خبير أميركي يضع تصوراً لحرب بين حزب الله وإسرائيل
محمد نعيم من القاهرة
GMT 17:50:00 2010 الثلائاء 21 سبتمبر
وضع معهد "واشنطن انستيتيوت" الأميركي تصوراً للمواجهة المسلحة المتوقعة، بين حزب الله وإسرائيل، ويشير التصور الذي جاء في دراسة استراتيجية لرجل الاستخبارات الاميركية السابق "غيفري ويت" الى أن الحرب المرتقبة بين الجانبين ستكون أعنف من حرب تشرين الأول/ اكتوبر 1974، أو المتعارف عليها في إسرائيل بـ "حرب يوم الغفران".
يقول رجل الاستخبارات الاميركية السابق "غيفري ويت" في سياق دراسة عن تصور لحرب بين حزب الله وإسرائيل، أن الأخيرة ستحشد في معركتها المرتقبة مع حزب الله – إذا خرجت الى حيز التنفيذ - سبع كتائب عسكرية هى، 366, 98, 36, 162, 91, 319، بالإضافة إلى كتائب أخرى معاونة، ولن تكون الحرب التي يدور الحديث عنها مماثلة لحرب لبنان الثانية "صيف 2006"، وإنما ستُدار رحاها على أراض اوسع داخل العمق اللبناني.
وقد تطال هذه المواجهة دولاً أخرى مثل إيران وسوريا، وستسفر في نهاية المطاف عن عدد ليس بالقليل من القتلى العسكريين والمدنيين، فضلاً عن تدميرها للبنى التحتية خاصة في لبنان، وعلى الرغم من العملية السياسية التي ستُدار بين تلك الجبهات تزامناً مع الحرب، إلا أن الحرب وحدها هى التي ستحسم النتيجة، وتحدد العلاقات المستقبلية بين الجبهات المتناحرة.
الجيش الإسرائيلي وفقاً لرجل الاستخبارات الأميركية، يبدو أكثر استعداداً للمواجهة مع حزب الله من الحرب الماضية عام 2006، وسيكون هدفها من القتال، فرض تغييرات في أسس الموارد العسكرية لحزب الله، وربما القضاء عليه نهائياً، وستتركز الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية في هذه المعارك على تنفيذ عمليات مشتركة، تتألف من قوات برية وجوية وبحرية، في محاولة سريعة للقضاء على المنظومات الصاروخية لحزب الله، وتدمير القوات البرية التابعة للحزب في الجنوب اللبناني، فضلاً عن التدمير العنيف للمنظومة القيادية، واجتثاث سيطرتها على معظم الأراضي اللبنانية.
وستحاول اسرائيل في هذا التوقيت الحيلولة دون توسيع نطاق المعارك، تفادياً للمواجهة مع الجبهة السورية، وذلك من خلال تبنيها لحملة تهديدات موسعة، تشمل تعبئة الاحتياط، وتحريك قوات باتجاه الجبهة السورية، واستعراض العضلات العسكرية، غير ان القيادة العسكرية الاسرائيلية لن تصدر توجيهات عندئذ، بالهجوم على القوات والبنى التحتية السورية، او على العناصر الايرانية الموالية لحزب الله.
محاولة ردع إيران
وعلى حد قول ويت، ستعمل اسرائيل على محاولة ردع ايران عن طريق توجيه ضربات جوية مباشرة لأراضيها، من خلال تحذيرات واعداد قوات الهجوم الاستراتيجية، سواء كانت جوية او صاروخية وحتى البحرية.
أما فيما يتعلق بخطة حزب الله واستراتيجيته العسكرية في الحرب المرتقبة – إذا وقعت – فستكون عبارة عن إمطار الجبهة الاسرائيلية العسكرية والمدنية بوابل من الصواريخ والقذائف، والمساس بقوات اسرائيل التي تواصل مناوراتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في محاولة لانزال خسائر فادحة بين جنود الجيش الاسرائيلي، وتأمين قوات حزب الله.
سيحاول سلاح الجو السوري حينئذ منع طائرات هجومية وأخرى متخصصة في التصوير الى المجال الجوي السوري، وربما يتجاوز سلاح الجو السوري ذلك بقصف الطائرات الاسرائيلية في سماء لبنان، مع الحذر من تقديم دمشق قرباناً للحرب الدائرة في الجنوب اللبناني.
