرسل جبانا رعديدا وبعد قيامته صار اضعف تلميذ
بطلا صنديدا ، فجال الجميع مبشرين " بيسوع والقيامة " .. قبل قيامة السيد
المسيح ، أنكر بطرس سيده أمام جارية وهو جالس حول الموقد لأن الحرارة كانت
قد هجرت قلبه ، وبعد القيامة جابه بطرس أعضاء السنهدريم فأذهلهم شجاعته ،
وأبكمهم بحجته ، وعرف الكل أنه كان مع يسوع الحي المقام ، لقد خرج من رطوبة
السجن قويا ، لأن الحرارة كانت في قلبه !!! قبل القيامة كان شخص المسيح
مجهولا من السواد الأعظم من الناس كما قال عنه القديس بولس الرسول في
اعترافه الشهير ( واحد اسمه يسوع ) . وبعد القيامة أضحي اسم يسوع نارا فوق
هامات الزمن إذ رفع وأعطي ( أسماء فوق كل أسم . لكي تجثوا باسم يسوع كل
ركبه ممن في السماء ومن علي الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع
المسيح هو رب المجد الله الأب ) .
الصليب و القيامة
كان الصليب أفظع
عمل أرتكبه البشر في كل تاريخهم . لكنه في الوقت ذاته أحسن عمل عمله الله
للبشر بواسطة السيد المسيح . كان الصليب أداة للاحتقار . لكن السيد المسيح
جعله أداة للاعتبار . في صليب السيد المسيح يجد المذنب حصن فدائه . وفي
مواعيده يجد الخائف حصن أمانة . وفي محبته يجد جريح القلب حصن عزائه وفي
موته وقيامته يجد المائت حصن قيامته . اللص التائب لم يستحق أن يوجد علي
الأرض . لكن النعمة الإلهية أهلته لأن يوجد في السماء . حيثما يوجد الصليب
معلنا في ضعف بشري توجد قوة الله معلنة في شخص المصلوب . لا توجد ديانة
في العالم تنادي بقيامة مؤسسها من الأموات سوي المسيحية . لولا قيامة
السيد المسيح لدفنت المسيحية معه في قبرة . وأمست الكرازة بالإنجيل خرافة
تاريخية . مات السيد المسيح لكي نحيا نحن فيه . ونموت نحن عن العالم لكي
يحيا المسيح فينا . قوة القيامة ليست فقط من جهة الأحياء الذين ماتوا علي
الرجاء بل من جهتنا نحن الأحياء فالمسيح الحي لا يزال يحي الموتى بالذنوب
والخطايا . ويقدر أن يخلص إلي التمام .
ماذا عندك ؟ موت أم قيامة ؟
لقد شيعته
الدموع ، وضمه القبر ، وتلقفه الموت ، وسهر عليه الحراس ، وظن الناس أن لا
رجعة له ولا قيام ، لكن الساعة دقت فاهتز القبر ، وارتجف الموت ، وسقط
الحراس ، وخرج المسيح ظافرا غالبا ولكي يغلب . أهذا هو الذي بكته المريمات
…؟؟ أهذا هو الذي احتواه القبر ..؟؟ أهذا هو الذي تلقفه الموت ..؟؟ أهذا هو
الذي سهر عليه الحراس ..؟؟ أهذا هو الذي ظن الناس أن لا رجعة له ولا قيام
..؟؟ نعم أنه هو وقد قام ليمنح البشر أعظم عيد ، عيد الحياة أن قيامة
المسيح هو نصرة الحياة علي الموت ، فالموت مهزوم مغلوب ، والحياة جارفة
غالبة . أنها عيد الخلود ؟، رغما عن القبر وكم تبهجنا قيامة المسيح عندما
تؤكد لنا أن أمواتنا أحياء انهم ليسوا في القبر بل مع المسيح الظافر ، لآن
الله ليس إله أموات بل إله أحياء كأن الحياة لا تدفن ولا تموت ولا تفني فهي
خالدة وأحباؤنا الراقدون في المسيح أحياء وخالدون ، ونحن سنحيا إلي الأبد
ولن نهلك ، ما دمنا في المسيح .
