المشوار معها حتى النهاية ؟ اهل مار يوسف بهذه السذاجة ليقبل بهذا الامر بسهولة ؟ اكيد لا سيظل الشك يوخز عقله وقلبه ويقظ مضجعه الى ان يعلم العلم اليقين ماهي الحقيقة .
- هنا بدأ الصراع عند مار يوسف عندما بدأ يرى ويشاهد بطن خطيبته تكبر امامه ، ساورته شكوك عدة وعلى اثرها قد يقدم على جريمة ويقتلها لانها اقدمت على فعل شنيع او ارتكبت خطيئة . ظل يتخبط هنا وهناك لا ليله ليل ولا نهاره نهار ، يسألها ام لا ؟ واذا عرف ان هناك امر غير اخلاقي ماذا سيفعل ؟ وهنا جاء دور الرب وتدخله يأتي في الوقت المناسب عندما يشعر الانسان باليأس والقنوط ( لاتخف ان تأخذ امرأتك فالمولود منها هو من الروح القدس ) المولود من عذراء من خطيبتك هو من الله وليس من رجل اخر ، يجب ان تحافظ عليه وتحميه هو وامه وانا اكفلك بهما واكلفك بأن تهتم بالام وطفلها . اذا بعد التفكير العميق والشك الذي ساور ماريوسف لفترة طويلة وصمته وانزوائه قطع الرب هذا الصمت الرهيب واظهر الحقيقة له ( كما ان الرب مرات يقطع صمتنا وسكوتنا ويظهر لنا الحقيقة التي نريد معرفتها لكي نتجنب الوقوع في الخطأ واتهام اشخاص لاذنب لهم في شيء ) اقتنع مار يوسف اخيرا ان لله مشيئة في هذا الحبل ومشيئته فوق كل شيء وانه لابد من ان يأتي ويحل الخلاص في شعب اسرائيل . وسيتجلى دوره الذي بدأ عندما قرر ان يحافظ ويصون هذه المرأة لحين وقت ولادتها ولتبان الحقيقة بعد مدة من الزمن وبشهادة الرجل العجوز شمعون الشيخ ( هذا الطفل مختار من الله ) هذا الطفل ستحيا الامة من جديد على يديه وبواسطته ، هو الذي سيكون مخلص اسرائيل من الطغاة والظالمين .
لقد استحقت مريم العذراء بهذا الفعل وهذا القبول لامر الرب والقناعة التامة بارادته ان تكون اما ليسوع ، ليس فقط لان هذه ارادة الله ومشيئته ويجب ان تكملها رغما عنها بل بحريتها لانها اثبتت بصدقها وايمانها وانصياعها لله وسماع كلمته والعمل بهما انها تستحق ان تكون الام المثالية والعظيمة والقديسة لتحمل الكلمة التي صارت جسدا في حياتها . بصلاتها وثقتها وتواضعها نالت حظوة عند العلي الذي اراد ان تكون هذه المرأة البسيطة اما لابنه الذي سيكشف في يوم ما اسمه للامم اجمعين وسيعظمه بين كل الشعوب كما عظماه مريم ويوسف واليصابات وزكريا الكاهن ويوحنا المعمذان الذي اكد ان الخلاص يأتي بالتوبة والرجوع الى الله خالقنا ( توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات ) . فمريم العذراء اضحت بحق القدوة والمثال والرمز لنا لاختبارها الحقيقي لوجود الله في حياتنا وعمله في كل ركن من اركانها حياتنا الايمانية والانسانية والروحية للوصول الى قمة القداسة . فهي الوسيطة والطريق والدليل لنا للوصول الى الاب ، تعطينا كل ما نحتاجه ولا تبخل علينا بشيء وكل مانطلبه منها لاترجعنا خائبين فهي امنا في الشدائد والمصائب ( فالام لاتبخل بشيء على ابناءها واولادها وتكون معهم حتى النهاية وتحميهم من الشرور ) وتشاركنا في صعوباتنا وترفع عنا همومنا وخطايانا وتساعدنا وتعيننا ، فهي ام النعمة الالهية وهي ام المعونة الدائمة ، بها شاركنا في الام ربنا يسوع المسيح ، وبها نكتشف يوم بعد اخر ان الله لايتركنا وهو معنا الى انقضاء العالم .
- من كل هذا اقول ان امنا العذراء مريم تظل الشمعة المنيرة والسماء الصافية والشمس الساطعة التي تنور حياتنا ، وهي ينبوع المحبة الفائض لابنائها الذي لاينضب ابدا ، انها الام القديسة التي تلعب دورا بارزا في حياة كل واحد منا لتقربنا من ابنها يسوع لكي نقتدي به ونحذو حذوه في كل شيء ماعدا الخطيئة التي تمزق حياة الانسان فلنكرم ونقدس امنا العذراء في حياتنا وايماننا وصلاتنا وعبادتنا ولنتشفع لها لتكون السند القوي لنا لكي لانقع في التجربة فنهلك .
