السبت، 11 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 13:30 (GMT+0400)
أمراض سرطانية غامضة تداهم العاملين بـ"المنطقة صفر"
سحب الغبار غطت سماء مانهاتن لعدة شهور بعد الهجمات
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- خلال الأيام التي تلت الهجمات على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001، كان سكان ضاحية مانهاتن يعانون من سحابة خطيرة، تكونت من الأبخرة السامة والغبار الناجم عن تلك التفجيرات، واستغرقت شهوراً طويلة حتى تبددت تماماً عن سماء المنطقة.ويصف أحد الأشخاص الذين عملوا لأكثر من عام بالمنطقة المعروفة باسم "المنطقة صفر"، ويُدعى جيفون توماس، ويبلغ من العمر 44 عاماً، الوضع الذي كان يعيشه سكان مانهاتن آنذاك بأنه "يشبه أفلام الرعب"، وتابع قائلاً: "لقد كان الغبار يلاحقك في كل مكان تذهب إليه، لقد كان في الهواء، وعلى الأرض، لقد كان على كل شيء تلمسه يداك، وكل شيء تراه عيناك." وقد تسببت سحابة الغبار، وتحديداً بعض المكونات السامة التي كانت تحتويها، مثل الديوكسين والبنزين والأسبستوس، في حدوث مأساة ما زالت تجري فصولها حتى الآن بعد مرور تسع سنوات على تلك الهجمات، وتتمثل في إصابة العديد من العاملين بالمنطقة بنوع نادر من السرطان، يُطلق عليه اسم "إبيثيليويد ساركوما." ويعتقد المصابون بهذا النوع من السرطان، ومن بينهم توماس، وبشكل قاطع، أنهم أُصيبوا بالمرض نتيجة تعرضهم لتلك السحابة أثناء عملهم في "المنطقة صفر"، إلا أن الأطباء لم يتوصلوا حتى الآن إلى دليل علمي يدعم تلك الافتراضات. روابط ذات علاقة
- أمراض الرئة ما تزال تهاجم عمال الإنقاذ بهجمات سبتمبر
- بعد 7 سنوات على الهجمات.. الربو منتشر بشدة بين ضحايا 11/9
وشدد توماس في هذا الاتجاه قائلاً: "ليس من قبيل المصادفة أنني خلال عام من عملي هناك بشكل يومي، بدأت ألاحظ ظهور تورم في إحدى يدي، تحول إلى سرطان لاحقاً"، وأضاف: "يمكنك أن تعمل وسط بيئة ملوثة بكثير من الكيماويات والمواد المسرطنة المختلفة، لعام كامل، دون أن تظهر عليك أية أعراض." وشخص الأطباء إصابة توماس بالسرطان من نوع "ساركوما"، في عام 2002، أي بعد عام من الهجمات، ثم ظهر ورم سرطاني آخر في العام التالي، ومؤخراً أظهرت فحوص معملية مبدئية إصابته بسرطان في الرئة. وفي المقابل، أفادت العديد من الدراسات التي قامت مجموعة من الهيئات والمراكز الطبية الكبرى، بأن السرطان لا يمثل المشكلة الصحية الأبرز بين العاملين في "المنطقة صفر"، والذين يُقدر عددهم بنحو 40 ألف شخص. وقال الدكتور فيليب لاندريغان، الطبيب بمستشفى "جبل سيناء"، والذي يقود برنامجاً طبياً لمراقبة ومعالجة مصابي مركز التجارة العالمي: "لم نلاحظ حتى الآن أية أعراض يمكن من خلالها التوصل إلى قول جازم بشأن أسباب معاناة هؤلاء الأشخاص." وبحسب الطبيب الأمريكي فإن معظم الأمراض الشائعة بين العمال، بشكل عام، عادة ما تصيب الجهازين التنفسي والهضمي، وتكون ناجمة في الغالب عن استنشاق أو ابتلاع الغبار، بالإضافة إلى بعض المشاكل العقلية والنفسية، مثل الضغوط العصبية والاكتئاب. وساعد نقص الأدلة العلمية على تزايد شعور المصابين بالسرطان وأسرهم بأن إصاباتهم بالمرض بعد عملهم لفترات طويلة في "المنطقة صفر"، لم تكن مجرد مصادفة. يُذكر أن دراسة سابقة صدرت بعد عام من انهيار برجي مركز التجارة العالمي، قالت إن عمال الإطفاء الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ يعانون مشكلات في التنفس بسبب الغبار والدخان ومواد كيماوية سامة أخرى، وتقلص حجم الرئتين لديهم كما لو كانوا أكبر 12 عاماً.