المخلع (يو 5 : 1 – 13)
الهدف : الرجاء بمراحم الله وعدم اليأس (قم وأحمل سريرك وأمشى مر2 :9 )
كان هناك رجل مريض منذ 38 سنة يقيم عند بركة اسمها بركة بيت حسدا وقد تردَّد الناس على هذه البركة بكثرة لينالوا الشفاء، مما دعا إلى بناء خمسة أروقة (عنابر) حول هذه البركة ، جاء المسيح في يوم سبت إلى هذه الأروقة ورأى فيها جمهوراً كثيراً من مرضى وعمي وعُرج وعُسم مضطجعين يتوقّعون تحريك الماء. من بين هذا الجمهور التعيس المحزن اختار المسيح شخصاً واحداً متقدماً في السن ليشفيه، فيتبارك السبت المقدس بفعل الرحمة فيه. فلماذا اختار المسيح هذا المريض بالذات ليشفيه؟ هل لصعوبة أمره لكبر سنِّه، ولمرور ثمان وثلاثين سنة على مرضه؟ لا شك أنه كان أطول المرضى إقامة عند البركة. نستنتج أيضاً أن المسيح رآه مناسباً ليمنحه الشفاء، لأنه علم أن مرضه هذا أتاه نتيجة آثام كان قد ارتكبها، فيسهل منحه شفاء روحياً أيضاً مع شفائه الجسدي ، وقف المسيح عند هذا الرجل على فراشه، وتفرَّس فيه، وسأله سؤالاً ظاهره بسيط "أتريد أن تبرأ؟" كان يمكن أن يستخفَّ هذا الرجل بهذا السؤال الفضولي من غريب، لكنه احترم المسيح وكشف له أمره. لا بد أنه تأثر من هيئة المسيح، كما تأثر من صوته، فاحترمه وأجابه: "يا سيد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء، بل بينما أنا آتٍ، ينزل قدامي آخر ، من جواب المقعد على سؤال المسيح نرى أن مرضه ثقيل لدرجة أنه في هذه السنين كلها لم يمكنه أن يسبق الآخرين في النزول من الرواق إلى البركة عند تحريك الماء. كما نرى أيضاً أنه وحيد، ليس له معين يقدّم له هذه الخدمة الضرورية ،فقال له السيد المسيح "قم إحمل سريرك وأمشى" وحالاً برئ وحمل سريره ومشى. وعندما أمر المسيح الرجل أن يحمل سريره أوجب عليه أن يبرهن شفاءه السريع المجاني الكامل بعملٍ ظاهر يمجّد شافيه، ومن قول المسيح للرجل: "امشِ" يبيّن له أنه لا يكفي مجرد الشفاء، بل عليه أن يترك صُحبه السقماء، ويقصد صحبة الأصحاء وأعمالهم، عليه أن يخرج بين الناس ويُريهم ما عمل به المسيح. على الخاطئ الذي يخلّصه المسيح أن يترك عشرته القديمة الفاسدة أولاً، ويطلب عشرة الأتقياء ليتقوى في الإيمان. عليه أيضاً أن يُظهر للجميع بكلامه وأفعاله التغيُّر المهم الذي حصل فيه، ويمجد بذلك مخلصه.أطاع المريض أمر المسيح الذي شفاه، فحمل فراشه وسار وسط الناس، وكان ذلك يوم سبت، فانتقده رؤساء الدين اليهود وسألوه عن سبب شفائه. ولما لم يحصلوا على جواب منه لجهله من هو الذي شفاه، تركوه. لكن المسيح لم يتركه، فقد وجده في الهيكل وقال له: "ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشرّ". إن كل العذاب الذي يجوز فيه الإنسان لا يجلب التوبة ولا يطفئ فيه الميول الشريرة، فعذاب هذا الرجل كل هذه السنين لا يضمن أنه سيبتعد عن الخطيئة فيما بعد. ولذلك نصحه المسيح أن يتحذَّر من الرجوع إلى الخطية.
[ltr]أهمية الرجاء فى حياتنا : [/ltr]
الرجاء هو أحدي الفضائل الثلاث الكبري التي ذكرها معلمنا بولس الرسول في رسالته الأولى إلي كورنثوس حيث قال الرجاء والإيمان والمحبة هذه الثلاثة وهذه الثلاثة ترتبط بعضها بالبعض الآخر فالإيمان يلد الرجاء ، لأن الذي يؤمن بالله ، إنما يكون رجاء فيه ، والذي يكون له رجاء في الله ، يحبه وهكذا يصل إلي قمة العلاقة بالله في المحبة .
