منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    العواقر فى الكتاب المقدس (1)

    سامى فرج
    سامى فرج
    ملاك نشيط
    ملاك نشيط


    رقم العضوية : 2541
    البلد - المدينة : لقاهرة
    عدد الرسائل : 145
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 22/06/2010

    cc العواقر فى الكتاب المقدس (1)

    مُساهمة من طرف سامى فرج السبت 17 يوليو 2010 - 10:34

    مكانة المرأة في الخليقة
    نتعلم من تكوين 2 أن الرجل خلق أولاً، ومن واحدة من أضلاع آدم صنع الله امرأة وأحضرها إليه لتكون معيناً نظيره. وفي 1 كورنثوس 11: 8 - 12 يسجل روح الله التعليق الآتي "لأن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل. لهذا ينبغي أن يكون لها سلطان على رأسها، من أجل الملائكة. غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل، في الرب. لأنه كما أن المرأة هي من الرجل، هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة، ولكن جميع الأشياء هي من الله". هنا نرى عرضاً متوازناً محكماً للحق الخاص بالعلاقة بين الرجل والمرأة.
    فإن حقيقة أخذ المرأة من الرجل تبرهن معادلتها له. إنها ليست أدنى منه بل هي صنوه وعديلته ومعينته. لكن مع هذه المعادلة يوجد الاختلاف. لقد خلقت المرأة من أجل الرجل وخلقت لتكون معه وإلى جانبه. ولم يقصد الله على الإطلاق أن تكون المرأة مستقلة عن الرجل، بل أن تكون شريكة له. وأن يكون الرجل والمرأة جسداً واحداً كرمز إلى المسيح وعروسه الكنيسة. والمرأة لا يكتمل جمالها الأدبي إلا إذا احتلت المكان الذي خلقت من أجله. هذا المكان هو أن تكون المعين المعادل للرجل.
    ومع ذلك جدير بنا أن نلاحظ أن المرأة وقد صنعت من الرجل فإن هذا يشير إلى أن الرجل هو رأسها. وهذه هي الخلاصة التي يستخلصها روح الله في الفصل المقتبس من 1 كورنثوس حيث يقول "لهذا - أي لأجل أن المرأة لها هذا المكان في الخليقة - ينبغي أن يكون لها سلطان على رأسها (أي أن تتخذ علامة تشير إلى خضوعها تحت سلطان الرجل) من أجل الملائكة"، وفي عدد 3 يقول الرسول "أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل". إذن من أجل هذا الترتيب في الخلق ينبغي أن تعترف المرأة برئاسة الرجل وأن يكون لها على رأسها رمز لسلطانه عليها، عليها هو غطاء على الرأس، خاصة عندما تصلي أو تتنبأ أو عندما تكون بين الجماعة في الكنيسة (ع 5 - 10). فإن الملائكة يتطلعون ليروا ترتيب الله في الخليقة وفي الكنيسة.
    وسنتكلم فيما بعد بالأكثر بخصوص غطاء المرأة لرأسها، ولكننا نكتفي هنا بالإشارة إليه بالإرتباط بمكانها في الخليقة، وما يتبعها من اعترافها بأن الرجل هو رأسها، وهذا ما يعنيه عندما تضع غطاء على رأسها بحسب قول الكتاب.
    والرسول بولس في 1 كورنثوس 11: 14 و15 يتخذ أيضاً من الطبيعة ذاتها برهاناً آخر على التمييز بين الرجل والمرأة ومكانها الصحيح في الخضوع "أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل إن كان يرخي شعره فهو عيب له؟ وأما المرأة إن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها، لأن الشعر (الطويل) قد أعطى لها عوض برقع"، فالله أعطى أن يكون للمرأة شعر طويل كعلامة مميزة لها عن الرجل، الذي رتب له أن يكون شعره قصيراً. هذا ترتيب طبيعي وضعه الله للمرأة أن يكون لها الشعر الطويل وللرجل الشعر القصير.
    إن الشعر الطويل في الكتاب المقدس يشير بصفة عامة إلى الخضوع وعدم الاستقلال كما إلى الوداعة التي تليق بالمرأة كالإناء الأضعف، ومن أجل ذلك وجب على الرجل أن يعطيها كرامة (1 بط 3: 7). والنص الذي أمامنا في 1 كورنثوس 11 يتكلم عن الشعر الطويل كمجد للمرأة. والمرأة بلا شك تعكس المجد والجمال اللذين بهما يسربلها الله عندما تحتل مكانها المعطى لها من الله - مكان الخضوع وعدم الاستقلال، وتتمسك بخصائصها الأنثوية. وبقدر ما تكون المرأة هكذا بقدر ما تبدو أكثر جمالاً وبقدر ما تحظى برضي الله. وعلى العكس على قدر ما تحاول المرأة أن تتشبه بالرجل أو أن تحتل مكانه بقدر ما تفقد من جمالها وفضلها.
    إن تعبير الكتاب "أم ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم؟" يمكن تطبيقه على مدى واسع جداً في موضوعنا. فإن التركيب الطبيعي والمزاجي للرجل والمرأة جد مختلف. والله في حكمته جعل اختلافاً شاسعاً في التركيب الجسماني والعقلي والعاطفي عند كل من الرجل والمرأة. لقد جعل الرجل، بصفة عامة، أشد قوة وزوده بطاقة ذهنية أغنى نشاطاً، بينما زود المرأة بعذوبة طبيعية وعاطفة رقيقة ونشاط ذهني يتفق مع سائر خصائصها التي تؤهلها للدائرة المنزلية العائلية. إن الله الخالق قد ركبهما هذا التركيب بالخلق الطبيعي لكي يملأ كل منهما مكاناً يختلف عن مكان الآخر ومع ذلك يكمّل كل منهما الآخر ويتمم أحدهما الآخر.
    وإذن، من الخليقة والطبيعة نتعلم أن للمرأة مكاناً متميزاً عن مكان الرجل في المجتمع البشري، وكذلك سوف نرى أن للمرأة مكاناً متميزاً أعطيت إياه من الله في الكنيسة وهو مكان يتفق ويتجاوب مع مكانها في الخليقة وفي الطبيعة. نعم سوف نرى أن مكانها في الخليقة يحدد مكانها في الكنيسة، وإن مكانها في الطبيعة هو توضيح لمكانها في النعمة، أو لعلاقتها مع الله كامرأة مسيحية. فالاثنان غير منفصلين. والله لا يعطي الرجل أو المرأة في الكنيسة مكاناً يتعارض مع مكانه في الخليقة أو في الطبيعة.

