منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    كيف نصنع مرسى فرعوناً ذى لحية

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc كيف نصنع مرسى فرعوناً ذى لحية

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 22 أغسطس 2012 - 12:04

    كيف نصنع مرسى فرعوناً ذى لحية  24598_660_doc1_opt1

    صورة ضوئية من جريدة الأخبار فى عدد الاثنين 20 أغسطس

    فى إطار الجدل
    الدائر حول «أخونة» المؤسسات الصحفية القومية بعد تسمية رؤساء التحرير
    الجدد للصحف القومية بمعرفة مجلس الشورى، تأتى هذه السطور التى تحكى جذور
    قصة الصحافة القومية فى مصر، وتقدم نتاج تحليل الأعداد الصادرة من جرائد:
    الأهرام والأخبار والجمهورية وروز اليوسف وأخبار اليوم خلال الفترة من 10
    أغسطس إلى 17 أغسطس 2012، فى محاولة للإجابة عن سؤال الساعة: «هل تسير
    الصحف القومية فى طريق الأخونة»، وهل خلعت زى «العسكر» وحكام العسكر،
    لترتدى «جلباب» الإخوان، وتطلق لحيتها كما يفعلون، حتى ولو لم يرتد رؤساء
    تحريرها -رسميأً- ذلك الجلباب ويطلقون لحاهم؟

    لا بد أن نعترف
    فى البداية أن قصة الصحف القومية فى مصر هى واحدة من أشد القصص «درامية» فى
    تاريخ الصحافة المصرية، تلك الصحف التى بناها وتملكها أفراد وعائلات فى
    مصر ما قبل ثورة يوليو 1952، مثل مؤسسة أخبار اليوم التى كانت مملوكة لآل
    أمين (مصطفى وعلى أمين)، ومؤسسة الأهرام التى كانت مملوكة لآل تقلا (سليم
    وبشارة تقلا)، ومؤسسة دار الهلال التى كانت مملوكة لآل زيدان (إميل وجورجى
    زيدان)، ومؤسسة روز اليوسف التى كانت مملوكة لـ«فاطمة اليوسف»، وقد عبرت
    هذه الصحف عن تيارات وأفكار ورؤى مختلفة قبل يوليو 1952، ولكن ما إن قام
    الضباط بثورتهم حتى بدأت تغير جلدها وتتلون جميعها بلون ورؤية العصر الجديد
    التى تبلورت حول فكر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وبدأت تدافع عن
    توجهاته وسياساته، وتحمد وتمجد قراراته.
    المسيرة تبدأ من «كفر البطيخ».. لتنتقل إلى «مجلس العيلة».. لتنتهى إلى «مجلس شورى الإخوان»
    (صحافة كفر البطيخ)
    لم يكتف «ناصر»
    بهذا التحول من جانب صحف العائلات، لأنه أراد أن يحكم قبضة السلطة عليها
    بشكل كامل، فما كان منه إلا أن انتفض ضد هذه الصحف، وأخذ يتحدث عن أن
    القائمين عليها لا يستوعبون طبيعة العصر الجديد ولا شروطه، وأنهم غارقون فى
    تناول شئون نجوم المجتمع من الفنانين ولاعبى الكرة، فى الوقت الذى يهملون
    فيه متابعة الجهود التى يبذلها البسطاء من أبناء الشعب من العمال
    والفلاحين، جمع عبدالناصر الصحفيين العاملين فى هذه المؤسسات وسألهم: «من
    منكم يعرف كفر البطيخ»؟ لم يجب أحد فأخذ «ناصر» يقول: إن «كفر البطيخ» هى
    واحدة من قرى مصر التى يعمل فيها الفلاحون تحت حر الشمس، من أجل توفير
    الغذاء لأبناء الشعب المصرى، ورغم أن الصحفيين العاملين فى هذه الصحف
    امتطوا سياراتهم وحملوا «كاميراتهم» فى اليوم التالى، وهرولوا إلى «كفر
    البطيخ» للالتقاء بأهلها وإعداد حوارات صحفية معهم وتحقيقات حول حياتهم،
    إلا أن ذلك لم يرض «عبدالناصر» الذى كان قد قرر «تأميم» هذه الصحف تحت مسمى
    «التنظيم»، وكان أن أصدر قانون تنظيم الصحافة عام 1960 الذى آلت بمقتضاه
    ملكية هذه الصحف إلى الاتحاد الاشتراكى لتصبح مملوكة للتنظيم الذى يعبر عن
    تحالف قوى الشعب العامل، وبمقتضى هذا القانون أصبحت السلطة هى التى تتولى
    تعيين رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير هذه الصحف.
    كيف نصنع مرسى فرعوناً ذى لحية  24597_660_doc6_opt1

    صورة ضوئية من جريدة الأهرام المسائي بتاريخ 13 أغسطس

    (مجلس العيلة)
    لم يكن وصف
    «القومية» قد تم خلعه بعد على هذه الصحف، حتى بعد أن تولى الرئيس السادات
    السلطة عام 1970. وقد كان لهذا «الوصف» قصة تبدأ خطوطها باللحظة التى قرر
    فيها الرئيس السادات إلغاء الاتحاد الاشتراكى عام 1976، فبعد إلغاء هذا
    التنظيم الذى تم تحديده كمالك لهذه الصحف، طبقاً لقانون تنظيم الصحافة
    عام1960 أصبحت هذه الصحف بلا مالك، وربما يذكر الكثيرون كيف كان السادات
    يحب العيش فى ظل مسمى «كبير العائلة»، ويعشق ارتداء الجلباب والعباءة
    الشهيرة ليجمع الناس من حوله ويحدثهم بـ«حديث الحكمة»! من هذا المنطلق تفتق
    ذهن الرئيس السادات عن فكرة، تتمثل فى: إنشاء تنظيم جديد بديل للاتحاد
    الاشتراكى، يحقق حلمه فى «تسيد العائلة»، وفى الوقت نفسه يشكل وريثا
    للاتحاد الاشتراكى فى ملكية هذه الصحف، وكان له ما أراد حين تم إنشاء مجلس
    الشورى كـ«مجلس عيلة»، ليصبح مالكاً رسمياً لهذه الصحف التى بدأت منذ ذلك
    الحين تتمتع بوصف «القومية» طبقاً لنصوص قانون سلطة الصحافة الصادر عام
    1980، وإذا كان من السهل على هذه الصحف أن تغير جلدها وتلّون نغمتها بلون
    العصر الناصرى، فقد كان من الأسهل عليها أن ترتدى «عباءة» السادات طيلة
    فترة السبعينات، وأن تصبح أداته فى الدعاية لسياساته المضادة لسياسات
    عبدالناصر والتى وصفها البعض بأنها كانت انقلاباً متكامل الأركان على
    توجهات الحقبة الناصرية، وعندما اغتيل الرئيس السادات فى حادث المنصة
    الشهير عام 1981 ورث «الرئيس المخلوع» ملكه وأدوات حكمه، ومن بينها الصحف
    القومية التى بدأت توجه وجهها شطر الرئيس الجديد، وتقوم بدورها المعهود فى
    الدعاية لنظامه وتفسير سياساته وتبرير قراراته على مدار ثلاثين عاماً،
    انتهت بثورة المصريين فى الخامس والعشرين من يناير 2011.
    القط
    يهدى عموداً لـ«مرسى» يصفه فيه بدماثة الخلق والعمل وسط ظروف صعبة..
    وعموداً للكتاتنى يقدمه كـ«نموذج» فى الأداء البرلمانى.. وعموداً لـ«قنديل»
    يتحدث فيه عن «العالم الدكتور»
    (مجلس شورى الإخوان)
    رفعت ثورة 25
    يناير -منذ اليوم الأول لقيامها- قائمة من المطالب، كان من بينها تطهير
    الآلة الإعلامية، التى تشتمل على جهاز التليفزيون المملوك للحاكم، والصحف
    القومية المملوكة له أيضاً من خلال مجلس الشورى، فقد كان وصف القومية الذى
    تم خلعه على هذه الصحف وسيلة للتعمية على وضعها الحقيقى كوسيلة دعاية
    للرئيس، وأداة لـ«صناعة الفرعون» عبر ستين عاماً كان لـ«التطهير» الذى دعا
    إليه الثوار فى ميدان التحرير معنى واحداً هو منح هذه المؤسسات الصحفية
    القومية «استقلالها» عن أية سلطة سياسية لتمارس عملها بالمستوى المطلوب من
    المهنية، ولتستطيع أن تعيد هيكلة أوضاعها داخل السوق الصحفى المصرى،
    مستعينة فى ذلك بالعديد من الكوادر المتميزة التى تحتشد بها والتى رفضت أن
    تشارك فى شحن بطارية العمل بهذه الصحف كآلة للدعاية للنظام السياسى والرئيس
    الحاكم بأمره، فأصابها الغبن والتهميش لعقود طويلة.

    بعد الثورة سارت
    الأمور فى بر مصر بالصورة التى تعلمها والتى أدت فى النهاية إلى اعتلاء
    الإخوان المسلمين عرش السلطة فى مصر، فتسيدت الجماعة مجلسى الشعب والشورى،
    ثم فاز مرشحها «الدكتور محمد مرسى» فى انتخابات الرئاسة، وأصبح مجلس الشورى
    «الإخوانى» هو مالك الصحف القومية، بحكم القانون، وبعد ثلاثة أشهر
    -بالتمام والكمال- من عقد أول جلسة له يوم 28 فبراير 2012 قرر مجلس الشورى
    فتح باب الترشح لرئاسة تحرير الصحف القومية، وقام بتشكيل لجنة بمعرفته
    لاختيار رؤساء التحرير من بين المتقدمين، ويوم الأربعاء الثامن من أغسطس
    2012 كان الموعد مع إعلان أسماء رؤساء تحرير الصحف القومية الجدد، وقد سبق
    هذا الإعلان الكثير من الجدل حول أسس تشكيل اللجنة واختيار أعضائها،
    والمعايير التى تحتكم إليها فى اختيار رؤساء التحرير، وأعقبه اعتراض تيارات
    متنوعة من أبناء المهنة على العديد من الأشخاص الذين تم تسميتهم كرؤساء
    تحرير، فمن قائل إن بعض هذه الشخصيات تنتمى إلى جماعة الإخوان كـ«محبين»،
    ومن قائل إن بعض هذه الشخصيات لا تتمتع بالخبرات ولا القدرات التى تمكنها
    من قيادة الإصدارات العديدة التى تصدر عن الصحف القومية المصرية، والقاسم
    المشترك الأعظم بين كل الغاضبين من حركة اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية
    تمثل فى الحديث عن «أخونة» الصحف القومية، بعد أن ورث الإخوان ملك مصر.

    كيف نصنع مرسى فرعوناً ذى لحية  24599_660_-3-5
    عبد الناصر والسادات ومبارك

    (طريق الأخونة)
    و«الأخونة» هنا
    لا تعنى بحال تعيين شخصيات صريحة فى انتمائها إلى الجماعة كرؤساء لتحرير
    هذه الصحف. المسألة لا تحتاج إلى ذلك على وجه الإطلاق، فيكفى جداً أن يفهم
    أى رئيس تحرير جديد أن «جماعة الإخوان» هى جهة تعيينه حتى يقوم بالدور الذى
    حفظه عن ظهر قلب طيلة السنوات الماضية فى الدعاية للنظام «السيد» والرئيس
    الذى أفرزه هذا النظام، دون أن يتحمل هذا النظام حتى مؤنة توجيهه، لذلك لم
    يكن مستغرباً أن يختار «أهل الشورى» بعض الشخصيات التى كانت معروفة بدفاعها
    المستميت عن «المخلوع» ونظامه، وعدائها الصريح للثورة. فتلك الشخصيات أقدر
    من غيرها على «أخونة» المؤسسات الصحفية لأنها تجيد لعب دور «البوق»
    الدعائى -أكثر من غيرها- لـ«حساب» من يدفع فاتورة «حساب» هذه المؤسسات،
    فالوظيفة واضحة المعالم، ومعادلة النشر القادرة على تحقيقها واضحة الخطوط،
    ويتمثل أبرز هذه الخطوط فى: المتابعة الإخبارية اللاهثة لأنشطة الرئيس
    وتصريحاته وقراراته والاستغراق فى تبريرها، وتجميل صورة الرئيس ورجاله، حتى
    ولو كان «المكياج» المستخدم فى ذلك شديد «الفجاجة»، وتلقف الأفكار
    «النيرة» للرئيس وإعادة إنتاجها وتبليعها بلعاً للقارئ، بغض النظر عن درجة
    وجاهتها أو واقعيتها، تلك كانت -ولم تزل- الملامح الأساسية لمعادلة ممارسة
    المهنة بالصحف القومية، بغض النظر عن أسماء الملاك الذين تقلبوا عليها
    والعصور التى انقلبت إليها، فذات يوم كانت الصحف تمارس هذه الوظائف باسم
    «جمال عبدالناصر»، ولما مات، مارستها باسم «أنور السادات، ولما مات مارستها
    باسم «حسنى مبارك»، ولما قام الشعب بثورة ضده وخلعه من الحكم، أصبحت
    تمارسها باسم السيد الجديد «محمد مرسى» وسيدته «جماعة الإخوان»، وتعالوا
    نحكى كيف سارعت الصحافة القومية إلى العمل فى خدمة «السيد الجديد».

    (كله مبرر يا ريس)
    لم تمض ساعات على
    جلوس الشخصيات المختارة بمعرفة مجلس شورى «الإخوان» على مقاعد رؤساء تحرير
    الصحف القومية، حتى بدأت هذه الصحف رحلة اللهاث وراء أخبار الرئيس وأفراد
    حكومته، لتقدمها فى «لباس الزينة» الذى يليق بها ويوضح توافقها مع مطالب
    الشعب والثورة، فبمجرد أن تسلم رئيس تحرير الأهرام الجديد مهام منصبه بادر
    إلى إلغاء الصفحة التى كانت تتابع حجم الإنجاز ونقاط التقصير فيما تضمنه
    البرنامج الانتخابى للرئيس خلال المائة يوم الأولى لحكمه، والمطالع لعدد
    «الأهرام» الصادر يوم الجمعة (10 أغسطس 2012) الصادر صبيحة قرارات الرئيس
    «محمد مرســى» بإقالة رئيس المخابرات ورئيس الحرس الجمهورى وقائد الشرطة
    العسكرية ومحافظ شمال سيناء بعد مذبحة رفح، يلاحظ خبراً بارزاً (ص 39)
    عنوانه: (اعتبروها الميلاد الحقيقى لصلاحياته.. قوى سياسية ترحب بقرارات
    الرئيس عقب أحداث سيناء) ويشير الخبر إلى ترحيب عدد من السياسيين والحزبيين
    بقرارات الرئيس معتبرين هذه القرارات الميلاد الحقيقى لصلاحيات رئيس
    الجمهورية، ورد فعل طبيعياً إزاء هذه الأحداث، وأسفل هذا الخبر خبر آخر
    عنوانه (حركات ثورية: الرئاسة تصحح مسار الثورة وتستكمل التحول
    الديمقراطى)، ومن ينعش ذاكرته ويحاول أن يسترجع ما نشرته جريدة الأهرام
    خلال الثلث الثانى من شهر مارس عام 2005 -بعد صدور قرار المخلوع بتعديل
    المادة 76 من الدستور- سوف يجد أن الجريدة لم تجدد حتى فى ألفاظها
    «المطلقة» التى تستخدمها فى وصف قرارات الرؤساء من فصيلة (الترحيب -تصحيح
    المسار- استكمال التحول الديمقراطى) وخلافه. راجع على سبيل المثال هذا
    المقتطف من مقال كتبه إبراهيم نافع بتاريخ (14 مارس 2005)، يقول فيه: (يبدو
    واضحا من متابعة الجدل الوطنى والسجال الذى ترتب على قرار الرئيس حسنى
    مبارك التاريخى بطلب تعديل المادة(76) من الدستور، أن هناك اتفاقا عاما من
    جانب كل القوى السياسية والفكرية المصرية، على أن قرار الرئيس يعد بحق
    قرارا تاريخيا، وبداية لعملية إصلاح وتطوير حقيقى فى النظام السياسى
    المصرى، والملاحظ أن كل الكتابات التى تناولت القرار تعاملت معه بقدر
    أهميته، وأكد معظم الكتاب الذين ينتمون إلى مدارس فكرية وسياسية متنوعة أنه
    نقلة تاريخية فى الحياة السياسية المصرية).

    وإذا كان لفظ
    «العيدية» ذا صلة تاريخية بالمخلوع «مبارك» فى الكثير من عناوين الصحف
    القومية خلال ثلاثين عاماً من حكمه، فإن صحيفة الجمهورية لم تجتهد فى البحث
    عن لفظ جديد فى وصف عدد من القرارات التى صدرت عن حكومة الدكتور هشام
    قنديل بعد أيام من تشكيلها، فتصدر عددها الصادر يوم (16 أغسطس 2012)
    العناوين الآتية: (عيدية حكومة قنديل للمواطنين: إعفاء الفلاحين وبدو سيناء
    المتعثرين من مديونياتهم.. 500 مليون دولار لدعم الإسكان ومياه الشرب
    والكهرباء والصحة والنقل.. 131 مليون جنيه مساعدات لـ211 ألف عامل.. جولات
    حرة لرئيس الوزراء فى المستشفيات وأقسام الشرطة والحدائق العامة). لم تكتف
    الصحيفة بذلك، بل كان الخبر الرئيسى على صفحتها الأولى من ذلك العدد عبارة
    عن تصريحات للدكتور «عصام العريان» نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، تقدّم
    تبريرات لقرارات الرئيس «مرسى» بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل وإقالة
    المشير والفريق وحل المجلس العسكرى، قدم فيها العريان تفسيراً لقرار إلغاء
    الإعلان الدستورى الذى جعل الرئيس يستأثر بالسلطة التشريعية قائلاً:
    (استحواذ الرئيس على السلطة التشريعية.. أشبه بأكل الميتة)، بمعنى أنه
    يشكّل عبئاً على الرئيس أكثر من كونه ميزة له، وأضاف أن (أحداث رفح ومنع
    مرسى من حضور عزاء الشهداء.. وراء إقالة طنطاوى وعنان).

    ولا خلاف على أن
    متابعة أخبار رئيس الدولة جزء لا يتجزأ من آلية عمل أية صحيفة، بشرط
    الاستناد إلى معايير مهنية فى التغطية لا يظهر فيها محاولات للتبرير أو
    رغبة فى الانحياز للرئيس ورجاله، خصوصاً الصحف التى تنتفى عنها صفة الحزبية
    وتصف نفسها بـ«القومية»، ومن الواجب فى المقابل من ذلك أن تهتم هذه الصحف
    بتقديم تغطية كافية لأنشطة وفعاليات كافة التيارات والقوى السياسية الأخرى
    المعارضة للرئيس ولنظامه السياسى، وإلا فقدت مسماها كـ«صحف قومية» مسئولة
    عن التعبير عن كافة التيارات والأحزاب والقوى السياسية التى تتفاعل داخل
    المجتمع، ويجدر بنا أن نذكّر هنا بأن جماعة الإخوان كانت تعيب على الصحافة
    القومية خلال عصر المخلوع، وتصفها بأنها صحف ناطقة فقط بلسان «الحزب
    الوطنى» الحاكم الذى يترأسه «المخلوع».

    (تبييض الوجوه بـ«الملوخية»)
    كان من الملفت
    للغاية أن يعود الأستاذ «ممتاز القط» إلى الكتابة مرة ثانية فى جريدة
    الأخبار بعد أن تولى رئاسة تحريرها «الأستاذ محمد حسن البنا»، فـ«القط» هو
    صاحب مقال «طشة الملوخية» الشهير الذى كتبه فى مقام مداهنة الرئيس المخلوع
    وحكى فيه لقرائه كيف أن «مبارك» لا يعيش حياته الطبيعية كغيره من المصريين.
    وقد كتب «القط» عموداً فى جريدة الأخبار بتاريخ (10 أغسطس 2012) يصف فيه
    العودة إلى «الأخبار» قائلاً ( ياااه.. بعد سبع سنين من تركى لصحيفتى
    الحبيبة الأخبار، أعود مرة أخرى للكتابة بدعوة كريمة من الأستاذ محمد حسن
    البنا، الذى أصبح رئيساً للتحرير بعد سنوات من الجهد والعمل الشاق الدؤوب).

