ج. القرينة الكتابية
ويقصد بها الكتاب المقدس بأكمله كوحدة متكاملة بمعنى أن بعض الآيات والكلمات والمعاني لا تُفهم إلا في ضوء فهمنا للكتاب المقدس ككل. مثال ذلك:
* مفهوم "ملكوت الله"
لا نستطيع إدراكه من خلال آية أو سفر معين ولكن من خلال الكتاب كله لأن مفهوم الملكوت في العهد القديم له إطار، ومفهوم الملكوت في العهد الجديد له إطار آخر وهما يكملان بعضهما البعض حتى يظهر معنى ملكوت الله.
* علاقة الناموس والنعمة
نقع في خطأ كبير عندما نعلن أن العهد الجديد هو فقط عهد النعمة وأن العهد القديم هو فقط عهد الناموس. وننسى أن النعمة كانت موجودة أيضًا في العهد القديم ويوجد في العهد الجديد ناموس أيضًا ولكن النعمة في العهد القديم لها إطار مختلف عن العهد الجديد وكذلك الناموس أيضًا. فلكي نفهم النعمة والناموس وما هما يجب أن نحصل على ذلك من خلال الكتاب المقدس ككل.
ولذلك يجب أن نتعامل مع الكتاب المقدس كوحدة واحدة متكاملة مترابطة.
ويقصد بها الكتاب المقدس بأكمله كوحدة متكاملة بمعنى أن بعض الآيات والكلمات والمعاني لا تُفهم إلا في ضوء فهمنا للكتاب المقدس ككل. مثال ذلك:
* مفهوم "ملكوت الله"
لا نستطيع إدراكه من خلال آية أو سفر معين ولكن من خلال الكتاب كله لأن مفهوم الملكوت في العهد القديم له إطار، ومفهوم الملكوت في العهد الجديد له إطار آخر وهما يكملان بعضهما البعض حتى يظهر معنى ملكوت الله.
* علاقة الناموس والنعمة
نقع في خطأ كبير عندما نعلن أن العهد الجديد هو فقط عهد النعمة وأن العهد القديم هو فقط عهد الناموس. وننسى أن النعمة كانت موجودة أيضًا في العهد القديم ويوجد في العهد الجديد ناموس أيضًا ولكن النعمة في العهد القديم لها إطار مختلف عن العهد الجديد وكذلك الناموس أيضًا. فلكي نفهم النعمة والناموس وما هما يجب أن نحصل على ذلك من خلال الكتاب المقدس ككل.
ولذلك يجب أن نتعامل مع الكتاب المقدس كوحدة واحدة متكاملة مترابطة.
د. القرينة التاريخية
وتعني الظروف والأحداث والتواريخ والعادات والتقاليد والحضارات المختلفة التي صاحبت زمن كتابة السفر.
فكثير من الآيات يستدل على المعنى المراد منها عند المعرفة الحقيقية للخلفية التاريخية. فقبل الدخول إلى أعماق رسالة الرسول يوحنا الأولى نجد أن هناك تعاليم خاطئة دخلت إلى كنيسة أفسس في نهاية القرن الأول الميلادي مما جعل الرسول يوحنا يرد على هذه التعاليم مستخدمًا بعض التركيبات اللغوية والتي تعتبر غريبة علينا. وهذه التعاليم تمثلت في ثلاث مدارس فكرية وهي:
* فكر الغنوسية
والتي من أفكارها أن العالم المادي شر لا يمكن أن ينسب خلقه إلى الله وبالتالي رفضت التجسد ودخول الله إلى العالم والتاريخ وأيضًا جردت يسوع المسيح من ألوهيته.
كما أن هناك فكرها عن الخطية والجسد والمتمثل في أحد المواقف الثلاثة التي رد عليها يوحنا الرسول:-
* فكر الدوستية
نادى أصحاب هذا المبدأ بأن جسد يسوع كان شبحًا أو خيالاً أو مظهرًا لكنه لم يكن جسدًا ماديًّا وأن يسوع قد بدا وظهر لتلاميذه أنه جاع وعطش وأنه بكى وحزن وفرح وأنه تألم وصلب ومات... كل هذا في الظاهر فقط. وذهبوا إلى حد القول بأن الذي صُلب في الواقع بدلاً منه "سمعان القيرواني" لذلك كان رد يوحنا الرسول عليهم في:
«1اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ».
