الحـــــــــدود
الحدود ..........! !
الحدود ليست حوائط . فالكتاب المقدس لا يعلمنا أن نكون " منغلقين عن " الأخرين ؟ بل فى الحقيقة ان نكون واحداً معهم . لكن فى كل جماعة ؟ لكل عضو من الأعضاء خصوصيته وملكيته . والشئ المهم هو أن تكون خطوط هذه الملكية والخصوصية غير صماء بل مرنة بما فيه الكفاية لتسمح بمرور وتقوية بالقدر الكافى لصد الخطر.
الحدود هى أى شئ تساعدك فى تمييزك عن أى شخص أخر ، أو لتريك أين تبدأ وأين تنتهى ؟ فهى مثل الجلد بوجود مسام فيه تسمح بنفاذ الأشياء المفيدة مثل الغذاء وتحمينا من الأشياء الضارة مثل الفضلات . ومثل الكلام فيجب القدرة على قول لا فإذا لم يكن لديك القدرة على قول "لا " أمام الضغوط الخارجية والداخلية ستفقد التحكم على خصوصيتك ولن تتمتع بثمرة " ضبط النفس ".
أما من ناحية البعد الجغرافى فالكتاب المقدس يحثنا على الإنفصال عن أولئك الذين يستمرون فى إيذائنا وأن نخلق مكاناً أمناً لأنفسنا. وبالنسبة للبعد الذمنى فالإبتعاد فترة عن شخص أو مشروع يمكن أن يكون طريقا لإستعادة الملكية على بعض جوانب حياتك وإستعادة السيطرة عليها حيث يتعين عليك وضع الحدود والبعد العاطفى يضع حداً مؤقتاً لقلبك فسحة ومساحة ضرورية للشعور بالأمان فمن الحمق ان تعود وتفتح نفسك عاطفياً على أشخاص أدمنوا على الإيذاء أو إيلام الغير بدون رؤية تغيير حقيقى.
والنتيجة : تعلم أن القيم الثمينة التى نتبعها فى حياتنا شئ عزيز علينا وإننا مستعدون لبذل الجهد لحمايتها والحفاظ عليها.
ومن ناحية المشاعر يجب ان نكون مسئولين عن مشاعرنا ونتحكم فيها ونواجهها فنستطيع بذلك مواجهة الأحداث أيا كانت.
التوجهات والمعتقدات
المعتقدات هى أى شئ تقبله كحقيقة . فنحن بحاجة لتملك توجهاتنا وأفكارنا والسيطرة عليها لأنها تقع داخل نطاق مسئوليتنا . ونحن الذين نملك تغييرها.
الحدود لا تجعلنا ننكر طبيعتنا لكنها تمنحنا القدرة على السيطرة على قيمنا المدمرةوبذا يبدأ الله فى تغييرها .
فى الواقع أن جملة وضع الحواجز أمام الأخرين تعتبر تسمية خاطئة لأننا لا نستطيع القيام بهذا. لكن الذى نستطيعه هو وضع محددات تحمينا من أن نكون عرضة لمن يسيئون إلينا ؟ فنحن لا نملك تغيير الأخرين أو تصحيح مسار سلوكهم . وعندما نمارس مواهبنا يمكن أن نكون مثمرين . وهذا يتطلب جهداً وممارسة ، وتعليماً وصلاة ومساندة وبركة للتغلب على الخوف من الفشل . أما بالنسبة للأفكار فيسلتزم وضع حدود للفكر ثلاثة أشياء وهم :-
1- يجب ان نمتلك أفكارنا.
2- يجب ان ننمو فى المعرفة ونوسع عقولنا.
3- يجب علينا تصفية أذهاننا وتفكيرنا المشوش.
وإذا تطرقنا الى الرغبات من ناحية الحدود فالكثير من الرغبات تتنكر وكأنها شئ اصيل فقد تكون مجرد نزوات لاتعبر عن حقيقة ما نرغب . فعلى سبيل المثال الكثير من مدمنى الانا مش محترم يبحثون عن التجارب الانا مش محترمية فيما هم فى الحقيقة يرغبون فى المحبة والحنان.
إن أرواحنا مثل قلوبنا تحتاج الحب كما تحتاج لتدفق الدم من وإلى القلب . البعض لا يدركون أن سبب وحدتهم ناتج من عدم إستجابتهم لها . وعادة ما يصرح هؤلاء بأنهم يفتقدون لمحبة الآخرين ويكون تصريحهم هذا تعبيراً عن إستجابتهم السلبية . فنحن عادة نناور بشكل مهذب لنتجنب مسئوليتنا تجاه المحبة ؟ وهنا لابد ان نعلن تملكنا على قلوبنا وأن نواجه ضعفاتنا فى تلك المنطقة . لأن هذا سيفتح أمامنا أبواب الحياة ؟ كما علينا أن نواجه مسئوليتنا عن جميع المناطق التى سبق وتحدثنا عنها لآنها تقع فى نطاق حدودنا الشخصية.
مشاكل الحدود
من السهل إساءة فهم الحدود ؟ يبدو لنا من الوهلة الاولى أن الشخص الذى يلاقى صعوبة فى وضع الحدود يدى فى الأخر ان له مشكلة مع الحدود فالاشخاص الذين لا يحترمون حدود الاخرين يعانون هم أيضاً من مشاكل مع الحدود.
