منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    من فضائل العذراء الايمان والتصديق بقلم المتنيح للانبا غريغوريوس

    rere meky
    rere meky
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 628
    البلد - المدينة : القاهرة_مصر
    عدد الرسائل : 893
    شفيعك : العذراء مريم والبابا كيرلس
    تاريخ التسجيل : 02/01/2009

    cc من فضائل العذراء الايمان والتصديق بقلم المتنيح للانبا غريغوريوس

    مُساهمة من طرف rere meky الثلاثاء 16 أغسطس 2011 - 19:28

    من فضائل العذراء الايمان والتصديق  بقلم المتنيح للانبا غريغوريوس  141268
    من فضائل العذراء الايمان والتصديق

    من فضائل العذراء الايمان والتصديق  بقلم المتنيح للانبا غريغوريوس  Cv
    بقلم المتنيح للانبا غريغوريوس اسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمي

    ولا يظن أن اعتراضها على الملاك بقولها كيف يكون لى هذا وأنا لست أعرف رجلا دليل على الشك أو نقص الإيمان، بل إن هذا التساؤل كان نتيجة لعزيمتها الصادقة على حياة البتولية والعفاف، فلما بشرها الملاك بالحبل لم تستطع أن توفق بين الحبل وبين عزيمتها على البتولية فكان سؤالها سؤال من يريد الفهم، لاسؤال المعترض الشاك...فلما طمأنها الملاك أن الحبل سيتم مع احتفاظها ببتوليتها اقتنعت وقالت: هوذا أنا أمة الرب...ليكن لى كقولك .

    ‏أجل عظيم هو إيمان العذراء، فإن زكريا مع أنه رئيس كهنة لكنه شك فى ميلاد يوحنا...ولم يكن لزكريا هذه الميزة وحدها، وهى أنه رئيس كهنة قد درس الناموس، بل وأن حادثته لم تكن الأولى فى نوعها، فقد حبلت سارة بإسحق وهى عاقر وقد تجاوزت السن...أما العذراء فلم يسبقها فى مسألتها سابق، فهى أول عذراء تحبل دون أن تعرف رجلا...كما أن زكريا رجل شيخ وله من كبر سنه وكثرة خبرته وطول مدة عشرته لله، ما كان يجعله يؤمن ويصدق بإتمام الوعد له بالإنجاب...ولكن العذراء مع أنها لم تتجاوز بعد منتصف الحلقة الثانية من العمر، قد آمنت وصدقت ولذلك نطق الروح القدس على فم اليصابات عند استقبالها قائلا: فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب (لوا: 45 ‏). إذن لقد شعرت أليصابات بإلهام الروح القدس بالفارق بين إيمان زوجها وإيمان العذراء...ولذلك طوبتها وعظمتها لأنها أعنت بهذا السر العظيم ولم تشك مع أنه سر يحيى العقول والألباب.

    ‏ومن هنا نفهم لماذا غضب الملاك على زكريا وضربه بالخرس حتى يوم ميلاد يوحنا، ولكنه أجاب العذراء عن سؤالها بكل لطف ودعة.

    فهل نتعلم من سيدتنا أن نثق بمواعيد الله وأنه مهما وعد فهو قادر على أن يتممه؟؟ يجب أن يكون لنا إيمان بالله، ومهما صعب علينا

    ‏أن نفهم لا نتأخي عن أن نؤمن وبالإيمان نفهم،،(عب 11 ‏: 3 ‏):هناك حقائق كثيرة فى الديانة المسيحية لا نستطيع أن ندركها ولا بعض الإدراك، كسر التثليث والتوحيد، وسر التجسد ، والأسرار السبعة، ولذلك سميت أسرارا لأنها خفية ولا نستطيع أن ندركها بعقولنا ولكن مع عدم قدرتنا على إدراكها نؤمن بها مصدقين عالمين أن الذى وعد هو صادق وأمين.وإن كنا غير أمناء يبقى 0 ‏أمينا إلى الأبد لايقدر أن ينكر
    نفسة
    ‏إن وقفت أمام جرن المعمودية، فإنى بعينى الظاهرة أرى ما ء، وأما بعين الإيمان فأرى الروح القدس قد طهر المعتمد من خطاياه وغسله من آثامه وخلع منه طبيعته الآدمية وألبسه طبيعة آدم الثانى. وهكذا أنظر بحسب الظاهر فإذ على المذبح خبز وخمر ولكنى رغم الحواس الظاهرة أؤمن أنهما جسد الرب ودمه. فالإيمان ينبغى أن يكون عميقا ويجب أن يتعدى الحواس الظاهرة إلى القلب فنخضع العقل للإيمان لأنه بدون الإيمان لا يمكن إرضاءه .