هكذا تضمد قيامة
المسيح جراحنا ، وتمسح دموعنا لأنها تعطي الحياة ووعد الحياة " أنا حي
فأنتم ستحيون " " ومن آمن بي ولو مات فسيحيا " . ثم أن قيامة المسيح تدفعنا
للتفكير في السماويات ، لنطلب ما فوق لقد افتكرت المريمات في الأرضيات
فطلبن الحي بين الأموات كان نطاق تفكيرهن ومجال بحثهن في الموت والأموات
لكن القيامة غيرت كل شئ فبدأن يطلبن ما فوق . قبل القيامة كان التلاميذ في
ضعف واستسلام وخطية هربوا ، أنكروا ، شكوا ، عادوا غلي أعمالهم الأولي .
لكن القيامة غيرت كل شئ ، فتجمعوا وجاهروا وشهدوا وعمدوا ، وفتنوا المسكونة
. الطرسوسي يسخر ، يضطهد ، يفتري ولما أكتشف أن المسيح حي مقام ، سلم
وتغير " ماذا تريد يارب أن أفعل ؟ " القيامة فجر عهد جديد .. عهد خروج من
القبور .. من الظلام .. من الأفكار الرديئة ، وطلب ما فوق ، وأماته الشر
فينا والسير مع الله ، عهد " هوذا الكل قد صار جديدا " القيامة لنا إن كنا
نموت .. عندئذ فقط نحيا . ماذا عندك ؟ وموت ؟ أم قيامة ؟ أم لا هذا ولا ذاك
؟؟ .
في انتظار الإجابة
لما حان وقت
قراءة الكتاب المقدس في صباح يوم أحد في ( سيتي تمبل ) بلندن وقف الواعظ
علي المنبر وترك الكتاب المقدس علي الدرج مقفلا . ثم قال : عاب علي بعضهم
أني شديد التعلق بالكتاب المقدس لأني أورد الشواهد الكثيرة منه ولا أتحول
عنه ، وهم يصفونني بأني من الطراز القديم ويقولون بأنه يجب علي أن أكون
عصريا فاورد في عظاتي أشياء علمية . فلماذ لا أجيب مطلب هؤلاء القوم في هذا
الصباح وأكلمكم من العلوم ؟ " ثم أستأنف كلامه قائلا " ها أرملة مسكينة
أمامنا في هذا المجمع فقدت أبنها الوحيد وتريد أن تعرف إذا كان هناك رجاء
في اللقاء به . لنسكت هنيهة وندع العلم يعطينا الجواب . ولذا فأني أترك
الكتاب المقدس جانبا ثم وضع الكتاب علي المعقد الخلفي ثم قال : " هل تري
هذه السيدة أبنها مرة ثانية ، وأين هو الآن ؟ وهل الموت هو الحد الفاصل ؟
ماذا يقول العلم ؟ قال هذا وسكت طويلا ثم أردف قائلا أننا لمنتظرون الجواب
وهذه الأم تتلهف علي جواب شاف قال هذا ثم صمت طويلا مرة أخرى ، وبعدها قال :
أن قلب هذه الأم ممزق ولابد من جواب . ولكن العلم لم يتكلم شيئا يستطيع أن
يشفي قلبها المجروح . أليس من الجواب أيها العلم ؟ إذ فلنأخذ الكتاب قال
هذا ثم أعاد الكتاب إلي مكانة فوق المنبر ومسكه باحترام ومهابة ثم قرأ " (
أنا أذهب إليه أمام هو فلا يرجع لي ) ( فأنه سيقام هذا الفاسد سيلبس عدم
فساد هذا المائت سيلبس عدم موت …. ) ( أين شوكتك يا موت ؟ ) ( ورأيت
الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله ) ثم طوي الكتاب باحترام وقال : (
إذا فلنتمسك بالكتاب ، ونتمسك بعقائدنا ومنها عقيدة القيامة والخلود ) .
القيامة والخوف من الموت
كتب أفريقي في
القرن الثاني للميلاد إلي صديق له عن الديانة الجديدة ، الديانة المسيحية ،
معللا أسبابا انتشارها وامتدادها الخارق للعادة ، وفي صدر كتابته ذكر هذا
القول : إذا أنتقل بار بين المسيحيين من هذا العالم ، فأنهم يفرحون ،
ويرفعون تقدمات شكرهم لألههم ، ويسيرون وراء جثمانه بترانيم وتسابيح
وأناشيد كأنه منتقل من مكان إلي أخر قريب منه هذا هو أبلغ وصف للإيمان
المسيحي في القيامة والخلود الذي يرجع الفضل فيه إلي السيد المسيح الذي مات
بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله .
لم تصدق المرأة أذنيها
برح بالمجدلية
الشوق ، فراحت تنشد القرب من مكان دفنه وجثمانه .. وألمت بها لهفة علي ذاك
الذي حررها من براثن الأبالسة السبع ، فجاءت إلي البستان ، حاملة أطياب
التفاني والتكريس والاعتراف بالفضل وبالجميل . ومع خيوط الفجر الأولي مشت
مسرعة لا تعرف التواني ، متعجلة لا تعرف التخوف ، متشوقة مستوحشة لا تبالي
بلفحات البرد ، ولا بعدم وضوح الطريق حتى أدركت القبر … وتنازعها الوفاء
والعجز أمام القبر الفارغ ، فلم تدر ماذا تصنع … ودمعت عيناها وبكت …… لو
كان المسيح يسمعها لحدثته ، ووجدت عنده حلا ولا شك .. لو كان المسيح يبصرها
لأشفق وجاء حنانه مغيرا كل الأوضاع لو كان المسيح قريبا منها لما كانت
تبالي بالحجر المدحرج ولا بالقبر الفارغ ، ولا بشيء في الوجود … وأغرقتها
أفكارها وآلامها ، فلم تر أحب من أحبت ، وأعز من تمنت ، وأفضل من في الوجود
وفتح المسيح عينيها قائلا " يا مريم " ولم تصدق المرآة أذنيها ، فالتفتت
وأبصرته أيضا بعينيها ، وصرخت " ربوني " أي يا سيدي الأعلى ومعلمي الأعظم .
كانت تحسبه البستاني ، وكان هو الرب بنفسه ، سر حياتها ورجائها وخليقتها
الجديدة . في كل مرة أخلو إلي نفسي وأقرأ هذه القصة ، لابد أن تهتز أوتار
قلبي ، إذا أجد نفسي أمام ينابيع للحب الإلهي وللتكريس البشري المتفاني .
وأسائل نفسي أمام تكريس المجدلية " أين أنا ؟ وأين أنت ؟ ! هل فينا هذا
الشوق إلي شخصه ؟ وهذا التبكير إلي لقائه ؟هل فينا هذا الانشغال بحبه ،
وبملكوته وبانتظاراته ؟ هل عندنا هذه المشاعر من نحوه ، وهذه الأحاسيس
بخصوصه ؟! هل نستوحش غيبته فنطلبه باكرا والظلام باق ؟! وفي يوم عيد
القيامة أين أنت من شخص المسيح ؟ ومن قضية المسيح ؟ .
المنديل
في فجر أول
الأسبوع . وقبل أن تشرق الأشعة الأولي من أشعة شمس الصباح لتضيء بستان يوسف
الرامي قام ربنا يسوع المسيح من بين الأموات . وبعد ما قام خلع عنه ثياب
القبر . ثم طواها وقسمها قسمين وضع القسم الأول منها في المكان الذي كان
رأسه المقدس موضوعا . والقسم الثاني في المكان الذي كانت فيه قدماه . لقد
ترك لنا السيد المسيح المنديل الذي كان علي رأسه لأننا نحن بحاجة إليه …
ووضعه وحده لكي ما نمسك به ونجفف به دموعنا إذ نذكر الرجاء المبارك الذي
ينتظر أولئك الذين رقدوا علي رجاء القيامة . فقيامة السيد المسيح هي
الإعلان المبارك الذي يؤكد أن شعبه سيقوم ثانية . فإن كنا نرقد في المسيح
فأن الله سيقيمنا معه ثانية . وهذا ما قصده المسيح حين قال " لأني أنا حي .
فأنتم ستحيون " .