المذعنون : قول " نعم " للشر
يعتبر عدم القدرة على قول " لا " أمام الشر أمراً مفسداً بوجه عام . ليس لآنه فقط يمنعنا من رفض وصد الشر فى حياتنا ، لكنه غالباً ما يعوقنا عن تمييز الشر . فالعديد من الأشخاص المذعنين يدركون متأخراً جداً بأنهم متورطون فى علاقة خطرة أو سيئة . فـ " رادرهم " الروحى والعاطفى مكسور ؟ ولم يعد لديهم القدرة على حراسة قلوبهم.
المتحاشون قول " لا " للخير
يعتبر هذا المعوق أحد مشاكل الحدود ويسمى التحاشى : بالقول " لا " للخير. وهو يعبر عن عدم القدرة على طلب المساعدة من الآخرين ، والعجز عن إدراك الإحتياج الشخصى والسماح للآخرين بالتدخل.
المسيطرون : عدم إحترام حدود الاخرين
تكمن المشكلة الاساسية لدى هؤلاء الأشخاص فى عدم قدرتهم على سماع كلمة " لا " ؟ فيما يكونون هم قادرين على قول كلمة " لا " ؟ إذ أنهم يميلون لإلقاء مسؤولية حياتهم على عاتق الآخرين.
ويمكن تصنيف هؤلاء المسيطرين لفئتين :-
أ- مسيطرون عدوانيون : - وهم لا يستجيبون لحدود الآخرين بل يسيئون للآخرين أحياناً " شفهياً " وأخرى جسدياً لكنهم فى معظم الاحوال هم غير مدركين بأن للآخرين أى حدود وكأنهم يعيشون فى عالم كله " نعم ".
ب- مسيطرون مناورون : لإنهم يحاولون إقناع الآخرين ليتنازلوا عن حدودهم ويستدرجونهم للموافقة . ويتلاعبون بالملابسات حتى يحققوا ما يريدون بأساليب غير مباشرة .
غير المستجيبين : لا يسمعون احتياجات الآخرين وهم :-
· من لديهم روح الانتقاد لإحتياجات الآخرين.
· الغارقون فى إحتياجاتهم ورغباتهم لذا يقصون الآخرين.
كيفية إنماء الحدود
تتطور الحدود كذلك على مراحل مختلفة بحيث يمكن إدراكها والوعى بها .فى الواقع يتكون لدى الصغار والأطفال فى علاقاتهم الابوية المبكرة؟ مهارات تمكنهم من ملاحظة تطور حدودهم الشخصية .
فلن نتمكن ولن ننجح فى بناء هذه الحدود بمعزل عن مساندة الله والأخرين. لايجب أن نبدا حتى فى وضع الحدود قبل ان نتواصل بعمق وننفتح على من يحبوننا أيا ما نكون ؟ فإحتياجتنا الأعمق هو أن ننتمى ، أن نكون فى شركة.
· الانفصال والتشخيص
بعد أن ينال الطفل الاحساس بالأمان الداخلى والتواصل ، تظهر حاجة جديدة – حاجة الطفل الرضيع للإستقلال ، والحركة الذاتية. ويطلق الخبراء على هذه المرحلة الإنفصال والتشخص ، وإن هذه العملية ليس عملية أنتقال ناعم فى حياة الشخص . أن هناك ثلاث مراحل فاصلة لبناء حدود صحية واضحة فى سن الطفولة وهى : التفريغ ، الممارسة ، التقارب.
- التفريغ : هى فترة الإستكشاف باللمس ، والتذوق والشعور بأشياء جديدة وإنهم ماذالوا معتمدين على الم وبعدما يكون لديهم الشعور التام بالأمان الداخلى يبداون بالمغامرة والتحرك . ويبدا الحد الجغرافى يتشكل بإبتعاده عن امه .
- التجريب : إن الطفل فى فترة التجريب يحاول تجاوزها ! وذلك من خلال القدرة الجديدة على المشى الذى يفتح حاسته بالقدرة الذاتية على فعل الاشياء ، وهو ما يحعل الأطفال مبتهجين ومملؤين بالطاقة وهم يريدون محاولة عمل كل شئ.
- التقارب : تبدأ هذه المرحلة من عمر 18 شهراً الى ثلاث سنوات وهنا الطفل يرجع الى الواقع . حيث تتراجع مرحلة الانبهار الساذج ، مفسحة المجال للإدراك البطئ بأننى لا أستطيع عمل كل شئ اريده . حيث يدرك الاطفال بأن العالم من حولهم كعالم ملئ بالمخاطر ، فيقلقون . ويدركون بأنهم مازالوا محتاجين للأم .
· جروح الحدود : ماهو الخطأ الذى حدث ؟
الحقيقة هى أن النضوج والعلاقات القوية تبنى على حرية الإختيار وإمكانية الرفض عند الضرورة . ويحتاج الاطفال حتى يكون نموهم النفسى صحيحاً للتأكد من أن رفضهم شيئا ما أو أستخدامهم لحدودهم سوف يقابل بالموضوعية ، لانه من المؤلم ان تقابل اعتراضاتهم وممارستهم لحدودهم وتجاربهم الخاصة بالرفض والحرمان من الحب.
يتعلم الأطفال الذين يجربون قدراتهم الحدودية أو المشاكسون أن يخفوا جوانب من مشاعرهم إن أبتعد عنهم شخص يحبونه عندما يغضبون
- الحماية الزائدة : الأطفال الذين يقعون تحت الحماية الزائدة من الأبوين معرضون أن يصبحوا إعتماديين ، وفريسة سهلة للتناقضات ، مع الصعوبة فى وضع حدود قوية وثوابت شخصية والتقاعس عن المبادرة والإبداع. ومن جروح عدم وضع الحدود السليمة أيضاً : التذبذبات والصدمات والشعور بالذنب
الباقى يتبع ... عذرا