    ‏عندما نذكر العذرا مريم، نذكر فضائلها ونذكر أعمالها ونذكر

    جهادها، لنتمثل بها ولنتعلم منها كيف تكون حياة السائرين فى طريق السماء، هى نموذج من النماذج بشرية من بين شعبنا، من بين الناس لا من بين الملائكة إنما من بيننا، هذه العذراء فخر جنسنا نحن نكرمها ليس فقط لأنها العذراء والدة الإله، ولأنها الملكة أم الملك، ليس لهذا فقط، إنما نريد أن نعكس القضية، لولا أن مريم قديسة طاهرة لما استحقت هذا الشرف أن تصبح الملكة أم الملك.

    ‏اسمعوا الملاك عندما جاءها من السماء يقول لها سلام لك أيتها الممتلئة نعمة قبل أن يعطيها البشرى، قبل أن تحمل المسيح فى أحشائها هى ممتلئة نعمة، هى ممتلئة نعمة قبل أن تقبل المسيح فى أحشائها،ففضائل مريم المتمثلة فى حياتها، من حيث أنها قديسة فى ذاتها، وهذه القداسة هى التى رشحتها وأهلتها أن تصبح الملكة أم الملك، وليس لأنها كانت الملكة نحن نكرمها وإن كان هذا جميلا بأن نكرمها لأن إكرام الأم إكرام للابن، ولكن لأن مريم فى ذاتها كانت فاضلة وقديسة وطاهرة، وجاء الملاك يحييها سلام لك أيتها الممتلئة نعمة فى اللغة القبطية معناها مشحونة، ممتلئة نعمة، ممتلئة فضيلة ممتلئة تقوى، ممتلئة قداسة، ممتلئة نقاء ممتلئة أهلية بأن تعمل النعمة فيها سلام لك أيتها الممتلئة نعمة، الرب معك، الله لا يكون مع أحد إلا إذا كان هذا الأحد مع الله.

    ‏عندما ذهبت العذراء إلى أليصابات، يقول الإنجيل امتلات أليصابات من نعمة الروح القدس، وقالت لها مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك، منذ سمعت صوت سلامك ارتكض الجنين بابتهاج فى بطنى، وطوبى للتى أمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب.

    ‏لاحظوا أن أليصابات امرأة رئيس الكهنة، المرأة العجوز التى لها وقارها واحترامها على الأقل من جهة سنها تحيى صبية فى الثالثة عشرة من عمرها بهذه التحية، وتختمها بالقول طوبى ما أسعدك ، طوبى كلمة سريانية دخلت إلى اللغة العربية، معناها الغبطة والسعادة ، ما أسعدك يا مريم، طوبى للتى أمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب. إذن مريم صبية مؤمنة، وإيمانها يستحق أن يشاد به، وأليصابات طوبتها لأنها رأت أن زوجها لم يؤمن إيمان هذه الفتاة الصبية

    ‏زوجها وهو رئيس الكهئة اعترض الملاك قائلا: كيف يكون لى ولد، وأنا رجل شيخ وامرائى متقدمة فى أيامها، على الرغم من أن هذه القصة ليست جديدة فى تاريخ الإنسانية فسبقتها على الأقل قصة إبراهيم وسارة وهو كمعلم وكرئيس الكهنة كان يمكن أن يسترجع بذاكرته هذه القصة فلا يتعجب من بشرى الملاك له، أما مريم فعلى الرغم من أن قصتها غير مسبوق لها، ولم تحدث فى تاريخ الإنسانية أمنت ولم تشك وهى صبية، وهذا يدل على أن فى مريم فضيلة الإيمان وفضيلة التصديق وهذا لا يتم ولا يكون إلا فى إنسان ارتبط وتوثق فى قول الإله وصار شاخصا فى الله.