    وفى تقديرى أن
    عودة «القط» إلى الأخبار -فى عصر الإخوان- كان ضروريا، خصوصاً أن شهادة
    مقال «طشة الملوخية» تزين صدره كواحد من كبار الصحفيين الذين يستوعبون دور
    الصحافة القومية كأداة للدعاية للنظام الحاكم و«فرعنة» الرئيس، فليس من
    المهم أن يكون الكاتب أو رئيس التحرير «إخوانياً»، المهم أن يكون كادراً
    مستوعباً لوظيفته ودوره فى «ورنشة» وجه الرئيس ورجال نظامه، ومن المؤكد أن
    «القط» «ممتاز» فى أداء هذا الدور، لذلك لم يكن مستغرباً أن يكتب فى عموده
    فى اليوم التالى (11 أغسطس 2012) قائلا:ً (لست إخوانيا ولم أعط صوتى
    للدكتور مرسى لكننى أحترمه وأقدره كرئيس للجمهورية لأن احترامه هو جزء من
    احترام مصر وشعبها، والحرية لا تعنى أبدا النيل من الرئيس وانتقاد أدائه
    بأفظع الألفاظ والكلمات النابية، رغم دماثة خُلقه ومحاولاته الجادة للعمل
    وسط ظروف صعبة. الحرية لا تعنى أبدا محاولة الاعتداء على رئيس الوزراء أو
    قذف سيارات الوزراء بالأحذية. الحرية لا تعنى النيل من قواتنا المسلحة
    ورموزها لأن الهدف الحقيقى فى النهاية هو إحداث الفتنة والوقيعة الكبرى بين
    المواطنين تمهيدا لسقوط الدولة). يقول «القط» إنه ليس إخوانياً ونحن نصدقه
    ونعلم أنه رجل يجيد فقط وظيفته فى الدفاع عن مقام الرئاسة بغض النظر عن
    اسم الجالس فوق عرشها!