إن قيامة السيد المسيح هي أعظم حادث في التاريخ بغير منازع هي حجر الزاوية في بناء
المسيحية الأشمل . هي عنوان صدق رسالة المسيح الذي تكلم مرارا وتكرارا قبل
آلامه عن قيامته . هي حجة رسل المسيح التي دمغوا بها حجج المعاندين
والمكابرين . هي القذيفة التي هزوا بقوتها أركان هيكل سليمان وهي القنبلة
الذرية التي دمروا بها معبد الأوثان . وزعوا بها عرش الرومان . قبل قيامة
المسيح ، كان أكبر زعيم في الرسل جبانا رعديدا وبعد قيامته صار اضعف تلميذ
بطلا صنديدا ، فجال الجميع مبشرين " بيسوع والقيامة " .. قبل قيامة السيد
المسيح ، أنكر بطرس سيده أمام جارية وهو جالس حول الموقد لأن الحرارة كانت
قد هجرت قلبه ، وبعد القيامة جابه بطرس أعضاء السنهدريم فأذهلهم شجاعته ،
وأبكمهم بحجته ، وعرف الكل أنه كان مع يسوع الحي المقام ، لقد خرج من رطوبة
السجن قويا ، لأن الحرارة كانت في قلبه !!! قبل القيامة كان شخص المسيح
مجهولا من السواد الأعظم من الناس كما قال عنه القديس بولس الرسول في
اعترافه الشهير ( واحد اسمه يسوع ) . وبعد القيامة أضحي اسم يسوع نارا فوق
هامات الزمن إذ رفع وأعطي ( أسماء فوق كل أسم . لكي تجثوا باسم يسوع كل
ركبه ممن في السماء ومن علي الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع
المسيح هو رب المجد الله الأب ) .
الصليب و القيامة
كان الصليب أفظع
عمل أرتكبه البشر في كل تاريخهم . لكنه في الوقت ذاته أحسن عمل عمله الله
للبشر بواسطة السيد المسيح . كان الصليب أداة للاحتقار . لكن السيد المسيح
جعله أداة للاعتبار . في صليب السيد المسيح يجد المذنب حصن فدائه . وفي
مواعيده يجد الخائف حصن أمانة . وفي محبته يجد جريح القلب حصن عزائه وفي
موته وقيامته يجد المائت حصن قيامته . اللص التائب لم يستحق أن يوجد علي
الأرض . لكن النعمة الإلهية أهلته لأن يوجد في السماء . حيثما يوجد الصليب
معلنا في ضعف بشري توجد قوة الله معلنة في شخص المصلوب . لا توجد ديانة
في العالم تنادي بقيامة مؤسسها من الأموات سوي المسيحية . لولا قيامة
السيد المسيح لدفنت المسيحية معه في قبرة . وأمست الكرازة بالإنجيل خرافة
تاريخية . مات السيد المسيح لكي نحيا نحن فيه . ونموت نحن عن العالم لكي
يحيا المسيح فينا . قوة القيامة ليست فقط من جهة الأحياء الذين ماتوا علي
الرجاء بل من جهتنا نحن الأحياء فالمسيح الحي لا يزال يحي الموتى بالذنوب
والخطايا . ويقدر أن يخلص إلي التمام .
ماذا عندك ؟ موت أم قيامة ؟
لقد شيعته
الدموع ، وضمه القبر ، وتلقفه الموت ، وسهر عليه الحراس ، وظن الناس أن لا
رجعة له ولا قيام ، لكن الساعة دقت فاهتز القبر ، وارتجف الموت ، وسقط
الحراس ، وخرج المسيح ظافرا غالبا ولكي يغلب . أهذا هو الذي بكته المريمات
…؟؟ أهذا هو الذي احتواه القبر ..؟؟ أهذا هو الذي تلقفه الموت ..؟؟ أهذا هو
الذي سهر عليه الحراس ..؟؟ أهذا هو الذي ظن الناس أن لا رجعة له ولا قيام
..؟؟ نعم أنه هو وقد قام ليمنح البشر أعظم عيد ، عيد الحياة أن قيامة
المسيح هو نصرة الحياة علي الموت ، فالموت مهزوم مغلوب ، والحياة جارفة
غالبة . أنها عيد الخلود ؟، رغما عن القبر وكم تبهجنا قيامة المسيح عندما
تؤكد لنا أن أمواتنا أحياء انهم ليسوا في القبر بل مع المسيح الظافر ، لآن
الله ليس إله أموات بل إله أحياء كأن الحياة لا تدفن ولا تموت ولا تفني فهي
خالدة وأحباؤنا الراقدون في المسيح أحياء وخالدون ، ونحن سنحيا إلي الأبد
ولن نهلك ، ما دمنا في المسيح .
