منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    بين اشعياء النبى وسفر الرؤيا /5

    سامى فرج
    سامى فرج
    ملاك نشيط
    ملاك نشيط


    رقم العضوية : 2541
    البلد - المدينة : لقاهرة
    عدد الرسائل : 145
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 22/06/2010

    cc بين اشعياء النبى وسفر الرؤيا /5

    مُساهمة من طرف سامى فرج الخميس 12 أغسطس 2010 - 11:55

    تغتسل الكنيسة بروح القضاء وروح الإحراق أى خلال ذبيحة المحرقة الفريدة التى قدمها السيد المسيح وبعمل روح القدوس فى مياة المعمودية . فتطلب حلول عريسها الذبيح فى وسطها ، يستر عليها نهارا كسحابة تظللهم ويقودها ليلا كعمود دخان وعمود نار يضىء لها الطريق . هكذا تعود الكنيسة بذاكرتها إلى خيمة الإجتماع فى وسط البرية حيث كان الله يجتمع فيها مع شعبه ، لكنها خيمة جديدة على مستوى مغاير لخيمة العهد القديم ،
    وذلك من جهة :
    أ – " على كل مكان " إش 4 : 5 ، لم تعد الحضرة الإلهية أو الحلول الإلهى قاصرا على خيمة أو على هيكل إنما يحل فى كنيسته الممتدة فى كل مكان ، فى المشارق والمغارب ..
    ب – " وعلى محفلها " يشير هذا التعبير إلى عمل الله فى الكنيسة كمحفل واحد ، أو جماعة واحدة ، يتمتع كل عضو فيها بعطية الحلول الإلهى لا كفرد منعزل وإنما كعضو حى فى الجماعة يرتبط مع بقية الأعضاء خلال المسيح الرأس .
    جـ - " يخلق ... سحابة ودخانا ولمعان نار ملتهبة " ، يكون السيد المسيح هو سر حماية كنيسته واستنارتها .
    د – بقولـه : " لأن على كل مجد غطاء " يعنى أن مجد إبنة الملك من داخل ( مز 45 ) ، مخفى فيها . من الخارج تشارك مسيحها آلامه وصلبه وموته وقبره فيقال عنها ما قيل عن عيسها : " لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ، ولا منظر فنشتهيه " إش 53 : 2 ؛ وفى الداخل تشاركه مجد قيامته .
    ( 5 ) كنيسة المسيح مظلة وملجأ :
    يحل الرب فى كنيسته فيقيم منها مظلة تقى النفوس المتألمة الجريحة من حر النهار ، وتضمها من السيول والأمطار ( إش 4 : 6 ) .
    يرى القديس يوحنا الذهبى الفم : أن هذه المظلة هى سحابة القديسين العظيمة ( عب 12 : 1 ) قائلا بأن [ تذكار القديسين يقيم النفس التى تثقلت بالويلات ويردها ، فيكون كسحابة تحفظها من أشعة ( الشمس ) الساخنة جدا والمحرقة ] .