طرف أساسي في المواجهة
وإذا ما اضطرت سوريا للدخول كطرف أساسي في المواجهة المسلحة المنتظرة مع إسرائيل، فسيكون من اولويات الاستراتيجية العسكرية، السورية الدفاع عن نظام بشار الأسد في دمشق، يلي ذلك – ولكن بشكل ثنائي – الدفاع عن وضعية حزب الله في الجنوب اللبناني، وقدرة الحزب على المساس بإسرائيل، وإعادة بناء التواجد العسكري السوري في لبنان، وتوجيه ضربات موجعة لإسرائيل، في محاولة لتحريك العملية السياسية بهدف الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان.
ووفقاً للدراسة الأميركية سيبدأ التصعيد في رد الفعل الإيراني، بتعزيزات عسكرية لحزب الله عن طريق إمداد الحزب وسوريا بدعم مادي ولوجيستي، وستتسلق طهران لامداد الجبهات المتناحرة مع اسرائيل بمستشارين عسكريين وخبراء وفنيين وقوات قتالية خفيفة، للمساعدة على المساس بأهداف إسرائيلية، وتصعيد التوتر الإقليمي، عن طريق القيام بعمليات عدائية مسلحة في مضيق هرمز، وصولاً إلى قصف إسرائيل بالصواريخ.
ويرى الخبير الإستخباراتي العسكري الأميركي غيفري ويت، إن مؤشرات انضمام حماس للحرب المرتقبة تبدو ضئيلة للغاية، في ظل استغلال اسرائيل للفرصة في حينه، لإسقاط الحكومة الحمساوية المقالة في قطاع غزة، ووفقاً لتقديرات ويت فإنه في نهاية المعارك التي يدور الحديث عنها، والتي ستمتد الى ما يقرب من ثلاثة أسابيع، سيسيطر الجيش الإسرائيلي على مساحات ضئيلة، وربما كبيرة من الأراضي اللبنانية، لتكون هذه المعارك هى الأكبر من نوعها، التي خاضتها اسرائيل منذ عام 1973، إلا أن الجيش الإسرائيلي سيكون هو المنتصر فيها.
اذا قاتلت إسرائيل في هذه الحرب ببسالة – كما يقول ويت في دراسته – فستكون مضطرة إلى دفع الثمن غالياً من قواتها والأضرار، التي ستلحق بآلياتها العسكرية، بينما ستحقق في الوقت ذاته انتصاراً عسكرياً كاسحاً، يؤكده إنكسار شوكة حزب الله العسكرية في الجنوب اللبناني، فضلاً عن إصابة الحزب بالضعف السياسي، كما سيصاب النظام السوري الحاكم هو الآخر بالضعف، نتيجة لهزيمته، وفقدان آلياته العسكرية والأمنية الهامة.
كما سيتم بعد هذه الحرب كبح جماح العمليات الايرانية في المنطقة، إثر سقوط حلفائها الرئيسيين، فضلاً عن ردعها إذا ما أقدمت على مساعدة حلفائها مجدداً، بالإضافة الى ذلك سيتقلص نفوذ حماس، إذا شاركت في المعارك التي يدور الحديث عنها، وستفقد الحركة قوتها العسكرية والسياسية في قطاع غزة.
الخبير الأميركي دعا الولايات المتحدة في دراسته الى عدم التدخل حينئذ، لوضع حد للقتال الدائر بين حزب الله واسرائيل، وكافة الجبهات المشاركة فيه، على العكس من ذلك طالب واشنطن بمنح الجيش الاسرائيلي مساحة لتنفيذ عملياته ضد حزب الله وسوريا، فالدور الأميركي بحسب ويت هو ردع إيران عند التدخل الى جانب الجبهة السورية وجبهة، حزب الله، أو في الخليج العربي.
الجدير بالذكر أن غيفري ويت، الذي عمل ما يقرب من 34 عاماً في وكالة الاستخبارات الاميركية التابعة لوزارة الدفاع "البنتاغون" DIA، هو ضابط أبحاث استراتيجية وعسكرية مخضرم، وأحد أبرز المتخصصين في متابعة نشاط حزب الله، وحماس والتنظيمات المعارضة للتواجد الأميركي في العراق، ومن أكثر المتابعين لنشاط البرنامج النووي الايراني، وكان شريكاً أساسياً العام الماضي، مع نائب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يوفال ديسكن، في إعداد بحث حول العمليات العسكرية التي تقوم بها حماس من داخل قطاع غزة.
