سفر اللاويين
سفر اللاويين بطبيعة الحال يُعلن الطريقة التى يتقرب بها
الانسان إلى الله فتكون له شركة معه . هذا السفر يمثل قداسة الله و يُظهر
لنا أن لا أحد يمكن الدنو من الله إلا على أساس الكفارة . و يظهر لنا ذلك
بطرق مختلفة منها مسألة تقديم الذبيحة عن الخطية . إن السفر يقدم للناس فى
كل زمان و مكان درساً جوهرياً أساسياً عن قداسة الله و عدم امكانية وصول
الخاطئ اليه ما لم يكفر عن خطاياه .
كل ما هو مُعلن لنا فى سفر اللاويين على
سبيل الرمز و الايحاء ، مُعلن فى صليب المسيح على سبيل الحقيقة عينها . لم
يكن الصليب مظهراً لمحبة الله فقط بل هو المقياس الصحيح الذى يُعلم به
مقدار ستر الخطية ، كما أنه الوسيلة الوحيدة التى تكفر عنها . حيث لا
وسيلة لغفران الخطايا سوى صليب المسيح " عاملاً الصلح بدم صليبه " ( كو 1 : 20 )
vتقديم الذبائح :
خمسة انواع من الذبائح ، فى كل تقدمة 3 أركان :
الذبيحة و الكاهن و المقدم . فالمسيح هو الذبيحة " فبهذه المشيئة نحن
مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة " ( عب 10 : 10 ) و المسيح هو
الكاهن " إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز السموات يسوع ابن الله " ( عب 4 :
14 ) و هو ايضاً المقدم " الذى بذل نفسه لأجلنا لكى يفدينا من كل إثم " (
تيطس 2 : 14 ) .
و تقسم الذبائح إلى قسمين رئيسيين :
+ ذبائح لإصعاد رائحة طيبة لله و اشهرها
المحرقات .
+ و ذبائح التكفير أو الترضية و اشهرها ذبيحة
الخطية .
فالمحرقة هى تقدمة ذات رائحة طيبة عند الله و
هى ذبيحة تُحرق تماماً على مذبح النحاس فى الدار الخارجية لخيمة الاجتماع ،
تُحرق كلها بحيث تصير رماداً و تبقى لها بقية . نرى هنا مثالاً لحياة
الطاعة الكاملة التى عاشها المسيح بحسب مشيئة الآب . من اجل هذا لا يظهر
المسيح أمام الله كحامل الخطايا فقط ، بل كمقدم شيئاً لله أثمن من كل
الاشياء ، حياة كلها طاعة و تكريس كامل شامل . "أسلم نفسه لأجلنا قرباناً و
ذبيحة إله رائحة طيبة " ( أف 5 : 2 ) " أن أفعل مشيئتك يا إلهى سررُت "
أم تقدمة اللحوم و الدقيق و الزيوت ، تلك
التقدمة التى كانت مُلحقة بالمحرقات ، فتشير إلى واجبات الانسان نحو قريبه
، فيسوع المسيح قام بالواجب الذى عليه نحو الله و كذلك نحو الانسان ،
لأنه قد انسحق قلبه كانسحاق الحنطة تحت الرحى إلى دقيق ، و اعصر كالزيت من
شدة ما لاقى من مقاومة الاشرار . " فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة
مقاومة مثل هذه لئلا تكلوا و تخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 30 )
و حيث أن ذبيحة الخطية تقدم للتكفير عن الخطية
، كا يُحرق شحمها على مذبح النحاس و تُحرق بقيتها فى خارج المحلة ،
إشعاراً بأن الخطية مكروهة جداً . و كذلك المسيح صار ذبيحة خطية من أجلنا .
" و لكنه الآن قد أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه .
" ( عب 9 : 26 )
و حيث أن التقرب إلى الله لا يمكن إلا
بالذبائح ، و ذلك نجده واضح من قصة ناداب و
أبيهو اللذين القيا فى المجمرة " ناراً غريبة "
فاحرقتهما نار الله و كان الواجب عليهما أن يأخذا النار من مذبح المحرقات "
( لا 16 : 12 ، 16 ) . و نحن صلواتنا التى هى بمثابة بخور ، لا تُقبل عند
الله إلا إذا تقدمت باستحقاق ذبيحة المسيح .
vناموس الحياة القديم :
" كونوا قديسين
لأنى أنا الرب الهك قدوس " تكررت هذه الوصية 3 مرات فى هذا السفر ، و هذه
الكلمات : طهارة – نقاوة – قداسة – نجدها فى مواضع شتى فى السفر ، و لا
مسألة وردت بخصوص شئون الحياة الابدية إلا مقرونة بوصية الهية ، سواء أكان
فى قلب أو مطعم أو مشرب أو مصلحة . " فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو
تفعلون شيئاً فافعلوا كل شئ لمجد الله " ( 1 كو 10 : 31 ) ، كذلك " فإذ
لنا هذه المواعيد أيها الاحباء لنطر ذواتنا من كل دنس الجسد و الروح
مكملين القداسة فى خوف الله " ( 2 كو 7 : 1 )
vشريعة تطهير الأبرص : ( لا 13 ، 14 ) :
شريعة الابرص ترمز إلى الخطية باعتبار كونها
تفصل الانسـان من الشركة مع الله .
