حجرتي الخاصة
وقف مينا امام اب اعترافه يقول :
"يا ابي لست اعرف بماذا اعترف . انا خاطي ، لكنني لا اشعر بثقل خطاياي ولا احس بالتوبة وعمل روح الله في "
تحدث معه اب اعترافه عن الايمان بالمخلص غافر الخطايا ، والالتزام بالصراخ اليه لكي يعمل بروحه القدوس فيه .
في المساء وقف مينا يصلي صلاة النوم ، ثم ركع يصرخ :
اكشف لي يارب عن خطاياي ، ومررها في فمي حتى التصق بك واتمتع ببهجة خلاصك
لم يدرك مينا إن كان في يقظة ام في حلم حين وجد شخصاً يقوده عند باب حجرة كتب عليها اسمه . حاول ان يدخل هذه الحجرة ، لم يستطع . سأل من قاده إليها ."اريد ان اعرف ما بالحجرة" . فتح له الباب ، دخلها فوجدها مملوءة أرففاً على كل حائط ، كما توجد أرفف في وسط الحجرة .
قال في نفسه :"ما هذه الحجرة ؟ إنني لاول مرة أدخلها . كيف كتب عليها اسمي ؟! "
لاحظ ان كل الارفف تحوي كميات هائلة من الملفات ، وقد كتب عليها "سري وخاص" .
امسك بأول الملفات ، كتب عليه "الاصدقاء الذين أحبهم وأشاركهم حياتهم" . فتح الملف الضخم فوجد مجموعة من الاوراق ، سجل على كل ورقة اسم صديق شرير وفاسد . . أصيب مينا بصدمة . من يعرف أسراري هذه؟ من يعرف أصدقائي وما يدةر بيني وبينهم؟
امسك بملف اخر مكتوب عليه :" الاصدقاء الذين خنتهم " ، قدمت تفاصيل بالاسماء والتصرفات الخاطئة التي مارسها ضدهم ، بما فيها من كلمات نميمة وإدانة ونقد لاذع من وراء ظهورهم .
مئات الالوف،بل ملايين من الملفات منها :
- كلمات السخرية التي نطقت بها.
- كلمات الكذب التي تفوهت بها.
- افكار الغضب الباطل.
- المزاح وإهانة الغير.
- التمرد على الوالدين والجماعة.
- الاهمال في حق نفسي.
- الاهمال والتراخي في العبادة.
- الافكار الشهوانية.
- شهوات الجسد.
- الغيرة المرة.
كانت هذه الملفات وغيرها مكتظة بالاوراق بتفاصيل لم يكن يتذكرها مينا ، ومما ادهشه أنه وجد توقيعه على كل ورقة منها .
ولاحظ في جانب بسيط بعض الملفات تكاد لا توجد بها اوراق فيها :
- الصلاة من اجل خلاص الاخرين.
- مشاركة الغير في التمتع بكلمة الله.
- البذل والعطاء بلا انتظار لمكافأة.
هذه الملفات وغيرها تكاد تكون فارغة تماماً .
بدأت الدموع تنهار من عيني مينا ، حتى انهار وسقط على الارض وهو يصرخ :" من ينقذني من خطاياي؟ ماذا اقول حين يدخل احد الى حجرتي الخاصة؟ بماذا اجيب امام الله؟... "
فجأة وجد يدا تربط عليه ، تمسك بيده وترفعه لكي تحتضنه . لاحظ فيها آثار جراحات المسامير .
- لماذا تبكي ، أنا مخلصك !
- ماذا افعل يا سيدي ؟
- آمن وامسك بيدي ، ولتعلن بحبك العملي ايمانك بي . لتسر معي في طريق صليبي فتتمتع ببري.
التصق مينا بشخص السيد المسيح ، وسأله الا يتركه . عاد به المخلص إلى حجرته ، وهناك رشم السيد المسيح علامة الصليب من كل جانب وإذا بكل الملفات تغتسل كما بالدم . امسك مينا ببعض الملفات فوجد دم السيد المسيح قد غطى اسمه . لم يختف الاسم ، لكن نقش اسم ربنا يسوع فوقه بحروف كما من نور . لقد مسحت كل ما في الملفات المؤلمة ، وتحولت الحجرة المظلمة المغلقة إلى هيكل مملوء مجداً وبهاء .
تسللت دموع الفرح من مينا وهو يصرخ :
" لاتتركني يا سيدي ، هب لي ان اشاركك صليبك فأتمتع ببهاء برك "
++++++
روحك القدوس يقودني الى اعماق نفسي
اكتشف هناك ثقل خطاياي المرة
لكنه لا يسمح لي بالاحباط
يكشف عن شخص مخلصي
فأتلامس مع دمه الثمين.
دمك يطهرني من كل خطية
أنت وحدك مخلص نفسي
لتقدسني وتبررني يا من تحبني !
هب لي أن أومن
بالحب العملي واعلن عن محبتي
واتمتع بالشركة معك.
العقول الكبيرة تبحث في المباديء . .
والعقول المتوسطة تبحث في الاحداث . .
والعقول الضعيفة تبحث في الاشخاص .
من كتاب قصص قصيرة هادفة
ابونا تارس يعقوب