    الإصحاح الخامس نشــــيد الكــــــرمة
    فى الإصحاح السابق تلامس إشعياء النبى مع محبة الله الفائقة نحو شعبه والمعلنة خلال التجسد الإلهى من أجل تقديس البشرية بروح القضاء وروح الإحراق .. بهذا انفتحت بصيرة النبى على حب الله لعروسه أو لكرمه فصار يتغنى بنشيد الكرمة ، أو نشيد الحبيب للكرمة المشتهاه .
    ( 1 ) رعاية الله لكرمه :
    " لأنشدن عن حبيبى نشيد محبى لكرمه . كان لحبيبى كرم على أكمة خصبة ، فنقبه ونقى حجارته وغرسه كرم سورق وبنى برجا فى وسطه ونقر فيه أيضا معصرة يعلن هذا النشيد قصة الحب الإلهى ، حيث أحب الله الإنسان ولا يزال يحبه ويرعاه ، ويبقى الله مستمرا فى حبه بينما يقابل الإنسان الحب بالجفاف .
    تحققت هذه القصة مع أبوينا الأولين آدم وحواء ، وتحققت أيضا مع شعب الله فى بداية نشأته ، إذ يقول موسى النبى : " إن قسم الرب شعبه ، يعقوب حبل نصيبه ؛ وجده فى أرض قفر وفى خلاء مستوحش خرب ، أحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه " تث 32 : 9 ، 10 . أخرج الله شعبه من العبودية لا ليهبه الأرض التى تفيض عسلا ولبنا فحسب وإنما ليقيم كنيسة العهد الجديد التى تملأ الأرض كلها ، تنعم بملكوت الله الداخلى ، وكما يقول المرتل : " كرمة من مصر نقلت ، طردت أمما وغرستها ، هيأت قدامها فأصلت أصولها ، فملأت الأرض " مز 80 : 8 ، 9 .
    واضح هنا أن " الكرمة " تشير إلى الشعب كله : مملكة إسرائيل ويهوذا ،
    فماذا قدم الرب لشعبه المحبوب لديه ؟
    أ – أقامهم على " أكمة خصبة " إش 5 : 1 ، إذ دخل بهم إلى كنعان التى تفيض لبنا وعسلا .. ما يحل من جفاف أو مجاعات لا يرجع إلى طبيعة الأرض أو ظروف المنطقة إنما هو ثمر لخطايا الشعب .
    أقام الله كنيسة العهد الجديد على أكمة خصبة ، فقد رفع قلبها كما إلى السماء لكى يتمتع أبناؤها بدسم الحياة السماوية ، فيشبعون ولا يعتازون إلى شىء .
    ب – " نقبه ( سيج حوله ) " إش 5 : 2 هذا السياج هو الناموس الذى أحاط به الرب شعبه قديما حتى لا يختلط بالأمم الوثنية المحيطة به فينقل عنهم الرجاسات ..كما أنه يشير إلى حراسة الملائكة .
    جـ - " ونقى حجارته " إش 5 : 2 . تشير الحجارة إلى العبادة الوثنية حيث كانت الأصنام الحجرية ، هذه انتزعها الرب من وسط شعبه أو انتزع شعبه منها ليعيش الكل فى حياة تقوية لائقة .
    جاء على لسان حزقيال النبى " انزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم " حز 11 : 9 . هذا القلب الجديد والروح الجديد ( حز 36 : 26 ) إنما يتحقق بنوالنا الميلاد الروحى الجديد فى مياة المعمودية المقدسة .
    د – " غرسه كرم سورق " ( كرما مختارا ) إش 5 : 2 ، أى غرسه كرما من أفضل أنواع الكروم ، كشعب مختار نال عهدا مع الله ، لكى يحمل " الحق " فيه ، كقول الرب :
    "
    وأنا قد غرستك كرمة سورق زرع حق كلها ، فكيف تحولت لى سروغ جفنة غريبة ؟! " إر 2 : 21 .
    أما بالنسبة لكنيسة العهد الجديد فقد جاء " الحق " نفسه ، كلمة الله المتجسد ليقدم نفسه كرمة يحملنا فيه أغصانا حية تأتى بثمر كثير ( يو 15 : 5 ) .
    هـ - " وبنى برجا فى وسطه ، ونقر فيه معصرة ، فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبا رديا ( بريا ) " إش 5 : 2
    يسكن صاحب الكرم فى هذا البرج لحراسته .. البرج هو مذبح الرب الذى يقام داخل النفس ، والمعصرة لعصر العنب وعمل خمر الحب الذى يقدم للفرح الروحى . ما هذه المعصرة إلا صليب ربنا يسوع المسيح الذى اجتاز المعصرة وحده ولم يكن معه أحد من الأمم ( إش 63 : 3 ) . قدم دمه المبذول خمر حب يفرح كل قلب مؤمن . انتظر الرب أن يجتنى حبا مقابل الحب ، وتوبة وندامة مقابل غفران خطاياه ، لكنه وجد قلوبا متحجرة لا تصنع ثمارا تليق بالتوبة . الكل زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله ، لذا كان يليق بكلمة الله أن ينزل إلينا ككرم جديد ، هو وحده يغرسنا فيه فنأتى بثمر كثير ( يو 15 : 5 ) .
