5 - ويصف سفر دانيال ( ص 8 ) ما فعلة الملك السوري أنتيوخس ابيفانس ( 175 - 164 ق م ) القرن الصغير ( حرفيا قرن من الصغر ) الخارج من أحد أفرع الإمبراطورية اليونانية الأربعة والذي دنس الهيكل ووضع فيه رجسة الخراب وأبطل المحرقة الدائمة مدة ثلاث سنين ونصف ، وأقام العبادة الوثنية ووضع تمثال للوثن جوبيتر في قدس الأقداس ومنعهم من حفظ السبت والاحتفال بأعيادهم مدة ثلاث سنين ونصف وقتل منهم الآلاف وسبى الآلاف وصار نموذجا مصغرا لضد المسيح ، ووصفه علماء الكتاب المقدس بضد المسيح العهد القديم : " وتعظم حتى إلي جند السماوات وطرح بعضا من الجند والنجوم إلي الأرض وداسهم . وحتى إلي رئيس الجند تعظم وبه أبطلت المحرقة الدائمة وهدم مسكن مقدسه ، وجعل جند على المحرقة الدائمة بالمعصية فطرح الحق على الأرض وفعل ونجح 000 وفي أخر مملكتهم عند تمام المعاصي يقوم ملك جافي الوجه وفاهم الحيل ، وتعظم قوته ولكن ليس بقوته يهلك عجبا وينجح ويفعل ويبيد العظماء وشعب القديسين . وبحذاقته ينجح أيضا المكر في يده ويتعظم بقلبه وفي الاطمئنان يهلك كثيرين ويقوم على رئيس الرؤساء وبلا يد ينكسر " (دا10:8-12،23-25) .
6 - ويعود دانيال النبي للحديث ثانية عن ضد المسيح الآتي في آخر الأيام ويذكر نفس الصفات التي ذكرها عنه القديس بولس فيقول : " ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم على كل اله ويتكلم
E وهكذا وجد أضداد كثيرين للمسيح والمسيحية وسوف يأتي ضد المسيح الرئيسي في المستقبل قبل المجيء الثاني للمسيح والدينونة وسيرى منه المؤمنون كل ما سبق أن كتب عنه في سفر دانيال والعهد الجديد .
وسوف تحدث حروب بين جنود المسيح وبين ضد المسيح وجنوده وستنتهي في النهاية بإبادة المسيح لهذا الدجال ضد المسيح ونرى في نهاية كل حديث عن ضد المسيح أن المسيح قد حطمه
وأباده . ففي رؤيا دانيال يقول الملاك لدنيال عن فناء ضد المسيح أو القرن الصغير " فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا
( أي العشرة ملوك ضد المسيح وكل ما يتصل بالمملكة الرابعة ) إلى المنتهى " . يقول يوحنا الرائي " هؤلاء الملوك العشرة " سيحاربون الحمل " المسيح " والحمل يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك " . ويقول القديس بولس بالروح " الذي الرب يبيده بنفخه فمه ويبطله بظهور مجيئه" .
موعد مجئ ابن الله
كان هناك اعتقاد واسع منذ القرون الأولى يقول ؛ بما أن الله خلق العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع ، وبما أن اليوم عند الله يساوى 1000 سنة ، كما يقول الكتاب " إن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد " (2بط3 : 8) ، هكذا أيضا سينتهي العالم بعد ستة آلاف سنة من خليقة آدم وبعد ذلك تبدأ راحة الرب في اليوم السابع الذي يرى البعض أنه المُلك الألفي الحرفي ويرى البعض الآخر أنه الأبدية. وكان على رأس هؤلاء إريناؤس (120- 202م) وهيبوليتوس (170-235م ) ولاكتانيوس (أواخر ق3م ) وفيكتورينوس (أواخر ق3م ). ويمثل رأى هؤلاء ما جاء في الرسالة المعروفة برسالة برنابا ( حوالي سنة 100م - وكاتبها ليس هو برنابا الرسول المتوفى حوالي سنة 60م ) والتي يقول كاتبها " انتبهوا يا أولادي إلي هذه الكلمات أن الله أتم عمل يديه في ستة أيام . هذا يعني أن الله سيقود خلال ستة آلاف سنة كل شئ إلي تمامه . كل يوم يعني عنده ألف سنة . هوذا يوم كألف سنة . في ستة أيام أي في ستة آلاف سنة سيتم الكل ، واستراح في اليوم السابع " (ف 15 : 4- 5) .
ولكن هؤلاء الأباء حسبوا الستة آلاف سنة بحساب الترجمة السبعينية ورأوا أن السيد المسيح قد وُلد بعد خليقة آدم بحوالي 5500 سنة ، وليس ب 4004م كما حسب البعض فيما بعد ، وتصوروا أن نهاية الستة آلاف سنة ستكون سنة 500 م !! وليس سنة 2000م كما يتصور البعض ! وعلى ذلك فقد اعتقد هيبوليتوس أن المسيح سيأتي بعد 250 سنة ، من كتابته لأقواله هذه ، وأعتقد لاكتانيوس أن العالم سينتهي بعد 200 سنة من وقت كتابته لذلك ، أي سنة 500 م !! وتصور أبن كاتب قيصر ، من القرن الثالث عشر الميلادي ، في تفسيره لسفر الرؤيا ، أن المسيح سيأتي ويبدأ الملك الألفي في نهاية الألف السابعة للعالم ، أي سنة 1499م !!