محمد نعيم من القاهرة
GMT 17:50:00 2010 الثلائاء 21 سبتمبر
وضع معهد "واشنطن انستيتيوت" الأميركي تصوراً للمواجهة المسلحة المتوقعة، بين حزب الله وإسرائيل، ويشير التصور الذي جاء في دراسة استراتيجية لرجل الاستخبارات الاميركية السابق "غيفري ويت" الى أن الحرب المرتقبة بين الجانبين ستكون أعنف من حرب تشرين الأول/ اكتوبر 1974، أو المتعارف عليها في إسرائيل بـ "حرب يوم الغفران".
يقول رجل الاستخبارات الاميركية السابق "غيفري ويت" في سياق دراسة عن تصور لحرب بين حزب الله وإسرائيل، أن الأخيرة ستحشد في معركتها المرتقبة مع حزب الله – إذا خرجت الى حيز التنفيذ - سبع كتائب عسكرية هى، 366, 98, 36, 162, 91, 319، بالإضافة إلى كتائب أخرى معاونة، ولن تكون الحرب التي يدور الحديث عنها مماثلة لحرب لبنان الثانية "صيف 2006"، وإنما ستُدار رحاها على أراض اوسع داخل العمق اللبناني.
وقد تطال هذه المواجهة دولاً أخرى مثل إيران وسوريا، وستسفر في نهاية المطاف عن عدد ليس بالقليل من القتلى العسكريين والمدنيين، فضلاً عن تدميرها للبنى التحتية خاصة في لبنان، وعلى الرغم من العملية السياسية التي ستُدار بين تلك الجبهات تزامناً مع الحرب، إلا أن الحرب وحدها هى التي ستحسم النتيجة، وتحدد العلاقات المستقبلية بين الجبهات المتناحرة.
الجيش الإسرائيلي وفقاً لرجل الاستخبارات الأميركية، يبدو أكثر استعداداً للمواجهة مع حزب الله من الحرب الماضية عام 2006، وسيكون هدفها من القتال، فرض تغييرات في أسس الموارد العسكرية لحزب الله، وربما القضاء عليه نهائياً، وستتركز الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية في هذه المعارك على تنفيذ عمليات مشتركة، تتألف من قوات برية وجوية وبحرية، في محاولة سريعة للقضاء على المنظومات الصاروخية لحزب الله، وتدمير القوات البرية التابعة للحزب في الجنوب اللبناني، فضلاً عن التدمير العنيف للمنظومة القيادية، واجتثاث سيطرتها على معظم الأراضي اللبنانية.
وستحاول اسرائيل في هذا التوقيت الحيلولة دون توسيع نطاق المعارك، تفادياً للمواجهة مع الجبهة السورية، وذلك من خلال تبنيها لحملة تهديدات موسعة، تشمل تعبئة الاحتياط، وتحريك قوات باتجاه الجبهة السورية، واستعراض العضلات العسكرية، غير ان القيادة العسكرية الاسرائيلية لن تصدر توجيهات عندئذ، بالهجوم على القوات والبنى التحتية السورية، او على العناصر الايرانية الموالية لحزب الله.
محاولة ردع إيران
وعلى حد قول ويت، ستعمل اسرائيل على محاولة ردع ايران عن طريق توجيه ضربات جوية مباشرة لأراضيها، من خلال تحذيرات واعداد قوات الهجوم الاستراتيجية، سواء كانت جوية او صاروخية وحتى البحرية.
أما فيما يتعلق بخطة حزب الله واستراتيجيته العسكرية في الحرب المرتقبة – إذا وقعت – فستكون عبارة عن إمطار الجبهة الاسرائيلية العسكرية والمدنية بوابل من الصواريخ والقذائف، والمساس بقوات اسرائيل التي تواصل مناوراتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية، في محاولة لانزال خسائر فادحة بين جنود الجيش الاسرائيلي، وتأمين قوات حزب الله.
سيحاول سلاح الجو السوري حينئذ منع طائرات هجومية وأخرى متخصصة في التصوير الى المجال الجوي السوري، وربما يتجاوز سلاح الجو السوري ذلك بقصف الطائرات الاسرائيلية في سماء لبنان، مع الحذر من تقديم دمشق قرباناً للحرب الدائرة في الجنوب اللبناني.