    ‏كثير من الناس يشتكون من الشك، فأحيانا واحد يرى رؤيا أو

    حلمأ وبعد ذلك ينساه ويعود يشك، أو يرى نموذجأ عمليا فى حياته ومع ذلك يعود ويشك.

    ‏إنما هذه الصبية استحقت أن تطوبها أليصابات بالروح القدس، وهذا تنفيذ وتتميم وتحقيق لما أنبات به العذراء نفسهإ،حينما قالت تعظم نفسى الرب، تبتهج روحى بالله مخلصى لأنا نظر إلى تواضع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى . لم تقل ذلك بنوع من الفخر، وإنما بروح التواضع لأنها أكملت تقول القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس أنزل الأعزاء عن الكراسى ورفع المتواضعين، أشبع الجياع خيرات ومسرف الأغنياء فارغين .

    ‏إذن مريم تقف أمامنا معلمة للفضيلة، معلمة فى فضيلة الإيمان وتصديق القلب، الذى لا يكون بهذه الدرجة إلا إذا توثقت العلاقة بين الإنسان وبين الله. وهذه حالة لا تستهين بها، لأنه لا يمكن أن يصل الإنسان إلى هذا الإيمان إلا إذا كان فعلا قد توثقف علاقته بالله ووصل إلى خبرات الآباء الروحانيين.

    ‏الكتاب المقدس يقول عن إبراهيم آمن إبراهيم فحسب له إيمانه برا إبراهيم يأتى له الأمر من عند الله يا إبراهيم أخرج من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك يقول الرسول بولس خرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى ، تصوروا من منا يعمل ذلك؟! لم يسأل الله إلى أين أذهب؟ حتى ليعرف أن يجيب على من يسأله ‏من زوجته وأقربائه وأصدقائه إلى أين تذهب؟ فخرج وهو لا يعلم إلى أين،

    مادام الله قال له أن يخرج فخرج

    ولا يحتاج بعد ذلك إلى شئ، هنا درجة الإيمان فى الأبرار والقديسين هذه نتيجة خبرات عميقة ليست سهلة أبدا، فى التجربة العملية ليست سهلة أبدا،ضع نفسك فى نفس الموضع ماذا كان سيحدث، كيف تخرج وأنت لا تعلم إلى أين تذهب؟ ثم انظر بعد ذلك الله أعطى إبراهيم ابنا، هذا الذى وعده به وهو إسحق، وأصبح سنه حوالى 17 ‏سنة أى شاب ويأتى الأمر لإبراهيم: يا إبراهيم خذ ابنك وحيدك حبيبك يعنى أنا عارف أنه وحيدك وحبيبك، ولا يوجد غيره، يغلق عليه الباب، حتى لا يقول له هذا وحيدى يارب، خذ ابنك وحيدك حبيبك الذى تحبه إسحق وقدمه لى محرقة على أحد الجبال الذى أعلمك به أيضا لم يقل له أين الجبل؟ كان عنده ألف حجة أنه يقول أخرج أذهب إلى أين؟ مرة أخرى خرج إبراهيم وهو لا يعلم إلى أين يمضى، يقول الكتاب: قام إبراهيم باكرا انظر كلمة باكرا الإنسان منا عندما يذهب إلى مكان غير مستريح إليه يتلكأ لكن إبراهيم يقوم باكرا، وأسرج دابته وأخذ ابنه وأخذ الحطب وأخذ النار ومشى ثلاثة أيام لأن الجبل الذى أعطاه العلامة له ليقدم عليه ابنه إسحق محرقة كان هو جبل الموريا الذى قام عليه هيكل سليمان، وفى تقليد الكنيسة اليهودية والمسيحية أن إبراهيم بعد أن سار ثلاثة أيام كما قال الكتاب فى سفر التكوين، رأى على هذا الجبل صليبا من نور فأدرك أن هذا هو الجبل المقصود، لأن هناك جبالأ كثيرة، لكن ابنه سأله سؤالأ يفطر القلب قال له ها هو