(1يو 1:1)
«3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فيِ الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فيِ الْعَالَمِ».
(1يو 4 :3)
«7لِأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فيِ الْجَسَدِ. هذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ».
(2يو 7)
* فكر المعلم كيرنثوس
نادى هذا المعلم بالفصل ما بين يسوع الإنسان والمسيح القدوس، وقال أيضًا يسوع كان إنسانًا وله ميلاد طبيعي مثل غيره، ولكن عند المعمودية اقترن يسوع الإنسان والمسيح القدوس معًا وقد عاش حياته في طاعة لكن في الأيام الأخيرة وقبل حادثة الصلب فارق المسيح القدوس حياة يسوع الإنسان. لذا فإن المسيح القدوس لم يتعرض أبدًا لأي ألم. وأصبح الذي تألم هو فقط جسد يسوع البشري. وهذا الجسد البشري وحده هو الذي مات وأيضًا قام.
لذلك كان رد يوحنا الرسول في رسالته كالآتي:
«22مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالِابْنَ. 23كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الِابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالِابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا». (يوحنا الأولى 2 :23،22)
«5مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟».
(يوحنا الأولى 5:5)
يتضح مما سبق أن هناك آيات كثيرة لا نستطيع الوصول إلى معناها وقوتها إلا إذا عرفنا الخلفية التاريخية التي صاحبت الكتابة في ذلك الوقت. وهناك العديد من الأمثلة في العهد الجديد التي تفرض علينا فهم ومعرفة الخلفية والقرينة التاريخية والاجتماعية لدى قراءة الكتاب المقدس.
فمثلاً لما ذكر الرسول بولس في رسالته إلى كولوسي « قد صالَحَكُمُ الآنَ 22 في جِسمِ بَشَريَّتِهِ بالمَوتِ،» فهذا تعبير غريب ولكنه مقصود لأن الرسول بولس كان يرد على الغنوسيين اللذين يدّعون أن السيد المسيح لم يأتٍ بجسد حقيقي وإنما بجسد غير ملموس.
وتعني الظروف والأحداث والتواريخ والعادات والتقاليد والحضارات المختلفة التي صاحبت زمن كتابة السفر.
فكثير من الآيات يستدل على المعنى المراد منها عند المعرفة الحقيقية للخلفية التاريخية. فقبل الدخول إلى أعماق رسالة الرسول يوحنا الأولى نجد أن هناك تعاليم خاطئة دخلت إلى كنيسة أفسس في نهاية القرن الأول الميلادي مما جعل الرسول يوحنا يرد على هذه التعاليم مستخدمًا بعض التركيبات اللغوية والتي تعتبر غريبة علينا. وهذه التعاليم تمثلت في ثلاث مدارس فكرية وهي:
* فكر الغنوسية
والتي من أفكارها أن العالم المادي شر لا يمكن أن ينسب خلقه إلى الله وبالتالي رفضت التجسد ودخول الله إلى العالم والتاريخ وأيضًا جردت يسوع المسيح من ألوهيته.
كما أن هناك فكرها عن الخطية والجسد والمتمثل في أحد المواقف الثلاثة التي رد عليها يوحنا الرسول:-
* فكر الدوستية
نادى أصحاب هذا المبدأ بأن جسد يسوع كان شبحًا أو خيالاً أو مظهرًا لكنه لم يكن جسدًا ماديًّا وأن يسوع قد بدا وظهر لتلاميذه أنه جاع وعطش وأنه بكى وحزن وفرح وأنه تألم وصلب ومات... كل هذا في الظاهر فقط. وذهبوا إلى حد القول بأن الذي صُلب في الواقع بدلاً منه "سمعان القيرواني" لذلك كان رد يوحنا الرسول عليهم في:
«1اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ».
(1يو 1:1)
«3وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فيِ الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فيِ الْعَالَمِ».
(1يو 4 :3)
«7لِأَنَّهُ قَدْ دَخَلَ إِلَى الْعَالَمِ مُضِلُّونَ كَثِيرُونَ، لاَ يَعْتَرِفُونَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ آتِيًا فيِ الْجَسَدِ. هذَا هُوَ الْمُضِلُّ، وَالضِّدُّ لِلْمَسِيحِ».