وكان أول من أستخدم هذه الطريقة في العصور الحديثة ، في القرن السابع عشر هو رئيس الأساقفة الأيرلندي جيمس آشر ( 1581 - 1656م ) اعتمادا على ما جاء في سفر التكوين ، بحسب الترجمة العبرية " هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين وعاش سام بعدما ولد ارفكشاد خمس مئة سنة رئيس الأساقفة الأيرلندي آشر
وولد بنين وبنات وعاش ارفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح " (تك10:11،13) ووصل إلى أن آدم قد خلق قبل المسيح ب 4000 سنة ، وبما أن السيد المسيح قد
ولد بالجسد سنة 4 ق م تكون السنة التي خُلق فيها آدم هي سنة 4004 ق م ، وأن الطوفان حدث سنة 2350 ق م . وتصور آشر أن العالم سينتهي بعد خلق آدم ب 6000 سنة ، أي سنة 1996م !! 19
: القديس كيرلس الاورشليمى (314-387م ) : لم يخرج القديس كيرلس أسقف أورشليم عما بيناه في هذا الفصل وقال : " سيأتي ضد المسيح المكتوب عنه ، عند انتهاء أزمنة الإمبراطورية الرومانية ، وظهور علامات نهاية العالم . سيقوم عشره ملوك رومانيون معا ، في أماكن مختلفة ، ويحكمون في زمن واحد . وبعد هؤلاء يأتي الحادي عشر . وهو ضد المسيح . فيغتصب السلطة الرومانية
بأعماله السحرية ، ويذل ثلاثة ممن حكموا قبله ويخضع السبعة الآخرين لسلطانه .وبما أنه عالم وذكى ، فسيتظاهر في البدا يه باللياقة والاعتدال والميل إلى الإحسان ، وبعلامات وأعاجيب سحريه ، يخدع اليهود بادعائه أنه المسيح المنتظر . ثم تنسب أليه جميع أنواع الشرور بسبب وحشيته وجوره الذي يبلغ حدا يفوق معه جميع الظالمين الملحدين الذين سبقوه . تحدوه روح متعطشة للدماء . قاسيه لا تعرف سبيلا إلى الرحمة ، مليئة بالخداع والمكر ضد الجميع ، ولاسيما ضدنا نحن المسيحيين . وبعد اقترافه شتى الجرائم زهاء ثلاث سنوات وستة شهور ، سيهلكه ابن الله ويقول الكتاب أن ضد المسيح سيكون له نفس هذه الصفات . فهو مسيح كاذب ، وسيأتي باسم نفسه ، كما قال السيد المسيح " أنا قد أتيت باسم أبى ولستم تقبلونني أن أتى أخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو5 : 43) . فهو الآخر أو الذي يدعى أنه المسيح ، المسيح الكذاب ، والذي يسميه الكتاب ضد المسيح . وعبارة ضد المسيح في أصلها اليوناني Anti Christ وتعنىضد المسيح وأيضا بديل المسيح . وهو إنسان كما كان المسيح أيضا إنساناً ، فقد ولد المسيح في ملء الزمان من امرأة وكان مجربا مثلنا في كل شيء بلا خطية (غل4:4؛ عب15:4) . وهكذا سيكون من يدعى أنه المسيح ، المسيح الكاذب ، ضد المسيح . فاليهود يتوقعون مسيا من نسل داود وليس ملاك من السماء ، ولكن المسيحيين هم الذين يتوقعون المجيء الثاني للرب من السماء (1كو 47:15) . والمسيح الكذاب سيظهر لليهود على أنه المسيا الآتي من نسل داود ، الموعود نسل إبراهيم واسحق ويعقوب ، ولن يظهر للمسيحيين على أنه المسيح الآتي ثانية من السماء . ومن ثم يدعوه الكتاب ب " إنسان الخطية ابن الهلاك " (1تس 3:2) . ويبدو أن عبارة إنسان الخطية مع عبارة معصية الخراب التي سترتبط بظهوره في الهيكل أوحت
للبعض أنه سيولد من زنى ، لذا قال البعض أنه سيأتي من شاب من سبط دان ، كما حدد تاريخ ميلاده وختانه وظهوره وقد مرت كل التواريخ التي ذُكرت ولم يظهر شيء !! " بعد حرب يونية 1967م واستيلاء اليهود على مدينة القدس حُبل بهذا الطفل نتيجة علاقة وقتية بين شاب يهودي ( من سبط دان - تك 16:49،17) - وغالبا كان هذا الشاب جندي في هذه الحرب – وشابة صغيرة في سن المراهقة ، وولد هذا الإنسان بعد تسعة شهور من آخر يونية 1967م ، أي في آخر مارس 1968م 000 فيوم 2أبريل هو يوم ختان الطفل – معصية الخراب – مسيح اليهود الكذاب 000 وجدير بالذكر أن هذا الإنسان سيظل مجهولا ولن يعرفه أحد من بنى البشر ، فقط الله في سمواته ، وكذلك على الأرض الشيطان الذي سيعده لساعة ظهوره في سن الثلاثين لخديعة العالم 000 ولابد أن يكون ظهوره في سن الثلاثين لكي يكون مطابق للنبوات .
سنة ظهور المسيح الكذاب = مارس 1968 + 30 سنة = مارس - أبريل 1988م .
أي في وقت عيد فصح اليهود من 10 - 17 أبريل م . " . ومع عدم موافقتنا على تحديد زمن محدد للمجيء الثاني وظهور ضد المسيح ونهاية العالم ، لأنها ضد ما قاله السيد المسيح ، نقول أن كثيرين من الأباء قالوا أن ضد المسيح ، أو المسيح الكذاب يأتى من سبط دان وذلك بسبب نبوة يعقوب عن سبط دان القائلة " دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل . يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلي الوراء " (تك17:49،18 ) ، وعدم ذكر سبط دان نهائيا في سفر الرؤيا ضمن أسباط إسرائيل الأثنى عشر واستبداله بمنسي ابن يوسف (رؤيا 7 ) .بأمور عجيبة على اله الآلهة وينجح إلي إتمام الغضب لان المقضي به يجرى . ولا يبالي بآلهة آبائه ولا بشهوة النساء وبكل اله لا يبالي لأنه يتعظم على الكل " (دا36:11،37) .
وتتفق جميع هذه النبوات في وصف هذا الشخص ، المسيح الكذاب والدجال ، ضد المسيح ، الأثيم أبن الهلاك ، إنسان الخطية ، المجدف على الله ومدعى الألوهية ، الوحش الخارج من البحر
والمعطى لنفسه لقب المسيح وصفات الله . ويتضح لنا ذلك بوضوح في مقارنة نبوات دانيال مع إعلانات العهد الجديد:
: القرن الصغير في دانيال ص 7 والوحش في رؤيا ص 13
(1) يخرج القرن من أحد ممالك الإمبراطورية الرومانية العشرة ، ويمثل الوحش
الإمبراطورية الرومانية ذاتها (د 71: 8 ،24 ؛ رؤ 13: 2) .
(2) سيحكم كل منهم مده رمزيه عبارة عن ثلاث سنوات ونصف ، مذكورة في سفر دانيال ﺑ " زمان وزمانين ونصف " ، وفي رؤيا ﺑ " اثنين والأربعين شهرا " ، (دا7: 25 ؛ رؤ 13: 5) .
(3) كل منهم سيغلب القديسين ويذلهم لفترة ( دا 7 : 21؛ رؤ 13 : 10) .
