"مكالمة الموت" تثير رعب السودانيين
مصادر مختلفة
GMT 5:30:00 2010 الجمعة 17 سبتمبر
سارع الكثير من السودانيين إلى تحذير بعضهم من مكالمة الموت عبر الرسائل القصيرة
راجت في السودان مؤخرا شائعة تتحدث عن موت بعض مستخدمي الهاتف المحمول نتيجة تلقيهم مكالمات من أرقام غريبة.
تتواصل في الشارع السوداني شائعات تتحدث عن وصول مكالمات هاتفية إلى المواطنين من أرقام غريبة وغير مؤلوفة تؤدي في حال الرد عليها إلى موت المتلقي على الفور، نتيجة إصابته بصعقة كهربائية.
ورغم غرابة هذه الشائعة ونفيها كليا من الجهات المختصة، وكذلك استحالة حدوثها علميا إلا أنها تواصل انتشارها بسرعة، الامر الذي جعل من الهاتف الخلوي بمثابة "الصديق المرعب" للسودانيين.
وقد ساهمت بعض وسائل الإعلام السودانية في ترويج هذه الشائعة حين نشرت إحدى الصحف نبأ وفاة عدد من الأشخاص في ظروف غامضة بعد تلقيهم مكالمات هانفية من مصادر مجهولة.
ونقلت شبكة "بي بي سي" عن الصحافي السوداني فيصل محمد صالح قوله أن الشائعة بلغت ذروتها نهار الأربعاء "ولم يتبق شخص واحد في السودان لم يتلق رسالة من صديق او قريب او بعض افراد عائلته تحذره من تلقي هذا الاتصال الغامض".
وقد شغلت الشائعة الناس عن شجون السياسة والاستفتاء الذي يقترب يوما بعد الاخر بشأن تقرير مصير جنوب السودان وجعلتهم يتفرغون لتناقل الاخبار عن هذا الخطر المحدق الذي يهدد حياتهم عبر الهاتف الجوال.
وازاء تنامي الشائعة إلى هذه الدرجة اصدرت هيئة الاتصالات السودانية بيانا مطولا نفت فيه الامر واكدت إنه غير ممكن.
وقال المهندس نادر الجيلاني نائب رئيس هيئة الاتصالات في حديث مع "بي بي سي" إن الشائعة مغرضة وغير معقولة لا علميا ولا منطقيا، مؤكدا أن معايير تقنية الهاتف الجوال بالبلاد تتطابق مع المواصفات الموصى بها دولياً، وتقع في النطاق الآمن من حيث الإشعاعات الكهرومغناطيسية الذي يستحيل معه فنياً حدوث مثل تلك الظاهرة.
ويشير الجيلاني إلى أن الأرقام التي ذكرتها الشائعة مجهولة الهوية والمصدر ولا تتسق والخطط الترقيمية المحلية والعالمية، موضحا إن مثل هذه الشائعة تواترت في السابق في عدد من الدول الافريقية المجاورة وتم دحضها.
بينما نقلت صحيفة "الأهرام اليوم" السودانية عن نائب المدير العام السابق لهيئة الاتصالات اللواء مهندس صديق ابراهيم مصطفى قوله أن ما حدث ابتزاز رخيص تمارسه بعض الشركات لجني أموال طائلة من خلال عملية تحريك الاتصال بين المشتركين نتيجة رواج الشائعة، وقال خبير الاتصالات صديق: «مصدر هذه الإشاعة رسالة من دولة الكنغو، وقد تكررت في عدة دول منها نيجريا، وهذه ليست المرة الأولى التى تحدث، ويُقصد من خلالها جذب أموال ضخمة لشركات الاتصال، والوفاة عبر الصعق الكهربائي بمكالمة الموبايل إشاعة لا علاقة لها بالتكنلوجيا والسحر».
ويرى الدكتور اشرف ادهم استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة النيلين أن المجتمع السوداني اصبح أكثر استعدادا لتلقي الشائعات لأنه صار هشا نسبيا بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والامني وكذلك التحديات الحياتية والاقتصادية التي تواجهه.
ويضيف أدهم "الانسان المرهق او المتوتر يكون عرضة لتصديق ما يقال له بشكل أكثر سهولة".