(2يو 7)
* فكر المعلم كيرنثوس
نادى هذا المعلم بالفصل ما بين يسوع الإنسان والمسيح القدوس، وقال أيضًا يسوع كان إنسانًا وله ميلاد طبيعي مثل غيره، ولكن عند المعمودية اقترن يسوع الإنسان والمسيح القدوس معًا وقد عاش حياته في طاعة لكن في الأيام الأخيرة وقبل حادثة الصلب فارق المسيح القدوس حياة يسوع الإنسان. لذا فإن المسيح القدوس لم يتعرض أبدًا لأي ألم. وأصبح الذي تألم هو فقط جسد يسوع البشري. وهذا الجسد البشري وحده هو الذي مات وأيضًا قام.
لذلك كان رد يوحنا الرسول في رسالته كالآتي:
«22مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِي يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِي يُنْكِرُ الآبَ وَالِابْنَ. 23كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الِابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالِابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا». (يوحنا الأولى 2 :23،22)
«5مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟».
(يوحنا الأولى 5:5)
يتضح مما سبق أن هناك آيات كثيرة لا نستطيع الوصول إلى معناها وقوتها إلا إذا عرفنا الخلفية التاريخية التي صاحبت الكتابة في ذلك الوقت. وهناك العديد من الأمثلة في العهد الجديد التي تفرض علينا فهم ومعرفة الخلفية والقرينة التاريخية والاجتماعية لدى قراءة الكتاب المقدس.
فمثلاً لما ذكر الرسول بولس في رسالته إلى كولوسي « قد صالَحَكُمُ الآنَ 22 في جِسمِ بَشَريَّتِهِ بالمَوتِ،» فهذا تعبير غريب ولكنه مقصود لأن الرسول بولس كان يرد على الغنوسيين اللذين يدّعون أن السيد المسيح لم يأتٍ بجسد حقيقي وإنما بجسد غير ملموس.
(3) القراءة مع ملاحظة علامات الترقيم
ما هي علامات الترقيم وما أهميتها؟
ملاحظة هامة: في الطبعة الموجودة بين أيدينا لا توجد علامات ترقيم. ولكن في الطبعة الجديدة للكتاب المقدس فهي تحتوي على علامات الترقيم كما هي موجودة في الأصل
علامات الترقيم كثيرة ومنها الآتي:
النقطة (.) - الفصلة (،) - علامة الاستفهام (؟) - علامة التعجب (!) - علامة التنصيص ("") الأقواس ( ) وهكذا. فكل علامة تدل على شيء في القراءة وبالتالي على فهم المعنى وهناك أمثلة على أهمية استخدامها في الكتاب المقدس. وبالعودة إلى تاريخية الكتاب المقدس نعرف أن الأسفار والأناجيل والرسائل لم تُكتب في بداية تدوينها مقسمة إلى إصحاحات وأعداد وفقرات منتهية بنقاط. بل كتبت كقطعة واحدة وبعدها بزمن بعيد جاء من قسَّم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد لتسهيل القراءة والبحث والدراسة، وأصبح الكتاب في وضعه الحالي.
فمن المعروف أن نهاية الجملة تقع بعدها نقطة (.) لذلك يجب أن نلاحظ عند قراءة الكتاب أنه ليس بالضرورة أن تكون نهاية الأصحاح هي نهاية الفكرة ولا بداية الأصحاح هي بداية لفكرة جديدة، بل قد تستمر الفكرة على مدار أصحاحين ونصف. وفي ترجمة (كرنيليوس فاندايك) للكتاب المقدس التي بين أيدينا نجد تصحيحًا لبعض التقسيمات. ففي سفر إشعياء نجد الأصحاح الثالث والخمسين يبدأ بآخر فقرة من الأصحاح الثاني والخمسين التي تبدأ مع13 لأن أصحاح 53 هو امتداد للفكرة التي بدأت في أصحاح 52.
* ومثال آخر في إنجيل مرقس، فإن الأصحاح التاسع يبدأ من آخر عدد في الأصحاح الثامن كي يظهر معنى الآية:
«إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا ابْنَ الْإِنْسَانِ آتِيًا فيِ مَلَكُوتِهِ».