    2. مكان المرأة بعد السقوط
    رأينا في الخليقة أن مكان المرأة هو مكان الخضوع لرأسها في تعاون حبي معه، والآن نريد أن نعرف الدور الذي كان لها في قضية سقوط البشرية في جنة عدن، والمركز الذي أعطى لها نتيجة لهذا السقوط. ونتعلم من النص الكتابي في تكوين 3 أن الحية أغوت أمنا حواء لكي تأخذ من الثمرة المحرمة وكانت هي التي أخذت من الثمرة وأكلت وأعطت رجلها فأكل أيضاً مثلها (ع 1 و 6). ومن أجل ذلك قال الله لحواء "بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك" (تك 3: 16).
    وهنا نرى أول امرأة تمسك بزمام القيادة وتترك مكانها الطبيعي مكان الخضوع. وبدلاً من أن تصد هجوم الحية وتطلب حماية ومعونة رأسها المعطى لها من الله، نراها تتصرف بالاستقلال عنه فتنخدع وتغوى بالحية فتحصل في التعدي وعدم إطاعة وصية الله. من أجل ذلك نطق الله إليها مقرراً بكل تحديد أن مكانها هو مكان الخضوع لزوجها.
    ولم نترك نحن لنستخلص من هذه الحقائق ما يروق لنا أن نستخلصه، بل إن الكتاب أشار إلى غواية حواء بالشيطان في رسالة تيموثاوس الأولى 2: 11 ويتخذ من هذه الحقيقة سبباً لعدم السماح للمرأة في عصر الكنيسة الحاضر أن تغتصب السلطان والسيادة على الرجل. وهكذا نقرأ "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء، وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي".
    هنا نجد سببين لماذا لا تعلم المرأة في الكنيسة، الأول: إن آدم له المكان الأول في الخليقة، وهذا يتضمن الرئاسة. والثاني: هو أن المرأة أغويت بالحية. إن آدم لم يغو كما أغويت المرأة، بل أخطأ وعيناه مفتوحتان ومن أجل ذلك كان ذنبه أكبر من ذنب امرأته، لكن المرأة هي التي أغويت. هذا هو الدور الذي كان لحواء في سقوط الجنس البشري ومنه برهنت بنفسها أنها قائد فاشل في هذا الصدد ولا تصلح أن تكون مرشداً أو رأساً. ولذلك في حكمة الله وتدبيره الحسن، حال بينها وبين التسلط على الرجل أو أن تأخذ مركز المعلم في الكنيسة. وهذا هو التحذير الصارخ الأول والقوي والذي يسمع دويه أن تأخذ المرأة دور القيادة. وهو بالتأكيد تحذير حي عند نقطة ابتداء رحلة الإنسان عبر بحر الزمن.
    قال واحد هذه الملاحظة [عندما تخرج النساء عن مكانهن يضعن أنفسهن فريسة سهلة بين أنياب إبليس. إنها امرأة التي وردت في المثل والتي وضعت الخميرة في ثلاثة أكيال الدقيق - مت 13: 33] رمزاً لدخول المبادئ الفاسدة التي خمّرت الاعتراف المسيحي، وامرأة - حواء هي التي حصلت في التعدي.
    [وأيضاً "نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة" هن اللواتي يسبيهن أناس أشرار في الأيام الأخيرة" 2 تي 3: 6. وامرأة مثل إيزابل تبرز في صفحات التاريخ القديم مثلاً لكل ما هو مستهجن وشرير واسمها يطلق في سفر الرؤيا كرمز للفساد الكنسي والخراب الروحي الذي لا مثيل له (1 ملوك 21، رؤيا 2: 20).
    [وفي هذه الأيام نجد غالبية الوسطاء الروحانيين من النساء. ونظام الروحانية العصرية الذي بدأ بالنساء - وهن الأخوات الماكرات في أمريكا. وامرأة هستيرية مثل مسز هوايت قد صارت بادعاءاتها الكفرية قائدة ورائدة لذلك التعليم الشرير الذي ينادي به الأدفنتست وهم "مجيئيو اليوم السابع" Seventh day Adeventists.
