منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير

    ramzy1913
    ramzy1913
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 4903
    البلد - المدينة : القاهرة _مصر
    عدد الرسائل : 461
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 05/04/2013

    cc تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير

    مُساهمة من طرف ramzy1913 الإثنين 8 أبريل 2013 - 9:31


    تأملات وقراءات فى الأسبوع الرابع من الصيام الكبير

    أحد السامرية الجزء الأول

    مقدمة
    ما زال السيد المسيح بيتكلم عن بشارة التجديد اللى أبتدأ خدمته بيها وبدأت من الإصحاح الثانى من أنجيل معلمنا يوحنا حتى الإصحاح الرابع العدد 42 وشفنا السيد المسيح بيجدد كل شىء , فأبتدأ فى الإصحاح الثانى بأنه يحول المياه إلى خمر فى عرس قانا الجليل لما ألتقى بالشعب اليهودى اللى فرغ من عنده الخمر والحب فجاء السيد المسيح يظهر نفسه ويقدم نفسه كالعريس الحقيقى الذى يعطيهم طبيعة جديدة وحياة جديدة ثم أنتقل بعد كده للهيكل لكى ما يواجه الكهنة اللى أشتغلوا بالتجارة والتربح بإدعاء الدين فأطلق سراح الغنم وقال لهم أهدموا الهيكل وقدم نفسه كهيكل وكذبيحة حقيقية , فالغنم أطلق سراحها ومعادتش تنفع , وقدم نفسه كهيكل يقام فى ثلاثة أيام وكذبيحة حقيقية هى اللى تغنى عن كل ذبائح العهد القديم وبعد كده أتقابل مع الناموس فى شخص نيقوديموس معلم إسرائيل وكلمه عن الولادة الجديدة اللى لابد الإنسان يجوزها حتى لو شاخ وكبر فى العلم وفى التعليم وفى السن وبعدين فى أول الإصحاح الرابع بيتكلم عن الحديث اللى بيدور ما بين تلاميذ يوحنا المعمدان وما بين موقف يوحنا تجاه السيد المسيح كآخر أصوات العهد القديم اللى بتشهد للسيد المسيح واللى بتنقل البشرية من العهد القديم إلى العهد الجديد بالكلمة اللى قالها يوحنا المعمدان "ينبغى أن هذا يزيد وأنى أنا أنقص" وفى تأملاتنا ونحن نواصل رحلة بشارة التجديد بنشوف السيد المسيح بيلتقى مع شعب غريب الجنس أو مع شعب ماكانش ليه المواعيد , مع شعب كان فى نظر الأمة اليهودية شعب ضال وشعب فاسد ولكن يبتدى السيد المسيح يدخل لهذا الشعب الغريب الجنس , لكن مين هم السامريين وأيه حكاية السامرة بالضبط , فمهم جدا أننا نعرف علشان نقدر نوصل لسبب العداء اللى كان ما بين اليهود والسامريين ولابد أن نعرف شوية عن تاريخ السامرة , الحقيقة أن اللى أسس السامرة ملك أسمه عُمْرِي وهذا الملك كان أبو أخاب الملك اللى قتل نابوت اليزرعيلى , فهو اللى أسس السامرة فى سنة 925 قبل الميلاد وكان أسمها الأول شمرون وكانت البلد دى ملك لواحد أسمه شامر ولكن لما جم يترجموا من اللغة العبرية للغة العربية فترجموا الشين إلى سين فأصبح اسمه سامر وأنتسبت هذه المدينة إلى أسم سامر اللى أصبحت أسمها السامرة ونجد هذا الكلام فى سفر الملوك الأول 16: 23- 25 23فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِآسَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. مَلَكَ فِي تِرْصَةَ سِتَّ سِنِينَ. 24وَاشْتَرَى جَبَلَ السَّامِرَةِ مِنْ شَامِرَ بِوَزْنَتَيْنِ مِنَ الْفِضَّةِ، وَبَنَى عَلَى الْجَبَلِ. وَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا بِاسْمِ شَامِرَ صَاحِبِ الْجَبَلِ «السَّامِرَةَ». 25وَعَمِلَ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. وكلنا نعرف أن شعب إسرائيل أنقسم إلى مملكتين , مملكة شمالية اللى هى مملكة إسرائيل وهى مكونة من عشرة أسباط , ومملكة جنوبية كانت مكونة من سبطين فقط , وكان ده أول ذكر لمدينة السامرة , فالمملكة الشمالية كان اللى عملها يربعام بن ناباط اللى ثار على أبن سليمان الملك وبعدين اللى صنع السامرة كعاصمة للملكة كان الملك عُمْرِي وكان كل ملوك إسرائيل أو المملكة الشمالية أو كل ملوك السامرة عاشوا ودخلوا طريق الشر وطريق عبادة الأصنام لغاية سنة 721 قبل الميلاد عندما جائت المملكة الآشورية وضربت المملكة الشمالية وخربت السامرة تخريب نهائى وأنهت على وجود مملكة إسرائيل لكن ظلت المملكة الجنوبية ربنا حافظها وكان فى الوقت ده حزقيا الملك ولأنه كان ملك صالح , لم يقدر ملك آشور أن هو يهد أورشليم لكن قدر على المملكة الشمالية وخربها وكا ن أسم ملك آشور شلمنصر الثالث وأتمحى تاريخ السامرة وتاريخ مملكة أسرائيل الشمالية من هذا الوقت كمملكة وما عادلوهمش كيان تانى يعنى ماقاموش كمملكة مرة أخرى بعكس المملكة الجنوبية اللى بعديها بمئات السنين جاء نبوخذ نصر وهدم أورشليم وسبى الشعب إلى بابل لكن ظلت المملكة الجنوبية أو مملكة يهوذا ليها كيان وبعد 70 سنة رجعوا مرة تانية وأستقروا فى أورشليم مرة تانية , لكن المملكة الشمالية أتخربت نهائيا سنة 721 قبل الميلاد , ومدينة السامرة أيام السيد المسيح كانت بقرب مدينة أسمها شكيم اللى هى مدينة نابلس حاليا , ومدينة شكيم دى كانت ليها مواقف كثيرة جدا مع أبونا أبراهيم ,فأول مذبح عمله كان فى شكيم , ويعقوب أبو الأباء أشترى حقل فى مدينة شكيم , ويشوع بن نون جعل شكيم مدينة من مدن الملجأ وفيها دفن يشوع بن نون عظام يوسف وأراحها فى هذه المدينة وسنتكلم عن السامرة والسامريين فى بحث مستقل بإذن ربنا , لكن بإختصار من هم السامريين ؟ الحقيقة لما جاء ملك آشور وخرب السامرة وهدمها نهائيا لم يفعل كما فعل نبوخذ نصر لأن نبوخذ نصر أخذ الشعب اللى كان فى أورشليم ونقله لبابل , لكن ملك آشور ماعملش كده لكن هدم المدينة وترك الشعب ساكن فيها لكن جاب شعوب أخرى وثنية وأسكنها معاهم فى نفس المكان لأنه كان عنده حكمة معينة , فهو قال علشان هذا الشعب لا يبقى له كيان تانى فأحسن حاجة أخلطه مع شعوب وأجناس مختلفة فلا يقدر يكون ليه كيان , بعكس اللى كانوا فى أورشليم ظلوا محتفظين بكيانهم , وسبيوا إلى بابل لمدة 70 سنة ولكن رجعوا كيهود زى زى ماهم وسكنوا فى أورشليم , فأصبح الناس اللى ساكنين فى السامرة وفى المملكة الشمالية أختاطت بخمسة شعوب (بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ) ,أختلطوا بالوثنينن وتأثروا بيهم وتزاوجوا منهم وتأثروا بثقافاتهم وبعبادتهم وضاعوا فى هذه الخمسة شعوب والكلام ده نجده فى سفر الملوك الثانى 17: 24- 41 24وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضاً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا. 25وَكَانَ فِي ابْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا الرَّبَّ، فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. 26فَقَالُوا لِمَلِكِ أَشُّورَ: «إِنَّ الأُمَمَ الَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلَهِ الأَرْضِ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ السِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلَهِ الأَرْضِ». 27فَأَمَرَ مَلِكُ أَشُّورَ: «ابْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِداً مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلَهِ الأَرْضِ». 28فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ سَبُوهُمْ مِنَ السَّامِرَةِ وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ. 29فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. 30فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوتَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، 31وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلَهَيْ سَفَرْوَايِمَ. 32فَكَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ بَيْنِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ. 33كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبُوهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ 34إِلَى هَذَا الْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ الأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ (الَّذِي جَعَلَ اسْمَهُ إِسْرَائِيلَ). 35وَقَطَعَ الرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْداً وَأَمَرَهُمْ: «لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. 36بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ الَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ اسْجُدُوا وَلَهُ اذْبَحُوا. 37وَاحْفَظُوا الْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْوَصِيَّةَ الَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ الأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 38وَلاَ تَنْسُوا الْعَهْدَ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 39بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ». 40فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ الأُولَى. 41فَكَانَ هَؤُلاَءِ الأُمَمُ يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضاً بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هَكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ.الشعوب اللى سكنت لم يعرفوا ربنا ولم يعرفوا أحكام إله هذه الأرض اللى هم سكنوا فيها فأرسل ربنا عليهم السباع وكانت بتقتل فيهم فراح ملك آشور أحضر واحد من الكهنة من اللى كانوا موجودين فى المملكة الشمالية وسكن معاهم وعلمهم كيف يتقون الرب وأبتدأ يكلمهم عن يهوه إله إسرائيل اللى هم فى ذهنهم هو صاحب هذه الأرض اللى هم سكنوا فيها , ولكن هم عملوا حاجة عجيبة فهم لم يتقوا ربنا فقط بل أيضا أعتبروا ربنا واحد من ضمن آلهتهم , فأحضروا آلهتهم المتعودين يعبدوها ووضوعوها ووضعوا معاهم ربنا كإله من ضمن الآلهه علشان يبعد عنهم السباع ومتأكلهومش , يعنى خلطوا بين ربنا وبين العبادة التانية , طبعا أى خلطة للنور مع الظلمة , وربنا لا يتفق مع عبادة الأصنام , فهم أعتبروا ربنا إله من ضمن الآلهة اللى موجودة , ورجع ناس إسرائليين كثيرين لكن أختلطوا إختلاط كامل بالشعوب الوثنية الخمسة اللى أحضرهم ملك آشور وأسكنهم فى السامرة ومن هنا نشأ الشعب السامرى , إذا من هم السامرين ؟ هم خليط ما بين الإسرائيليين اللى كانوا عايشين فى المملكة الشمالية وما بين الخمسة شعوب اللى أتوا وأستوطنوا فى السامرة , لكن كان بيحرى جواهم العرق والدم الإسرائيلى , لأنهم أصل من شعب إسرائيل لكن أختلطوا ببقية الشعوب , والمملكة الجنوبية لما رجعت من السبى ورجعوا من بابل رفضوا أنهم يتعاملوا معاهم لأنهم شافوهم مختلطين جدا بالشعوب الوثنية والدم جرى فى عروقهم لفترة كبيرة حوالى 400 سنة لأنهم أختلطوا بهذه الشعوب الوثنية وبعبادتهم وبكل حاجة فى تلك الشعوب , فكان سبب العداء فعلا تاريخيا هو نحميا وعزرا الكاتب , لأنهم لما رجعوا بشعب ألمملكة الجنوبية إلى أورشليم , ولما أرادوا أن يبنوا الهيكل والأسوار جاء السامريين وقالوا أحنا اخوات فنشتغل مع بعض ونبنى معاكم الهيكل فقالوا ليهم لأ أنتم أختلطم بالشعوب الوثنية ومفيش معرفة ربنا عندكم , فهذا كان سبب بداية العداء أن شعب المملكة الجنوبية رفض هؤلاء المختلطين بالأمم الوثنية بالرغم من أنهم كانوا يعرفوا عن ربنا أى السامريين لأنهم كانوا بيؤمنوا بأسفار موسى الخمسة , فلما وجدوا الوضع هكذا فجاء واحد أسمه سانبلط وراح بانى هيكل زى هيكل أورشليم لكن فى السامرة على جبل أسمه جبل جرزيم ولما وجد أن هناك عداء مستحكم بين الأثنين وأن شعب المملكة الجنوبية أو اليهود كان رافض أن السامريين يشتركوا معاه راح هو عمل عبادة وهيكل بأسم ربنا فى جبل جرزيم , ولكن هذا الهيكل كان على مستوى الهياكل الأخرى للآلهة الوثنية , لكن كان فى معرفة عن ربنا فى وسط السامريين , وظل العداء يتزايد مابين السامريين وما بين اليهود لدرجة أنه ماكانش واحد يهودى يقدر يعبر فى طريق السامرة إلا وكانوا يقتلوه أو يضربوه أو ينهبوه , فاليهود بينظروا للسامريين نظرة إحتقار , والسامريين بينظروا لليهود بنظرة عداء وظل طول السنين يزيد هذا العداء لدرجة لما بنشوف المرأة السامرية بتقول للسيد المسيح أن اليهود لا يعاملون السامريين , وعلشان كده كان فى شعور من البغضة وشعور من العداوة ومن الكراهية بإستمرار , وده لدرجة لما نقرأ أنجيل معلمنا لوقا علشان نشوف نظرة اليهود للسامريين وصلت لدرجة أيه , أن لما واحد يهودى يشتم واحد يهودى تانى فيقول له أنت سامرى , وأيضا لما أحبوا أن يشتموا السيد المسيح قالوا له حسنا قلنا أنك سامرى وبك شيطان , فكانت نظرة الإحتقار وصلت لهذه الدرجة من جهة اليهود ونظرة العداوة من جهة السامريين , ووصلت أنهم كانوا بيقطعوا الطرق على اليهود وكانت مشكلة كبيرة جدا أن الضفة الغربية لنهر الأردن اللى ربنا أعطاها لشعب إسرائيل متقسمة لثلاثة أثلاث , فى الشمال خالص الجليل وفى المنتصف السامرة وفى الجنوب أورشليم ومملكة يهوذا , والجليل اللى فى الشمال خالص كانت تتبع الجنوب اللى هو مملكة يهوذا والسامرة كانت واقفة فى المنتصف زى عقبة فى الزور , فكان اللى عايز ينتقل من الجليل إلى اليهودية أو من اليهودية للجليل فلابد أنه يعدى على السامرة وأنتم عارفين أن أهل الجليل لازم ينزلوا لأورشليم فى الجنوب ثلاثة مرات فى السنة , وهم فى 1- عيد الفصح و2- عيد الخمسين و3- عيد المظال ونتيجة المضايقات الكثيرة اللى بيسببها أهل السامرة وكانوا بيشوفوا الويل من السامريين وعلشان يتجنبوا المرور من السامرة بيعبروا من الجهة الغربية من نهر الأردن إلى شرق الأردن وبعدين يمشوا فى شرق الأردن فى منطقة أسما بيريز وبعدين يعبروا تانى من الشرق للغرب بعد أن يكونا قد إجتازوا المنطقة اللى فيها السامرة خالص , فكان يضطر اللى عايز يروح يمشى ويعدى الأردن مرتين من الغرب للشرق وبعدين من الشرق للغرب وبعدين وهو راجع يعمل العملية دى مرتين تانيين وكانت بتستغرق مدة طويلة جدا من الزمن , لكن كانوا بيفضلوا هذا الطريق الطويل على أنهم يعبروا فى السامرة , وبالرغم من أن السامريين ظلوا محتفظين بتوراة موسى , وتستعجبوا أن أقدم نسخة توراة فى العالم عثر عليها كانت هى اللى عند السامريين وتاريخها 400 سنة قبل الميلاد ومازالت هذه النسخة موجودة لحد الآن , يعنى السامريين هم اللى كانوا محتفظين بأقدم نسخة من توراة موسى ,وكانوا بيعيدوا عيد الفصح لكن عندهم فى الجبل بتاعهم أو على جبل جرزيم وعلشان كدة جائت المرأة السامرية وسألت السيد المسيح فى الآخر سؤال نسجد فى جرزيم والا نسجد فى أورشليم ؟ وكان اليهود المتشددين والمتزمتين والمتعصبين جدا بيقولوا على أرض السامرة أنها أرض نجسة أو أرض دنسة ومحدش يأكل منها , لكن معلمين الناموس اللى هم يعنى مش متعصبين قوى كانوا بيقولوا ممكن يؤكل من أرض السامرة لو إنسان على سفر ومضطر يمر بيها , وعلشان كده بنشوف أن تلاميذ السيد المسيح تركوا السيد المسيح جنب سوخار وراحوا ليبتاعوا طعاما أو هم أخذوا النظرة الغير متعصبة لأن لو نظرتهم تابعة للنظرة المتشددة كان ممنوع أنهم يأكلوا أو يشربوا من السامرة لأن المتشددين جدا من اليهود كانوا بيعتبروا أن السامرة دى نجسة مثل الأمم الوثنية لكن اليهود المعتدلين كانوا بيقولوا يعنى أنهم أخواتنا وبيجرى فيهم الدم اليهودى , وكان الهيكل اللى أتبنى على جبل جرزيم سنة 409 قبل الميلاد , لكن ماهو موقف السيد المسيح من السامريين ومن السامرة ؟ الحقيقة أن فى عدة مواقف نلمح فيها إتجاه السيد المسيح ناحية السامريين , أول موقف لما كان فى أول زيارة وهو طالع إلى الجليل وبعدين عدى على السامرة وكان معاه يعقوب ويوحنا وبعدين أهل السامرة رفضوا أنهم يستقبلوا السيد المسيح وفى غيرة وإندفاع قال يعقوب ويوحنا كيف يرفضك الناس دى فأطلب تنزل نار من السماء تحرق السامرة الناس النجسين اللى مش مقدرين قيمتك فنظر إليهم السيد المسيح وقال لهم لستما تعلمان من أى روح أنتما , أبن الإنسان جاء ليخلص ولم يجىء لكى يهلك , وثانى موقف , وهو الموقف اللى السيد المسيح أظهر فيه السامريين , وهو كان فى عشرة أشخاص عندهم مرض البرص والسيد المسيح شفاهم كلهم , وبعد ما السيد المسيح طهرهم من البرص فمحدش منهم رجع يشكر السيد المسيح إلا واحد وكان سامريا , وعندئذ قال لهم شوفوا اللى بتقولوا عليه سامرى وغريب الجنس هو الوحيد اللى رجع يشكر لكن التسعة الآخرين كانوا من اليهودية وماعبروش السيد المسيح , و ثالث موقف كان فى مثل السامرى الصالح اللى السيد المسيح فيه رفع حاجز العداوة والكراهية وبين لليهود مين هو قريبى وأن قريبى ده ممكن يكون اللى فى نظرى عدوى اللى هو السامرى الصالح الذى أعتنى بذلك الشخص المجروح , وآخر كلمة قالها السيد المسيح للتلاميذ قبل ما يصعد , قال لهم تكونون لى شهودا فى أورشليم واليهودية والسامرة وأقاصى الأرض , وأعتبر السيد المسيح السامرة إعتبار خاص أنه ذكرها بالأسم وعلشان كده لما بنقرأ فى سفر أعمال الرسل نلاقى فعلا أن السامرة ردت الجميل للسيد المسيح لما حصل ضيق بسبب الإضطهاد اللى حصل على المسيحيين ورجموا أستفانوس , فالمسيحيين اللى كانوا فى أورشليم تشتتوا بسبب الضيق الحاصل بسبب أستفانوس , والحقيقة أول مكان راحوه كان السامرة وفعلا السامرة هى اللى أحتضنت المسيحية فى الأول , وكان أول بلد رحبت بالمسيحيين هى السامرة ونقرأ فى أعمال الرسل قصة فيلبس المبشر اللى راح صنع معجزات كثيرة فى السامرة وآمن أهل السامرة وعمد ناس كثيرة منهم على أسم السيد المسيح , وبعدين راحوا بعتوا وجابوا بطرس ويوحنا لأن فيلبس لم يكن من الأثنى عشر رسول وهو عمد فقط , وبعتوا وجابوا بطرس ويوحنا لكى يضعوا أياديهم على الناس اللى أتعمدوا فيحل الروح القدس عليهم , والعجيب أن يوحنا هو أول واحد طلب إهلاك السامريين , وهو أيضا كان أول واحد يضع يده على السامريين ويعطيهم موهبة الروح القدس , وهو أيضا اللى كتب قصة المرأة السامرية لأنها لم تذكر فى الأناجيل الثلاثة الأخرى , والعجيب أننا نشوف أن السامريين فى آخر أية فى قصة المرأة السامرية فى أنجيل يوحنا 4: 42 42وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: « إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ». السامريين نطقوها بينما اليهود ما قدروش ينطقوها , يعنى لا اليهود اللى السيد المسيح عمل معاهم معجزات , ولا رؤساء الكهنة ولا حتى نقيدوموس معلم أسرائيل اللى قعد مع المسيح ماقدرش يقولها له , بينما السامريين هم اللى نطقوا بهذه الحقيقة أن السيد المسيح فعلا مخلص العالم "أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" لأنهم كانوا بيترقبوا المسيا وكانوا منتظرين المسيا وكمان قدروا يلاقوا المسيا بل ويشهدوا للمسيا قبل ما اليهود يعرفوه وقبل ما حتى التلاميذ يعرفوه وقبل ما حتى نقيدوموس معلم الناموس يقدر يقول أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم , بالرغم لو تعمقنا شوية نشوف أن السيد المسيح ماعملش ولا معجزة فى السامرة , يعنى الناس دى آمنت من غير ما تشوف معجزات , والناس دى آمنت بمجرد شهادة المرأة السامرية وبعد كده لأن السيد المسيح قعد معاهم يومين ! يعنى عاشروا السيد المسيح مجرد يومين أتنين , وما يذكرش فى الكتاب المقدس أن السيد المسيح صنع معجزات فى السامرة , لكن بنشوف أن أهل السامرة اللى كانوا فى نظر اليهود أنجاس ودنسين ومرفوضين ومرزولين وأعداء أن هم اللى ينطقوا ويقولوا أن السيد المسيح هو مخلص العالم من غير ما يشوفوا ولا معجزة , تعالوا نتأمل فى قصة المرأة السامرية ونتابع أحداثها آية وراء الأخرى ونتمتع بهذا الحوار الرائع اللى بيديره رب المجد وسعيه الدائم نحو خلاص كل البشرية بغض النظر عن جنس أو لون أو عرقيات أو جماعات ......
    أنجيل يوحنا 4: 4- 42