    ولا يكتفى
    الأستاذ «ممتاز القط» بتوظيف مهاراته فى «تبييض وجه» الرئيس وفقط، بل لا
    يتأخر عن توظيفها أيضاً فى «تبييض وجوه» رجاله، وها هو يتحدث عن الدكتور
    «قنديل» رئيس وزراء «مرسى» قائلاً: (طبعا من حق الدكتور هشام قنديل أن يلعن
    اليوم الأسود الذى قبل فيه العمل وزيراً ثم رئيساً للوزراء، وأقول لكم بكل
    صراحة ومن واقع خبرتى الطويلة فى العمل كمحرر داخل مجلس الوزراء عاصرت
    فيها 5 رؤساء للوزراء آخرهم الدكتور أحمد نظيف -أقول لكم إن تجربة الدكتور
    هشام قنديل تختلف جملة وتفصيلا لأنه يعمل فى ظروف قاهرة ومستحيلة، ووسط
    مناخ من الشك والريبة وأخلاقيات شاذة أصبحت هى العملة الرديئة التى
    يتبادلها الناس، جاء العالم الدكتور هشام قنديل ليجد سفينة الوطن تكاد تجثم
    فى أعماق اليم بعد توقف كل أدوات الإنتاج، وعدم وجود أى موارد حقيقية
    جديدة. والأخطر أنه جاء فى ظل ثقافة مجتمع يتعجل جنى ثمار أشجار لم نزرعها
    بعد وحالة من الانفلات اختلط فيها الحابل بالنابل)، لم يكن رئيس الوزراء
    الدكتور «هشام قنديل» هو الوحيد الذى نال حظه من «التدليك اللفظى» من جانب
    «القط» بل كان للدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق نصيب موفور من
    ذلك. فكتب فى عموده المنشور بالأخبار بتاريخ (13 أغسطس 2012) يقول فيه:
    (دماثة أخلاق الكتاتنى وذكاؤه وتلقائيته عناصر هامة فى إعجاب وتقدير وإشادة
    المواطنين به، والذين أتيحت لهم الفرصة كاملة لمتابعة وقائع جلسات المجلس
    عبر القناة الخاصة بالبرلمان. ورغم قصر المدة التى قضاها الكتاتنى فى رئاسة
    مجلس الشعب فإنه ترك بصمات واضحة لا يمكن لتاريخ العمل البرلمانى أن
    يتجاوزها أو يتناساها)، وأضاف القط: (وليس من المبالغة أن أقول إن الدكتور
    سعد الكتاتنى قدم نموذجاً نتمنى تكراره فى أسلوب الأداء لرئيس البرلمان
    ومدى قدرته على الجمع بين الصرامة والحسم وأيضا اللين واللطف مع بعض
    تجاوزات أو هفوات وأخطاء أعضاء البرلمان)، ولم يكتف بهذا القدر، بل استطرد
    قائلاً: (الرجل يحاسب نفسه إذا أحس بأنه قد قسا على أحد الأعضاء فيسارع فى
    أقرب لحظة بمداعبته وهو ما يكشف عن معدن أصيل لبرلمانى قدير أثق فى أن
    وطنيته وانتماءه سوف يتيحان الفرصة كاملة أمامه للعودة إلى البرلمان وسواء
    تم ذلك عن طريق القضاء أو فى أى انتخابات برلمانية جديدة).
    الشعار المشترك لرؤساء التحرير الجدد: لست «إخوانياً».. لكنى أدافع عن «مرسى» حباً فى مصر
    (أصحاب الأخلاق الحميدة والأفكار النيرة)
    قد تلجأ الصحف
    القومية إلى واحد من المعارضين ليقيّم المشهد السياسى، فى محاولة منها
    للظهور بمظهر «الصحيفة المتوازنة» أمام القارئ، لكنها فى كل الأحوال تدير
    الحوار مع المعارضين طبقاً لطريقتها الخاصة وبأسلوبها المعهود فى تبرير
    سياسات النظام الحاكم، والدفاع عن الجالس فى «قصر الفرعون». فى هذا السياق
    قامت صحيفة «الأخبار» بإجراء حوار مع الكاتب «صلاح عيسى» تحدث فيه عن أبعاد
    متنوعة فى المشهد السياسى فى مصر، من بينها تقييمه لحكومة الدكتور هشام
    قنديل ووصفه لها بأنها «حكومة موظفين»، ورفضه للهجمة التى يمارسها الإخوان
    ضد الصحفيين والإعلاميين، بداية من وصف المرشد العام للجماعة الإعلاميين
    بـ«سحرة فرعون» وانتهاءً برفع قضايا ضد عدد من الصحفيين واتهامهم بإهانة
    رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى موضوعات أخرى متنوعة. ترك محرر الحوار كل هذه
    الأبعاد، وأبرز فى العنوان الرئيسى للحوار ببنط عريض وبلون أحمر تصريحاً
    على لسان «صلاح عيسى» يقول فيه: (الرئيس مرسى وجماعة الإخوان لديهم أخلاق
    تختلف عن حكام مصر السابقين)، وأبرز المحرر هذه العبارة أيضاً داخل مقدمة
    الحوار، وقد اجتزأ المحرر تلك الجملة من عبارة قالها «صلاح عيسى» تحمل
    تشكيكاً فى مهارات وقدرة الدكتور محمد مرسى على قيادة الجمهورية الثانية،
    ذكر فيها: (لا بد أن نعترف لخصومنا السياسيين بما يكون فيهم من مزايا، ولا
    شك أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين لديهم أخلاق مختلفة عن أخلاق
    حكام مصر السابقين، ولديهم وازع دينى يردعهم عن الجرائم التى كان يرتكبها
    أعضاء النظام السابق، لكن ذلك ليس وحده الذى يخلق حاكما صالحا أو حاكما
    مرضيا عنه، فالمسألة هنا ليست أنه طيب حسن الأخلاق، لأن إدارة الدول مسألة
    بالغة التعقيد جدا وتحتاج إلى خبرة ومعرفة ومهارات سياسية وقدرة على إشاعة
    مناخ محدد يمكن أن يؤدى إلى حشد الناس، فلا يكفى أن يكون الرئيس طيبا أو
    على خلق، لا بد كذلك أن تكون عنده خبرة ومهارة، وأيضا أن يكون لديه معاونون
    لديهم خبرة ولديهم مهارة).