طرف أساسي في المواجهة
وإذا ما اضطرت سوريا للدخول كطرف أساسي في المواجهة المسلحة المنتظرة مع إسرائيل، فسيكون من اولويات الاستراتيجية العسكرية، السورية الدفاع عن نظام بشار الأسد في دمشق، يلي ذلك – ولكن بشكل ثنائي – الدفاع عن وضعية حزب الله في الجنوب اللبناني، وقدرة الحزب على المساس بإسرائيل، وإعادة بناء التواجد العسكري السوري في لبنان، وتوجيه ضربات موجعة لإسرائيل، في محاولة لتحريك العملية السياسية بهدف الإنسحاب الإسرائيلي من الجولان.
ووفقاً للدراسة الأميركية سيبدأ التصعيد في رد الفعل الإيراني، بتعزيزات عسكرية لحزب الله عن طريق إمداد الحزب وسوريا بدعم مادي ولوجيستي، وستتسلق طهران لامداد الجبهات المتناحرة مع اسرائيل بمستشارين عسكريين وخبراء وفنيين وقوات قتالية خفيفة، للمساعدة على المساس بأهداف إسرائيلية، وتصعيد التوتر الإقليمي، عن طريق القيام بعمليات عدائية مسلحة في مضيق هرمز، وصولاً إلى قصف إسرائيل بالصواريخ.
ويرى الخبير الإستخباراتي العسكري الأميركي غيفري ويت، إن مؤشرات انضمام حماس للحرب المرتقبة تبدو ضئيلة للغاية، في ظل استغلال اسرائيل للفرصة في حينه، لإسقاط الحكومة الحمساوية المقالة في قطاع غزة، ووفقاً لتقديرات ويت فإنه في نهاية المعارك التي يدور الحديث عنها، والتي ستمتد الى ما يقرب من ثلاثة أسابيع، سيسيطر الجيش الإسرائيلي على مساحات ضئيلة، وربما كبيرة من الأراضي اللبنانية، لتكون هذه المعارك هى الأكبر من نوعها، التي خاضتها اسرائيل منذ عام 1973، إلا أن الجيش الإسرائيلي سيكون هو المنتصر فيها.
اذا قاتلت إسرائيل في هذه الحرب ببسالة – كما يقول ويت في دراسته – فستكون مضطرة إلى دفع الثمن غالياً من قواتها والأضرار، التي ستلحق بآلياتها العسكرية، بينما ستحقق في الوقت ذاته انتصاراً عسكرياً كاسحاً، يؤكده إنكسار شوكة حزب الله العسكرية في الجنوب اللبناني، فضلاً عن إصابة الحزب بالضعف السياسي، كما سيصاب النظام السوري الحاكم هو الآخر بالضعف، نتيجة لهزيمته، وفقدان آلياته العسكرية والأمنية الهامة.
كما سيتم بعد هذه الحرب كبح جماح العمليات الايرانية في المنطقة، إثر سقوط حلفائها الرئيسيين، فضلاً عن ردعها إذا ما أقدمت على مساعدة حلفائها مجدداً، بالإضافة الى ذلك سيتقلص نفوذ حماس، إذا شاركت في المعارك التي يدور الحديث عنها، وستفقد الحركة قوتها العسكرية والسياسية في قطاع غزة.
الخبير الأميركي دعا الولايات المتحدة في دراسته الى عدم التدخل حينئذ، لوضع حد للقتال الدائر بين حزب الله واسرائيل، وكافة الجبهات المشاركة فيه، على العكس من ذلك طالب واشنطن بمنح الجيش الاسرائيلي مساحة لتنفيذ عملياته ضد حزب الله وسوريا، فالدور الأميركي بحسب ويت هو ردع إيران عند التدخل الى جانب الجبهة السورية وجبهة، حزب الله، أو في الخليج العربي.
الجدير بالذكر أن غيفري ويت، الذي عمل ما يقرب من 34 عاماً في وكالة الاستخبارات الاميركية التابعة لوزارة الدفاع "البنتاغون" DIA، هو ضابط أبحاث استراتيجية وعسكرية مخضرم، وأحد أبرز المتخصصين في متابعة نشاط حزب الله، وحماس والتنظيمات المعارضة للتواجد الأميركي في العراق، ومن أكثر المتابعين لنشاط البرنامج النووي الايراني، وكان شريكاً أساسياً العام الماضي، مع نائب رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" يوفال ديسكن، في إعداد بحث حول العمليات العسكرية التي تقوم بها حماس من داخل قطاع غزة.