    الحطب والنار، أين الخروف الذى تقدمه للمحرقة يا أبى؟لكن إبراهيم يجيب عليه وهو رجل شيخ، على الأقل 117 ‏أو 118 ‏سنة فى هذا الوقت، إن الله الذى أمرنا أن نقدم له ذبيحة هو الذى يرى حملا للمحرقة يا ابنى، ثم وضع الحطب على ابنه إسحق وصعدا إلى الجبل، ثم كان لابد له أن يواجه إسحق بعد أن بنى المذبح، ووضع الحطب على المذبح، وأمسك باسحق ووضعه على المذبح بعد أن ربطه، فأطاع إسحق أباه، وهذه فضيلة من فضائل إسحق، كان ممكن أن يرفض ويقاوم ويهرب ويدافع لأن هذه مسألة حياة أو موت.

    ‏ثم أمسك إبراهيم السكين ورفع يده ليذبحه ، وفى هذه اللحظة ناداه الله، إبراهيم إبراهيم ارفع يدك ولا تمس فتاك بسوء إنى قد رأيت محبتك فى، لم تمنع ابنك وحيدك الذى تحبه إسحق لذلك بالبركة أباركك.. كان هذا امتحانا ونجح إبراهيم فى هذا الامتحان، كان هذا الموضوع مشكلة فى عقل إبراهيم كيف أن الله قال له بإسحق يدعى لك نسل ثم يقول له قدمه لى محرقة أين الوعد، بولس الرسول حل المشكلة قال:لأن إبراهيم كان يؤمن بالقيامة من بين الأموات. يا جمال ويا روعة إبراهيم، فى هذا الوقت لم ير شئ اسمه قيامة!! ولم يكن هناك كتب مقدسة وقتها!! ولاعقيدة كهذه؟ من أين عرف القيامة من بين الأموات !!إيمان إبراهيم بوعد الله بأنه بإسحق يكون له نسل، وإسحق سيذبح، والوعد لابد أن يتم إذن لابد

    ‏أن يقوم من بين الأموات، هذه الثقة بالله ولدت الإيمان الذى بلا فحص ، وهذا 00 ‏ما نقوله فى القداس الكرلسي ! وهذا الإيمان يغير ‏ فحص دفعه أن يؤمن بالقيامة من بين الأموات، ولم تكن هذه عقيدة مقررة ولم تحدث من قبل، الله لا يكذب، ومادام قال بإسحق يدعى لك نسل، وإسحق سيموت، إذن لابد أن يقوم من بين الأموات، المسألة ليست سهلة، هذا ليس مجرد كلام ولكنها خبرة روحية ليس من السهل أن يصل إليها الإنسان، إلا مع طول العشرة المقدسة.

    ‏لذلك مريم وهى صبية سنها 13 ‏سنة كيف تلد، كيف أمنت، كيف صدقت الملاك وهو يقول لها ها أنت ستحبلين وتلدين ابنا، لم تشك بل صدقت، ولذلك أليصابات بالروح القدس طوبتها وقالت طوبى، طوبى لك

    يامن أمنت، بأن يتم ما قيل لها من قبل الرب، ماذا تعنى آمنت؟ تعنى لم تكونى مترددة ولكن تصديق مطلق كامل بلا شك، بدون تردد، صبية سنها 13 سنة من أين أتاها هذا الإيمان، لولا أنها فعلا كانت معجونة ومشحونة بالعلاقة السرية بينها وبين الله، من غير الممكن عقلية فى هذا السن تصل لهذه المرحلة التى فيها، لم تنطق أليصابات، ولكن الروح القدس هو الذى نطق، الروح القدس هو الذى طوبها طوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب فطوبتها على إيمانها، ماهو الإيمان؟ الإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى .

    ‏فلم يحدث فى التاريخ أبدا أن عذراء تحبل وتلد، ومع ذلك وهى بنت صبية، كونها تؤمن وتصدق فقد فاق إيمانها إيمان رئيس الكهنة، ولذلك أليصابات طوبتها، طوبى للتى آمنت لك الطوبى، لك الغبطة، لك السعادة، لك الكرامة لأنك صدقت بشارة الملاك، وقلت هو ذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك وطبعا لو لم تقل العذراء هذه الجملة ما كان حدث الحلول فى أحشائها، لأن الله فى عطاياه لا يجبر الإنسان عليها، فإن هى قبلت يتم الحمل، وإن لم تقبل هذا الكلام لا يتم الحمل، عطايا الله لا يغصب عليها أبدا، ولذلك قالت هوذا أنا أمة الرب ليكن لى كقولك بعد ذلك انصرف من عندها الملاك لأنها قبلت وهذا القبول يدل على صحة إيمانها

    ‏العذراء مريم تقف أمامنا معلم وهى صبية بكل هذا القدر الوافر من الإيمان، الذى جعل أليصابات تطوبها لأنها آمنت بما لم تؤمن هى به مع أنها امرأة رئيس الكهنة، وبالرغم من أن موضوع أليصابات كان له سابقة، أما موضوع العذراء فلم يحدث من قبل. أليصابات خجلت من نفسها أمام هذه الصبية الصغيرة مع أن قصتها لم يسبق لها فى التاريخ، لم يحدث أن عذراء تحبل وتلد.

    ‏إذن مريم كانت فتاة تتميز بدرجة عالية من الإيمان، ما كان يمكن لمريم أن تقبل بشارة الملاك بهذه البساطة مالم يكن لها إيمان لا يحده عقل، عندما اعترضت لم تعترض من جهة إيمانية، اعترضت من جهة معقولة كيف يكون لى هذا وأنا لا أعرف...لكنها لم تشك فى قدرة الله، ولذلك لم يعاقبها الملاك كما عاقب زكريا بل حياها وقال لها سلام لك أيتها الممتلئة نعمة، .

    ‏أذن هذه فضيلة أخرى من فضائل مريم، ينبغى أن نبرزها فى الكنيسة، فضيلآ الإيمان،التصديق، التسليم القلبى، الثقة والإيقان بأمور لاترى.

    ‏مريم لم تعظ ولكنها تقف أمامنا واعظة صامتة تعلمنا كيف يكون الإيمان،كيف يكون التصديق كيف يكون التسليم، كيف تكون الثقة والإيقان بأمور لاترى.

    ‏وليست أليصابات وحدها هى التى طوبتها، صرخت مرة امرأة من الجمع وقالت لها: طوبى للبطن الذى حملك وللثديين الذين رضعتهما. فقال لها:بالأحرى طوبي للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه، إن كرامة أمى مريم ليست فقط فى أنها حملت، ولكن لأنها أولا سمعت كلام الله وحفظته، لم تكن مجرد وعاء حملت، لكنها حملت لأنها كانت مستحقة لأنها سمعت كلمة الله وحفظتها منذ طفولتها، ماضيها معروف قبل أن تحمل بالمسيح، ماض نقى، إنسانة لله، كلها لله.

    ‏مريم بسيرتها وصمتها وسكونها وايمانها تقف أمامنا الآن معلمة لا بالكلام ولا بالوعظ ولا بالإرشاد ولا بالشرح ولا بالتفسير، إنما فى شخصها نموذج ساحق للفضيلة، للإيمان، للصمت، لكل الفضائل، لخدمة الملائكة، للبتولية الدائمة والعفة الكاملة. شفاعتها فلتشملنا جميعا، ولإلهنا الإكرام والمجد إلى الأبد آمين

    _________________
    من فضائل العذراء الايمان والتصديق  بقلم المتنيح للانبا غريغوريوس  42eio0njdy7i
    منقووووووووووووووووووووول

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 23:54