لتكن مباركة امنا العذراء مريم
شجرة مريم بالمطرية القاهرة:
شجرة مريم مزار مقدس للباحثين عن الشفاء... والإنجاب
طه: النساء يشربن من البئر لعلاج العقم أملاً في الإنجاب
القمص متى: البلسم نبت بجوار الشجرة مع أنه لا ينمو في مصر
سعدية: مازالت أسماء جنود الحملة الفرنسية على الشجرة حتى الآن
الحاج محمد: سمعنا ونحن صغار أن الدماء سالت من الشجرة
القاهرة - أنور الجعفري:
تعد شجرة مريم من أهم وأشهر المزارات التي خلفتها رحلة العائلة المقدسة الى مصر, فبعد أن علم الحاكم الروماني بنبوءة مفادها أن الطفل الوليد يسوع يمثل خطراً أو تهديدا للعرش, أمر بقتله, وسارع الأعوان والأتباع في طلب الطفل, ولكن الأم السيدة مريم العذراء كانت قد قررت الرحيل من أرض فلسطين الى مصر, ومعها وليدها ورفيق الرحلة يوسف النجار, وخرج وراءهم الجنود والأتباع, حتى وصلوا إلى منطقة المطرية, وعند شجرة الجميز اختبأ الثلاثة, بين الفروع والأغصان التي تدلت, وكأنها تريد أن تحميهم وتخفيهم عن العيون, حتى مر الجنود وخرج الثلاثة, وكان بجوار الشجرة بئر, فقامت السيدة العذراء بغسل الوليد من ماء البئر, ومرت بالأماكن المحيطة, والتي أصبح لكل مكان فيها حكاية, ومن يومها أصبح المكان عموما, والبئر والشجرة خصوصاً, مزارا مقدسا للجميع, يطلبون فيه البركة والشفاء, وأصبح اسم مريم مسيطرا على المكان بصورة واضحة فأطلقوه على المدرسة, والمكتبة, والكافيتريا, ومحال المصوغات والمجوهرات والكنيسة, حتى الشوارع وبعض العمارات لا تخلوا من اسم مريم.
"السياسة" زارت شجرة مريم والتقت بالمحيطين بها والمسؤولين عن رعايتها فكان هذا التحقيق:
تقول سعدية شاش مفتشة الآثار بالموقع: المكان هنا يبعث على الهدوء والراحة النفسية, وهو مزار مقدس للجميع, ويأتي إليه الأجانب والمصريون من المسلمين والمسيحيين, ومن جميع الطبقات والشرائح والثقافات, وبالنسبة للشجرة فهي كما تروي المصادر التاريخية اختبأت فيها السيدة العذراء والسيد المسيح ورفيق الرحلة يوسف النجار, ومن البئر المجاور للشجرة غسلت السيدة العذراء ابنها الوليد, وهناك رواية تاريخية تقول بأن النبات المسمى البيلسان أو البلسم نبت بجوار الشجرة رغم أن موطنه الأصلي فلسطين, وهو الذي يستخرج منه زيت البلسم الشافي, وموجود في الكنائس, ويستخدم في أغراض دينية حتى أن الشارع المجاور أطلق عليه اسم شارع البلسم, وهناك قصة أخرى شهيرة, وهي أن جنود الحملة الفرنسية أصابهم رمد في عيونهم ومرض جلدي, فزاروا المكان واغتسلوا من البئر, وطلبوا الشفاء, فتم شفاؤهم وزاروه مرة أخرى وحفروا أسماءهم على الشجرة, ومازالت الحروف الأجنبية موجودة حتى الآن.
نصف دستة أولاد
وإذا كان هذا ما روته الذاكرة التاريخية التي تعتمد على التوثيق, فماذا قالت الذاكرة الشعبية التي تعتمد على الروايات الشفهية? تقول أم مريم التي رفضت التصوير حيث إنها من جذور صعيدية في محافظة المنيا: لي قصة قديمة مع الشجرة والبئر, فعندما جئت من الصعيد الى مصر, سكنت بجوار سيدة كان اسمها أم عبد الفتاح كانت في أيام صيامنا لا تأكل أمامي اللحوم, وأنا لا أتناول أمامها الطعام في رمضان, ولما رأت لهفتي على الإنجاب بعد سنين من الزواج, واليأس من كثرة العلاج, وصفت لي المكان, وبالفعل أتيت وبكيت, وإحدى السيدات أعطتني زجاجة ماء, قالت لي إنهم أحضروها من البئر, وقالت لي: عندما تعودين إلى بيتك إغسلى بها جسدك, وبعدها بشهور أحسست بألم الحمل, حتى أن جارتى أم عبد الفتاح طلبت مني أن أسمي المولود مريم لو كانت بنتا وبالفعل جاءت بنتا وأطلقت عليها اسم مريم وبعدها أنجبت 6 من الإناث والذكور.