(4)كل منهم سيبلي قديسي العلي (د 71 : 15؛ رؤ 12 : 13؛ 13 : 12) .
(5) كل منهم سيجدف علي الله العلي ويتكلم بكلام ضده ( د71: 25 ؛ رؤ 13 : 5،6)0
(6) وكل منهم سيهزم ويباد في المجيء الثاني للسيد المسيح (د71: 11؛ رؤ19 : 20) .
القرن الصغير في سفر دانيال ص8 وإنسان الخطية في 2 تسالونيكي والوحش في سفر الرؤيا ؛ كان ضد المسيح الذي جاء في القرن الثاني ق. م صوره مصغرة كما سنري لما سيفعله ضد المسيح السابق للمجيء الثاني والدينونة في المستقبل ، فهو دائما وفي كل عصر ضد أولاد الله وعدوهم الروحي وسيفعل في مجيئه النهائي قبل الدينونة ما سبق إن فعله كل ضد للمسيح علي مدي العصور ، خاصة في القرن الثاني ق. م . واكثر بكثير ، فقد كان القديم صوره مجسمه ومصغرة للثاني ورمزا له . وهذا ما تبينه المقارنة التالية :
(1) كل منهما غزا كثيرا (د 8 :9 ؛ رؤ 13 : 4) .
(2) كل منهم سوف يمجد ذاته (د 81 :11 ؛ 2 تس 2 :4 رؤ 13: 5) .
(3) كل منهما سيكون سيدا للخديعة (د71: 25 ؛ 2 تس 2: 10 ) .
(4) كل منهما سيدنس الهيكل (د81: 11 ؛ متي 24: 15) .
(5) كل منهما سيقدم برنامج سلام كاذب ( د81 : 25 ؛ 1تس 5: 2،3 ) .
(6) كل منهما سيأخذ قوته من الشيطان (دا 8 : 24 ؛ رؤ 13: 2 ) .
(7) كل منهما سيحارب القديسين حوالي ثلاث سنوات ونصف(د81 : 14 ؛ رؤ 13: 5).
(8) كل منهم سيجدف ضد الله ( د81 : 25؛ 2 تس 2ك 4؛ رؤ 13: 5) .
(9) كل منهم سيدمره الله تماما ( د 81 : 25 ؛ 2تس 2: 7 ؛ رؤ:19: 19، 20) .
(10) كل منهما سيكره أولاد الله (د1 8: 25 ؛ رؤ 12: 13 ) .
كما تتجمع في ملك الشمال في دانيال ص 11 معظم صفات ضد المسيح سواء التي جاءت في نبوتي دانيال ص 7و8 وما جاء عن ضد المسيح في العهد الجيد أيضا. فهو سيدنس هيكل الله ويغوي أولاد الله ويحاول أن يضلهم بالتملقات والغواية ، ويعثر بعضهم إلي الميعاد ، ويرتفع علي كل إله ويجدف ضد الله . ثم يبلغ نهايته علي يد الله ولن يوجد من يعينه .
الديداكية (نهاية القرن الأول) : تقول عن ضد المسيح أنه مضلل العالم ، الذي يدعي أنه ابن الله ويحكم علي الأرض ويصنع آيات وعجائب ويضطهد المؤمنين . لكن تتحقق النصرة الكاملة 15 للسيد المسيح بظهور علامة ( الصليب) في السماوات المفتوحة ، ويسمع صوت البوق ، ويقوم الأموات . عندئذ يأتي السيد المسيح ومعه جميع قديسيه علي سحب السماء (Didache 16:3)
القديس بوليكاربوس (69 - 155م ) : أحد تلاميذ القديس يوحنا الرسول: تكلم عن ضد المسيح بنفس نص وأسلوب القديس يوحنا وقال " كل روح لا يعترف بيسوع انه قد جاء بالجسد ، هو ضد المسيح " ( فيلادلفيا 1:7 ) .
: رسالة برنابا ( حوالي 100م ) : وقد جاء فيها عن ضد المسيح أنه " حجر العثرة النهائي ( أو مصدر الخطر) والمكتوب عنه كما يقول دانيال 000 ستحكم عشره ممالك علي الأرض وسيخرج منها ملك صغير بعدهم وسيخضع ثلاثة ملوك " 000ويقول دانيال أيضا عن نفس الشخص " ورأيت الوحش الرابع ، شرير قوي ، وأكثر وحشيه من كل وحوش الأرض ، وقد خرج منه عشره قرون ومنها خرج قرنا صغيرا ناشئا وقد اخضع ثلاثة من القرون العظيمة " . وهو لا يقتبس من سفر دانيال بالحرف وإنما يقتبس روح وجوهر موضوع النص عن ضد المسيح .
: القديس يوستينوس الشهيد ( حوالي 100 - 165م ) : والذي يصف ضد المسيح بإنسان الخطية وإنسان الارتداد الذي ينطق بما هو ضد العلي ، ويتجاسر بارتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين ".
:القديس اريناؤس (140 -202 م ) : وقد تكلم كثيرا عن ضد المسيح مستشهدا بما جاء في سفر دانيال وما جاء في أقوال السيد المسيح والقديس بولس وما جاء في سفر الرؤيا فقال :
E " وتبين الأحداث التي ستقع في زمن ضد المسيح انه لكونه مرتداً ولصاً وقلق ليعبدا كإله ؛ ومع انه مجرد عبد ، فهو يريد أن ينادي به كملك . ولكنه سيأتي ليس كملك بار ، وليس كملك شرعي خاضع له ، مؤبد بكل قوة الشرير ، لذا سيأتي كعاق وظالم وبلا قانون ؛ وكمرتد وجائر وقاتل ، وكلص يتركز في ذاته الارتداد الشيطاني ويرفض الأصنام ليقنع الناس أنه هو نفسه إله ، رافعا نفسه كالوثن الوحيد ، يملك في نفسه أخطاء الأوثان الأخرى الكثيرة . ويفعل ذلك لكي يخدمه الذين يعبدون الشيطان بالرجاسات الكثيرة . هذا الوثن الأوحد هو الذي يتحدث عنه الرسول بولس هكذا ".
E ويشير القديس اريناؤس إلي جلوسه في هيكل باعتباره " رجسه الخراب " التي
تنبأ عنها داينال النبي أشار إليها السيد المسيح .