    حديثه مع امرأة سامرية

    4وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ.5 فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ.6 وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هَكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ.7 فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ»8لأَنَّ تلاَمِيذَهُ كَانُوا قَدْ مَضَوْا إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَبْتَاعُوا طَعَاماً.9فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: « كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ. 10أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: « لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً». 11قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ؟ 12 أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ، الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ، وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» 13أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً. 14 وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ». 15قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هَذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ». 16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى هَهُنَا» 17أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَناً قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، 18 لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هَذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ». 19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ! 20 آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هَذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ». 21قَالَ لَهَا يَسُوعُ: « يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هَذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ. 22 أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ, لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23 وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ. 24اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». 25قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: « أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ». 26قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ». 27وَعِنْدَ ذَلِكَ جَاءَ تلاَمِيذُهُ، وَكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَةٍ. وَلَكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ: «مَاذَا تَطْلُبُ؟» أَوْ «لِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟»28فَتَرَكَتِ الْمَرْأَةُ جَرَّتَهَا وَمَضَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَتْ لِلنَّاسِ: 29«هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ؟». 30فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَتَوْا إِلَيْهِ.31وَفِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ سَأَلَهُ تلاَمِيذُهُ قَائِليِنَ: « يَا مُعَلِّمُ، كُلْ» 32فَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لِي طَعَامٌ لِآكُلَ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ أَنْتُمْ». 33فَقَالَ التّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَلَعَلَّ أَحَداً أَتَاهُ بِشَيْءٍ لِيَأْكُلَ؟» 34قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. 35 أَمَا تَقُولُونَ: إِنَّهُ يَكُونُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ثُمَّ يَأْتِي الْحَصَادُ؟ هَا أَنَا أَقُولُ لَكُمُ: ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَانْظُرُوا الْحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ. 36 وَالْحَاصِدُ يَأْخُذُ أُجْرَةً وَيَجْمَعُ ثَمَراً لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، لِكَيْ يَفْرَحَ الزَّارِعُ وَالْحَاصِدُ مَعاً. 37لأَنَّهُ فِي هَذَا يَصْدُقُ الْقَوْلُ: إِنَّ وَاحِداً يَزْرَعُ وَآخَرَ يَحْصُدُ. 38أَنَا أَرْسَلْتُكُمْ لِتَحْصُدُوا مَا لَمْ تَتْعَبُوا فِيهِ. آخَرُونَ تَعِبُوا وَأَنْتُمْ قَدْ دَخَلْتُمْ عَلَى تَعَبِهِمْ».

    كثيرون من السامريين يؤمنون

    39فَآمَنَ بِهِ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ كَثِيرُونَ مِنَ السَّامِرِيِّينَ بِسَبَبِ كلاَمِ الْمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ أَنَّهُ: «قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ». 40 فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ السَّامِرِيُّونَ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ عِنْدَهُمْ، فَمَكَثَ هُنَاكَ يَوْمَيْنِ. 41فَآمَنَ بِهِ أَكْثَرُ جِدّاً بِسَبَبِ كلاَمِهِ. 42وَقَالُوا لِلْمَرْأَةِ: « إِنَّنَا لَسْنَا بَعْدُ بِسَبَبِ كلاَمِكِ نُؤْمِنُ، لأَنَّنَا نَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا وَنَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ الْمَسِيحُ مُخَلِّصُ الْعَالَمِ».

    4*4وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ. والسيد المسيح فى رحلته بعد ما أنهى قعدته فى أورشليم وطالع ناحية الجليل , فالسيد المسيح أختار وفضل أن يجتاز السامرة من أنه يلف ويعدى نهر الأردن ويمشى شرقا فى بيريه وبعدين يرجع ويلف مرة تانية ويدخل الجليل , لكن كما قلت أن السيد المسيح كان عايز يعدى على السامرة بالرغم من المخاطر المحفوفة فى رحلته ناحية السامرة , والطريق عبورا من اليهودية للجليل كان بيستغرق ثلاثة أيام , ولكن لو كان حايمشى من شرق الأردن فالطريق يأخذ ستة أيام علشان يوصل من أورشليم أو اليهودية لحد الجليل فى الشمال وكانت المسافة تقريبا 40 ميل اللى قطعها السيد المسيح لحد ما وصل لقرية أسمها سوخار , أية أربعة فيها كلمة" لابد" , وكلمة" له" يعنى هذا البد وهذه الحتمية كانت تختص بيه هو (السيد المسيح) , لكن لغيره كان ممكن يعدى من ناحية الشرق , والسؤال هنا لكن ليه لابد له هو حتمية ونوع من الإلتزام ونوع من التدقيق الشديد جدا أنه يعدى على السامرة ,و الطريق الشاق الحار جدا فى الصيف وفى نفس الوقت المحفوف بالمخاطر من السامريين ؟ وهنا بيورينا بكلمة لابد له أن السيد المسيح فعلا كان عطشان إلى ماء السامرة وإلى لقاء المرأة السامرية كعطشه بالضبط على الصليب من أجل خطاة كل العالم , ولذلك القديس يوحنا بيكتب حتمية وإلتزام أن السيد المسيح يعدى على السامرة لأنه كان رايح مخصوص لبقابل تلك المرأة , فتكون هذه المرأة هى حبة الخردل أو البذرة الصغيرة اللى السيد المسيح بيغرسها لكن بعد كدة بتنمو وبتنمو وتنمو وتنمو وتنمو ثم تصير فى ملكوت السموات من أكبر الأشجار , ومدينة السامرة حاليا أسمها سبسطية , لكن السيد المسيح لما وصل لم يصل لمدينة السامرة .
    5* 5 فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ.السيد المسيح وصل لبلد من ضمن بلاد السامرة وهى سوخار وحاليا أسمها عسكر , وهذا البئر مازال موجودا لحد الآن ومبنية فوقه كنيسة , وسوخار تقع فى نفس المنطقة اللى هى منطقة شكيم أو المدينة الكبيرة دلوقتى اللى أسمها نابلس موجود فيها البلد اللى أسمها عسكر اللى فيها البئر , وكانت منطقة شكيم زى ما أحنا عارفين تقع بين جبلين , جبل جرزيم فى الجنوب وجبل عيبال فى الشمال والجبلين ذكروا فى سفر يشوع , وكان جبل جرزيم جبل البركات أو اللى كانت بتتقال عليه البركات , وجبل عيبال كان جبل اللعنات اللى عملها يشوع لما دخل أرض الموعد وقال بركات للأنسان اللى يطاوع الناموس , ولعنات للأنسان اللى يرفض كلمات ربنا , وكان مابين الجبلين فى السفح تقع مدينة شكيم اللى هى مدينة نابلس اللى يعقوب أبو الآباء نلاقيه فى سفر التكوين أعطاها هدية ليوسف 48: 24 22وَأَنَا قَدْ وَهَبْتُ لَكَ سَهْماً وَاحِداً فَوْقَ إِخْوَتِكَ أَخَذْتُهُ مِنْ يَدِ الأَمُورِيِّينَ بِسَيْفِي وَقَوْسِي».وكلمة سهم فى الأصل العبرانى هى شكيم التى تعنى المرتفع عن الأرض وهذه المدينة لم يتمتع بيها يوسف إلا فى عهد يشوع بن نون لما دخلوا وأمتلكوا الأرض ويشوع أحضر عظام يوسف ودفنها فى هذا المكان , وعلشان كده بيقول الضيعة التى وهبها يعقوب ليوسف , وده نلاقيه فى سفر يشوع 24: 32 32وَعِظَامُ يُوسُفَ الَّتِي أَصْعَدَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ دَفَنُوهَا فِي شَكِيمَ فِي قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ, فَصَارَتْ لِبَنِي يُوسُفَ مُلْكاً.كانت هذه المنطقة فى أيدين السامريين ولأن الدم اليهودى كان بيجرى فيهم كانت هذه المرأة السامرية متمسكة بجذورها وبأصلها وعلشان كده بتكلم السيد المسيح زى ما حانشوف وتقول له أبائنا وبتفتخر بأبائنا اللى منهم يعقوب ومنهم يوسف بالرغم من أن اليهود قالوا لهم لأ أحنا ما نعرفكوش لأنكم أختلطوا بالأمم الوثنية.