وتروي أم مريم قصة أخرى عن إحدى قريباتها من الفتيات, فتقول :كانت البنت جميلة , وفجأة ظهر على جسمها طفح جلدي, وأشياء مثل الدمامل والخراريج, واحتارت في العلاج من أدوية ومراهم وكريمات, فقلت لأمها :إذهبي بها لشجرة مريم, وأحضرا معكما ماء من البئر, لتغسل جسمها فنظرت لي الأم نظرة يأس رأيت فيها استخفافا بكلامي, ولم تذهب, فقمت أنا في الصباح, وأخذت الفتاة معي وذهبنا وزرنا, وما أن جلسنا تحت الشجرة, حتى رأيت نظرة سعادة في وجهها وعدنا الى البيت, ولاحظت الأم أن حالة ابنتها النفسية تغيرت, وأنها رجعت بوجه مشرق, والحمد لله شفيت البنت تماما بعد أسبوع, وبقيت بعض التغيرات الخفيفة في لون الجلد اختفت تدريجيا, ومن يومها ورغم السنين, فإن البنت لا تنسى هذا الموضوع, وتحبني حبا كبيرا.
حارة الخمير
وهناك قصة غريبة يرددها الأهالي, ولكنها غير مؤكدة, وتتضارب الأقوال حولها, وهي خاصة بحارة تسمى حارة الخمير, وتدور القصة حول مرور السيدة العذراء بهذه الحارة, وانها طلبت منهم بعض الخبز, فرفضوا, فحزنت السيدة العذراء, ومنذ ذلك اليوم لم يختمر عجين أو خبز في هذا المكان, في حين يروي البعض أن هذا يتم لمدة يوم واحد في السنة, وربما يكون اليوم الذي منعوا فيه الخبز عن السيدة العذراء.
ومن المجاورين للشجرة طه احمد طه الذي قال: دائما نرى السياح يأتون لزيارة هذا المكان, لأن مزار شجرة مريم مشهور ومعروف, وكذلك يأتي المصريون, وتزداد الزيارات في أيام الأعياد, وخصوصاً أعياد الميلاد, وهناك سيدات تأتي للتبرك بالمكان, أو بهدف الإنجاب, لأن هناك من يعتقد في أن شرب ماء البئر يعالج العقم, وهناك من يأتي من أجل الشفاء من الأمراض الجلدية, فيأخذ من ماء البئر ليشرب ويغتسل طلبا للشفاء.
العم زيتون
أما الحاج محمد الدسوقي وشهرته زيتون, فيقول :المكان تغير تماما عما كان عليه من قبل, فأنا رأيت المكان وعاصرته منذ الأربعينات, وظل لسنوات طويلة من دون سور, ولكن بعد ازدياد حركة الأجانب لاحظنا عملية بناء السور والشكل الحالي, ودائما نرى الناس يأتون للزيارة العادية, ومنهم من يأتي للشفاء من الأمراض لما يسمعونه عن هذا المكان, وهناك شيء غريب سمعناه ونحن صغار, وهو أن أحد الأشخاص ضرب الشجرة بحجر, فسالت منها الدماء, ومن يومها لم يكرر أحد هذا الفعل, وحكايات أخرى كثيرة عن الشجرة والبئر والمكان كله عموماً.
البلسان
ومن الناحية الدينية يقول القمص صليب متى ساويرس راعي كنيسة الشهيد مار جرجس بالجيوشي: الناس يتبركون بشجرة مريم, ويزورونها لأنها تحمل قداسة كبيرة لهم, فهي التي ظللت السيدة العذراء والسيد المسيح أثناء مرورهم بمصر في رحلة العائلة المقدسة, ومن الغريب والعجيب أن الشجرة نبت بجوارها نبات البلسم الذي لا ينبت أصلا في مصر, وهذه النبات له بركة ويستخرج منه زيت البلسم, الذي يدخل في صناعة الأطياب والعطور, ويدخل في عمل زيت النيرون الذي يدخل في عملية التعميد, وهو من أسرار الكنيسة, وكل إنسان يذهب للشجرة, فهو يذهب حسب رغبته في البركة أو طلبا للشفاء, فهو مكان مقدس ومبارك, والكل يتبرك به ويعتقد فيه وفي بركته.مما يذكره المؤرخون أن شجرة مريم الأصلية التى إستراحت تحتها العائلة المقدسة فى المطرية (20) قد أدركها الوهن نتيجه للشيخوخه فسقطت وماتت سنة 1656 م وقام بجمع فروعها وأغصانها جماعة من كهنة الآباء الفرنسيسكان .