E ثم يقول " ويتطلع دانيال أيضا إلي نهاية المملكة الأخيرة " وينقل كل ما جاء عن القرن الصغير في (د71: 8؛ 20-22؛ 23- 25 ) . ثم يقول هذا يكون لمدة ثلاث سنوات وستة شهور ثم يأتي القرن ليحكم علي الأرض . ويتكلم عنه أيضا الرسول بولس 000 ويعلن سبب مجيئه 00 " ثم ينقل نص ما جاء في (2 تس 2: 8 –12) .
E " وقال عنه الرب اللذين يؤمنون به ما يلي " أنا أتيت باسم أبى ولم تقبلوني . أن آتي آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو 5: 43) داعيا ضد المسيح ب " الأخر" لأنه
مبعد من الرب . هذا هو أيضا القاضي الظالم الذي ذكره الرب بأنه " لا يخاف الله ولا يهاب إنسان " ( لو 18: 2 ) الذي لجأت إليه المرأة عندما نسيت الله ، التي هي أورشليم الأرضية 000 فسينقل ملكوته إلي تلك المدينة ويجلس في هيكل الله ليضل من يتبعونه ، كما لو انه المسيح ، ولهذا السبب يقول دانيال أيضا 00 " ثم ينقل ما جاء في ( دانيال 8: 12، 13 – 25 ؛ 9 : 27 ) عن ضد المسيح .
E وبعدما يشرح ما جاء في سفر دانيال وسفر الرؤيا عن الممالك وضد المسيح يقول : " وأذ كان الله العظيم قد كشف ما سيحدث في المستقبل عن طريق دانيال وأكد ذلك عن طريق ابنه ، وإذا كان المسيح هو الحجر الذي قطع بغير يدين والذي سيدمر الممالك الزمنية ، ويقيم ملكوت أبدي الذي هو قيامه الأبرار ، كما يعلن هو : " يقيم اله السموات مملكه لن تنقرض ابدأ " ، فلندع أولئك الذين يرفضون الخالق ولا يوافقون على أن الأنبياء قد أرسلوا من قبل من الأب الذي أتي منه الرب أيضا 000 لان النبوات أنبا بها الخالق بنفس الأسلوب بواسطة جميع الأنبياء قد أتمها المسيح في النهاية عاملا إرادة أبيه ومكملا لتدبيراته الخاصة بالبشرية ".
ويرى إريناؤس والقديس كيرلس الكبير أن ضد المسيح سيقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم ليكون مركزا لعمله ، على عكس ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم الذين يرون أنه سيتربع في هيكل الكنيسة المسيحية !!
: العلامة ترتليان ( 160 - 240 تقريبا ) : أنتشر بين آباء القرون الأولى اعتقاد بأن الدولة الرومانية ستظل إلى ما قبل المجيء الثاني وأن إنسان الخطية سيظهر بعد زوالها ، وتصوروا أن الإمبراطورية هي القوة المقاومة لظهوره . ومن ثم يقول العلامة ترتليان " أي عائق له إلا الدولة الرومانية ، فإنه سيظهر الارتداد كمقاوم وضد المسيح " . كما يقول " نلتزم نحن المسيحيون بالصلاة من أجل الأباطرة واستقرار الإمبراطورية استقرارا كاملا ، فإننا نعرف أن القوة المرعبة التي تهدد العالم يعوقها وجود الإمبراطورية الرومانية . هذه القوة التي لا نريدها ، فنصلي أن يؤجل الله ظهورها 000 بهذا تظهر إرادتنا الصالحة لدوام الدولة الرومانية "
: العلامة اوريجانوس (185- 253 م) : وما كتبه اوريجانوس عن ضد المسيح لا يخرج عن ما ذكرناه في الصفحات السابقة وما ذكره القديس إريناوس ، خاصة ما جاء عن القرن الصغير في د81: 23- 25 و2 تسالونيكي 2: 4 " والنبوة فيما يختص بعد المسيح أعلنت في سفر دانيال 000 وقد ذكر في نبواته الأمور الخاصة بالملكوت الآتي مبتدأ من أزمنة دانيال ويستمر إلي نهاية العالم 000 وما قاله بولس في الكلمات المقتبسة منه . ثم يتحدث عن الآيات الشيطانية التي تتبعه ، ضد المسيح ، التي يقول إنها آيات خادعة وعاجزة ولا تقدر أن تغير طبيعتنا الفاسدة إلي طبيعة مقدسة ، ولا أن تهب نموا في الحياة الفضلى ، بل أن الممارسين لها أنفسهم لا يسلكون في نقاوة . ويري أن إنسان الخطية وهو يحمل أعمال الشيطان
بكل عنفها وخداعها إنما يمثل الكذب الذي لا يمكن أن يكون له وجود بإعلانظهور مجيء المسيح ، أي ظهور الحق . فظهور المسيح يسوع شمس البر في أواخر الدهور سيقضي تماما علي ظلمة عدو الخير ويدفع بها إلي العذاب الأبدي ، وإعلان الحق يحطم الكذب . : أما العلامة هيبوليتوس : فقد كتب مقاله كاملة بعنوان " المسيح وضد المسيح " لا يخرج مضمون ما جاء بها عن ضد المسيح عما ذكر في هذا الفصل . ويمكن تلخيصها كالآتي ؛ إن التاريخ سينتهي بظهور طاغية عنيف ، يقلد المسيح لكي يغلب كل الأمم لحسابه . وسيقوم ببناء الهيكل في أورشليم . ويكون أساسه هو مملكة روما (بابل الجديدة ) . وسيدعو ، ضد المسيح ، كل الشعب لتبعيته ، ويغويهم بوعود باطلة ، ويكسب الكثيرين إلي حين. ولكن إذ يبلغ الأمر إلي القمة يأتي الرب ويسبقه النبيان يوحنا المعمدان وإيليا ؛ يأتيان بمجد ، ويجمعان مؤمنيه معا في موضع الفردوس . وسيحدث حريق ويسقط رافضوا الإيمان تحت الحكم العادل . عندئذ يقوم الأبرار إلي الملكوت والخطاة إلي نار أبدية . ويربط بين مملكة ضد المسيح ونهاية العالم التي تتم بعد 6000 عاما من الخليقة حيث يستريح الرب في اليوم السابع وتصور أن العالم سينتهي سنة 500م !!