    [وامرأة هي مسز إدي بدأت المناداة بما يسمى "مذهب العلم المسيحي" الذي لا هو علمي ولا هو مسيحي (ونضيف هنا الإحصائية عن أطباء العلم المسيحي في مدينة كبيرة أن 75% منهم نساء R. K. C.). وثيوسوفي المعروفة في نصف الكرة الغربي أصبحت شعبية بفضل امرأة تدعى مدام بلافتسكي، واستمر بامرأة تدعى مسز بيزنت -( A. J. Pollovk) وغيرهن كثيرات من المبتدعات شروراً في رداء تقوى يخفي بين طياته خروجاً على مبادئ الله الصحيحة. وإلى هذه القائمة يمكننا أن نضيف حركة الألسنة الحاضرة، والمظاهر الهستيرية التي يتزعمها نساء متحمسات في الادعاء بالتكلم بالألسنة والتنبؤ.
    لكن حاشا لنا أن نقول هذا لنقلل من شأن المرأة لأن المرأة من الناحية الأدبية بصفة عامة أرق في سجاياها من الرجل، وهي تفوقه في العواطف والإخلاص التقوي للمسيح. ولا نحن نقول ذلك لنناقش كفاءتها لأنها إذا قورنت بالرجل بأقل منه ذكاء أو قابلية للثقافة أو الكلام. لكننا نريد أن نقول من جهة المركز أن الرجل يأخذ مكاناً متقدماً عن المرأة والنقطة التي نريد أن نوضحها هنا هي هذه: عندما تخرج المرأة عن مكانها المعطى لها ومجال خدمتها المعين لها من الله وتأخذ مكان التعليم والقيادة للرجل غالباً ما تعرض نفسها لأن تصير الفريسة السهلة لغواية الشيطان. والوسيلة الفعالة لنشر هرطقاته وخرافاته. هذا هو الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه من حواء في جنة عدن ومن تاريخ المرأة التي تبع ذلك.
    من الناحية الأخرى عندما تستقر المرأة في مكانها الخاص بها، المعطى لها من الله تكون قوة فعالة ونافعة للخير، وحضورها وقوتها في خدمة المسيح تحت إرشاد الله، هو الأساس الضروري لنجاح واستمرار الكنيسة. والكتاب المقدس مليء بالأمثلة الحية من نساء متعاهدات بتقوى الله قمن بخدمات جليلة لمجد الله في مجالاتهن المعينة لهن من الله وعن هؤلاء سوف نتكلم بشيء من الإفاضة فيما بعد.
    الآن يمكننا أن نلخص ما قلناه آنفاً في هذه العبارات :لأن حواء خدعها الشيطان وأخذت مركز القيادة في حادثة الخطية الأولى كانت النتيجة أن المرأة وضعت في المنزلة الثانية بالنسبة للرجل. منزلة التابع لا المتبوع، وعليها أن تتعلم في سكوت بكل خضوع وغير مأذون لها أن تتسلط على الرجل. هذا هو مركز المرأة كما يقرره الكتاب المقدس - وهذا الدستور الإلهي يبقى ثابتاً غير متغير في زمان النعمة الحاضر في الكنيسة - وعلاوة على ذلك، كما قلنا، فإن تاريخ المرأة في العالم قد برهن على كمال حكمة وعدالة الترتيب الإلهي لها.
    3. نساء قديسات في العهد القديم
    يتكلم الرسول بطرس في مجال تحريضه الزوجات المسيحيات على التصرف الحسن، عن نساء قديسات أمثال سارة. هذه الأقوال التي شاء الروح القدس أن يعطينا إياها على فم بطرس نافعة لنا في هذه الأيام، وفيها نقرأ "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النساء بدون كلمة. ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف. ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر، والتحلي بالذهب، ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي، في (الزينة) العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن. فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً، المتوكلات على الله، يزيّن أنفسهن، خاضعات لرجالهن، كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها. التي صرتن أولادها صانعات خيراً وغير خائفات خوفاً البتة" (1 بطرس 3: 1 - 6).