أما الشجرة الموجودة حالياً فقد نبتت مكانها من جذور الشجرة الأولى وهى ترجع إلى عام 1672
م . وقامت مصلحة ألاثار ببناء سور حولها وحولتها إلى مزار سياحى ويقال أن بئر الماء المقدس بالمنطقة , ويوجد بالمنطقة كنيسة كاثوليكية فى شارع البلسم .
وكان فى المكان ساقية كانت تقوم بتوزيع الماء من عدة ينابيع لرى حدائق البلسان التى حولها , وظلت منطقة شجرة المطرية (21) إحدى المناطق المقدسة المشهورة فى الشرق لعدة قرون , وزارها الكثير من السياح الأجانب فى العصور القديمة من جهات مختلفة .
وكان يوجد النبع " البئر المقدس " الذى أستقت من ماؤه العائلة المقدسة وهو موجود أمام سوق المطرية للخضار ولكن بنى فوقه عماره كبيره وقد ذكر الصحفى كمال الملاخ موضوع البئر المقدسة فى جريدة الهرام القاهرية الذى أكتشفه صاحب البناء المسلم أثناء عملية الحفر وهدد بطمرة بالأسمنت المسلح وقام البناء وسكت الصحفى المسيحى وضاع أثراً من آثار العائلة المقدسة فى مصر وقام البناء على هذا الأثر الفريد دليلاً على تخلف مصر.
وكان هذا النبع له قوة على الشفاء ومن الطريف أنه بعد أنتهاء معركة عين شمس وكانت بين كليبر قائد الجيش الفرنسى (حل محل نابليون فى الحملة الفرنسية على مصر لرحيل نابليونإلى فرنسا) وبين الجيوش التركية وكانت نتيجة الحرب إنتصار كليبر - وغرض سرد هذه المعركة أن جنود الحملة الفرنسية عرجوا على شجرة مريم بالمطرية وكتبوا أسمائهم على فروعها بأسنة السيوف , ودون بعضهم قصة شفائة من مرض الرمد وبرئت أعينهم بعد أن أغتسلوا من نبع المطرية وباركه الرب يسوع فقدموا صلواتهم وشكرهم للرب على نعمة شفائهم .
وقد كان لأقباط الأوائل كنيسة كبيرة فى المنطقة وكانت الإحتفالات تقام سنوياً فى ذكرى مجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ومما يذكره التاريخ أنه كانت فى المطرية كنيسة بأسم مار جرجس أستولى عليها المسلمون وحولوها إلى جامع وذكر إميلينو Amelineau العالم الفرنسى الذى وضع كتاب مصر القبطية أن :
المطرية قرية صغيرة ذكرها السنكسار خصيصاً بسبب رحلة العائلة المقدسة إلى مصر , فورد فى السنكسار ذكر مرورها بالمطرية وإستراحها وإغتسالها من النبع الذى حل بواسطته على النبع البركة والتقديس ومن ساعته نبت نبات البلسم الذى كان يستخدم فى المعمودية وفى تكريس الكنائس وكدواء شافٍ للأمراض , وكانت ترسل منه هدايا إلى الملوك , ولذلك أصبحت قرية المطرية من أشهر الأماكن المشهورة فى مصر , وأصبحت مزاراً هاماً لنوال البركة يالرغم من أن حدائق المطرية لم تعد منذ أمد طويل تنتج ذلك البلسم الذى اشتهرت بإنتاجه قديماً .
ويقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى مقاله له فى جريدة وطنى بتاريخ 12/6/2005 م عدد 2268 : " وفي المطرية أو (البطرية) استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلي اليوم بـ(شجرة مريم).وهناك أنبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه.ثم غسلت فيه العذراء القديسة مريم ملابس الطفل الإلهي وصبت غسالتها علي الأرض,فنبت في تلك البقعة نبات عطري ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات (البلسم) أو (البلسان),يضيفونه إلي أنواع العطور والأطياب التي يصنعون منها مسحة (الميرون) MYRON المستخدم في الطقوس الكنسية في تدشين وتقديس مياه المعمودية,وتدشين أعضاء المعمدين بعد تعميدهم,ومسحهم في ستة وثلاثين موضعا من أبدانهم (هي مجموع الحواس والأعضاء والمفاصل),وفي تدشين الكنائس والهياكل والمذابح وكل أدواتها,وفي مسح الكهنة والملوك المسيحيين.
