الجلد لا يخرج السموم من الجسم كما تدعي إعلانات اللاصقات؛
حيث إن الكلى والكبد هما المسئولان عن إخراج السموم.. وتلك المنتجات تسبب
أضرارًا تصل إلى الوفاة
الشرطة داهمت المصنع الذى يروج لمنتج تخسيسى عن طريق الشاى.. وتتم محاكمة المروجين لتلك المنتجات الآن
"وداعًا للتمارين المرهقة.. وداعًا لأدوية التخسيس
الباهظة.. الآن تستطيع التخلص من آلام العظام المؤلمة.. إذا اشتريت عبوتين
تحصل على الثالثة مجانًا.. احذروا التقليد". عبارات تتكرر كثيرًا في بعض
الإعلانات المروجة لسلع يقال عنها إنها فعالة في إنقاص الوزن وعلاج بعض
الأمراض من خشونة العظام وارتفاع ضغط الدم وهبوط ضغط الدم وإنقاص الوزن
وغيرها من الأمراض التى لا يخلو بيت مصرى من وجود تلك الأمراض به..
هذه النوعية من الإعلانات تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل
ملحوظ، مع وجود جملة "بتصريح من وزارة الصحة"، والتي في الغالب تكون لمجرد
الدعاية للمنتج ولا علاقة لها بالواقع نهائيًّا، حيث وصل الأمر ببعضهم إلى
تزوير رقم المنتج المصرح له من وزارة الصحة، فيما أضاف البعض الآخر جملة
"حاصل على شهادة الأيزو"؛ ليظهر بعد ذلك كذب ادعاءاتهم.
أكدت أحدث الدراسات الاقتصادية في مصر أن 7% من حجم
الأدوية المغشوشة في العالم موجود في مصر، وأن نحو 20 قناة فضائية تبث
إعلانات مضللة لترويج هذه الأدوية القاتلة، وفي الوقت نفسه هدد رئيس جهاز
حماية المستهلك بتقديم بلاغات إلى النائب العام لإغلاق القنوات الفضائية
التي تورطت في خداع المواطنين والنصب عليهم من خلال بث إعلانات مضللة عن
مستحضرات تجميل مغشوشة تصيب بالسرطان ومنشطات جنسية ومستخلصات عشبية تؤدي
إلى الوفاة.
وبين هذا وذاك يبقى السؤال في ذهن المواطن: هل هذه السلع
مفيدة فعلاً للجسم، أم أن غرضها الربح المادي فقط؟! هل هي فعالة مثلما
يقولون أم لا؟!
"الأطباء: القنوات تبيع سرابًا ربما يوصِّل المواطن إلى الموت:
وفى هذا الشأن أوضح دكتور خيري عبد الدايم رئيس اتحاد
المهن الطبية أن هذه القنوات والتي وصفها بقنوات "الموت والخرافة" تروج
لأدوية وهمية على المواطنين دون وجود رقابه قانونية عليهم.
وأضاف عبد الدايم أن ""تلك الإعلانات والشركات المضللة
تستغل معاناة المرضي وآلامهم وتتاجر بها وتبتز أموالهم دون أن يأخذ
أصحابها نوع من الشفقة والرحمة، وقد ماتت ضمائرهم وتحجرت قلوبهم وهم
يروجون لمستحضرات تجميل يدركون جيدًا أنها تصيب بالسرطان".
وأكد الدكتور محمود عمرو استشارى السموم بالمركز القومى
للسموم بالقصر العينى كذب مزاعم هذه الشركات بإعلاناتها وأدويتها، موضحًا
أنه لا يوجد تصريح من الصحة بتلك المنتجات المسرطنة، وإنما هى محاولات نصب
على المواطن.
وأضاف أنهم "يستغلون جهل المواطن فى شراء تلك السلع، فهم
يقنعون المواطن أن تلك الأدوية تعالجهم فى فترة قصيرة، لكن الحقيقة أن
الأمراض لا يمكن علاجها بهذا الشكل، بل من الواجب الكشف الطبى الجيد على
المريض، ومن ثم تصنيف حالته وإعطاؤه الدواء المناسب".
وأوضح أن الجلد لا يخرج السموم من الجسم كما تدعي إعلانات
اللاصقات التي توضع على أسفل القدمين؛ حيث إن الكلى والكبد هما المسئولان
عن إخراج السموم وليس الجلد".
مواطنون تعرضوا للضرر من الأدوية المضللة:
التقى "البديل" بعدد من المواطنين الذين تضرروا من تلك
الأدوية المضللة وتم خداعهم بتلك الإعلانات التليفزينوينة المطولة التى
تستهدف عقلية المواطن..
يقول خالد عمرو المصرى "تلك الأدوية وهمية، فأنا اشتريت
اللاصقة التى تعمل على إزالة الآلام في فقرات الظهر والرقبة، وحينما وضعتها
أسفل القدم، استيقظت فى اليوم التالى، وجدت لونها أسود وكأنها "بلستر"
واتشال، ولما اتصلت بهم قالوا لى إن دا طبيعى عشان السموم فى جسمك كتير،
فحسيت بشك ورحت لصيدلة مجاورة للمنزل، وأكد لى الطبيب أن تلك الأدوية
مسرطنة وغير مرخصة من الوزارة".
وتقول مريم عابدين إنها لم تجرب تلك المنتجات، لكنها علمت
من وسائل الإعلام أن الشرطة داهمت المصنع الذى يروج لمنتج تخسيسى عن طريق
الشاى وكان يقدم ذلك الإعلان الممثلة ريم السباعى، وفى وقتها أدركت أن تلك
الأدوية كلها خداع للمواطنين.
رغم تأكد سرطنتها، لماذا تتركها الرقابة؟
والسؤال الآن: من المسئول عن ترويج كل تلك المنتجات؟ وأين
وزارة الصحة من تلك المنتجات؟! الأطباء أكدوا أنها مسرطنة وغير مرخصة من
الدولة، فلماذا السكوت من الوزارة ومن أجهزة الدولة الرقابية رغم عدم
ترخيصها ورغم ضرر المواطن ورغم الكثير والكثير؟!
وفى هذا الشأن أوضح الدكتور محسن عبد العليم رئيس الإدارة
المركزية بشئون الصيدلة بوزارة الصحة أن الوزارة تعلم جيدًا أن تلك
المنتجات غير مرخصة وغير آمنة ولا تخصع للرقابة من وزارة الصحة كما أنها
تسبب أضرارًا ربما تصل إلى الوفاة.
وأضاف أن الوزارة لا تستطيع بدورها وقف تلك المنتجات،
لكنها تقوم بما عليها عن طريق تسجيل الإعلانات لإرفاقها ببلاغات للنائب
العام التى تروج لأدوية الموت خلال شاشات التليفزيون، مشيرًا إلى أنهم
بالفعل قاموا بتقديم العديد من البلاغات، ونجحت قوات الأمن فى القبض على
عدد كبير من المروجين لتلك المنتجات وتتم محاكمتهم الآن، وآخرهم ذلك
المنتج التخسيسي الذى كانت تقدمة الممثلة ريم السباعى، موضحًا أن دور
وزارة الصحة هو تقديم كل من تتشكك به وبما يروجه من أدوية إلى النائب
العام، وعليه أن يتحقق من صحة البلاغات ومن ثم اتخاذ مواقف.
المقاطعة إلى أن تجد الدولة حلاًّ لتلك الأزمة:
وناشد عبد العليم المواطنين بعدم شراء تلك المنتجات؛ لأنها مسرطنة ومهربة وقاتلة ولم تسجل فى الوزارة كما يدعون.
وما بين تلك الأدوية المضللة التى تستهدف بشكل مباشر
الأشخاص البسطاء الذين ليسوا على دراية كافية بكل جوانب المنتج، ووزارة
الصحة التى أثبتت خطورة تلك المنتجات، وجهاز حماية المستهلك بالتعاون مع
وزارة الصحة الذى يقدم العديد من البلاغات ضد تلك المنتجات، تظل "الأدوية
المضللة" أزمة كبيرة تائهة بين أطراف عديدة ربما من الصعب الوصول إلى حل
لها، سوى أنه من الواجب على المواطن ألا يصدق تلك الإعلانات، وأن يتحمل
شاكرًا تلك المدة التى تضيع من وقته فى مشاهدة شيء لا لزوم له، إلى أن تجد
الدولة حلاًّ لتلك الأزمة التى لا نعلم إلى أين ستؤدى بنا.