بقلم
د. طارق الغزالى حرب
١٤/ ١/ ٢٠١٣
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
جاء فى صحيح البخارى عن عبدالله بن مسعود
أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدق يهدى إلى البر، وإن
البر يهدى إلى الجنة، وأن الرجل ليصدُق حتى يكون صِديقاً، وإن الكذب يهدى
إلى الفجور، إن الفجور يهدى إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله
كذَاباً». لست أدرى كيف يعرف أو حتى يسمع هؤلاء الساسة المُتسربلون بعباءة
الدين هذا الحديث ولا ترتجف قلوبهم خوفاً من آخرتهم، بل والأدهى أن يزداد
فجورهم وطمعهم فى الحياة الدنيا وزُخرف سلطانها.. ففى خلال الأسبوع الماضى
قرأت وشاهدت أحاديث لثلاثة من قادة هذا الفصيل السياسى الذى يسعى إلى
السيطرة على الدولة المصرية لتكون نقطة الارتكاز لهم لتحقيق مشروعهم
السياسى بإعادة إحياء دولة الخلافة الإسلامية، جميعها تُجسد معنى الكذب
الذى يؤدى إلى الفجور كما جاء فى الحديث الشريف..
ففى صحيفة «المصرى
اليوم» بالصفحة الأولى يوم الأربعاء الماضى قرأت تصريحاً للسيد عصام
العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم الأغلبية فيما يُسمى «مجلس
الشورى» حينما استقبل وفداً مغربياً من حزب العدالة والتنمية المغربى «وهو
مايُماثل جماعة إخوان المغرب»، فجاء فى الخبر أن السيد العريان قد انتقد
ماقال إنه اتهام لجماعة الإخوان المسلمين بتصدير الثورة «ربما على خلفية
ماتم الكشف عنه من خلايا إخوانية بدولة الإمارات والكويت» فقال القيادى
الإخوانى البارز مانصه «إن الإخوان لاتصدر ثورتها ولا تتدخل فى شؤون دول
الخليج التى خافت من قبل تصدير ثورة يوليو»! هل هناك أكثر من ادعاء هذا
الرجل أن للإخوان ثورة؟! الرجل الذى استمرأ اللعب بالألفاظ واستخدام معسول
الكلام، تصل به الدرجة إلى أن يدعى بأن ثورة الشعب المصرى العظيمة ضد
الفساد والاستبداد التى أشعل فتيلها الشباب المصرى الحر يوم الخامس
والعشرين من يناير ٢٠١١ هى «ثورة الإخوان» فيقول «ثورتنا»! لقد كان الإخوان
جزءاً من النظام الساقط السابق، ولا أبالغ حين أقول إن وجودهم ونشاطهم -
الذى كان تحت السيطرة والمراقبة الأمنية - كان مطلوباً ومرغوباً فيه من
قِبل مبارك وزبانيته حتى يُظهر للعالم أهمية استمراره لحماية العالم من
شرورهم وإرهابهم.. وكانت الفرقعات الإعلامية تحدث كل حين لإظهار خطورتهم،
مثلما حدث فى استعراض الطلبة المُلثمين بجامعة الأزهر، والذى أعقبه القبض
على قيادات إخوانية ومحاكمتهم عسكرياً ووضعهم فى السجون. لم نسمع فى
التاريخ القريب أو البعيد أن الإخوان قد ثاروا أو انتفضوا فى يوم ما على
الرغم من شدة الظلم الذى كان يقع عليهم، والملاحقات الأمنية والتعذيب
والسجن..