    6*6 وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هَكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. بئر يعقوب دى موجودة لحد دلوقتى وعمقها فى الأصل كان 106 قدم وقطرها حوالى 9 قدم لكن لأنها أتردمت فعمقها حاليا 75 قدم فقط وهناك كنيسة لطيفة حواليها والبئر داخل الكنيسة نفسها وموجودة لحد دلوقتى , وهذه البئر أصلا من ساعة ما حفرها يعقوب كانت مياهها شحيحة وقليلة لكن ليه حفرها يعقوب بالرغم من أن المنطقة ولحد الآن حوالين هذه البئر هناك ينابيع طبيعية تفيض بمياه غزيره , ولكن بالرغم من كثرة الينابيع اللى موجودة إلا أن يعقوب حفر بير فى هذه المنطقة وبالرغم من أن مياهها شحيحة لأن معنى أن واحد يحفر بير فى أرض هومعناه أنه يمتلك هذه الأرض وعلشان كده أصر يعقوب أنه يحفر بئر فى هذه الأرض علشان يحقق ملكيته لهذه الأرض , والسيد المسيح وصل للبير وبيقول وتعب يسوع من السفر , وهذه الآية من ضمن الآيات اللى بتورينا فعلا ناسوت السيد المسيح الحقيقى الكامل وليس كما أن بعض الناس كان بيدعوا فى هرطقتهم أن جسد السيد المسيح كان مجرد خيال وأن الآلام التى مر بيها السيد المسيح كانت خيال ووهم , لكن الكتاب المقدس بيورينا أن فعلا أن السيد المسيح كان ناسوته كامل , واحد ماشى حوالى 40 ميل وفى عز الظهر بيوصل الساعة 12 (السادسة بالتوقيت العبرى) مع إشتداد الحرارة الشديدة جدا والجبال اللى موجودة حوالين المنطقة , فعلا تعب السيد المسيح ومن شدة تعبه بيقول جلس هكذا على البئر , وتعبير كلمة هكذا يعنى رمى نفسه على البير من شدة التعب من غير مثلا ما يوضب المكان أو ينفض التراب ,لأ ده ماكانش فيه قدرة لدرجة أنه أترمى على البير, زى ما واحد يكون مجهد جدا ويشوف أى حتة ويروح قاعد عليها من غير ما ينظفها أو يوضبها أو ينظر أذا كانت متوسخة أو لأ , فالسيد المسيح من شدة التعب وقع أو أترمى على البير بعد ما سافر رحلة طويلة جدا وكانت هذه الرحلة من أجل تلك النفس أو المرأة السامرية , والحقيقة وأحنا على أبواب اسبوع الآلام ياريت نقدر التعب اللى تعبه السيد المسيح فى رحلته مع الإنسان , وأحنا صحيح بنعمل صليب وبنزينه بالورد وبنرش بارفان وما أعرفش ايه وبنضع شوية ديكورات , لكن يا أحبائى الصليب ما كانش كده خالص , الصليب كان ألم وكان عرق وكان رائحة كريهة وكان عار وكان فضيحة , لكن السيد المسيح مشى مشوار الصليب وتعب من أجل الأنسان , يعنى كل أنسان تعبه وهو بيقول كده فى سفر الأمثال 1: 24 24«لأَنِّي دَعَوْتُ فَأَبَيْتُمْ وَمَدَدْتُ يَدِي وَلَيْسَ مَنْ يُبَالِيوبيقول فى رومية 10: 21 21أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: «طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَيَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ».مديت يدى طول النهار لشعب عنيد ومقاوم , وهى دى قصة تعب السيد المسيح مع كل إنسان فينا , السيد المسيح مادد أيديه مع شعب ومع إنسان عنيد ومقاوم , مع إنشان مش مقدر اللى السيد المسيح عمله من أجله , وعلشان كده الكلمة دى بتورينا قد أيه السيد المسيح تعب من أجلنا , لكن فى نفس الوقت الذهن الصاحى يقدر يربط قصة المرأة السامرية ربط محكم جدا بالصليب لأن فى علاقة وثيقة جدا ما بين قصة المرأة السامرية وما بين الصليب , ونفس ظروف المرأة السامرية هى هى نفس ظروف الصليب طيب أزاى ؟ فى الحقيقة فى الصليب السيد المسيح طلب خلاص الإنسان وفى هذا الموقف السيد المسيح بيطلب خلاص المرأة السامرية , وكما تعب السيد المسيح فى مشواره للمرأة السامرية , وفى مشوار الصليب أيضا كان فى تعب وألم ,وكما عطش السيد المسيح على الصليب , وأيضا السيد المسيح مع المرأة السامرية عطش , والعجيبة أن الأثنين كانوا فى وقت الساعة السادسة , بل والأعجب من كدة أن فى الموقفين التلاميذ تركوا السيد المسيح وحده ! , وهو مع المرأة السامرية مضوا ليبتاعوا طعاما , وعند الصليب تركوا السيد المسيح لوحده , وعلشان كدة حانشوف تطابق مذهل مابين موقف السيد المسيح فى السامرة وما بين موقف السيد المسيح فى الجلجثة لأن الهدف واحد هو خلاص النفس البشرية , خلاص نفسى ونفسك , طيب تعالوا نتكلم شوية على البير , ونلاحظ ملاحظة عجيبة جدا لاحظها الناس اللى بتدرس الكتاب المقدس بتأنى وباللغة الأصلية اللى كتب بيها (اليونانية) , والحقيقة أن الترجمة العربية ضيعت معانى كثيرة جدا ومعانى عظيمة جدا , لكن اللى يرجع يقرأ النص باللغة اليونانية يجد ملاحظة عجيبة جدا , وكلمة البير بتتكرر كثيرا فالملاحظة العجيبة هى لما تيجى كلمة البير ترتبط بشخص السيد المسيح يستخدم يوحنا لفظ يونانى معين ولكن لما تيجى كلمة البير ترتبط بالمرأة السامرية يستخدم لفظ تانى خالص , طيب أيه هما اللفظين اللى بيستخدمهم يوحنا ؟