للموضوع بقية
- هنا بدأ الصراع عند مار يوسف عندما بدأ يرى ويشاهد بطن خطيبته تكبر امامه ، ساورته شكوك عدة وعلى اثرها قد يقدم على جريمة ويقتلها لانها اقدمت على فعل شنيع او ارتكبت خطيئة . ظل يتخبط هنا وهناك لا ليله ليل ولا نهاره نهار ، يسألها ام لا ؟ واذا عرف ان هناك امر غير اخلاقي ماذا سيفعل ؟ وهنا جاء دور الرب وتدخله يأتي في الوقت المناسب عندما يشعر الانسان باليأس والقنوط ( لاتخف ان تأخذ امرأتك فالمولود منها هو من الروح القدس ) المولود من عذراء من خطيبتك هو من الله وليس من رجل اخر ، يجب ان تحافظ عليه وتحميه هو وامه وانا اكفلك بهما واكلفك بأن تهتم بالام وطفلها . اذا بعد التفكير العميق والشك الذي ساور ماريوسف لفترة طويلة وصمته وانزوائه قطع الرب هذا الصمت الرهيب واظهر الحقيقة له ( كما ان الرب مرات يقطع صمتنا وسكوتنا ويظهر لنا الحقيقة التي نريد معرفتها لكي نتجنب الوقوع في الخطأ واتهام اشخاص لاذنب لهم في شيء ) اقتنع مار يوسف اخيرا ان لله مشيئة في هذا الحبل ومشيئته فوق كل شيء وانه لابد من ان يأتي ويحل الخلاص في شعب اسرائيل . وسيتجلى دوره الذي بدأ عندما قرر ان يحافظ ويصون هذه المرأة لحين وقت ولادتها ولتبان الحقيقة بعد مدة من الزمن وبشهادة الرجل العجوز شمعون الشيخ ( هذا الطفل مختار من الله ) هذا الطفل ستحيا الامة من جديد على يديه وبواسطته ، هو الذي سيكون مخلص اسرائيل من الطغاة والظالمين .
لقد استحقت مريم العذراء بهذا الفعل وهذا القبول لامر الرب والقناعة التامة بارادته ان تكون اما ليسوع ، ليس فقط لان هذه ارادة الله ومشيئته ويجب ان تكملها رغما عنها بل بحريتها لانها اثبتت بصدقها وايمانها وانصياعها لله وسماع كلمته والعمل بهما انها تستحق ان تكون الام المثالية والعظيمة والقديسة لتحمل الكلمة التي صارت جسدا في حياتها . بصلاتها وثقتها وتواضعها نالت حظوة عند العلي الذي اراد ان تكون هذه المرأة البسيطة اما لابنه الذي سيكشف في يوم ما اسمه للامم اجمعين وسيعظمه بين كل الشعوب كما عظماه مريم ويوسف واليصابات وزكريا الكاهن ويوحنا المعمذان الذي اكد ان الخلاص يأتي بالتوبة والرجوع الى الله خالقنا ( توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات ) . فمريم العذراء اضحت بحق القدوة والمثال والرمز لنا لاختبارها الحقيقي لوجود الله في حياتنا وعمله في كل ركن من اركانها حياتنا الايمانية والانسانية والروحية للوصول الى قمة القداسة . فهي الوسيطة والطريق والدليل لنا للوصول الى الاب ، تعطينا كل ما نحتاجه ولا تبخل علينا بشيء وكل مانطلبه منها لاترجعنا خائبين فهي امنا في الشدائد والمصائب ( فالام لاتبخل بشيء على ابناءها واولادها وتكون معهم حتى النهاية وتحميهم من الشرور ) وتشاركنا في صعوباتنا وترفع عنا همومنا وخطايانا وتساعدنا وتعيننا ، فهي ام النعمة الالهية وهي ام المعونة الدائمة ، بها شاركنا في الام ربنا يسوع المسيح ، وبها نكتشف يوم بعد اخر ان الله لايتركنا وهو معنا الى انقضاء العالم .
- من كل هذا اقول ان امنا العذراء مريم تظل الشمعة المنيرة والسماء الصافية والشمس الساطعة التي تنور حياتنا ، وهي ينبوع المحبة الفائض لابنائها الذي لاينضب ابدا ، انها الام القديسة التي تلعب دورا بارزا في حياة كل واحد منا لتقربنا من ابنها يسوع لكي نقتدي به ونحذو حذوه في كل شيء ماعدا الخطيئة التي تمزق حياة الانسان فلنكرم ونقدس امنا العذراء في حياتنا وايماننا وصلاتنا وعبادتنا ولنتشفع لها لتكون السند القوي لنا لكي لانقع في التجربة فنهلك .