    وعلى مدار الفترة
    من 10 إلى 17 أغسطس تم رصد ما لا يقل عن (15 مقالاً) صحفياً تدافع عن رئيس
    الجمهورية ورئيس الوزراء، استندت جميعها على الهجوم على معارضى الرئيس
    واتهام قوى معينة بمحاولة إجهاض تجربته من خلال تسفيه قراراته، ومفاجأته
    بأحداث تهدف إلى هز ثقة الشارع فيه، والحديث هنا كان ينصرف إلى «مذبحة
    رفح»، ومنعه من حضور جنازة شهداء المذبحة، والاعتداء بالأحذية على رئيس
    وزرائه، بالإضافة إلى تحليل قراراته على أرضية المدح الذى يصل
    بالـ«الممدوح» إلى ساحة «الفرعون»، من ذلك على سبيل المثال المقال الذى
    نشرته جريدة الأهرام للكاتب «مؤمن خليفة» فى عددها الصادر فى (15 أغسطس
    2012) تحت عنوان «ضربة معلم»، يصف فيه قرارات مرسى بإقالة القيادات
    العسكرية قائلاً: (فى رأيى المتواضع أن معظم الأوصاف التى أطلقت على قرارات
    الرئيس بالثورية أو بالقنبلة لم تكن دقيقة فى وصفها لأن الرئيس استجاب
    لمطالب الشعب، والذين يتابعون المشهد فى الشارع المصرى بدقة وتمعن يدركون
    أن الرئيس كان سيقدم على هذه القرارات عاجلا أم آجلا، فلا وجود لدولة مدنية
    يحكمها العسكر*. ما فعله الدكتور محمد مرسى هو عين العقل وخطوة على طريق
    الاستقرار لتأسيس الدولة المدنية التى يحلم بها المصريون ويكفى أننا كنا
    تحت حكم العسكريين منذ* 06* ‬عاما*).

    (مبروك بقيت رئيس تحرير)
    بهذه العبارة
    عنون الأستاذ «جمال طايع» رئيس التحرير الجديد لجريدة «روز اليوسف» أول
    مقالاته بعد توليه مهام منصبه، ولم يكن ينقصه سوى أن يسبق هذه الكلمات
    بكلمة (هيه)، ليلخص لنا النهج الجديد للصحف القومية القائم على فكرة
    التصفيق والتهليل للرئيس ولإخوان الرئيس، مع عدم نسيان العبارة الشهيرة
    التى تتكرر هذه الأيام على أقلام كتاب الصحف القومية «لست إخوانياً» والتى
    ختم به «الأستاذ جمال طايع مقاله الذى اقتبس عنوانه -كما ذكر- من تليفون
    جاءه من أحد الأصدقاء يقول له فيه: «مبروك بقيت رئيس تحرير»، تقول عبارة
    الختام: (أود أن أقول للجميع ولمن يتقولون أنا لست إخوانياً ولن أكون، ولن
    أنحاز إلا لمصر وللمهنة فقط).

    ونحن نعلم أن كل
    رؤساء التحرير الذين تولوا قيادة الصحف القومية فى عصر الإخوان ليسوا
    «إخوانيى المذهب»، لكنهم لا يتوانون عن خدمة «الجماعة» طالما تربعت على
    مقاعد السلطان، ولا يتأخرون عن إرضاء الجالس على كرسى الحكم، فالوظيفة
    الثابتة هى الدعاية للنظام السياسى والرئيس، بغض النظر عن الأسماء: «ناصر»،
    «السادات»، «حسنى»، «مرسى»، وبصرف النظر عن اسم رئيس التحرير وتغييره من
    «نافع» إلى «ناصر»، ومن «القط» إلى «البنا»، ومن «خليل» إلى «طايع»، فالمهم
    أن «ينطاع» لمبدأ السمع والطاعة، فتلك هى محطة الانطلاق فى رحلة صناعة
    «الفرعون ذى اللحية»!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024 - 4:41