وقف الأب مع طفليه عند باب بيته ينتظر أحد أحبائه قادمًا بعربته ليأخذهم
إلى الكنيسة لحضور صلاة جناز الزوجة. لم يعرف الأب بماذا ينطق مع طفليه
اللذين فقدا والدتهما الصغيرة ليعزيهما في وفاتها.
بينما كان في حيرة إذ "ببلدوزر" يعبر بهما، وكان ضخمًا اهتز
لحركته المنزل، وإذ كانت الشمس مشرقة ألقى البلدوزر بظلَّه على الرجل
وطفليه.
قال الرجل لطفليه: "هل رأيتما البلدوزر؟"
أجاب الابن الأكبر: "نعم رأيناه، وقد ألقى بظله علينا. إنه مزعج جدًا، أحسست كل الأرض تهتز تحتي من حركته".
قال الأب: "حقًا إن صوته مرعب. ماذا يحدث لو عبر على إنسان؟"
أجاب الطفل الأصغر: "إنه يهلكه تمامًا". قال الأب: "وماذا حدث عندما عبر بنا ظله؟"
أجاب الطفل الأكبر: "لاشيء يا أبي!"
عندئذ قال الأب:
"هكذا هو الموت، صوته مزعج، وحركته مرعبة، سقط تحته كل البشر... فحطم بيوتًا وأجيالاً.
لكن نشكر اللَّه فقد قاد السيد المسيح، محب البشر، بلدوزر الموت بنفسه.
مات ككل البشر، لكن لم يكن ممكنًا للموت أن يحطمه. قاد البلدوزر بنفسه حتى
لا يسير علينا، بل يترك مجرد ظل الموت يعبر علينا... فلا نخافه!
لهذا يقول المرتل: "إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز 4:23)، ولم يقل "وادي الموت!"
قال الطفل الأصغر: "لكن ماما ماتت يا أبي... ألم يحطمها الموت؟"
أجاب الأب: "لن يستطيع أن يحطمها، إنها عبرت خلال ظله إلى يسوعنا الحيّ
لتعيش معه في الفردوس! هناك تلتقي مع المؤمنين الذين عبروا... الكل متهلل
بالحياة الجديدة".* أشكرك يا مخلصي الصالح،
لأنك لم تأتمن ملاكًا ولا رئيس ملائكة،
ولا ساروفًا ولا شاروبًا،
ولا نبيًا أو بارًا أن يقود بلدوزر الموت.
بل نزلت إلى عالمنا،
وقُدت بلدوزر الموت بنفسك.
لن يعبر بي بعد، بل ظله،
لأنه لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال!
* نعم، أين سلطانك يا موت؟!
هوذا حبيب نفسي يقودك،
فلن تمس نفسي،
وحتى جسدي لن تنال منه شيئًا!
يجد جسدي في ظلك راحة مؤقتة،
حتى ينال كمال راحته عندما يتمجد،
يصير شريكًا للسيد المسيح في جسده الممجد!
* مرحبًا بك يا ظل الموت،
بك أعبر إلى من تحبه نفسي