أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه
انها كلمات الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يبين لعدي ابن حاتم حين استفسر عن قول الله تعالياتخذواأحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
احلوا لهم فاستحلو, حرموا عليهم فحرمو ثم جمعوا جمعا لإجراء استفتاء, وتماما كالانتخابات العربية لم يكن هناك سوى مرشحا واحدا, وكانا انتخابا غريبا من نوعه إذ ان الإنتخابات لم تكن للوصول إلي عرش السلطان بل إلي عرش الرحمان
وفي حوار مع قس مصري علي البال توك تعرض القص لبعض هذه الخيوط البالية سوف نتعرض لها ونري ما ان كان يمكن التسلق علها
ظننت ان مناظري توصل إلي دليل إلوهية المسيح حين افتتح احدي مداخلاته بقوله
من من البشر يتجرأ ويقول هذه العبارة
ثم هبطت ذبذبات صوته وقال بنبرات المشفق علي
انا والأب واحد
ومرة أخري ارتفعت نبرات صوته
من من البشر يمكن ان يقول ذلك ... حتي ان اليهود فهموا ان يسوع يقصد ان يقل انه هو الله , لذلك تناولوا حجارة ليرجموه
قلت يا حضرة القس
تسأل من يمكنه قول ذلك ..... دعني أذكرك ببيعة الرضوان, فكما تعرف ان يد الرسول الشريفة كانت فوق ايادي الصحابة وهم يبايعون الرسول عليه الصلاة والسلام
الآن اسمع لقول الله تعالي في سورة الفتح
إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)
الآية تخبرنا انهم يبايعون الله يا حضرة القس
الآية تخبرنا ان يد الله فوق أيديهم يا حضرة القس
لم يتناول احد من الصحابة حجرا, كما فعل اليهود.
وفقا لكتابكم, اليهود أرادوا رجم يسوع متهمين إياه بالتجديف لقوله انا والأب واحد
Jn:10:30:
30 انا والآب واحد
Jn:10:31:
31 فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه.
ولكن حضرة القس لم تخبرنا كيف تجنب يسوع غضب اليهود, وأظنك لا تمانع ان فعلت انا ذلك, ان كان يهمك ان يعرف الناس هذه القصة المثيرة .... قصة نجاة الإله من يد عباده ..... إذنا كيف تجنب الإله المزعوم من ان تسيل دمائه علي يد البشر ...
الأمر لم تكن صعبا يا حضرة القس
اليهود أرادوا ان يرجموه لأنهم أساءوا فهم قوله انا والأب واحد كما أسأت أنت الفهم وما كان علي يسوع إلا أن يستنكر فهمهم ويوضح ما قصد,
سألهم يسوع : لماذا تريدون ان ترجموننى
Jn:10:32:
32 اجابهم يسوع اعمالا كثيرة حسنة أريتكم من عند ابي.بسبب اي عمل منها ترجمونني.
وكان رد اليهود انهم أتهموه بالتجديف
Jn:10:33:
33 اجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف.فانك وانت انسان تجعل نفسك ألها
وأنكر يسوع التهمة, أي أنكر انه يزعم الإلوهية أو حتى انه يعادل نفسه بالله وقال لهم في لغة واضحة .....
ابدا..... لقد أسأتم فهمي, لم أقصد ذلك, قولي انا والاب واحد مجرد اسلوب بلاغي, أو رمز بمصطلح النصارى .... لم يكتف يسوع بذلك بل أعطاهم مثالا لهذا الأسلوب البلاغي من كتابهم حيث قال لهم
اليس مكتوبا في الناموس ان اليهود آلهة ( وفقا لكتاب النصارى المحرف )
Jn:10:34:
34 اجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت إنكم آلهة.
فهل انتم آلهة يا قوم .... ابدا ... انه مجرد أسلوب بلاغي ... أنه رمزا
إن كان قيل لكم إنكم آلهة... أتبخلون على ما وصفت به نفسي
إذن هو أسلوب بلاغي يقصد به وحدة الهدف وقد أستخدم يوحنا نفس التعبير حين قال
1Jn:1:3:
3 الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم ايضا شركة معنا.واما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. (SVD)
1Jn:1:5:
5. وهذا هو الخبر الذي سمعناه منه ونخبركم به ان الله نور وليس فيه ظلمة البتة. (SVD)
1Jn:1:6:
6 ان قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق (SVD)
يهني لا نكون واحدا في الهدف إذا لم نعمل صالحا
أرئيت يا حضرة القس
المسيح ينكر انه أدعى الإلوهية, ويستنكر بشدة مستشهدا بنصوص من الناموس
فهل تريد ان تقنعنا ان يسوع اضطر إلي الكذب في هذا الموقف
لا أظنك تقبل ان يتهم المسيح بالكذب, ولا اقبلها انا, ولا مخرج من هذه المعضلة إلا ان نقول ان المسيح لم يقل أصلا ان هو والله واحد
كيف لم يقل وها الكتاب يقول ان اليهود تناولوا حجارة ليرجموه
الأمر سهل يا حضرة القس
تأمل في حديث يسوع وهو يدافع عن نفسه وينكر تهمة الإجداف قائلا
ألم يقل الناموس انكم معشر اليهود آلهة
ثم قال أتستكثرون علي إني قلت إني ابن الله
Jn:10:36:
36 فالذي قدسه الآب وارسله الى العالم أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله.
أتقولون له انك تجدف لاني قلت اني ابن الله.
وليس انا والأب واحد
معضلة أخري حضرة القس ولا مخرج منها إلا بالإتباع ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه هدا للمتقين يقول فيه الله سبحانه وتعالي
لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا * النساء 172
ويقول الله تعالى
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ* المائدة 75
ومثل كل الرسل عليهم السلام سوف يقف المسيح يوم القيامة يسأل
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
المائدة 116 – 117
اللهم أجمعنا بالمسيح في الفردوس الأعلى