من طرف Admin السبت 24 سبتمبر 2016 - 16:28
خاص لموقع الحق والضلال خدمه اكثر المنشورات انتشارا
ما اصعب الحديث عن هذا السر فهو يرفعنا ككنيسة إلى السماء نحو عريسنا الإلهي ويحول الأرض إلى سماء فيجئ العريس السماوي مع مصاف ملائكته يحتضن عروسه التى احبها. وندخل بقيادة الروح القدس نحو الرب يسوع الذى نلتقى به فى هذا السر ونلمس حبه ونتفهم عمله الخلاص ونتذوق الاتحاد به وننعم بإشراقاته الإلهية ونشاركه أمجاده الأبدية.
- إن سر الإفخارستيا هو سر العبادة والتقديس فيه تتعرف النفس على الثالوث القدوس، تحبه وتعشقه، تتقبل عمله فيها متجاوبة معه.
ومن هنا نعرض لكم 10 فوائد لهذا السر
1- الثبات في المسيح حسب وعده الصادق "من يأكل جسدي ويشرب دمى يثبت في وأنا فيه" (يو 6: 56) فبتناولنا من هذا السر نصير أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أف 5: 30). كذلك نصير "شركاء الطبيعة الإلهية" (2 بط 1: 4).
2- يمنحنا عربون الحياة الأبدية كما قال له المجد "من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية وأنا أقيمة في اليوم الأخير". كما قال "من يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يو 6: 54، 58).
3- النمو في النعمة والكمال الروحي والحياة في المسيح يسوع كما قال له المجد "جسدي مأكل حق ودمى مشرب حق. كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني يحيا بي" (يو 6: 55، 57).
فكما أن الطعام الجسدي يجعل الجسد ينمو ويكون صحيحا كذلك الغذاء الروحي وهو التناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين يجعل الروح قوية وصحيحة وتنمو في النعمة باستمرار.
4- منح الشفاء للنفس و الجسد والروح، كما نقول في سر التقدمة "وليكونا (الجسد المقدس والدم الكريم) لنا جميعا ارتقاء (نموا) وشفاء وخلاصا لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا".
فكما أن التناول بدون استحقاق بسبب الضعف والمرض والموت حسب قول معلمنا بولس "من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون" (1 كو 11: 30) كذلك التناول باستحقاق واستعداد يسبب الصحة والشفاء والنمو للنفس والجسد والروح. لذلك يسميه الآباء: دواء عدم الموت.
5- الخلاص وغفران الخطايا: كما نقول في الاعتراف الأخير بالقداس الإلهي "يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه".
فبالتوبة والاعتراف على الآب الكاهن ننال غفران الخطايا التي اعترفنا بها وهى الخطايا التي نعرفها، أما بالتناول فننال غفران الخطايا التي لا نعرفها وخطايا الشهوات التي لا نحس بها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع أعرف كنيستك في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والتناول عموما هو غسيل وتبيض القلب التائب من كل خطاياه كما نقرأ في سفر الرؤيا عن المفديين والمخلصين الذين قيل عنهم "هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة (العالم بكل تجاربه) وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الحمل" (رؤ 7: 14).
6- التناول يعطى الإنسان حصانة ضد الخطية.
غذاء الجسد يعطيه صحة ومناعة وحصانة ضد الجراثيم والميكروبات التي تهاجمه، كذلك التناول من جسد المسيح ودمه الأقدسين يعطى الروح مناعة وحصانه ضد جراثيم الخطية وحروب الشيطان ولذات الجسد فيحيا الإنسان غالبًا منتصرًا في جهاده الروحي. والمرنم يقول "ترتب قدامى مائدة تجاه مضايقيّ" (مز 23: 5) وهى نبوة عن مائدة التناول وفائدتها في النصرة على الأعداء المضايقين.
7- نقول في مقدمة الأواشي بعد التقديس "اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدا واحدا وروحا واحدا ونجد نصيبا وميراثا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء".
ونجد في هذه الصلاة عدة فوائد للتناول:
أ- يعطى طهارة للنفس والجسد والروح، ونحن مطالبون حسب نصيحة معلمنا بولس الرسول "فلنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله" (1 كو 10: 17).
ب- يعطى وحدانية الروح والقلب للذين يتناولون منه، وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول "فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد" (1 كو 10: 17). فكما أن القربانة التي تتحول إلى جسد المسيح، كانت قبلا حبات قمح كثيرة، وبالطحن والعجين والخبيز صارت قربانه واحدة، وكما أن الأباركة aparxh التي تتحول إلى دم المسيح كانت قبلا حبات زبيب كثيرة فتحولت بالعصير إلى سائل واحد، كذلك كل المتناولين من هذا الجسد والدم يصيرون واحدا في المسيح، لذلك نصلى في القداس الغريغوري ونقول "وحدانية القلب التي للمحبة فلتتأصل فينا" وذلك بالتناول من الجسد الواحد ومن الكأس الواحد.
ت- يعطينا الميراث الأبدي مع كافة القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة، وهذا هو منتهى شوقنا وهدف كل جهادنا، والتناول يسهل لنا الوصول إلى هذا الهدف السامي