    أولا اللفظ اللى بيستخدمه مع السيد المسيح هو كلمة ينبوع

    πηγή pēgē a fount (literally or figuratively), that is, source or supply (of water, blood, enjoyment), (not necessarily the original spring): - fountain, well.

    طيب أيه الفرق بين البير والينبوع ؟ الينبوع بيكون طبيعى ومتفجرة فيه المياة طبيعيا وتجرى بغزارة , ثأنيا اللفظ اللى بيستخدمه مع السامرية هى كلمة البير المنقورة والمحفورة بأيدين البشر.

    Φρέαρphrear Of uncertain derivation; a hole in the ground (dug for obtaining or holding water or other purposes), that is, a cistern or well; figuratively an abyss (as a prison): - well, pit.

    فلما بييجى يتكلم عن السيد المسيح أنه جلس أو أن السيد المسيح يقول لها اعطيكى يستخدم كلمة ينبوع أو الفيض الغزير اللى مافيهوش أيدين إنسان أشتغلت , ولكن لما ييجى يتكلم عن السامرية أو أن السامرية تتكلم عن البير اللى حفره يعقوب وشرب منها هو وبنوه ومواشيه بيستخدم لفظ البير المحفور بالأيدى والعجيبة فى آية لطيفة جدا وحانلاقيها لو رحنا لسفر أرميا 2: 12- 13 12اِبْهَتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هَذَا وَاقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدّاً يَقُولُ الرَّبُّ. 13لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً. وهى هنا بتربط ما بين العين اللى هى عطية طبيعية فياضة وما بين البير المحفور بالأيدى , ونشوف الروح اللى نطق فى أرميا هو الروح اللى نطق فى يوحنا , وهنا واضحة جدا تركونى أنا ينبوع وعلشان كدة نفس الكلمة العبرية اللى هى الينبوع أو النبع الطبيعى وأستخدمها يوحنا باليونانية لما جاء يتكلم عن السيد المسيح , ولكن الشعب اللى عمله لنفسه هو آبار منقورة بالأيدين ولكنها مشققة ولا تستطيع أنها تضبط ماء وهذا فعلا اللى كان فى بير يعقوب أن المياه فيه كانت شحيحة جدا جدا جدا , وكان عميق وكان يستلزم أنها تنزل الجردل بنزول 106 قدم علشان تقدر تطلع منه مياه بل ومياه قليلة! , والسيد المسيح بييجى فى تلك اللحظة فى هذه الساعة , ساعة الخلاص أو الساعة السادسة اللى قال فيها انا عطشان وكان يعطش لخلاص تلك النفس البشرية , ولو نلاحظ سنجد فى ملاحظة لطيفة جدا أن السيد المسيح ليه ميعادين مع الإنسان أو مع كل نفس يعنى فى ميعادين بيتقابل فيهم مع كل نفس : 1- ميعاد فى منتصف النهار فى الساعة السادسة وده علشان خلاص الإنسان , وميعاد تانى 2- فى منتصف الليل وده علشان الدينونة , وعلشان كده السيد المسيح عايز يتقابل فى منتصف النهار مع الإنسان قبل ما ييجى منتصف الليل والإنسان يظل تحت الدينونة , وهو عايز يمتع الإنسان بالميعاد الأول أن الإنسان يشرب من نبع الخلاص قبل ماييجى نصف الليل , وعلشان كده نشوف أن كل صلوات نصف الليل بتتكلم عن مجىء السيد المسيح للدينونة وفى أمثلة كثيرة ,ومنها " هوذا فى نصف الليل صار صراخا العريس قد أقبل ", وعلشان كده السيد المسيح عايز يلحق وتعب من أجل النفس علشان يعطيها ميعاد نصف النهار أو ميعاد الخلاص علشان تقدر تنجو من ميعاد نصف الليل أو ميعاد الدينونة , ووصل السيد المسيح لهذا البئر وجلس عليه وبعدين من أول عدد 7 يبتدى يحصل فى عرض جميل جدا لأنجيل التجديد اللى السيد المسيح بيكمله واللى بيعلنه , أو مقابلة ما بين القديم ومقابلة ما بين الجديد , وبنشوف القديم بئر محفورة بالأيدى مجرد ذكريات وبركات الآباء الأولى لكن هذه البئر مائها معطش وكل اللى بيشربه بيرجع يعطش تانى , أما الجديد الذى فى مقابله ينبوع الماء , الحياة اللى بيعطيه السيد المسيح وكل من يشرب منه لا يعطش , ونشوف القديم فى موضوع الناس اللى بتسجد فى أورشليم والناس اللى بتسجد فى جرزيم , لكن الجديد هو السجود بالروح وبالحق , ونشوف القديم ناس منتظرة مسيا "أنا أعلم أن مسيا يأتى " , لكن الجديد فى أستعلانه "أنا هو الذى يكلمك" وتقول بعض التقاليد أن المرأة السامرية بالرغم من أن أسمها لم يذكر فى الكتاب المقدس كعادة ربنا بإستمرار أنه بيستر على النفس لأنه بيتكلم عن خلاص النفس لكن ما بيعلنش أسمها زى المرأة نازفة الدم , وزى المرأة الأممية الفينيقية , لكن يقول التقليد أن كان أسمها فوتينا اللى منها كلمة فتنة .