كانوا يقبلون كل ذلك صاغرين، لتتم فى الخفاء وفى الغرف
المغلقة صفقات التصالح والمُهادنة وتوزيع الأدوار.. ولعل رفض قيادات
الإخوان يوم ٢٥ يناير المشاركة فى الخروج مع الشباب المصرى الشجاع الذى خرج
يهتف بسقوط النظام، ثم مسارعتهم للجلوس والتفاوض مع السيد عمر سليمان بعد
يوم ٢٨ يناير للوصول إلى حل وسط مع مبارك ونظامه يجنون منه بعض الثمار،
لعل
ذلك كله يوضح مدى الكذب فى قول القيادى الإخوانى البارز «الإخوان لاتصدر
ثورتها»! قبل ذلك الخبر بيوم شاهدت الإعلامى عمرو الليثى مستضيفاً السيد
حازم أبوإسماعيل المحامى فى حوار طويل.. اندهشت أولا لماذا يستضيف إعلامى
محترم هذا الرجل الذى لايكف عن الهجوم على الإعلام وإهانته وسب رموزه، بل
بلغ به الأمر أن يأمر «المهاويس» الذين يستأجرهم بمحاصرة مدينة الإنتاج
الإعلامى والتهديد باقتحامها، فأنا أعتقد أن مقاطعة هذا الرجل وأخباره فى
جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هى أقل مايجب الإلتزام به،
حفاظاً
على قيمة وشرف مهنة الإعلام.. المهم فقد لفت نظرى أنه أثناء الحديث عن
الثورة ذَكر الليثى مُضيفه بالأيام الثمانية عشرة للثورة، فبادره «الشيخ»
بقوله إنها خمسة عشر يوماً فقط فى محاولة منه لحذف اليوم الخالد ٢٥ يناير
وماتلاه من يومين من ذاكرة التاريخ، وهى فعلا أيام الصمود والشجاعة والفداء
التى أظهرت للشعب المصرى كله بمن فيهم من تشجع من الإخوان والسلفيين أن
المستحيل ممكن، فخرجوا بالملايين يوم ٢٨ يناير.. فأى كذب وتزوير أكبر من
هذا؟! الحديث الثالث كان لمرشد الجماعة، يمُن فيه على د. البرادعى - ضمير
الثورة ومُلهمها الذى أطلق شرارة الحماس والشجاعة فى قلوب الشباب الواعى
-
فيقول بغرور: على د. البرادعى ألا ينسى أننا جمعنا له ٧٥٠ ألف توقيع على
وثيقة مطالب الثورة الأولى التى أطلقها تحت عنوان «معاً سنغير».. إذ يتضح
من هذا الكلام أن مرشد الجماعة لم يكن صادقاً ولامُخلصاً فى دعوة أتباعه
للتوقيع، وإنما لأغراض أخرى فى نفسه لصالح جماعته، فلم تكن زلة لسان قوله
«جمعنا له» ولم يقل لمصر أو لصالح الثورة أو التغيير! خلاصة القول أنهم
جماعات مكتوبون عند الله كذابون، ومأواهم جهنم وبئس المصير.. ووالله لو كان
مُسيلمة الكذاب حياً فى هذا العصر لكان هو إمامهم ومرشدهم.. فلا حول
ولاقوة إلا بالله
المصدر : [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
د. طارق الغزالى حرب
١٤/ ١/ ٢٠١٣
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
جاء فى صحيح البخارى عن عبدالله بن مسعود
أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدق يهدى إلى البر، وإن
البر يهدى إلى الجنة، وأن الرجل ليصدُق حتى يكون صِديقاً، وإن الكذب يهدى
إلى الفجور، إن الفجور يهدى إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله
كذَاباً». لست أدرى كيف يعرف أو حتى يسمع هؤلاء الساسة المُتسربلون بعباءة
الدين هذا الحديث ولا ترتجف قلوبهم خوفاً من آخرتهم، بل والأدهى أن يزداد
فجورهم وطمعهم فى الحياة الدنيا وزُخرف سلطانها.. ففى خلال الأسبوع الماضى
قرأت وشاهدت أحاديث لثلاثة من قادة هذا الفصيل السياسى الذى يسعى إلى
السيطرة على الدولة المصرية لتكون نقطة الارتكاز لهم لتحقيق مشروعهم
السياسى بإعادة إحياء دولة الخلافة الإسلامية، جميعها تُجسد معنى الكذب
الذى يؤدى إلى الفجور كما جاء فى الحديث الشريف..