: القديس جيروم : يقول القديس جيروم " ويدعي ( ضد المسيح) إنسان حتى لا نقترض انه شيطان أو روح شرير ، ولكن كائن إنساني يسكن فيه الشيطان لأنه إنسان الخطية الذي سيجلس في هيكل الله مظهرا نفسه انه اله " . ويري أن كثيرين سيقومون كرمز لضد المسيح فيقول " كما كان سليمان وقديسون آخرون رمزا للمخلص ، هكذا نؤمن بظهور رمز لضد المسيح مثل أنتيوخس أكثر الملوك شرا ، مضطهد الكنيسة ومدنس الهيكل . ويقول في تفسيره لسفر دانيال إن ضد المسيح هو إنسان يهودي من أصل وضيع سيحطم مملكة الرومان ويسود العالم .
6 - ويعود دانيال النبي للحديث ثانية عن ضد المسيح الآتي في آخر الأيام ويذكر نفس الصفات التي ذكرها عنه القديس بولس فيقول : " ويفعل الملك كإرادته ويرتفع ويتعظم على كل اله ويتكلم
E وهكذا وجد أضداد كثيرين للمسيح والمسيحية وسوف يأتي ضد المسيح الرئيسي في المستقبل قبل المجيء الثاني للمسيح والدينونة وسيرى منه المؤمنون كل ما سبق أن كتب عنه في سفر دانيال والعهد الجديد .
وسوف تحدث حروب بين جنود المسيح وبين ضد المسيح وجنوده وستنتهي في النهاية بإبادة المسيح لهذا الدجال ضد المسيح ونرى في نهاية كل حديث عن ضد المسيح أن المسيح قد حطمه
وأباده . ففي رؤيا دانيال يقول الملاك لدنيال عن فناء ضد المسيح أو القرن الصغير " فيجلس الدين وينزعون عنه سلطانه ليفنوا ويبيدوا
( أي العشرة ملوك ضد المسيح وكل ما يتصل بالمملكة الرابعة ) إلى المنتهى " . يقول يوحنا الرائي " هؤلاء الملوك العشرة " سيحاربون الحمل " المسيح " والحمل يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك " . ويقول القديس بولس بالروح " الذي الرب يبيده بنفخه فمه ويبطله بظهور مجيئه" .
موعد مجئ ابن الله
كان هناك اعتقاد واسع منذ القرون الأولى يقول ؛ بما أن الله خلق العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع ، وبما أن اليوم عند الله يساوى 1000 سنة ، كما يقول الكتاب " إن يوما واحدا عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد " (2بط3 : 8) ، هكذا أيضا سينتهي العالم بعد ستة آلاف سنة من خليقة آدم وبعد ذلك تبدأ راحة الرب في اليوم السابع الذي يرى البعض أنه المُلك الألفي الحرفي ويرى البعض الآخر أنه الأبدية. وكان على رأس هؤلاء إريناؤس (120- 202م) وهيبوليتوس (170-235م ) ولاكتانيوس (أواخر ق3م ) وفيكتورينوس (أواخر ق3م ). ويمثل رأى هؤلاء ما جاء في الرسالة المعروفة برسالة برنابا ( حوالي سنة 100م - وكاتبها ليس هو برنابا الرسول المتوفى حوالي سنة 60م ) والتي يقول كاتبها " انتبهوا يا أولادي إلي هذه الكلمات أن الله أتم عمل يديه في ستة أيام . هذا يعني أن الله سيقود خلال ستة آلاف سنة كل شئ إلي تمامه . كل يوم يعني عنده ألف سنة . هوذا يوم كألف سنة . في ستة أيام أي في ستة آلاف سنة سيتم الكل ، واستراح في اليوم السابع " (ف 15 : 4- 5) .
ولكن هؤلاء الأباء حسبوا الستة آلاف سنة بحساب الترجمة السبعينية ورأوا أن السيد المسيح قد وُلد بعد خليقة آدم بحوالي 5500 سنة ، وليس ب 4004م كما حسب البعض فيما بعد ، وتصوروا أن نهاية الستة آلاف سنة ستكون سنة 500 م !! وليس سنة 2000م كما يتصور البعض ! وعلى ذلك فقد اعتقد هيبوليتوس أن المسيح سيأتي بعد 250 سنة ، من كتابته لأقواله هذه ، وأعتقد لاكتانيوس أن العالم سينتهي بعد 200 سنة من وقت كتابته لذلك ، أي سنة 500 م !! وتصور أبن كاتب قيصر ، من القرن الثالث عشر الميلادي ، في تفسيره لسفر الرؤيا ، أن المسيح سيأتي ويبدأ الملك الألفي في نهاية الألف السابعة للعالم ، أي سنة 1499م !!
وكان أول من أستخدم هذه الطريقة في العصور الحديثة ، في القرن السابع عشر هو رئيس الأساقفة الأيرلندي جيمس آشر ( 1581 - 1656م ) اعتمادا على ما جاء في سفر التكوين ، بحسب الترجمة العبرية " هذه مواليد سام لما كان سام ابن مئة سنة ولد ارفكشاد بعد الطوفان بسنتين وعاش سام بعدما ولد ارفكشاد خمس مئة سنة رئيس الأساقفة الأيرلندي آشر
وولد بنين وبنات وعاش ارفكشاد خمسا وثلاثين سنة وولد شالح " (تك10:11،13) ووصل إلى أن آدم قد خلق قبل المسيح ب 4000 سنة ، وبما أن السيد المسيح قد
ولد بالجسد سنة 4 ق م تكون السنة التي خُلق فيها آدم هي سنة 4004 ق م ، وأن الطوفان حدث سنة 2350 ق م . وتصور آشر أن العالم سينتهي بعد خلق آدم ب 6000 سنة ، أي سنة 1996م !! 19
: القديس كيرلس الاورشليمى (314-387م ) : لم يخرج القديس كيرلس أسقف أورشليم عما بيناه في هذا الفصل وقال : " سيأتي ضد المسيح المكتوب عنه ، عند انتهاء أزمنة الإمبراطورية الرومانية ، وظهور علامات نهاية العالم . سيقوم عشره ملوك رومانيون معا ، في أماكن مختلفة ، ويحكمون في زمن واحد . وبعد هؤلاء يأتي الحادي عشر . وهو ضد المسيح . فيغتصب السلطة الرومانية