    7*7 فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ» الحقيقة أن مجىء المرأة للبئر دى بالذات بالرغم أن عندها ينابيع كثيرة طبيعية ومليانة مياه وأقرب لسوخار من هذه البئر اللى مياهها شحيحة كما قلنا , وأيضا مجيئها فى تلك الساعة بالذات أو الساعة 12 ظهرا , وذلك عكس البنات الشرقيات اللى بيخرجوا يملأوا جرارهم بإستمرار فى الفجر , يجعل الإنسان يتسائل ليه هى جاية لهذه البئر بالذات وفى هذا الوقت بالذات , الحقيقة دهب يعطينا إجابة من خلفيتها أنها أمرأة كانت سيئة السمعة , وهى جاية للبير اللى محدش بيجيلها كثيرا ولأن مياهها قليلة وكمان جاية فى وقت متعب جدا علشان ما تلاقيش حد وعلشان تتجنب نظرات الناس سواء اللى فيها إحتقار أو فيها إستهزاء وتريقة أو اللى فيها شهوة لأن على ما يبدو أن هذه المرأة كانت جميلة لدرجة أنها أرتبطت بستة يعنى إمرأة مطلوبة , فهى جاية فى هذا الوقت بالذات ولهذا الئر بالذات علشان ماتلاقيش حد , لكن من وسط هذه الظلمة قد تكون مازالت متمسكة ببئر الآباء بالرغم من أنها سيئة السمعة ومنحطة أخلاقيا جدا لكن كان فيها شىء بيشدها ناحية ربنا وهذا الشىء هو ذكريات الآباء " البير اللى حفره أبونا يعقوب وأعطاه ليوسف وشرب منه هو وبنوه ومواشيه" , ولدرجة أن التلاميذ لما رجعوا ووجدوه بيتكلم مع أمرأة أستعجبوا جدا أنه بيتكلم مع أمرأة , ومصدر الإستعجاب نعرف يعنى مش إزاى السيد المسيح بيكلم واحدة ست لأ , لأن المرأة كان ليها نظرة محتقرة جدا فى نظر اليهود والفريسيين ,معش ما تزعلوش ولكن ده هو اللى كان حاصل عند الفريسى اللى كان بيقف يصلى ويشكر ربنا على ثلاثة أشياء 1- بيقوله أشكرك يارب أنك خلقتنى يهوديا وليس أمميا , 2- وخلقتنى رجلا وليس أمرأة , 3- وخلقتنى أنسانا ولست كلبا ! , فكان اليهودى فعلا بينظر للمرأة نظرة منحطة جدا وكمان نظرة دون قيمة , وعلشان كده أستعجب التلاميذ أزاى السيد المسيح بيكلم واحدة فى نظرهم وفى نظر المجتمع اليهودى وده كمان غير أن هى سامرية فيكفى أنها أمرأة , ويحكى لينا التاريخ أن فى ناس من الفريسيين حتى لو شاف زوجته أو شاف أمه أو شاف بنته ماكانش يحييها أو يعبرها فى الطريق , لكن بنشوف هنا أن السيد المسيح أبتدأ يكسر حاجز العداوة وحاجز الجنس وحاجز الطبقية لأن بنفهم أيضا أن هذه المرأة كانت فقيرة لأنها لو كانت غنية كانت تبعت خدام يملؤا ليها المياه من البير أو من الينابيع الموجودة , ولكن لأنها فقيرة كانت بتملأ ليها وكمان للشخص اللى كان معها فى البيت , فكانت هى اللى بتملأ وتتكبد هذه المشقة , فالسيد المسيح بيكسر حاجز الجنس وحاجز العداوة والكراهية وحاجز الطبقية أو الفقير والغنى , وتقدم لها وقال أعطينى لأشرب , والسؤال فى مظهره يبدو لكل واحد فينا أنه للأخذ أو أنه يأخذ منها لكن فى الحقيقة كان يخفى فى نيته العطاء وليس العطاء وحسب بل العطاء الكامل , وهو ده بإستمرار موقف السيد المسيح منا , لما بيقول لكل واحد فينا أعطنى قلبك , فقد يبدو أن هو عايز يأخذ لكن فى واقع الأمر أن هذا السؤال للأخذ يخفى فى نيته عطاء وعطاء غير محدود للنفس البشرية , وهو ده اللى السيد المسيج عاوزه بيقولك أعطينى قلبك علشان أملأه ليك فرح وسلام ونقاوة , ومش تعطينى قلبك علشان أستغله والعجيب أن تلك المرأة السامرية فرغ ماؤها فى منتصف النهار وجاية تملأ مياه لأن المياه اللى عندها خلصت وفى نصف النهار , تماما فى عرس قانا الجليل اليهود الخمر فرغ أيضا عندهم , و

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 2:32