لتكن مباركة امنا العذراء مريم
شجرة مريم بالمطرية القاهرة:
شجرة مريم مزار مقدس للباحثين عن الشفاء... والإنجاب
طه: النساء يشربن من البئر لعلاج العقم أملاً في الإنجاب
القمص متى: البلسم نبت بجوار الشجرة مع أنه لا ينمو في مصر
سعدية: مازالت أسماء جنود الحملة الفرنسية على الشجرة حتى الآن
الحاج محمد: سمعنا ونحن صغار أن الدماء سالت من الشجرة
القاهرة - أنور الجعفري:
تعد شجرة مريم من أهم وأشهر المزارات التي خلفتها رحلة العائلة المقدسة الى مصر, فبعد أن علم الحاكم الروماني بنبوءة مفادها أن الطفل الوليد يسوع يمثل خطراً أو تهديدا للعرش, أمر بقتله, وسارع الأعوان والأتباع في طلب الطفل, ولكن الأم السيدة مريم العذراء كانت قد قررت الرحيل من أرض فلسطين الى مصر, ومعها وليدها ورفيق الرحلة يوسف النجار, وخرج وراءهم الجنود والأتباع, حتى وصلوا إلى منطقة المطرية, وعند شجرة الجميز اختبأ الثلاثة, بين الفروع والأغصان التي تدلت, وكأنها تريد أن تحميهم وتخفيهم عن العيون, حتى مر الجنود وخرج الثلاثة, وكان بجوار الشجرة بئر, فقامت السيدة العذراء بغسل الوليد من ماء البئر, ومرت بالأماكن المحيطة, والتي أصبح لكل مكان فيها حكاية, ومن يومها أصبح المكان عموما, والبئر والشجرة خصوصاً, مزارا مقدسا للجميع, يطلبون فيه البركة والشفاء, وأصبح اسم مريم مسيطرا على المكان بصورة واضحة فأطلقوه على المدرسة, والمكتبة, والكافيتريا, ومحال المصوغات والمجوهرات والكنيسة, حتى الشوارع وبعض العمارات لا تخلوا من اسم مريم.
"السياسة" زارت شجرة مريم والتقت بالمحيطين بها والمسؤولين عن رعايتها فكان هذا التحقيق:
تقول سعدية شاش مفتشة الآثار بالموقع: المكان هنا يبعث على الهدوء والراحة النفسية, وهو مزار مقدس للجميع, ويأتي إليه الأجانب والمصريون من المسلمين والمسيحيين, ومن جميع الطبقات والشرائح والثقافات, وبالنسبة للشجرة فهي كما تروي المصادر التاريخية اختبأت فيها السيدة العذراء والسيد المسيح ورفيق الرحلة يوسف النجار, ومن البئر المجاور للشجرة غسلت السيدة العذراء ابنها الوليد, وهناك رواية تاريخية تقول بأن النبات المسمى البيلسان أو البلسم نبت بجوار الشجرة رغم أن موطنه الأصلي فلسطين, وهو الذي يستخرج منه زيت البلسم الشافي, وموجود في الكنائس, ويستخدم في أغراض دينية حتى أن الشارع المجاور أطلق عليه اسم شارع البلسم, وهناك قصة أخرى شهيرة, وهي أن جنود الحملة الفرنسية أصابهم رمد في عيونهم ومرض جلدي, فزاروا المكان واغتسلوا من البئر, وطلبوا الشفاء, فتم شفاؤهم وزاروه مرة أخرى وحفروا أسماءهم على الشجرة, ومازالت الحروف الأجنبية موجودة حتى الآن.
نصف دستة أولاد
وإذا كان هذا ما روته الذاكرة التاريخية التي تعتمد على التوثيق, فماذا قالت الذاكرة الشعبية التي تعتمد على الروايات الشفهية? تقول أم مريم التي رفضت التصوير حيث إنها من جذور صعيدية في محافظة المنيا: لي قصة قديمة مع الشجرة والبئر, فعندما جئت من الصعيد الى مصر, سكنت بجوار سيدة كان اسمها أم عبد الفتاح كانت في أيام صيامنا لا تأكل أمامي اللحوم, وأنا لا أتناول أمامها الطعام في رمضان, ولما رأت لهفتي على الإنجاب بعد سنين من الزواج, واليأس من كثرة العلاج, وصفت لي المكان, وبالفعل أتيت وبكيت, وإحدى السيدات أعطتني زجاجة ماء, قالت لي إنهم أحضروها من البئر, وقالت لي: عندما تعودين إلى بيتك إغسلى بها جسدك, وبعدها بشهور أحسست بألم الحمل, حتى أن جارتى أم عبد الفتاح طلبت مني أن أسمي المولود مريم لو كانت بنتا وبالفعل جاءت بنتا وأطلقت عليها اسم مريم وبعدها أنجبت 6 من الإناث والذكور.
