هل من الممكن تناول جسد المسيح في حال اقتراف الخطايا العرضية؟

أشار القديس بولس الى أننا لا نستوفي جميعاً شروط المناولة: “لكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميز جسد الرب.” (الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس ١١، ٢٨ – ٢٩). وتسلط هذه الكلمات الضوء على خطورة الخطيئة دون أن تضع معياراً محدداً حول متى يستحق المرء تناول جسد المسيح ومتى لا.

ومن الضروري لفهم ما تقدم العودة الى حياة الكنيسة الأولى ومفهومها حول الإفخارستيا. فقد أشارت في احدى وثائقها الى أن هذا السر هو للمعمدين فقط مضيفةً الجملة التالية: “يحصل عليها الفضيل، أما من هو أقل من ذلك فعليه بالتكفير عن ذنوبه.” وقد يكون ذلك معياراً مناسباً يمكن البناء عليه على الرغم من أنه يحتاج الى المزيد من الدقة.
وقد يعترض المرء بالقول: لكن من باستطاعته الفصل بين الفضيل وغيره؟ فمن منا بلا خطيئة؟ لا أحد. لكن على التماسنا المناولة ان يكون وسيلة للتكفير عن الذنوب وتطهير الذات. فالأفضل هو التقدم من الحصول على جسد المسيح عندما تعيش الروح تواصلاً مع الرب.

في الواقع، هناك أشكال مختلفة من الخطيئة وأولها الخطيئة المميتة التي تقطع كل علاقة مع المناولة وفي هذه الحالة، يكون الحصول على سر الغفران الشرط الأساسي للمناولة.
ويُشير القانون الكنسي الى أن على من يدرك أنه اقترف خطيئة خطيرة ان لا يحتفل بالقداس أو يتناول جسد المسيح دون المرور أولاً بسر التوبة والاعتراف.

وتوضيحاً، ما من مغفرة حقيقية ولا اعتراف صالح دون وجود رغبة في التغيير وإلا كان الأمر مجرد تمثيل إيمائي ويفسر ذلك لما لا يستطيع من هم في حالة من الخطيئة المستمرة أو الراغبين بذلك تناول جسد المسيح.

أما بالنسبة للخطيئة العرضية، فجميعنا معرضٌ لها. لا تمنع الخطيئة العرضية تناول جسد المسيح بل هي على العكس غذاء داخلي يعطي القوة لمحاربتها لكن، وللمشاركة بكرامة بالأسرار، من الواجب الاعتراف بخطايانا. إن من يشارك في القداس يدرك ذلك تمام الادراك فنحن نتحضر مباشرةً للمناولة عارفين أننا غير أهلٍ لها وادراكنا ذلك هو بمثابة توبة.

وفي المختصر، على المرء أن يكون في نعمة اللّه لكي يحصل على جسد المسيح. وعلى الرغم من ان الشعور بأننا غير أهل لذلك لشعور عادي وطبيعي إلا أنه ليس عليه ان يكون عائقاً أمام المناولة علماً أن كرامة هذا السر تفرض علينا ان نكون في أعلى مستوى من الأهلية.