لأن في إنجيل متى 16 :28 ومرقس 9 :1 ولوقا 9 :27 نجد أن حادثة التجلي تلي هذه الآية مباشرة وبذلك يُفهم القصد من هذه الآية بالتحديد.
وسوف نتحدث هنا عن أهمية كل علامة من علامات الترقيم مع بعض الأمثلة.
أ - أهمية علامة الفصلة (،) وكيف يتغير المعنى إذا وضعنا الفصلة قبل كلمة أو بعدها مما يجعلنا ندقق جدًا في قراءتنا للكتاب المقدس.
* فمثلاً نجد في يوحنا الأولى 3:3 أن وضع فصلة في منتصف العدد يغير من المعنى فإذا وضعنا فصلة بعد كلمة "الرجاء" ستعود كلمة "به" على الرجاء أما إذا وضعنا فصلة بعد كلمة "به" فسوف تعود على الشخص الذي يُعطي الرجاء.
القراءة الأولى: «3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ، بِهِ يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ».
القراءة الثانية: «3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ».
* ومثال آخر في مزمور 94 :19 أيضًا من الممكن أن يكون لها معنيان حسب وضع الفصلة.
فالقراءة الأولى هي: «19عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فيِ دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذذُ نَفْسِي». أي أن الهموم هي التي بالداخل.
أما القراءة الثانية هي: «19عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي، فيِ دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذذُ نَفْسِي». أي أن التعزيات هي التي بداخلي.
فمن الواضح أن الفصلة علامة هامة جدًا تغير من المعنى لذلك يجب الانتباه إليها.
فالتركيز أثناء قراءة الكتاب المقدس أمر مطلوب لأنه ليس كتابًا عاديًا بل هو كتاب يعلن عن شخص الله. لذلك فهو يحتاج إلى كل جهد وتركيز واحترام في قراءته.
ب - أهمية علامة الاستفهام (؟) فمعنى الآية يتغير إذا كانت الجملة استفهامية أو خبرية. فأحيانًا نقرأ الآيات على أنها جمل خبرية بالرغم من كونها استفهامية أي بصيغة السؤال وبذلك يختلف المعنى.
* مثال ذلك الآية الموجودة في يوحنا 12 :27
«27اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ: أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لِأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ».
ويبدو لأول وهلة أن السيد المسيح يريد أن ينجيه الآب من هذه الساعة. ولكن الآية في الأصل تنتهي بعلامة استفهام فيصبح المعنى: إنه رغم نفسي المضطربة فإني لا أقول أيها الآب نجني من هذه الساعة لأني لأجل هذه قد أتيت. أي أن المسيح يستنكر أن يطلب من الآب الإنقاذ من هذه الساعة.
* وأيضًا في إشعياء 45 :11
«11هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ:»اِسْأَلُونِي عَنِ الآتِيَاتِ! مِنْ جِهَةِ بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي!».
يبدو أن الرب يدعونا أن نطلب منه أن نوصيه على بنيه وعلى عمله كي يعمل. ولكن بوجود علامة الاستفهام فالمعنى يدل على أن الرب يستنكر أن نوصيه على عمله وبنيه ويصبح المعنى أتسألونني عن الآتيات؟ أتوصونني على عمل يدي؟ وهذا واضح ابتداء من ع 12 إذ يقول الرب: أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها وهو بذلك يريد القول لا توصوني على عمل يدي فأنا أعرف ما يجب عمله لأني خلقت الإنسان وصنعت الأرض.
ج - وتوجد علامة أخرى وهي " " وتسمى علامة التنصيص أي وضع النص بين قوسين ويبدو للوهلة الأولى أنها ليست لها أهمية كبيرة، ولكن على سبيل المثال توجد أجزاء كثيرة في أسفار الأنبياء يصعب معرفة معناها بسبب عدم وضوح متى ينتهي كلام الله إلى النبي ومتى يبدأ كلام النبي إلى الشعب.
* ففي سفر حبقوق الأصحاح الأول من 1-17 غير واضح أين كلام الله إلى النبي وأين كلام النبي. ولكن بملاحظة علامات التنصيص على كلام
الله إلى النبي نستطيع أن نعرف أن من ع 2-4 كلام النبي إلى الله.