بأعماله السحرية ، ويذل ثلاثة ممن حكموا قبله ويخضع السبعة الآخرين لسلطانه .وبما أنه عالم وذكى ، فسيتظاهر في البدا يه باللياقة والاعتدال والميل إلى الإحسان ، وبعلامات وأعاجيب سحريه ، يخدع اليهود بادعائه أنه المسيح المنتظر . ثم تنسب أليه جميع أنواع الشرور بسبب وحشيته وجوره الذي يبلغ حدا يفوق معه جميع الظالمين الملحدين الذين سبقوه . تحدوه روح متعطشة للدماء . قاسيه لا تعرف سبيلا إلى الرحمة ، مليئة بالخداع والمكر ضد الجميع ، ولاسيما ضدنا نحن المسيحيين . وبعد اقترافه شتى الجرائم زهاء ثلاث سنوات وستة شهور ، سيهلكه ابن الله ويقول الكتاب أن ضد المسيح سيكون له نفس هذه الصفات . فهو مسيح كاذب ، وسيأتي باسم نفسه ، كما قال السيد المسيح " أنا قد أتيت باسم أبى ولستم تقبلونني أن أتى أخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو5 : 43) . فهو الآخر أو الذي يدعى أنه المسيح ، المسيح الكذاب ، والذي يسميه الكتاب ضد المسيح . وعبارة ضد المسيح في أصلها اليوناني Anti Christ وتعنىضد المسيح وأيضا بديل المسيح . وهو إنسان كما كان المسيح أيضا إنساناً ، فقد ولد المسيح في ملء الزمان من امرأة وكان مجربا مثلنا في كل شيء بلا خطية (غل4:4؛ عب15:4) . وهكذا سيكون من يدعى أنه المسيح ، المسيح الكاذب ، ضد المسيح . فاليهود يتوقعون مسيا من نسل داود وليس ملاك من السماء ، ولكن المسيحيين هم الذين يتوقعون المجيء الثاني للرب من السماء (1كو 47:15) . والمسيح الكذاب سيظهر لليهود على أنه المسيا الآتي من نسل داود ، الموعود نسل إبراهيم واسحق ويعقوب ، ولن يظهر للمسيحيين على أنه المسيح الآتي ثانية من السماء . ومن ثم يدعوه الكتاب ب " إنسان الخطية ابن الهلاك " (1تس 3:2) . ويبدو أن عبارة إنسان الخطية مع عبارة معصية الخراب التي سترتبط بظهوره في الهيكل أوحت
للبعض أنه سيولد من زنى ، لذا قال البعض أنه سيأتي من شاب من سبط دان ، كما حدد تاريخ ميلاده وختانه وظهوره وقد مرت كل التواريخ التي ذُكرت ولم يظهر شيء !! " بعد حرب يونية 1967م واستيلاء اليهود على مدينة القدس حُبل بهذا الطفل نتيجة علاقة وقتية بين شاب يهودي ( من سبط دان - تك 16:49،17) - وغالبا كان هذا الشاب جندي في هذه الحرب – وشابة صغيرة في سن المراهقة ، وولد هذا الإنسان بعد تسعة شهور من آخر يونية 1967م ، أي في آخر مارس 1968م 000 فيوم 2أبريل هو يوم ختان الطفل – معصية الخراب – مسيح اليهود الكذاب 000 وجدير بالذكر أن هذا الإنسان سيظل مجهولا ولن يعرفه أحد من بنى البشر ، فقط الله في سمواته ، وكذلك على الأرض الشيطان الذي سيعده لساعة ظهوره في سن الثلاثين لخديعة العالم 000 ولابد أن يكون ظهوره في سن الثلاثين لكي يكون مطابق للنبوات .
سنة ظهور المسيح الكذاب = مارس 1968 + 30 سنة = مارس - أبريل 1988م .
أي في وقت عيد فصح اليهود من 10 - 17 أبريل م . " . ومع عدم موافقتنا على تحديد زمن محدد للمجيء الثاني وظهور ضد المسيح ونهاية العالم ، لأنها ضد ما قاله السيد المسيح ، نقول أن كثيرين من الأباء قالوا أن ضد المسيح ، أو المسيح الكذاب يأتى من سبط دان وذلك بسبب نبوة يعقوب عن سبط دان القائلة " دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل . يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلي الوراء " (تك17:49،18 ) ، وعدم ذكر سبط دان نهائيا في سفر الرؤيا ضمن أسباط إسرائيل الأثنى عشر واستبداله بمنسي ابن يوسف (رؤيا 7 ) .بأمور عجيبة على اله الآلهة وينجح إلي إتمام الغضب لان المقضي به يجرى . ولا يبالي بآلهة آبائه ولا بشهوة النساء وبكل اله لا يبالي لأنه يتعظم على الكل " (دا36:11،37) .
وتتفق جميع هذه النبوات في وصف هذا الشخص ، المسيح الكذاب والدجال ، ضد المسيح ، الأثيم أبن الهلاك ، إنسان الخطية ، المجدف على الله ومدعى الألوهية ، الوحش الخارج من البحر
والمعطى لنفسه لقب المسيح وصفات الله . ويتضح لنا ذلك بوضوح في مقارنة نبوات دانيال مع إعلانات العهد الجديد:
: القرن الصغير في دانيال ص 7 والوحش في رؤيا ص 13
(1) يخرج القرن من أحد ممالك الإمبراطورية الرومانية العشرة ، ويمثل الوحش
الإمبراطورية الرومانية ذاتها (د 71: 8 ،24 ؛ رؤ 13: 2) .
(2) سيحكم كل منهم مده رمزيه عبارة عن ثلاث سنوات ونصف ، مذكورة في سفر دانيال ﺑ " زمان وزمانين ونصف " ، وفي رؤيا ﺑ " اثنين والأربعين شهرا " ، (دا7: 25 ؛ رؤ 13: 5) .
(3) كل منهم سيغلب القديسين ويذلهم لفترة ( دا 7 : 21؛ رؤ 13 : 10) .
(4)كل منهم سيبلي قديسي العلي (د 71 : 15؛ رؤ 12 : 13؛ 13 : 12) .
(5) كل منهم سيجدف علي الله العلي ويتكلم بكلام ضده ( د71: 25 ؛ رؤ 13 : 5،6)0
(6) وكل منهم سيهزم ويباد في المجيء الثاني للسيد المسيح (د71: 11؛ رؤ19 : 20) .