هكذا تضمد قيامة
المسيح جراحنا ، وتمسح دموعنا لأنها تعطي الحياة ووعد الحياة " أنا حي
فأنتم ستحيون " " ومن آمن بي ولو مات فسيحيا " . ثم أن قيامة المسيح تدفعنا
للتفكير في السماويات ، لنطلب ما فوق لقد افتكرت المريمات في الأرضيات
فطلبن الحي بين الأموات كان نطاق تفكيرهن ومجال بحثهن في الموت والأموات
لكن القيامة غيرت كل شئ فبدأن يطلبن ما فوق . قبل القيامة كان التلاميذ في
ضعف واستسلام وخطية هربوا ، أنكروا ، شكوا ، عادوا غلي أعمالهم الأولي .
لكن القيامة غيرت كل شئ ، فتجمعوا وجاهروا وشهدوا وعمدوا ، وفتنوا المسكونة
. الطرسوسي يسخر ، يضطهد ، يفتري ولما أكتشف أن المسيح حي مقام ، سلم
وتغير " ماذا تريد يارب أن أفعل ؟ " القيامة فجر عهد جديد .. عهد خروج من
القبور .. من الظلام .. من الأفكار الرديئة ، وطلب ما فوق ، وأماته الشر
فينا والسير مع الله ، عهد " هوذا الكل قد صار جديدا " القيامة لنا إن كنا
نموت .. عندئذ فقط نحيا . ماذا عندك ؟ وموت ؟ أم قيامة ؟ أم لا هذا ولا ذاك
؟؟ .
في انتظار الإجابة
لما حان وقت
قراءة الكتاب المقدس في صباح يوم أحد في ( سيتي تمبل ) بلندن وقف الواعظ
علي المنبر وترك الكتاب المقدس علي الدرج مقفلا . ثم قال : عاب علي بعضهم
أني شديد التعلق بالكتاب المقدس لأني أورد الشواهد الكثيرة منه ولا أتحول
عنه ، وهم يصفونني بأني من الطراز القديم ويقولون بأنه يجب علي أن أكون
عصريا فاورد في عظاتي أشياء علمية . فلماذ لا أجيب مطلب هؤلاء القوم في هذا
الصباح وأكلمكم من العلوم ؟ " ثم أستأنف كلامه قائلا " ها أرملة مسكينة
أمامنا في هذا المجمع فقدت أبنها الوحيد وتريد أن تعرف إذا كان هناك رجاء
في اللقاء به . لنسكت هنيهة وندع العلم يعطينا الجواب . ولذا فأني أترك
الكتاب المقدس جانبا ثم وضع الكتاب علي المعقد الخلفي ثم قال : " هل تري
هذه السيدة أبنها مرة ثانية ، وأين هو الآن ؟ وهل الموت هو الحد الفاصل ؟
ماذا يقول العلم ؟ قال هذا وسكت طويلا ثم أردف قائلا أننا لمنتظرون الجواب
وهذه الأم تتلهف علي جواب شاف قال هذا ثم صمت طويلا مرة أخرى ، وبعدها قال :
أن قلب هذه الأم ممزق ولابد من جواب . ولكن العلم لم يتكلم شيئا يستطيع أن
يشفي قلبها المجروح . أليس من الجواب أيها العلم ؟ إذ فلنأخذ الكتاب قال
هذا ثم أعاد الكتاب إلي مكانة فوق المنبر ومسكه باحترام ومهابة ثم قرأ " (
أنا أذهب إليه أمام هو فلا يرجع لي ) ( فأنه سيقام هذا الفاسد سيلبس عدم
فساد هذا المائت سيلبس عدم موت …. ) ( أين شوكتك يا موت ؟ ) ( ورأيت
الأموات صغارا وكبارا واقفين أمام الله ) ثم طوي الكتاب باحترام وقال : (
إذا فلنتمسك بالكتاب ، ونتمسك بعقائدنا ومنها عقيدة القيامة والخلود ) .
القيامة والخوف من الموت
كتب أفريقي في
القرن الثاني للميلاد إلي صديق له عن الديانة الجديدة ، الديانة المسيحية ،
معللا أسبابا انتشارها وامتدادها الخارق للعادة ، وفي صدر كتابته ذكر هذا
القول : إذا أنتقل بار بين المسيحيين من هذا العالم ، فأنهم يفرحون ،
ويرفعون تقدمات شكرهم لألههم ، ويسيرون وراء جثمانه بترانيم وتسابيح
وأناشيد كأنه منتقل من مكان إلي أخر قريب منه هذا هو أبلغ وصف للإيمان
المسيحي في القيامة والخلود الذي يرجع الفضل فيه إلي السيد المسيح الذي مات
بل بالحري قام أيضا الذي هو أيضا عن يمين الله .