ع5 «اُنْظُرُوا بَيْنَ الْأُمَمِ،....... هذِهِ قُوَّتُهَا إِلهُهَا» كلام الله إلى النبي ع 12-17 كلام النبي وهكذا
فوجود علامات التنصيص شيء هام جدًا.
* و تستخدم علامات التنصيص أيضًا في فهم هل هذا الكلام اقتباس من قول سابق أم من الكاتب نفسه على غرار ما جاء في كورنثوس الأولى6 :12 «كُلُّ الْأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الْأَشْيَاءِ تُوافِقُ. نعرف من ذلك أن الجزء الأول "كل الأشياء تحل لي" ما هو إلا اقتباس من البيئة الوثنية المحيطة بالكنيسة وكان المؤمنون في الكنيسة يتبعون هذا القول، لكن بولس الرسول قال لهم أنتم تقولون "كل الأشياء تحل لي" والرب يقول "ليس كل الأشياء توافق".
ما هي علامات الترقيم وما أهميتها؟
ملاحظة هامة: في الطبعة الموجودة بين أيدينا لا توجد علامات ترقيم. ولكن في الطبعة الجديدة للكتاب المقدس فهي تحتوي على علامات الترقيم كما هي موجودة في الأصل
علامات الترقيم كثيرة ومنها الآتي:
النقطة (.) - الفصلة (،) - علامة الاستفهام (؟) - علامة التعجب (!) - علامة التنصيص ("") الأقواس ( ) وهكذا. فكل علامة تدل على شيء في القراءة وبالتالي على فهم المعنى وهناك أمثلة على أهمية استخدامها في الكتاب المقدس. وبالعودة إلى تاريخية الكتاب المقدس نعرف أن الأسفار والأناجيل والرسائل لم تُكتب في بداية تدوينها مقسمة إلى إصحاحات وأعداد وفقرات منتهية بنقاط. بل كتبت كقطعة واحدة وبعدها بزمن بعيد جاء من قسَّم الأسفار إلى إصحاحات وأعداد لتسهيل القراءة والبحث والدراسة، وأصبح الكتاب في وضعه الحالي.
فمن المعروف أن نهاية الجملة تقع بعدها نقطة (.) لذلك يجب أن نلاحظ عند قراءة الكتاب أنه ليس بالضرورة أن تكون نهاية الأصحاح هي نهاية الفكرة ولا بداية الأصحاح هي بداية لفكرة جديدة، بل قد تستمر الفكرة على مدار أصحاحين ونصف. وفي ترجمة (كرنيليوس فاندايك) للكتاب المقدس التي بين أيدينا نجد تصحيحًا لبعض التقسيمات. ففي سفر إشعياء نجد الأصحاح الثالث والخمسين يبدأ بآخر فقرة من الأصحاح الثاني والخمسين التي تبدأ مع13 لأن أصحاح 53 هو امتداد للفكرة التي بدأت في أصحاح 52.
* ومثال آخر في إنجيل مرقس، فإن الأصحاح التاسع يبدأ من آخر عدد في الأصحاح الثامن كي يظهر معنى الآية:
«إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا ابْنَ الْإِنْسَانِ آتِيًا فيِ مَلَكُوتِهِ».
لأن في إنجيل متى 16 :28 ومرقس 9 :1 ولوقا 9 :27 نجد أن حادثة التجلي تلي هذه الآية مباشرة وبذلك يُفهم القصد من هذه الآية بالتحديد.
وسوف نتحدث هنا عن أهمية كل علامة من علامات الترقيم مع بعض الأمثلة.
أ - أهمية علامة الفصلة (،) وكيف يتغير المعنى إذا وضعنا الفصلة قبل كلمة أو بعدها مما يجعلنا ندقق جدًا في قراءتنا للكتاب المقدس.
* فمثلاً نجد في يوحنا الأولى 3:3 أن وضع فصلة في منتصف العدد يغير من المعنى فإذا وضعنا فصلة بعد كلمة "الرجاء" ستعود كلمة "به" على الرجاء أما إذا وضعنا فصلة بعد كلمة "به" فسوف تعود على الشخص الذي يُعطي الرجاء.
القراءة الأولى: «3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ، بِهِ يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ».
القراءة الثانية: «3وَكُلُّ مَنْ عِنْدَهُ هذَا الرَّجَاءُ بِهِ، يُطَهِّرُ نَفْسَهُ كَمَا هُوَ طَاهِرٌ».