القرن الصغير في سفر دانيال ص8 وإنسان الخطية في 2 تسالونيكي والوحش في سفر الرؤيا ؛ كان ضد المسيح الذي جاء في القرن الثاني ق. م صوره مصغرة كما سنري لما سيفعله ضد المسيح السابق للمجيء الثاني والدينونة في المستقبل ، فهو دائما وفي كل عصر ضد أولاد الله وعدوهم الروحي وسيفعل في مجيئه النهائي قبل الدينونة ما سبق إن فعله كل ضد للمسيح علي مدي العصور ، خاصة في القرن الثاني ق. م . واكثر بكثير ، فقد كان القديم صوره مجسمه ومصغرة للثاني ورمزا له . وهذا ما تبينه المقارنة التالية :
(1) كل منهما غزا كثيرا (د 8 :9 ؛ رؤ 13 : 4) .
(2) كل منهم سوف يمجد ذاته (د 81 :11 ؛ 2 تس 2 :4 رؤ 13: 5) .
(3) كل منهما سيكون سيدا للخديعة (د71: 25 ؛ 2 تس 2: 10 ) .
(4) كل منهما سيدنس الهيكل (د81: 11 ؛ متي 24: 15) .
(5) كل منهما سيقدم برنامج سلام كاذب ( د81 : 25 ؛ 1تس 5: 2،3 ) .
(6) كل منهما سيأخذ قوته من الشيطان (دا 8 : 24 ؛ رؤ 13: 2 ) .
(7) كل منهما سيحارب القديسين حوالي ثلاث سنوات ونصف(د81 : 14 ؛ رؤ 13: 5).
(8) كل منهم سيجدف ضد الله ( د81 : 25؛ 2 تس 2ك 4؛ رؤ 13: 5) .
(9) كل منهم سيدمره الله تماما ( د 81 : 25 ؛ 2تس 2: 7 ؛ رؤ:19: 19، 20) .
(10) كل منهما سيكره أولاد الله (د1 8: 25 ؛ رؤ 12: 13 ) .
كما تتجمع في ملك الشمال في دانيال ص 11 معظم صفات ضد المسيح سواء التي جاءت في نبوتي دانيال ص 7و8 وما جاء عن ضد المسيح في العهد الجيد أيضا. فهو سيدنس هيكل الله ويغوي أولاد الله ويحاول أن يضلهم بالتملقات والغواية ، ويعثر بعضهم إلي الميعاد ، ويرتفع علي كل إله ويجدف ضد الله . ثم يبلغ نهايته علي يد الله ولن يوجد من يعينه .
الديداكية (نهاية القرن الأول) : تقول عن ضد المسيح أنه مضلل العالم ، الذي يدعي أنه ابن الله ويحكم علي الأرض ويصنع آيات وعجائب ويضطهد المؤمنين . لكن تتحقق النصرة الكاملة 15 للسيد المسيح بظهور علامة ( الصليب) في السماوات المفتوحة ، ويسمع صوت البوق ، ويقوم الأموات . عندئذ يأتي السيد المسيح ومعه جميع قديسيه علي سحب السماء (Didache 16:3)
القديس بوليكاربوس (69 - 155م ) : أحد تلاميذ القديس يوحنا الرسول: تكلم عن ضد المسيح بنفس نص وأسلوب القديس يوحنا وقال " كل روح لا يعترف بيسوع انه قد جاء بالجسد ، هو ضد المسيح " ( فيلادلفيا 1:7 ) .
: رسالة برنابا ( حوالي 100م ) : وقد جاء فيها عن ضد المسيح أنه " حجر العثرة النهائي ( أو مصدر الخطر) والمكتوب عنه كما يقول دانيال 000 ستحكم عشره ممالك علي الأرض وسيخرج منها ملك صغير بعدهم وسيخضع ثلاثة ملوك " 000ويقول دانيال أيضا عن نفس الشخص " ورأيت الوحش الرابع ، شرير قوي ، وأكثر وحشيه من كل وحوش الأرض ، وقد خرج منه عشره قرون ومنها خرج قرنا صغيرا ناشئا وقد اخضع ثلاثة من القرون العظيمة " . وهو لا يقتبس من سفر دانيال بالحرف وإنما يقتبس روح وجوهر موضوع النص عن ضد المسيح .
: القديس يوستينوس الشهيد ( حوالي 100 - 165م ) : والذي يصف ضد المسيح بإنسان الخطية وإنسان الارتداد الذي ينطق بما هو ضد العلي ، ويتجاسر بارتكاب أعمال شريرة ضد المسيحيين ".
:القديس اريناؤس (140 -202 م ) : وقد تكلم كثيرا عن ضد المسيح مستشهدا بما جاء في سفر دانيال وما جاء في أقوال السيد المسيح والقديس بولس وما جاء في سفر الرؤيا فقال :
E " وتبين الأحداث التي ستقع في زمن ضد المسيح انه لكونه مرتداً ولصاً وقلق ليعبدا كإله ؛ ومع انه مجرد عبد ، فهو يريد أن ينادي به كملك . ولكنه سيأتي ليس كملك بار ، وليس كملك شرعي خاضع له ، مؤبد بكل قوة الشرير ، لذا سيأتي كعاق وظالم وبلا قانون ؛ وكمرتد وجائر وقاتل ، وكلص يتركز في ذاته الارتداد الشيطاني ويرفض الأصنام ليقنع الناس أنه هو نفسه إله ، رافعا نفسه كالوثن الوحيد ، يملك في نفسه أخطاء الأوثان الأخرى الكثيرة . ويفعل ذلك لكي يخدمه الذين يعبدون الشيطان بالرجاسات الكثيرة . هذا الوثن الأوحد هو الذي يتحدث عنه الرسول بولس هكذا ".
E ويشير القديس اريناؤس إلي جلوسه في هيكل باعتباره " رجسه الخراب " التي
تنبأ عنها داينال النبي أشار إليها السيد المسيح .
E ثم يقول " ويتطلع دانيال أيضا إلي نهاية المملكة الأخيرة " وينقل كل ما جاء عن القرن الصغير في (د71: 8؛ 20-22؛ 23- 25 ) . ثم يقول هذا يكون لمدة ثلاث سنوات وستة شهور ثم يأتي القرن ليحكم علي الأرض . ويتكلم عنه أيضا الرسول بولس 000 ويعلن سبب مجيئه 00 " ثم ينقل نص ما جاء في (2 تس 2: 8 –12) .