    هذه عبارات واضحة صريحة وتحتاج إلى تعليق محدود. وسارة التي من تاريخ العهد القديم، والتي قد نراها شخصية قوية ومستبدة لكنها مثالاً للنساء القديسات منذ القديم، اللواتي لازمن بيوتهن، خاضعات لرجالهن، متحليات بروح الوداعة والخضوع. هذا يعطينا صورة لمركز المرأة إزاء الرجل والممارسة العملية التي تليق بالقديسات.
    تحت الناموس
    وبالارتباط مع هذا نورد هنا إشارة إلى مكان المرأة تحت الناموس فإن بولس الرسول كتب للكورنثيين معلماً إياهم عن مكان المرأة في الاجتماع قائلاً "لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس" (1 كو 14: 34). ولسنا نجد في الناموس عبارة محددة تقول هكذا أو معنى ينصرف إلى هذا بل المقصود إن كل كتاب العهد القديم يساير هذا المنحى، فإنه في كل التدبير الناموسي نجد أن مكان المرأة هو مكان الخضوع والطاعة وليس مكان القيادة والتسلط.
    وعلى ذلك نحن نرى بكل وضوح أن الخليقة، والسقوط والناموس، جميعاً تتفق في إبراز مكان الخضوع الذي هو مكان المرأة المعين لها من الله. وبهذه الخلفية الكتابية لنتأمل الآن مكان المرأة في تدبير النعمة الحاضر سواء في البيت أو في الكنيسة.
    4. المرأة في تدبير النعمة
    لقد تأملنا طويلاً في مكان المرأة في الخليقة وفي سقوط البشرية وفي الناموس، ولاحظنا ما يذكره الكتاب عن مركزها في هذه الدوائر وما ارتبط بالتعليمات الخاصة إزاء مكانها في الكنيسة، والآن نريد أن ندرس بصفة خاصة مكانها في العهد الجديد أو في عصر النعمة الحاضر المعروف فترة الكنيسة.
    في البيت
    ذكرنا أن البيت يأتي كواحد من الدائر الهامة التي تميز المركز الخاص الذي أعطاه إياها الله. ومن الطبيعي يأتي المنزل قبل الكنيسة في الترتيب الأدبي وفي الترتيب الزمني باعتباره الأساس للمجتمع كله. ومن الصحيح كما رأينا في البداية المكان الخاص الذي يعطيه الكتاب للمرأة في هذه الدائرة المباركة جداً. وهذا سيساعدنا أيضاً أن نرى جيداً المركز الإلهي الممنوح للنساء في الكنيسة، لأن مكانها في البيت وفي الكنيسة هما بالضرورة في انسجام وتوافق، أحدهما مع الآخر، وإذا تعلمت المرأة أن تأخذ مكانها الصحيح في البيت فإنها ستميز أكثر مكانها الصحيح في الكنيسة.
    إن العلاقة الأساسية للبيت هي علاقة الزوج بالزوجة، ثم إذا كان هناك أولاد بعد ذلك فهناك أيضاً تلك العلاقات السعيدة علاقات الأبوة والأمومة والبنوة. وفي هذه العلاقة الجميلة للزوجة، أو للزوجة والأم، تحتل المرأة مكانة هامة جداً ولها تأثيرها الواضح في البيت. والبيت لا يكون بيتاً حقيقياً بدون الزوجة التقية أو الأم التقية.
    لقد سبقت الإشارة إلى المركز الذي أعطاه الله لحواء كالقرينة المعينة لآدم. لقد أحضرها الله له وأخذت مكانها إلى جواره كزوجة ومعينة أعدها الله له.. لقد خلقت لتكون شريكة ورفيقة حضنه، جسداً واحداً معه، وإذ جبل الرجل أولاً صار لها رأساً، ولما دخلت حالة السقوط، قال الله بالتحديد أن حواء تخضع لتعليمات وحكم زوجها. ولكن حاشا أن يكون معنى ذلك أن يدوسها بقدمه بل أن تكون إلى جانبه، وفي مساواة معه، تحت حماية ذراعه، وبالقرب من قلبه لتنعم بمحبته. هذه هي المكانة الخاصة التي تحتلها المرأة في علاقة الزوجية كما رتبها الله في الخليقة.


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 18:32