* ومثال آخر في مزمور 94 :19 أيضًا من الممكن أن يكون لها معنيان حسب وضع الفصلة.
فالقراءة الأولى هي: «19عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فيِ دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذذُ نَفْسِي». أي أن الهموم هي التي بالداخل.
أما القراءة الثانية هي: «19عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي، فيِ دَاخِلِي تَعْزِيَاتُكَ تُلَذذُ نَفْسِي». أي أن التعزيات هي التي بداخلي.
فمن الواضح أن الفصلة علامة هامة جدًا تغير من المعنى لذلك يجب الانتباه إليها.
فالتركيز أثناء قراءة الكتاب المقدس أمر مطلوب لأنه ليس كتابًا عاديًا بل هو كتاب يعلن عن شخص الله. لذلك فهو يحتاج إلى كل جهد وتركيز واحترام في قراءته.
ب - أهمية علامة الاستفهام (؟) فمعنى الآية يتغير إذا كانت الجملة استفهامية أو خبرية. فأحيانًا نقرأ الآيات على أنها جمل خبرية بالرغم من كونها استفهامية أي بصيغة السؤال وبذلك يختلف المعنى.
* مثال ذلك الآية الموجودة في يوحنا 12 :27
«27اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ: أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟ وَلكِنْ لِأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ».
ويبدو لأول وهلة أن السيد المسيح يريد أن ينجيه الآب من هذه الساعة. ولكن الآية في الأصل تنتهي بعلامة استفهام فيصبح المعنى: إنه رغم نفسي المضطربة فإني لا أقول أيها الآب نجني من هذه الساعة لأني لأجل هذه قد أتيت. أي أن المسيح يستنكر أن يطلب من الآب الإنقاذ من هذه الساعة.
* وأيضًا في إشعياء 45 :11
«11هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ:»اِسْأَلُونِي عَنِ الآتِيَاتِ! مِنْ جِهَةِ بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي!».
يبدو أن الرب يدعونا أن نطلب منه أن نوصيه على بنيه وعلى عمله كي يعمل. ولكن بوجود علامة الاستفهام فالمعنى يدل على أن الرب يستنكر أن نوصيه على عمله وبنيه ويصبح المعنى أتسألونني عن الآتيات؟ أتوصونني على عمل يدي؟ وهذا واضح ابتداء من ع 12 إذ يقول الرب: أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها وهو بذلك يريد القول لا توصوني على عمل يدي فأنا أعرف ما يجب عمله لأني خلقت الإنسان وصنعت الأرض.
ج - وتوجد علامة أخرى وهي " " وتسمى علامة التنصيص أي وضع النص بين قوسين ويبدو للوهلة الأولى أنها ليست لها أهمية كبيرة، ولكن على سبيل المثال توجد أجزاء كثيرة في أسفار الأنبياء يصعب معرفة معناها بسبب عدم وضوح متى ينتهي كلام الله إلى النبي ومتى يبدأ كلام النبي إلى الشعب.
* ففي سفر حبقوق الأصحاح الأول من 1-17 غير واضح أين كلام الله إلى النبي وأين كلام النبي. ولكن بملاحظة علامات التنصيص على كلام
الله إلى النبي نستطيع أن نعرف أن من ع 2-4 كلام النبي إلى الله.
ع5 «اُنْظُرُوا بَيْنَ الْأُمَمِ،....... هذِهِ قُوَّتُهَا إِلهُهَا» كلام الله إلى النبي ع 12-17 كلام النبي وهكذا
فوجود علامات التنصيص شيء هام جدًا.
* و تستخدم علامات التنصيص أيضًا في فهم هل هذا الكلام اقتباس من قول سابق أم من الكاتب نفسه على غرار ما جاء في كورنثوس الأولى6 :12 «كُلُّ الْأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الْأَشْيَاءِ تُوافِقُ. نعرف من ذلك أن الجزء الأول "كل الأشياء تحل لي" ما هو إلا اقتباس من البيئة الوثنية المحيطة بالكنيسة وكان المؤمنون في الكنيسة يتبعون هذا القول، لكن بولس الرسول قال لهم أنتم تقولون "كل الأشياء تحل لي" والرب يقول "ليس كل الأشياء توافق".