E " وقال عنه الرب اللذين يؤمنون به ما يلي " أنا أتيت باسم أبى ولم تقبلوني . أن آتي آخر باسم نفسه فذلك تقبلونه " (يو 5: 43) داعيا ضد المسيح ب " الأخر" لأنه
مبعد من الرب . هذا هو أيضا القاضي الظالم الذي ذكره الرب بأنه " لا يخاف الله ولا يهاب إنسان " ( لو 18: 2 ) الذي لجأت إليه المرأة عندما نسيت الله ، التي هي أورشليم الأرضية 000 فسينقل ملكوته إلي تلك المدينة ويجلس في هيكل الله ليضل من يتبعونه ، كما لو انه المسيح ، ولهذا السبب يقول دانيال أيضا 00 " ثم ينقل ما جاء في ( دانيال 8: 12، 13 – 25 ؛ 9 : 27 ) عن ضد المسيح .
E وبعدما يشرح ما جاء في سفر دانيال وسفر الرؤيا عن الممالك وضد المسيح يقول : " وأذ كان الله العظيم قد كشف ما سيحدث في المستقبل عن طريق دانيال وأكد ذلك عن طريق ابنه ، وإذا كان المسيح هو الحجر الذي قطع بغير يدين والذي سيدمر الممالك الزمنية ، ويقيم ملكوت أبدي الذي هو قيامه الأبرار ، كما يعلن هو : " يقيم اله السموات مملكه لن تنقرض ابدأ " ، فلندع أولئك الذين يرفضون الخالق ولا يوافقون على أن الأنبياء قد أرسلوا من قبل من الأب الذي أتي منه الرب أيضا 000 لان النبوات أنبا بها الخالق بنفس الأسلوب بواسطة جميع الأنبياء قد أتمها المسيح في النهاية عاملا إرادة أبيه ومكملا لتدبيراته الخاصة بالبشرية ".
ويرى إريناؤس والقديس كيرلس الكبير أن ضد المسيح سيقوم بتجديد الهيكل اليهودي في أورشليم ليكون مركزا لعمله ، على عكس ذهبي الفم وأغسطينوس وغيرهم الذين يرون أنه سيتربع في هيكل الكنيسة المسيحية !!
: العلامة ترتليان ( 160 - 240 تقريبا ) : أنتشر بين آباء القرون الأولى اعتقاد بأن الدولة الرومانية ستظل إلى ما قبل المجيء الثاني وأن إنسان الخطية سيظهر بعد زوالها ، وتصوروا أن الإمبراطورية هي القوة المقاومة لظهوره . ومن ثم يقول العلامة ترتليان " أي عائق له إلا الدولة الرومانية ، فإنه سيظهر الارتداد كمقاوم وضد المسيح " . كما يقول " نلتزم نحن المسيحيون بالصلاة من أجل الأباطرة واستقرار الإمبراطورية استقرارا كاملا ، فإننا نعرف أن القوة المرعبة التي تهدد العالم يعوقها وجود الإمبراطورية الرومانية . هذه القوة التي لا نريدها ، فنصلي أن يؤجل الله ظهورها 000 بهذا تظهر إرادتنا الصالحة لدوام الدولة الرومانية "
: العلامة اوريجانوس (185- 253 م) : وما كتبه اوريجانوس عن ضد المسيح لا يخرج عن ما ذكرناه في الصفحات السابقة وما ذكره القديس إريناوس ، خاصة ما جاء عن القرن الصغير في د81: 23- 25 و2 تسالونيكي 2: 4 " والنبوة فيما يختص بعد المسيح أعلنت في سفر دانيال 000 وقد ذكر في نبواته الأمور الخاصة بالملكوت الآتي مبتدأ من أزمنة دانيال ويستمر إلي نهاية العالم 000 وما قاله بولس في الكلمات المقتبسة منه . ثم يتحدث عن الآيات الشيطانية التي تتبعه ، ضد المسيح ، التي يقول إنها آيات خادعة وعاجزة ولا تقدر أن تغير طبيعتنا الفاسدة إلي طبيعة مقدسة ، ولا أن تهب نموا في الحياة الفضلى ، بل أن الممارسين لها أنفسهم لا يسلكون في نقاوة . ويري أن إنسان الخطية وهو يحمل أعمال الشيطان
بكل عنفها وخداعها إنما يمثل الكذب الذي لا يمكن أن يكون له وجود بإعلانظهور مجيء المسيح ، أي ظهور الحق . فظهور المسيح يسوع شمس البر في أواخر الدهور سيقضي تماما علي ظلمة عدو الخير ويدفع بها إلي العذاب الأبدي ، وإعلان الحق يحطم الكذب . : أما العلامة هيبوليتوس : فقد كتب مقاله كاملة بعنوان " المسيح وضد المسيح " لا يخرج مضمون ما جاء بها عن ضد المسيح عما ذكر في هذا الفصل . ويمكن تلخيصها كالآتي ؛ إن التاريخ سينتهي بظهور طاغية عنيف ، يقلد المسيح لكي يغلب كل الأمم لحسابه . وسيقوم ببناء الهيكل في أورشليم . ويكون أساسه هو مملكة روما (بابل الجديدة ) . وسيدعو ، ضد المسيح ، كل الشعب لتبعيته ، ويغويهم بوعود باطلة ، ويكسب الكثيرين إلي حين. ولكن إذ يبلغ الأمر إلي القمة يأتي الرب ويسبقه النبيان يوحنا المعمدان وإيليا ؛ يأتيان بمجد ، ويجمعان مؤمنيه معا في موضع الفردوس . وسيحدث حريق ويسقط رافضوا الإيمان تحت الحكم العادل . عندئذ يقوم الأبرار إلي الملكوت والخطاة إلي نار أبدية . ويربط بين مملكة ضد المسيح ونهاية العالم التي تتم بعد 6000 عاما من الخليقة حيث يستريح الرب في اليوم السابع وتصور أن العالم سينتهي سنة 500م !!
: القديس جيروم : يقول القديس جيروم " ويدعي ( ضد المسيح) إنسان حتى لا نقترض انه شيطان أو روح شرير ، ولكن كائن إنساني يسكن فيه الشيطان لأنه إنسان الخطية الذي سيجلس في هيكل الله مظهرا نفسه انه اله " . ويري أن كثيرين سيقومون كرمز لضد المسيح فيقول " كما كان سليمان وقديسون آخرون رمزا للمخلص ، هكذا نؤمن بظهور رمز لضد المسيح مثل أنتيوخس أكثر الملوك شرا ، مضطهد الكنيسة ومدنس الهيكل . ويقول في تفسيره لسفر دانيال إن ضد المسيح هو إنسان يهودي من أصل وضيع سيحطم مملكة الرومان ويسود العالم .