لم تصدق المرأة أذنيها
برح بالمجدلية
الشوق ، فراحت تنشد القرب من مكان دفنه وجثمانه .. وألمت بها لهفة علي ذاك
الذي حررها من براثن الأبالسة السبع ، فجاءت إلي البستان ، حاملة أطياب
التفاني والتكريس والاعتراف بالفضل وبالجميل . ومع خيوط الفجر الأولي مشت
مسرعة لا تعرف التواني ، متعجلة لا تعرف التخوف ، متشوقة مستوحشة لا تبالي
بلفحات البرد ، ولا بعدم وضوح الطريق حتى أدركت القبر … وتنازعها الوفاء
والعجز أمام القبر الفارغ ، فلم تدر ماذا تصنع … ودمعت عيناها وبكت …… لو
كان المسيح يسمعها لحدثته ، ووجدت عنده حلا ولا شك .. لو كان المسيح يبصرها
لأشفق وجاء حنانه مغيرا كل الأوضاع لو كان المسيح قريبا منها لما كانت
تبالي بالحجر المدحرج ولا بالقبر الفارغ ، ولا بشيء في الوجود … وأغرقتها
أفكارها وآلامها ، فلم تر أحب من أحبت ، وأعز من تمنت ، وأفضل من في الوجود
وفتح المسيح عينيها قائلا " يا مريم " ولم تصدق المرآة أذنيها ، فالتفتت
وأبصرته أيضا بعينيها ، وصرخت " ربوني " أي يا سيدي الأعلى ومعلمي الأعظم .
كانت تحسبه البستاني ، وكان هو الرب بنفسه ، سر حياتها ورجائها وخليقتها
الجديدة . في كل مرة أخلو إلي نفسي وأقرأ هذه القصة ، لابد أن تهتز أوتار
قلبي ، إذا أجد نفسي أمام ينابيع للحب الإلهي وللتكريس البشري المتفاني .
وأسائل نفسي أمام تكريس المجدلية " أين أنا ؟ وأين أنت ؟ ! هل فينا هذا
الشوق إلي شخصه ؟ وهذا التبكير إلي لقائه ؟هل فينا هذا الانشغال بحبه ،
وبملكوته وبانتظاراته ؟ هل عندنا هذه المشاعر من نحوه ، وهذه الأحاسيس
بخصوصه ؟! هل نستوحش غيبته فنطلبه باكرا والظلام باق ؟! وفي يوم عيد
القيامة أين أنت من شخص المسيح ؟ ومن قضية المسيح ؟ .
المنديل
في فجر أول
الأسبوع . وقبل أن تشرق الأشعة الأولي من أشعة شمس الصباح لتضيء بستان يوسف
الرامي قام ربنا يسوع المسيح من بين الأموات . وبعد ما قام خلع عنه ثياب
القبر . ثم طواها وقسمها قسمين وضع القسم الأول منها في المكان الذي كان
رأسه المقدس موضوعا . والقسم الثاني في المكان الذي كانت فيه قدماه . لقد
ترك لنا السيد المسيح المنديل الذي كان علي رأسه لأننا نحن بحاجة إليه …
ووضعه وحده لكي ما نمسك به ونجفف به دموعنا إذ نذكر الرجاء المبارك الذي
ينتظر أولئك الذين رقدوا علي رجاء القيامة . فقيامة السيد المسيح هي
الإعلان المبارك الذي يؤكد أن شعبه سيقوم ثانية . فإن كنا نرقد في المسيح
فأن الله سيقيمنا معه ثانية . وهذا ما قصده المسيح حين قال " لأني أنا حي .
فأنتم ستحيون " .
*
ندعم النقل خارج موقعنا إيماناً منا بحرية نقل المعلومات على أن يتم الإشارة للمصدر الأقباط الأحرار عند النقل
ندعم النقل خارج موقعنا إيماناً منا بحرية نقل المعلومات على أن يتم الإشارة للمصدر الأقباط الأحرار عند النقل