1- الرجاء قديم قدم البشرية بل أقد منها ،فأول رجاء عرفة البشر هو رجاء في الخلاص ، حينما وعد الرب قائلاً لآدم وحواء إن نسل لمرأة يسحق رأس الحية وظل هذا الرجاء في قلوبهم آلاف السنين حتي تحقق أخيراً في تجسد الرب، وفي صلبه عن البشرية
2- واولاد الله عندهم رجاء أيضاً في الحياة الأخرى ، في العالم الآخر في تحقق وعد الرب من حيث ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن ولم يخطر علي بال إنسان . هذه هي الحياة الأخرى التي نجاهد على الأرض لكى ننالها . 3- وهناك رجاء للجميع : للص وهو علي الصليب في أخطر سعات حياته . وهناك رجاء لزكا رئيس العشارين الذي كان يمثل قمه الظلم في عهده ، وهناك رجاء للمجدلية التي كان فيها سبعة شياطين فإذا بها إحدى المريمات القديسات ، وقد استحقت ان تكون مبشرة بالقيامة . وهناك رجاء حتي للشجرة التي لم تثمر ثلاث سنوات فقال الرب " انقب حولها وأضع زبلاً ، لعلها تثمر فيها بعد
4- المسحية تعطي رجاء حتى للقصبة المرضوضة و للفتيلة المدخنه :.القصبة المرضوضة قادر الله أن بعصبها ، والفتيلة المدخنه قادر الله ان يرسل لها ريحاً فتشعل في المسيحية يوجد رجاء للأفراد ويوجد رجاء للهيئات ، ويوجد رجاء للكنائس ويوجد رجاء للبلاد ويوجد رجاء للعالم كله لنا رجاء في افتقاد الرب للبشرية في كل وقت . هذا الرجاء لا يضعف أبداً عند المؤمنين مهما بدا الأمر صعباً وكيف ذلك ؟
5- لقد كان هناك رجاء للقدماء من القديسين ليونان النبى وهو في بطن الحوت وكان هناك رجاء للثلاثه فتية وهم في أتون النار ، ولدانيال وهو في جب الأسود وهناك رجاء حتي للعاقر التي لم تلد ، في اعطاء البصر للعميان ، و الصحه للجدع والعرج و المشلولين ، وكل ذى عاهة ، وصاحب اليد اليابسة ، حتى الإنسان الذي قضي ثمانى وثلاثين سنة إلي جوار البركة
6- عبارة " كل شئ مستطاع " تعطينا رجاء لا حدود له هكذا يقول بولس الرسول في الرجاء " استطيع كل شئ في المسيح الذى يقويني" والإنسان المسيحى يجد اختباراً لفضيلة الرجاء فيه ، حينما يقع في ضيقة أو في تجارب متنوعة ، أو في آلام صعبة ، أو في مشاكل تبدو لا حلول لها ، يعرف بالرجاء أن الرب عنده حلول كثيرة ، وان الرب لابد أن يأتي مهما بدا امام الناس أنه قد تاخر
7- الرجاء في مواعيد الله الصادقة والرجاء في الحياة الأبدية الجميلة في القيامة السعيدة ، الرجاء الذي نعلقة لا في امور العالم ، وإنما في ذلك الوطن السماوي " المدينة التي لها الأساسات التي صنعها وبارئها " لذلك نحن نعيش في الرجاء فرحين باستمرار يملأ قلوبنا ، لأننا لا نعتمد علي ذواتنا ولا علي وسائط عالمية ، إنما نعتمد علي الله الذي يعمل كل خير في هذا الرجاء أحب أن نعيش جميعاً ، ككنيسة ترجوا ملكوت الله وتنتظره ، وترجو عمل الله فيها كل حين ، ونؤمن بعمله ، وكعالم واسع الأرجاء في كل قاراته ، يرجو من الله ان يسود السلام في كل مكان و يسود الخير في كل مكان ، ، ويرجع الحب إلي قلوب الناس جميعاً ، فيرتبطون به ، ويعيشون به وكما قال المسيح
" بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضكم نحو بعض
هذا الرجاء إن لم يكن فينا فلنطلبة كعطية مجانية من الله ، الذي يملأ القلوب بسلامه وبرجائه
. له المجد الدائم من الآن وإلي الأبد آمين …