ففى صحيفة «المصرى
اليوم» بالصفحة الأولى يوم الأربعاء الماضى قرأت تصريحاً للسيد عصام
العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وزعيم الأغلبية فيما يُسمى «مجلس
الشورى» حينما استقبل وفداً مغربياً من حزب العدالة والتنمية المغربى «وهو
مايُماثل جماعة إخوان المغرب»، فجاء فى الخبر أن السيد العريان قد انتقد
ماقال إنه اتهام لجماعة الإخوان المسلمين بتصدير الثورة «ربما على خلفية
ماتم الكشف عنه من خلايا إخوانية بدولة الإمارات والكويت» فقال القيادى
الإخوانى البارز مانصه «إن الإخوان لاتصدر ثورتها ولا تتدخل فى شؤون دول
الخليج التى خافت من قبل تصدير ثورة يوليو»! هل هناك أكثر من ادعاء هذا
الرجل أن للإخوان ثورة؟! الرجل الذى استمرأ اللعب بالألفاظ واستخدام معسول
الكلام، تصل به الدرجة إلى أن يدعى بأن ثورة الشعب المصرى العظيمة ضد
الفساد والاستبداد التى أشعل فتيلها الشباب المصرى الحر يوم الخامس
والعشرين من يناير ٢٠١١ هى «ثورة الإخوان» فيقول «ثورتنا»! لقد كان الإخوان
جزءاً من النظام الساقط السابق، ولا أبالغ حين أقول إن وجودهم ونشاطهم -
الذى كان تحت السيطرة والمراقبة الأمنية - كان مطلوباً ومرغوباً فيه من
قِبل مبارك وزبانيته حتى يُظهر للعالم أهمية استمراره لحماية العالم من
شرورهم وإرهابهم.. وكانت الفرقعات الإعلامية تحدث كل حين لإظهار خطورتهم،
مثلما حدث فى استعراض الطلبة المُلثمين بجامعة الأزهر، والذى أعقبه القبض
على قيادات إخوانية ومحاكمتهم عسكرياً ووضعهم فى السجون. لم نسمع فى
التاريخ القريب أو البعيد أن الإخوان قد ثاروا أو انتفضوا فى يوم ما على
الرغم من شدة الظلم الذى كان يقع عليهم، والملاحقات الأمنية والتعذيب
والسجن..
كانوا يقبلون كل ذلك صاغرين، لتتم فى الخفاء وفى الغرف
المغلقة صفقات التصالح والمُهادنة وتوزيع الأدوار.. ولعل رفض قيادات
الإخوان يوم ٢٥ يناير المشاركة فى الخروج مع الشباب المصرى الشجاع الذى خرج
يهتف بسقوط النظام، ثم مسارعتهم للجلوس والتفاوض مع السيد عمر سليمان بعد
يوم ٢٨ يناير للوصول إلى حل وسط مع مبارك ونظامه يجنون منه بعض الثمار،
لعل
ذلك كله يوضح مدى الكذب فى قول القيادى الإخوانى البارز «الإخوان لاتصدر
ثورتها»! قبل ذلك الخبر بيوم شاهدت الإعلامى عمرو الليثى مستضيفاً السيد
حازم أبوإسماعيل المحامى فى حوار طويل.. اندهشت أولا لماذا يستضيف إعلامى
محترم هذا الرجل الذى لايكف عن الهجوم على الإعلام وإهانته وسب رموزه، بل
بلغ به الأمر أن يأمر «المهاويس» الذين يستأجرهم بمحاصرة مدينة الإنتاج
الإعلامى والتهديد باقتحامها، فأنا أعتقد أن مقاطعة هذا الرجل وأخباره فى
جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هى أقل مايجب الإلتزام به،
حفاظاً
على قيمة وشرف مهنة الإعلام.. المهم فقد لفت نظرى أنه أثناء الحديث عن
الثورة ذَكر الليثى مُضيفه بالأيام الثمانية عشرة للثورة، فبادره «الشيخ»
بقوله إنها خمسة عشر يوماً فقط فى محاولة منه لحذف اليوم الخالد ٢٥ يناير
وماتلاه من يومين من ذاكرة التاريخ، وهى فعلا أيام الصمود والشجاعة والفداء
التى أظهرت للشعب المصرى كله بمن فيهم من تشجع من الإخوان والسلفيين أن
المستحيل ممكن، فخرجوا بالملايين يوم ٢٨ يناير.. فأى كذب وتزوير أكبر من
هذا؟! الحديث الثالث كان لمرشد الجماعة، يمُن فيه على د. البرادعى - ضمير
الثورة ومُلهمها الذى أطلق شرارة الحماس والشجاعة فى قلوب الشباب الواعى
-
فيقول بغرور: على د. البرادعى ألا ينسى أننا جمعنا له ٧٥٠ ألف توقيع على
وثيقة مطالب الثورة الأولى التى أطلقها تحت عنوان «معاً سنغير».. إذ يتضح
من هذا الكلام أن مرشد الجماعة لم يكن صادقاً ولامُخلصاً فى دعوة أتباعه
للتوقيع، وإنما لأغراض أخرى فى نفسه لصالح جماعته، فلم تكن زلة لسان قوله
«جمعنا له» ولم يقل لمصر أو لصالح الثورة أو التغيير! خلاصة القول أنهم
جماعات مكتوبون عند الله كذابون، ومأواهم جهنم وبئس المصير.. ووالله لو كان
مُسيلمة الكذاب حياً فى هذا العصر لكان هو إمامهم ومرشدهم.. فلا حول
ولاقوة إلا بالله
المصدر : [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]