وتروي أم مريم قصة أخرى عن إحدى قريباتها من الفتيات, فتقول :كانت البنت جميلة , وفجأة ظهر على جسمها طفح جلدي, وأشياء مثل الدمامل والخراريج, واحتارت في العلاج من أدوية ومراهم وكريمات, فقلت لأمها :إذهبي بها لشجرة مريم, وأحضرا معكما ماء من البئر, لتغسل جسمها فنظرت لي الأم نظرة يأس رأيت فيها استخفافا بكلامي, ولم تذهب, فقمت أنا في الصباح, وأخذت الفتاة معي وذهبنا وزرنا, وما أن جلسنا تحت الشجرة, حتى رأيت نظرة سعادة في وجهها وعدنا الى البيت, ولاحظت الأم أن حالة ابنتها النفسية تغيرت, وأنها رجعت بوجه مشرق, والحمد لله شفيت البنت تماما بعد أسبوع, وبقيت بعض التغيرات الخفيفة في لون الجلد اختفت تدريجيا, ومن يومها ورغم السنين, فإن البنت لا تنسى هذا الموضوع, وتحبني حبا كبيرا.
حارة الخمير
وهناك قصة غريبة يرددها الأهالي, ولكنها غير مؤكدة, وتتضارب الأقوال حولها, وهي خاصة بحارة تسمى حارة الخمير, وتدور القصة حول مرور السيدة العذراء بهذه الحارة, وانها طلبت منهم بعض الخبز, فرفضوا, فحزنت السيدة العذراء, ومنذ ذلك اليوم لم يختمر عجين أو خبز في هذا المكان, في حين يروي البعض أن هذا يتم لمدة يوم واحد في السنة, وربما يكون اليوم الذي منعوا فيه الخبز عن السيدة العذراء.
ومن المجاورين للشجرة طه احمد طه الذي قال: دائما نرى السياح يأتون لزيارة هذا المكان, لأن مزار شجرة مريم مشهور ومعروف, وكذلك يأتي المصريون, وتزداد الزيارات في أيام الأعياد, وخصوصاً أعياد الميلاد, وهناك سيدات تأتي للتبرك بالمكان, أو بهدف الإنجاب, لأن هناك من يعتقد في أن شرب ماء البئر يعالج العقم, وهناك من يأتي من أجل الشفاء من الأمراض الجلدية, فيأخذ من ماء البئر ليشرب ويغتسل طلبا للشفاء.
العم زيتون
أما الحاج محمد الدسوقي وشهرته زيتون, فيقول :المكان تغير تماما عما كان عليه من قبل, فأنا رأيت المكان وعاصرته منذ الأربعينات, وظل لسنوات طويلة من دون سور, ولكن بعد ازدياد حركة الأجانب لاحظنا عملية بناء السور والشكل الحالي, ودائما نرى الناس يأتون للزيارة العادية, ومنهم من يأتي للشفاء من الأمراض لما يسمعونه عن هذا المكان, وهناك شيء غريب سمعناه ونحن صغار, وهو أن أحد الأشخاص ضرب الشجرة بحجر, فسالت منها الدماء, ومن يومها لم يكرر أحد هذا الفعل, وحكايات أخرى كثيرة عن الشجرة والبئر والمكان كله عموماً.
البلسان
ومن الناحية الدينية يقول القمص صليب متى ساويرس راعي كنيسة الشهيد مار جرجس بالجيوشي: الناس يتبركون بشجرة مريم, ويزورونها لأنها تحمل قداسة كبيرة لهم, فهي التي ظللت السيدة العذراء والسيد المسيح أثناء مرورهم بمصر في رحلة العائلة المقدسة, ومن الغريب والعجيب أن الشجرة نبت بجوارها نبات البلسم الذي لا ينبت أصلا في مصر, وهذه النبات له بركة ويستخرج منه زيت البلسم, الذي يدخل في صناعة الأطياب والعطور, ويدخل في عمل زيت النيرون الذي يدخل في عملية التعميد, وهو من أسرار الكنيسة, وكل إنسان يذهب للشجرة, فهو يذهب حسب رغبته في البركة أو طلبا للشفاء, فهو مكان مقدس ومبارك, والكل يتبرك به ويعتقد فيه وفي بركته.مما يذكره المؤرخون أن شجرة مريم الأصلية التى إستراحت تحتها العائلة المقدسة فى المطرية (20) قد أدركها الوهن نتيجه للشيخوخه فسقطت وماتت سنة 1656 م وقام بجمع فروعها وأغصانها جماعة من كهنة الآباء الفرنسيسكان .
