اوعز نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بسحب القوات الحكومية المنتشرة في جنوبي وشمالي العاصمة اليمنية صنعاء.
كما طلب هادي من الشيخ صادق الأحمر وقف اطلاق النار وإخلاء
المؤسسات الحكومية من أنصاره عبر وسطاء حكوميين.
ويقول مراسلنا في صنعاء عبد الله غراب ان جوا من التفاؤل بأن يلعب هادي
دورا حاسما في تهدئة الوضع الأمني المتدهور في صنعاء، وعدد من المدن
اليمنية، ما لم يتعرض لضغوط قيادات امنية عرفت بقراراتها المتشددة في
التعامل مع المتظاهرين.
وكان هادي قد اجتمع قبل ذلك، بدار الرئاسة بصنعاء، مع السفير الأمريكي
جيرالد فايرستاين، وبحث معه ترتيبات المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن.
"جراحة لصالح"
وقالت مصادر حكومية لبي بي سي إن السفير الأمريكي بحث مع هادي ترتيبات
مستقبلية متعلقة بنقل السلطة سلميا في البلاد بناء على ما تم بحثه مساء
السبت بين الرئيس الامريكي باراك أوباما وهادي.
وكان اوباما قد تحدث هاتفيا مع هادي للاطمئنان على صحة الرئيس اليمني علي
عبد الله صالح، وترتيب نقل الصلاحيات لهادي عقب مغادرة صالح الى السعودية
لتلقي العلاج.
كما اجتمع هادي، الذي يتولى صلاحيات ومهام الرئيس، مع القادة العسكريين وابناء الرئيس صالح.
وكانت انباء اخرى قد ذكرت ان افرادا من اسرة الرئيس صالح قد غادروا بالفعل
للتواجد معه في السعودية، لكنهم ليسوا ممن يتولون مناصب قيادية.
ونقلت وكالة رويترز للانباء عن مصادر طبية قولها ان جراحة اجريت لصالح
لاخراج شظية من صدره اصيب بها في القصف الذي تعرض له القصر الجمهوري
الجمعة.
احتفالات
من جانب آخر اعربت بعض اجنحة الانتفاضة في اليمن عن سرورها لمغادرة الرئيس
اليمني علي عبد الله صالح الى السعودية للعلاج، واعتبرته بمثابة انتصار
للمرحلة الأولى من ثورتهم، كما وصف بيان جديد لهم.
ودعا البيان الى تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من كافة عناصر ومؤيدي الثورة
يدير شؤون البلاد ويتبنى اعلانا دستوريا واعداد دستور جديد للبلاد، وتشكيل
حكومة تكنوقراط تسير أعمال الوزارات، ثم تشكيل مجلس وطني يدير الحوار بين
شركاء العمل السياسي.
وأكد البيان على أن الهدف الأساسي للثورة يتمثل في تأسيس دولة مدنية حديثة تنهي كافة عيوب وأخطاء النظام السابق.
وكان عشرات الآلاف في ساحة التغيير بصنعاء قد خرجوا فجر الاحد يهتفون
ويرقصون ابتهاجا بمغادرة صالح البلاد، في خطوة اعتبرها بعض الشباب مبكرة
ولم تراع معطيات أخرى مرتبطة بمغادرة صالح.
مزيد من الاشتباكات
في العاصمة تجددت الاشتباكات بين أنصار الشيخ الأحمر من جهة والقوات
الحكومية المسنودة بمسلحين قبليين موالين للنظام من جهة أخرى في حي الحصبة
شمالي صنعاء.
وسمع دوي انفجارات واشتباكات بالاسلحة الرشاشة والمعدلة بالقرب من وزارتي الداخلية والاتصالات ومقر الحزب الحاكم.
ويخوض الطرفان معارك كر وفر منذ بدء المواجهات التي مكنت أنصار الاحمر من
السيطرة على عدد من المنشآت الحكومية بدعوى التصدي لمصادر اطلاق النيران من
تلك المؤسسات التي تمركزت فيها القوات الحكومية.
كما ذكرت الانباء ان معركة اندلعت في مدينة تعز اسفرت عن مقتل خمسة على الاقل، الى جانب عدد من الاصابات.
على صعيد ميداني آخر ذكرت مصادر عسكرية يمنية ان مسلحين يعتقدد انهم من
تنظيم القاعدة قتلوا تسعة من الجنود اليمنيين في كمينين منفصلين نصبا
لقافلتين عسكريتين في محافظة أبيّن جنوبي البلاد.
وقال المصدر ان القافلة الاولى كانت قادمة من مدينة عدن الى مدينة زنجبار
السبت، فتعرضت لكمين اسفر عن مقتل ستة جنود، وتعرضت قافلة اخرى في مكان
قريب من الكمين الاولى، فقتل ثلاثة واصيب 36 آخرون.
فريق طبي متخصص
وقد أعلن بيان للديوان الملكي السعودي وصول صالح إلى الرياض للعلاج من
الإصابات التي تعرض لها جراء قصف مسجد في المجمع الرئاسي في صنعاء الجمعة.
كما أكد مصدر برئاسة الجمهورية اليمنية لبي بي سي تولي هادي نائب الرئيس
اليمني مهام وصلاحيات رئيس الجمهورية، نظرا للحالة الصحية للرئيس صالح.
وجاء في البيان السعودي ان "الرئيس صالح وصل برفقة اخرين من مسؤولين
ومواطنين تعرضوا ممن تعرضوا لاصابات مختلفة لاستكمال علاجهم في المملكة
جراء الاحداث التي جرت مؤخرا في اليمن".
وأضاف البيان أن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أرسل فريقا طبيا
متخصصا إلى اليمن حيث قام باجراء فحوصات طبية للرئيس علي عبدالله صالح
وآخرين من مسؤولين ومواطنين ممن
تعرضوا لاصابات.
ودعا البيان السعودي "كافة الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال".
موقف أضعف
وقال مراسل لبي بي سي في اليمن إن مغادرة صالح تجعله في موقف أضعف، وإن هناك تساؤلات في اليمن عما إذا كان سيعود.
واعلن مسؤولون يمنيون ان الجراح التي اصيب بها صالح خلال الهجوم على القصر
الرئاسي امس الاول الجمعة كانت اخطر مما كان يعتقد في وقت سابق، اذ اصابته
شظية اسفل القلب مما اثر ايضا على رئته.
واشار مصدر يمني إلى ان نجل صالح البكر احمد, قائد الحرس الجمهوري (وحدات النخبة) بقي في
اليمن.
وذكرت وكالة الانباء اليمنية ان رئيس الوزراء اليمني علي محمد مجور نقل
الى السعودية للعلاج، الى جانب رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس
الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق امين
ابو راس ونظيره لشؤون الدفاع والامن راشد محمد العليمي.
اتصال أمريكي
وتلقى نائب الرئيس اليمني الذي تولى صلاحيات الرئيس بعد سفره اتصالا
هاتفيا من جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون مكافحة
الإرهاب.
ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور الإدلاء بأية تفاصل حول المكالمة.
وكان برينان قد زار السعودية والإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي
لينقل قلق أوباما من تدهور الوضع الأمني في اليمن الذي استخدم كقاعدة
لنشاطات "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية".