قراءات يوم الاربعاء الموافق 8 يناير 2014
اللَّهُمَّ أَعطِ حُكمَكَ للملكِ، وعدلَكَ لابن المَلكِ. لِيحكُمَ لشعبِكَ بالعدلِ، وَلِفقرائكَ بالحُكمِ. هللويا.
فعَلِم يسوع وانتقل من هناك. وتبِعته جموعٌ كثيرةٌ فشفاهم جميعاً. وأمرهم أن لا يُظْهِروه، لكي يَتمَّ ما قيل بإشعياء النَّبيِّ القائل: " هوذا فتاي الذي ارتضيت به، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي. أضع عليه روحي فيُخبر الأمم بالحقِّ. لا يُخاصِم ولا يَصـيح، ولا يَسـمع أحـدٌ في الشَّـوارع صـوته.قصبةً مرضوضةً لا يَقصِف، وفتيلةً مُدخِّنةً لا يُطفئُ، حتَّى يُخرِج الحقَّ إلى النُّصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأُمَم ". حينئذٍ قُدِّم إليه أعمى مجنونٌ وأخرسُ فشفاه، حتَّى إنَّ الأخرس تكلَّم وأبصر. فبُهِتَ كل الجموع وقالوا: " ألعلَّ هذا هو ابن داود؟ ".
ويَسجُدُ لهُ جميعُ ملوكِ الأرضِ، وكُلُّ الأُمَمِ تَتَعبَّدُ لهُ. وتَمتلئُ الأرضُ كُلُّها مِنْ مَجدِهِ. هللويا.
وفيما كان الفرِّيسيُّون مُجتمعينَ معاً سألهم يسوع قائلاً: " ماذا تظنُّون في المسيح؟ ابن مَن هو؟ " قالوا له: " ابن داود ". وقال لهم يسوع: " فكيفَ يدعوه داود بالرُّوح ربِّي قائلاً: قالَ الربُّ لربِّي اجلس عن يميني حتَّى أضع أعداءك تحت قدميكَ؟ فإن كان داود بالرُّوح يدعوه ربِّي، فكيفَ يكون ابنه؟ " فلم يستطع أحدٌ أن يجيبه بكلمةٍ. ولم يجسُـر أحدٌ من ذلك اليوم أن يسأله البتَّة.
يا أولادي هذه التي أتمَخَّضُ بها عليكم مرة أخرى إلى أنْ يتصوَّرَ المسيحُ فيكُم. ولكنِّي كنت أُريدُ أن آتي عِندكمُ الآن وأُغيِّرَ صوتي، لأنِّي حزين عليكم. فإذاً قولوا لي، أنتُم الذين تُريدونَ أن تكونوا تحت النَّاموس، وأنتم لا تعرفون النَّاموس؟ لأنَّهُ مكتوبٌ أنَّ إبراهيم وَلَدَ ابنين. واحدٌ من الجاريةِ والآخَرُ من الحرَّةِ. لكنَّ الذي من الجاريةِ وُلِدَ حسب الجسدِ، وأمَّا الذي من الحرَّةِ فبالموعدِ. وكل ذلك كان رمزٌ. لأنَّ هاتين هُما العهدان، أحدهما من جبل سيناء، الوالدُ للعبوديَّةِ الذي هو هاجرُ. لأنَّ هاجر هيَ طور سينا الواقع ببلاد العرب. ولكنَّهُ يُقابلُ أُورشليمَ الحاضرةَ، والآن فإنَّها مُستعبدةٌ مع بنيها. وأمَّا أورشليمُ العُليا، الَّتي هيَ أُمَّكُم فهيَ حُرَّةٌ. لأنَّهُ مكتوبٌ: " افرحي أيَّتُها العاقرُ التي لم تَلِد. وابهِجي واهتفي أيَّتُها التي لم تتمخَّض، فإنَّ أولاد السَّكلا أكثرُ من التي لها زوجٌ ". وأمَّا نحنُ يا إخوتي فكما إسحق، فنحن أيضاً أولاد الموعدِ. ولكن كما كان في ذاكَ الزمان المولودُ حسب الجسدِ يَضطهِدُ المولودُ حسبَ الرُّوح، هكذا الآن أيضاً. لكن ماذا يقولُ الكتابُ؟: " اطرُد الجارية وابنها، لأنَّهُ لا يرثُ ابنُ الجاريةِ مع ابن الحرَّةِ ". إذاً أيُّها الإخوةُ لسنا أولادَ جاريةٍ بلْ أولادُ الحُرَّةِ. فاثبتوا إذاً في الحرِّيَّة التي قد حرَّرنا المسيحُ بها، ولا تُسلِّموا نفسَكُم أيضاً تحت نير العبوديَّةِ.
مَن يعترفَ أنَّ يسوعَ هو ابنُ اللـهِ فاللـهُ يَثبُتُ فيهِ وهو يثبُتُ في اللـهِ. ونحنُ قد علِمنا وصدَّقناَ المحبَّةَ التي للـهُ فينا. اللـهُ محبَّةٌ، ومن يَثبتُ في المحبَّةِ، يَثبت في اللـهِ واللـهُ يثبتُ فيهِ. بهذا تكمَّلت المَحبَّةُ فَينَا: أن نَجدُ دالةٌ في يوم الدِّينونةِ، لأنَّهُ كما كانَ ذاكَ فهكذا نحنُ أيضاً نكونُ في هذا العالم، لا خـوفَ في المحبَّةِ، بل المحبَّةُ الكاملةُ تَطرَحُ الخوفَ إلى خارج لأنَّ الخوفَ لهُ عذابٌ. وأمَّا من يخافَ فلم يَتكمَّل في المحبَّةِ. نحنُ نُحِبَّ اللـهَ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلاً. إن قالَ أحدٌ: " إنِّي أحبُّ اللـهَ " وهو مبغضٌ لأخيهُ فهو كاذبٌ. لأنَّ من لا يحبُّ أخاهُ الذي أبصرهُ، فكيفَ يستطيع أن يحبَّ اللـهَ الذي لم يراه؟ ولنا هذهِ الوصيَّةُ منهُ: أنَّ من يحبُّ اللـهَ يحبُّ أخاهُ أيضاً.كُلُّ مَن يؤمن أنَّ يسوعَ هو المسيحُ فإنَّهُ مولودٌ من اللهِ. وكلُّ من أحبَّ الوالدَ يُحبُّ المولود منهُ أيضاً. بهذا نعلم أنَّنا نُحبُّ أولادَ اللهِ: إذا أحببنا اللهَ ونصنعُ وصاياهُ. فإنَّ هذه هيَ محبَّةُ اللهِ: أنْ نحفظ وصاياهُ. ووصاياهُ ليست ثقيلةً، لأنَّ كلَّ مَن وُلِدَ مِن اللهِ يغلِبُ العالمَ، وهذه هيَ الغَلَبَةُ التي تَغلِبُ العالمَ: إيمانُنَا.
وأمَّا داود فقد خدمَ مشورة اللهِ في جيله، ورقد وانضمَّ مع آبائهِ، ورأى الفساد. وأمَّا الذي أقامهُ اللهُ فلم يرَ الفساد. فليكُن هذا الأمر معلوماً عندكُم أيُّها الرِّجالُ الإخوةُ، أنَّه بهذا يُنادى لكم لغفران خطاياكم، بهذا يتبرَّرُ كُلُّ مَن يؤمنُ مِن كُلِّ ما لم تقدروا أن تتبرَّأوا منه بناموس موسىَ. فانظروا لئلاَّ يأتيَ ما قيلَ في الأنبياءِ: انظروا أيُّها المحتقرونَ وتَعجَّبوا واهلِكوا، لأنَّني عملاً أعمل في أيَّامكم. عملاً لا تُصدِّقونهَ إن أَخبرَكُم أحدٌ بهِ.وفيما هُم خارجون جعلوا يَطلبونَ إليهما أن يُكلِّماهُم بهذا الكلام في السَّبت القادم. فلمَّا انصرفت الجماعةُ، تبع كثيرٌ مِن اليهود والمُتعبِّدينَ من الغرباء بولس وبرنابا، اللَّذين كانا يُكلِّمانِهِم ويُقنِعَانِهِم أن يَثبُتوا في نعمةِ اللهِ.
في هذا اليوم تنيَّح القديس الأنبا يوأنس قمص شيهيت، الذي لمَّا رُسِمَ قُمُصاً على دير القديس مقاريوس استضاءت البريَّة به وصار أباً لكثيرين من القديسين. منهم الأنبا جاورجه والأنبا ابرآم الكوكبين العظيمين، والأنبا مينـا أسـقف مدينـة تمى، والأنبـا زخاريـاس. وكثيـرون غيرهم، قد صاروا سبباً في خلاص نفوس كثيرة. ولكثرة ورعه وعِظمُ تقواه، كان عندما يناول الشعب يعرف الخاطئ من غيره، ومرات كثيرة كان يُعاين السيد المسيح والملائكة تحيط به على المذبح. ونظر مرة أحد القسوس ـ وكان سيئ السمعة ـ آتياً إلى الكنيسة، والأرواح الشريرة مُحيطةً به. فلمَّا وصل هذا القس إلى باب الكنيسة، خرج ملاك الرب من الهيكل وبيده سيف من نار، وطرد عنه الأرواح النَّجِسة. فدخل القس ولبس الحُلَّة الكهنوتية، وخدم وناول الشعب الأسرار المقدسة. ولمَّا انتهى وخلع ثياب الخدمة وخرج من الكنيسة، عادت إليه تلك الأرواح كالأول. هذا ما قاله القديس الأنبا يوأنس للإخوة الرهبان ليُعرِّفهم أنه لا فرق في الخدمة بين الكاهن الخاطئ وغير الخاطئ. لأنَّهُ لأجل أمانة الشعب يتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين. وقال لهم مثلاً على ذلك بقوله: أنه كما أن صورة الملك تنطبع على الخاتم المصنوع من الحديد أو الذهب. والخاتم واحد لا يتغير كذلك الكهنوت واحد مع الخاطئ والبار. والرَّبُّ هو الذي يُجازي كل واحد حسب عمله. وقد قاسى هذا القديس شدائد كثيرة. وسباه البربر إلى بلادهم، وقضى هناك عدة سنين لقى فيها الهوان. وقد التقى هناك بالقديس صموئيل رئيس دير القلمون. وبنعمة اللـه عاد إلى ديره. ولمَّا عَلم في رؤيا بيوم انتقاله جمع الإخوة وأوصاهم بحفظ وصايا الرب، والسير في طريق الآباء القديسين ليشاركوهم النصيب الصالح والميراث في ملكوت السموات. وبعد قليل مرض فأبصر كأن جماعة من القديسين قد حضروا لأخذ روحه. ثم أسلَّم الرُّوح بيد الرب. فحمله الإخوة إلى الكنيسة. ولشدَّة محبتهم له واعتقادهم في قداسته. احتفظوا بقطع من كفنه. وكانت واسطة شفاء أمراض كثيرة، وعاش هذا الأب تسعين سنة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
فَليكُن اسمهُ مُباركاً إلى الأبدِ. وقَبلَ الشمس يَدومُ اسمهُ. وتَتباركُ بهِ جميعُ قبائل الأرض. وكلُّ الأُمَم تُمجِّدهُ. هللويا.
في البدءِ كان الكلِمةُ، والكلِمةُ كان عندَ اللـهِ، وكان الكلمة اللـه. هذا كان في البدءِ عند اللـهِ. كلُّ شيءٍ بهِ كان، وبغيرهِ لم يكن شيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانت الحياةُ، والحياةُ كانت نورَ النَّاس، والنُّورُ أضاء في الظُّلمَةِ، والظُّلمَةُ لم تُدركهُ. كان إنسانٌ مُرسلٌ من اللـهِ اسمُهُ يوحنَّا. هذا جاء للشَّهادةِ ليشهدَ للنُّور، لكي يُؤمنَ الكلُّ بواسِطتِهِ. لم يكُن هو النُّور، بل ليشهد للنُّور. كان النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ كلَّ إنسانٍ آتياً إلى العالم. كان في العالم، وكوِّنَ العالم به، ولـم يَعـرفهُ العالمُ. إلى خاصَّتِهِ جاءَ، وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. وأمَّا كـلُّ الـذين قَبِلُوهُ فأعطاهُم سُـلطاناً أن يَصيروا أولاد اللـهِ، الذين يؤمنون باسـمِهِ. الـذينَ وُلِدوا ليسَ من دم، ولا من مَشِيئةِ جسدٍ، ولا من مشيئةِ رجُلٍ، بل من اللـهِ.
( يوم الاربعاء)
8 يناير 2014
30 كيهك 1730
30 كيهك 1730
عشــية
مزمور العشية
من مزامير أبينا داود النبي ( 71 : 1 )
اللَّهُمَّ أَعطِ حُكمَكَ للملكِ، وعدلَكَ لابن المَلكِ. لِيحكُمَ لشعبِكَ بالعدلِ، وَلِفقرائكَ بالحُكمِ. هللويا.
إنجيل العشية
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 12 : 15 ـ 23 )
فعَلِم يسوع وانتقل من هناك. وتبِعته جموعٌ كثيرةٌ فشفاهم جميعاً. وأمرهم أن لا يُظْهِروه، لكي يَتمَّ ما قيل بإشعياء النَّبيِّ القائل: " هوذا فتاي الذي ارتضيت به، حبيبي الذي سُرَّت به نفسي. أضع عليه روحي فيُخبر الأمم بالحقِّ. لا يُخاصِم ولا يَصـيح، ولا يَسـمع أحـدٌ في الشَّـوارع صـوته.قصبةً مرضوضةً لا يَقصِف، وفتيلةً مُدخِّنةً لا يُطفئُ، حتَّى يُخرِج الحقَّ إلى النُّصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأُمَم ". حينئذٍ قُدِّم إليه أعمى مجنونٌ وأخرسُ فشفاه، حتَّى إنَّ الأخرس تكلَّم وأبصر. فبُهِتَ كل الجموع وقالوا: " ألعلَّ هذا هو ابن داود؟ ".
( والمجد للـه دائماً )
باكــر
مزمور باكر
من مزامير أبينا داود النبي ( 71 : 9، 18 )
ويَسجُدُ لهُ جميعُ ملوكِ الأرضِ، وكُلُّ الأُمَمِ تَتَعبَّدُ لهُ. وتَمتلئُ الأرضُ كُلُّها مِنْ مَجدِهِ. هللويا.
إنجيل باكر
من إنجيل معلمنا متى البشير ( 22 : 41 ـ 46 )
وفيما كان الفرِّيسيُّون مُجتمعينَ معاً سألهم يسوع قائلاً: " ماذا تظنُّون في المسيح؟ ابن مَن هو؟ " قالوا له: " ابن داود ". وقال لهم يسوع: " فكيفَ يدعوه داود بالرُّوح ربِّي قائلاً: قالَ الربُّ لربِّي اجلس عن يميني حتَّى أضع أعداءك تحت قدميكَ؟ فإن كان داود بالرُّوح يدعوه ربِّي، فكيفَ يكون ابنه؟ " فلم يستطع أحدٌ أن يجيبه بكلمةٍ. ولم يجسُـر أحدٌ من ذلك اليوم أن يسأله البتَّة.
( والمجد للـه دائماً )
القــداس
البولس من رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية
( 4 : 19 ـ 5 : 1 )
يا أولادي هذه التي أتمَخَّضُ بها عليكم مرة أخرى إلى أنْ يتصوَّرَ المسيحُ فيكُم. ولكنِّي كنت أُريدُ أن آتي عِندكمُ الآن وأُغيِّرَ صوتي، لأنِّي حزين عليكم. فإذاً قولوا لي، أنتُم الذين تُريدونَ أن تكونوا تحت النَّاموس، وأنتم لا تعرفون النَّاموس؟ لأنَّهُ مكتوبٌ أنَّ إبراهيم وَلَدَ ابنين. واحدٌ من الجاريةِ والآخَرُ من الحرَّةِ. لكنَّ الذي من الجاريةِ وُلِدَ حسب الجسدِ، وأمَّا الذي من الحرَّةِ فبالموعدِ. وكل ذلك كان رمزٌ. لأنَّ هاتين هُما العهدان، أحدهما من جبل سيناء، الوالدُ للعبوديَّةِ الذي هو هاجرُ. لأنَّ هاجر هيَ طور سينا الواقع ببلاد العرب. ولكنَّهُ يُقابلُ أُورشليمَ الحاضرةَ، والآن فإنَّها مُستعبدةٌ مع بنيها. وأمَّا أورشليمُ العُليا، الَّتي هيَ أُمَّكُم فهيَ حُرَّةٌ. لأنَّهُ مكتوبٌ: " افرحي أيَّتُها العاقرُ التي لم تَلِد. وابهِجي واهتفي أيَّتُها التي لم تتمخَّض، فإنَّ أولاد السَّكلا أكثرُ من التي لها زوجٌ ". وأمَّا نحنُ يا إخوتي فكما إسحق، فنحن أيضاً أولاد الموعدِ. ولكن كما كان في ذاكَ الزمان المولودُ حسب الجسدِ يَضطهِدُ المولودُ حسبَ الرُّوح، هكذا الآن أيضاً. لكن ماذا يقولُ الكتابُ؟: " اطرُد الجارية وابنها، لأنَّهُ لا يرثُ ابنُ الجاريةِ مع ابن الحرَّةِ ". إذاً أيُّها الإخوةُ لسنا أولادَ جاريةٍ بلْ أولادُ الحُرَّةِ. فاثبتوا إذاً في الحرِّيَّة التي قد حرَّرنا المسيحُ بها، ولا تُسلِّموا نفسَكُم أيضاً تحت نير العبوديَّةِ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )
الكاثوليكون من رسالة يوحنا الرسول الأولى
( 4 : 15 ـ 5 : 1 ـ 4 )
مَن يعترفَ أنَّ يسوعَ هو ابنُ اللـهِ فاللـهُ يَثبُتُ فيهِ وهو يثبُتُ في اللـهِ. ونحنُ قد علِمنا وصدَّقناَ المحبَّةَ التي للـهُ فينا. اللـهُ محبَّةٌ، ومن يَثبتُ في المحبَّةِ، يَثبت في اللـهِ واللـهُ يثبتُ فيهِ. بهذا تكمَّلت المَحبَّةُ فَينَا: أن نَجدُ دالةٌ في يوم الدِّينونةِ، لأنَّهُ كما كانَ ذاكَ فهكذا نحنُ أيضاً نكونُ في هذا العالم، لا خـوفَ في المحبَّةِ، بل المحبَّةُ الكاملةُ تَطرَحُ الخوفَ إلى خارج لأنَّ الخوفَ لهُ عذابٌ. وأمَّا من يخافَ فلم يَتكمَّل في المحبَّةِ. نحنُ نُحِبَّ اللـهَ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلاً. إن قالَ أحدٌ: " إنِّي أحبُّ اللـهَ " وهو مبغضٌ لأخيهُ فهو كاذبٌ. لأنَّ من لا يحبُّ أخاهُ الذي أبصرهُ، فكيفَ يستطيع أن يحبَّ اللـهَ الذي لم يراه؟ ولنا هذهِ الوصيَّةُ منهُ: أنَّ من يحبُّ اللـهَ يحبُّ أخاهُ أيضاً.كُلُّ مَن يؤمن أنَّ يسوعَ هو المسيحُ فإنَّهُ مولودٌ من اللهِ. وكلُّ من أحبَّ الوالدَ يُحبُّ المولود منهُ أيضاً. بهذا نعلم أنَّنا نُحبُّ أولادَ اللهِ: إذا أحببنا اللهَ ونصنعُ وصاياهُ. فإنَّ هذه هيَ محبَّةُ اللهِ: أنْ نحفظ وصاياهُ. ووصاياهُ ليست ثقيلةً، لأنَّ كلَّ مَن وُلِدَ مِن اللهِ يغلِبُ العالمَ، وهذه هيَ الغَلَبَةُ التي تَغلِبُ العالمَ: إيمانُنَا.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )
الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار
( 13 : 36 ـ 43 )
وأمَّا داود فقد خدمَ مشورة اللهِ في جيله، ورقد وانضمَّ مع آبائهِ، ورأى الفساد. وأمَّا الذي أقامهُ اللهُ فلم يرَ الفساد. فليكُن هذا الأمر معلوماً عندكُم أيُّها الرِّجالُ الإخوةُ، أنَّه بهذا يُنادى لكم لغفران خطاياكم، بهذا يتبرَّرُ كُلُّ مَن يؤمنُ مِن كُلِّ ما لم تقدروا أن تتبرَّأوا منه بناموس موسىَ. فانظروا لئلاَّ يأتيَ ما قيلَ في الأنبياءِ: انظروا أيُّها المحتقرونَ وتَعجَّبوا واهلِكوا، لأنَّني عملاً أعمل في أيَّامكم. عملاً لا تُصدِّقونهَ إن أَخبرَكُم أحدٌ بهِ.وفيما هُم خارجون جعلوا يَطلبونَ إليهما أن يُكلِّماهُم بهذا الكلام في السَّبت القادم. فلمَّا انصرفت الجماعةُ، تبع كثيرٌ مِن اليهود والمُتعبِّدينَ من الغرباء بولس وبرنابا، اللَّذين كانا يُكلِّمانِهِم ويُقنِعَانِهِم أن يَثبُتوا في نعمةِ اللهِ.
( لم تَزَلْ كَلِمَةُ الربِّ تَنمُو وتكثر وتَعتَز وتَثبت، في بيعة اللـه المُقدَّسة. آمين. )
السنكسار
اليوم الثلاثون من شهر كيهك المبارك
نياحة القديس الأنبا يوأنس قمص شيهيت
في هذا اليوم تنيَّح القديس الأنبا يوأنس قمص شيهيت، الذي لمَّا رُسِمَ قُمُصاً على دير القديس مقاريوس استضاءت البريَّة به وصار أباً لكثيرين من القديسين. منهم الأنبا جاورجه والأنبا ابرآم الكوكبين العظيمين، والأنبا مينـا أسـقف مدينـة تمى، والأنبـا زخاريـاس. وكثيـرون غيرهم، قد صاروا سبباً في خلاص نفوس كثيرة. ولكثرة ورعه وعِظمُ تقواه، كان عندما يناول الشعب يعرف الخاطئ من غيره، ومرات كثيرة كان يُعاين السيد المسيح والملائكة تحيط به على المذبح. ونظر مرة أحد القسوس ـ وكان سيئ السمعة ـ آتياً إلى الكنيسة، والأرواح الشريرة مُحيطةً به. فلمَّا وصل هذا القس إلى باب الكنيسة، خرج ملاك الرب من الهيكل وبيده سيف من نار، وطرد عنه الأرواح النَّجِسة. فدخل القس ولبس الحُلَّة الكهنوتية، وخدم وناول الشعب الأسرار المقدسة. ولمَّا انتهى وخلع ثياب الخدمة وخرج من الكنيسة، عادت إليه تلك الأرواح كالأول. هذا ما قاله القديس الأنبا يوأنس للإخوة الرهبان ليُعرِّفهم أنه لا فرق في الخدمة بين الكاهن الخاطئ وغير الخاطئ. لأنَّهُ لأجل أمانة الشعب يتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه الأقدسين. وقال لهم مثلاً على ذلك بقوله: أنه كما أن صورة الملك تنطبع على الخاتم المصنوع من الحديد أو الذهب. والخاتم واحد لا يتغير كذلك الكهنوت واحد مع الخاطئ والبار. والرَّبُّ هو الذي يُجازي كل واحد حسب عمله. وقد قاسى هذا القديس شدائد كثيرة. وسباه البربر إلى بلادهم، وقضى هناك عدة سنين لقى فيها الهوان. وقد التقى هناك بالقديس صموئيل رئيس دير القلمون. وبنعمة اللـه عاد إلى ديره. ولمَّا عَلم في رؤيا بيوم انتقاله جمع الإخوة وأوصاهم بحفظ وصايا الرب، والسير في طريق الآباء القديسين ليشاركوهم النصيب الصالح والميراث في ملكوت السموات. وبعد قليل مرض فأبصر كأن جماعة من القديسين قد حضروا لأخذ روحه. ثم أسلَّم الرُّوح بيد الرب. فحمله الإخوة إلى الكنيسة. ولشدَّة محبتهم له واعتقادهم في قداسته. احتفظوا بقطع من كفنه. وكانت واسطة شفاء أمراض كثيرة، وعاش هذا الأب تسعين سنة.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً. آمين.
مزمور القداس
من مزامير أبينا داود النبي ( 71 : 16، 17 )
فَليكُن اسمهُ مُباركاً إلى الأبدِ. وقَبلَ الشمس يَدومُ اسمهُ. وتَتباركُ بهِ جميعُ قبائل الأرض. وكلُّ الأُمَم تُمجِّدهُ. هللويا.
إنجيل القداس
من إنجيل معلمنا يوحنا البشير( 1 : 1 ـ 13 )
في البدءِ كان الكلِمةُ، والكلِمةُ كان عندَ اللـهِ، وكان الكلمة اللـه. هذا كان في البدءِ عند اللـهِ. كلُّ شيءٍ بهِ كان، وبغيرهِ لم يكن شيءٌ مِمَّا كان. فيهِ كانت الحياةُ، والحياةُ كانت نورَ النَّاس، والنُّورُ أضاء في الظُّلمَةِ، والظُّلمَةُ لم تُدركهُ. كان إنسانٌ مُرسلٌ من اللـهِ اسمُهُ يوحنَّا. هذا جاء للشَّهادةِ ليشهدَ للنُّور، لكي يُؤمنَ الكلُّ بواسِطتِهِ. لم يكُن هو النُّور، بل ليشهد للنُّور. كان النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ كلَّ إنسانٍ آتياً إلى العالم. كان في العالم، وكوِّنَ العالم به، ولـم يَعـرفهُ العالمُ. إلى خاصَّتِهِ جاءَ، وخاصَّتُهُ لم تقبَلهُ. وأمَّا كـلُّ الـذين قَبِلُوهُ فأعطاهُم سُـلطاناً أن يَصيروا أولاد اللـهِ، الذين يؤمنون باسـمِهِ. الـذينَ وُلِدوا ليسَ من دم، ولا من مَشِيئةِ جسدٍ، ولا من مشيئةِ رجُلٍ، بل من اللـهِ.
( والمجد للـه دائماً )