من الشرروط المرعية فى تطهير الابرص :
أن يخرج اليه الكاهن خارج المحلة حيث هو منفى و
يقوم بجميع تعليمات الشريعة . و ما لم تتم هذه الاجراءات فلا يجوز للابرص
الرجوع إلى قومه و الدخول إلى خيمة الاجتماع . كذلك المسيح يسوع إذ قصد
أن يخلصنا من خطايانا ترك السماء و اقترب منا فى منفانا ز كان الكاهن فى
يوم تطهير الأبرص يأتى بعصفورين حيين و خشب أرز و قرمز و زوفا ، و يأمر
الكاهن أن يُذبح العصفور الواحد فى إناء خزف على ماء حى ، أما العصفور
الحى فيأخذه على خشب الأرز و القرمز و الزوفا و يغمس الكل فى دم العصفور
المذبوح على الماء الحى ، و ينضح على المتطهر من البرص 7 مرات فيطهره . ثم
يطلق العصفور الحى على وجه الصحراء . فالعصفوران يرمزان إلى هاتين
الحقيقتين أن يسوع المسيح " اسلم من أجل خطايانا و اقيم لأجل تبريرنا " ، و
فرار العصفور فى الصحراء علامة أن الأبرص طُهر و بالتالى رمز إلى غفران
خطايانا . و يسبق دخول الابرص إلى خيمة الاجتماع أن يغتسل بالماء الحى ثم
بعد ذلك يقدم الأبرص كل التقدمات المأمور بها فى الشريعة حسب ظروف حاله ، و
يرش من دم ذبيحة الخطية على رأسه و يده و رجله و يُدهن بالزيت . كذلك نحن
بحاجة إلى الولادة الجديدة ( المعمودية ) ثم سكن الرب المقدس ( مسحة
الزيت) لنتقدس بدم المسيح الثمين .
v
يوم الكفارة :
كان يُحتفل به مرة فى السنة ، " المسي
أيضاً قُدم مرة لكى يحمل خطايا كثيرين " ( عب
9 : 28 ) ، يوم واحد للكفارة فى مدار السنة كلها يحمل فيه رئيس الكهنة
مجمرته الذهبية ، و يأخذ من دم الثور و يدخل إلى قدس الاقداس و يصنع كفارة
عن نفسه و أهل بيته ، كانت الكفارة بواسطة تيسين من الماعز ، التيس
المذبوح رمز إلى أنه قد اُنجزت الكفارة و غفر لهم خطاياهم ، تلك الذبيحة
أمرهم الرب أن يقدموها ، فهى مؤقتة تنبيهاً لهم الذبيحة المسيح الدائمة . "
لأنه لا يمكن أن دم ثيران و تيوس يرفع خطايا " ( عب 10 : 4 ) ، من أجل ذلك " ظهر فى الجسد " كانسان حتى يموت عوضاً
عن الانسان تكفيراً عن آثامه " أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً العالم
لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم " ( عب 1 : 2 – 3 ، 2 : 14 ) و بعد أن يأخذ
رئيس الكهنة من دم التيس المذبوح و يدخل إلى قدس الاقداس ، يحرقه خارج
محلة اسرائيل ، " كذلك يسوع أيضاً لكى يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج
الباب . فلنخرج اذاً اليه خارج المحلة حاملين عاره " ( عب 13 : 12 – 13 ) .
فالصليب الذى ادخلنا إلى داخل الحجاب ، و به تيسر لنا التقرب إلى الله ،
هو نفسه قد اخرجنا إلى خارج المحلة، و به انفصلنا عن العالم .
v
الد م :
سفر اللاويين يؤكد حقيقة أن الدم هو ذات
النفس. " لأن نفس الجسد هى فى الدم ، فأنا اعطيتكم إياه على المذبح
للتكفير عن نفوسكم . لأن الدم يكفر عن النفس ... لأن نفس كل جسد دمه نفسه "
( لا 17 : 11 ، 14 ) . لذلك يجب أن ندرك أهمية دم المسيح الكريم ( 1 بط 1
: 18 – 19 ) ، معنى الدم ( لا 17 : 11 ، 14) ، الفداء بالدم ( 1 بط 1 :
18 – 19 ) ، الغفران بالدم ( أف 1 : 7 ) الصلح بالدم ( كو 1 : 20 ) ،
التطهير بالدم ( 1 يو 1 : 7 ) ، الاغتسال من الخطية بالدم ( رؤ 1 : 5 ) ،
التقديس بالدم ( عب 13 : 12 ) ، الدالة أو ثقة الدخول بالدم ( عب 10 : 19 )
، الغلبة بالدم ( رؤ 13 : 11 ) ، المجد الابدى بالدم ( رؤ 7 : 14 ، 15 ) .
+ + + + + + + +
إعدادا : أ/ أسعد عبد السيد