أما الشجرة الموجودة حالياً فقد نبتت مكانها من جذور الشجرة الأولى وهى ترجع إلى عام 1672
م . وقامت مصلحة ألاثار ببناء سور حولها وحولتها إلى مزار سياحى ويقال أن بئر الماء المقدس بالمنطقة , ويوجد بالمنطقة كنيسة كاثوليكية فى شارع البلسم .
وكان فى المكان ساقية كانت تقوم بتوزيع الماء من عدة ينابيع لرى حدائق البلسان التى حولها , وظلت منطقة شجرة المطرية (21) إحدى المناطق المقدسة المشهورة فى الشرق لعدة قرون , وزارها الكثير من السياح الأجانب فى العصور القديمة من جهات مختلفة .
وكان يوجد النبع " البئر المقدس " الذى أستقت من ماؤه العائلة المقدسة وهو موجود أمام سوق المطرية للخضار ولكن بنى فوقه عماره كبيره وقد ذكر الصحفى كمال الملاخ موضوع البئر المقدسة فى جريدة الهرام القاهرية الذى أكتشفه صاحب البناء المسلم أثناء عملية الحفر وهدد بطمرة بالأسمنت المسلح وقام البناء وسكت الصحفى المسيحى وضاع أثراً من آثار العائلة المقدسة فى مصر وقام البناء على هذا الأثر الفريد دليلاً على تخلف مصر.
وكان هذا النبع له قوة على الشفاء ومن الطريف أنه بعد أنتهاء معركة عين شمس وكانت بين كليبر قائد الجيش الفرنسى (حل محل نابليون فى الحملة الفرنسية على مصر لرحيل نابليونإلى فرنسا) وبين الجيوش التركية وكانت نتيجة الحرب إنتصار كليبر - وغرض سرد هذه المعركة أن جنود الحملة الفرنسية عرجوا على شجرة مريم بالمطرية وكتبوا أسمائهم على فروعها بأسنة السيوف , ودون بعضهم قصة شفائة من مرض الرمد وبرئت أعينهم بعد أن أغتسلوا من نبع المطرية وباركه الرب يسوع فقدموا صلواتهم وشكرهم للرب على نعمة شفائهم .
وقد كان لأقباط الأوائل كنيسة كبيرة فى المنطقة وكانت الإحتفالات تقام سنوياً فى ذكرى مجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ومما يذكره التاريخ أنه كانت فى المطرية كنيسة بأسم مار جرجس أستولى عليها المسلمون وحولوها إلى جامع وذكر إميلينو Amelineau العالم الفرنسى الذى وضع كتاب مصر القبطية أن :
المطرية قرية صغيرة ذكرها السنكسار خصيصاً بسبب رحلة العائلة المقدسة إلى مصر , فورد فى السنكسار ذكر مرورها بالمطرية وإستراحها وإغتسالها من النبع الذى حل بواسطته على النبع البركة والتقديس ومن ساعته نبت نبات البلسم الذى كان يستخدم فى المعمودية وفى تكريس الكنائس وكدواء شافٍ للأمراض , وكانت ترسل منه هدايا إلى الملوك , ولذلك أصبحت قرية المطرية من أشهر الأماكن المشهورة فى مصر , وأصبحت مزاراً هاماً لنوال البركة يالرغم من أن حدائق المطرية لم تعد منذ أمد طويل تنتج ذلك البلسم الذى اشتهرت بإنتاجه قديماً .
ويقول المتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى مقاله له فى جريدة وطنى بتاريخ 12/6/2005 م عدد 2268 : " وفي المطرية أو (البطرية) استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف إلي اليوم بـ(شجرة مريم).وهناك أنبع الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه.ثم غسلت فيه العذراء القديسة مريم ملابس الطفل الإلهي وصبت غسالتها علي الأرض,فنبت في تلك البقعة نبات عطري ذو رائحة جميلة هو المعروف بنبات (البلسم) أو (البلسان),يضيفونه إلي أنواع العطور والأطياب التي يصنعون منها مسحة (الميرون) MYRON المستخدم في الطقوس الكنسية في تدشين وتقديس مياه المعمودية,وتدشين أعضاء المعمدين بعد تعميدهم,ومسحهم في ستة وثلاثين موضعا من أبدانهم (هي مجموع الحواس والأعضاء والمفاصل),وفي تدشين الكنائس والهياكل والمذابح وكل أدواتها,وفي مسح الكهنة والملوك المسيحيين.
للموضوع بقية