    ( 2 ) محاكمة بين الله وشعبه :
    ليس أصعب من أن يدخل كائن ما فى محاكمة مع ابن محبوب لديه ، لكن أمام قساوة قلب الإنسان وجحوده طلب أن يقف أمام شعبه للحوار ، متسائلا : " ماذا يصنع أيضا لكرمى وأنا لم أصنعه ؟! " إش 5 : 4 . والعجيب أنه ترك الحكم للطرف الآخر ، لمقاوميه ، حتى يحكموا بأنفسهم على أنفسهم . هذا هو أسلوب الله فى تعامله معنا ، يفضح أمامنا نفوسنا ، ويكشف أمام أعيننا ضعفاتنا ، ليس لأنه يريد أن يغلب أو يعاقب وإنما لأنه يطلب رجوعنا إليه ودخولنا فى علاقات حب وود معه .
    إذ لم يجد الكرم ما يجيب به على الكرام العجيب فى حبه ، بدأ الكرام يعلن تأديباته حتى يتحرك الكرم ،
    ألا وهى :
    أ – " انزع سياجه فيصير للرعى " إش 5 : 5 . إن كان ملاك الرب حال حول خائفيه ( مز 34 : 7 ) ، بل والرب نفسه يكون سور نار حول شعبه ( زك 2 : 5 ) ، فإن الله فى محبته يتخلى عن المقاومين وينزع عنهم الحراسة السماوية ليدركوا ضعفاتهم ، ويشعروا أنهم بلا سياج ولا سور ...
    ب – " اجعله خرابا لا يقضب ولا ينقب " إش 5 : 6 . إذ يفارق الرب كرمه أى النفس البشرية تصير فى فراغ وتحسب خرابا ، يبكيها الرب كما يبكى على أورشليم ، قائلا :
    "
    هوذا بيتكم يترك لكم خرابا " مت 23 : 38 .
    جـ - " فيطلع شوك وحسك " إش 5 : 6 . هذا ثمر اعتزال الإنسان الله وانفصاله عنه ، إذ ينبت من عندياته شوكا وحسكا .
    ما هو هذا الشوك إلا فقدان الإنسان سلامه ليحمل فى داخله متاعب وهموم لا يقدر أن يجابهها بنفسه وحده ؟!
    د – " وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرا " إش 5 : 6 . يشير المطر فى العهد القديم إلى عطية الروح القدس ، فإن الإنسان الجاحد للرب الذى يطلب الأنفصال عنه يخسر سكنى الروح فيه ، فيتحول قلبه إلى قفر ، لا يحمل ثمر الروح ، لهذا عوض أن يثمر " الحق " إذا به يثمر " سفك دم " ، وعوض " العدل " يثمر " صراخا " إش 5 : 7
    يقول : " إن كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل وغرس لذته رجال يهوذا . فانتظر حقا فإذا سفك دم .. وعدلا فإذا صراخ " إش 5 : 7 .
    جاء " الحق " متجسدا من سبط يهوذا لكنهم سفكوا دمه ، وعوض العدل كان الصراخ :
    "
    أصلبه ، أصلبه " .
    ( 3 ) عرض تفصيلى لخطايا إسرائيل :
    بعدما كشف الرب عن حبه لكرمه ورعايته الفائقة له ، بدأ يستعرض أهم خطايا الشعب وثمرهم الدىء الذى جلب ويلات مرة عوض التمتع ببركات الرب وشركة أمجاده .
    أ – " ويل للذين يصلون بيتا ببيت ، ويقرنون حقلا بحقل ، حتى لم يبق موضع ، فصرتم تسكنون وحدكم فى وسط الأرض " إش 5 : 8 .
    يعنى بهذا أنهم انهمكوا فى شراء البيوت والحقول كل الطرق ، فى أنانية حتى لم يترك الواحد موضعا لأخيه ، خاصة الفقير والمحتاج . لقد ملكت قلة قليلة الأرض الزراعية والبيوت لتستغل عامة الشعب ، وذلك على خلاف الناموس الذى طالب أن تبقى الأراضى موزعة بالتساوى ( عد 33 : 54 ) ,انه فى سنة اليوبيل يعود للكل ملكيته ( لا 25 ) .
    ب – " ويل للمبكرين صباحا يتبعون المسكر ، للمتأخرين فى العتمة تلهبهم الخمر " إش 5 : 11 .
    إن كان الويل الأول منصبا عليهم بسبب الطمع والظلم فالثانى بسبب اللهو الزائد . صاروا يسكرون فى الصباح المبكر عوض قيامهم للعمل وأيضا يبقون حتى ساعة متأخرة بالليل ، اى يسكرون نهارا وليلا . هكذا يكسرون الوصايا الإلهية : " الإنسان يخرج إلى عمله وإلى شغله إلى المساء " مز 104 : 23 .
    تحولت حياتهم عن الفرح الروحى الممتزج بجدية الحياة والعبادة إلى اللهو الممتزج برخاوة يستخدمون كل آلات الطرب ( إش 5 : 12 ) مع الإنشغال بإقامة ولائم لإثارة مشاعرهم وأحاسيسهم للشر ، متجاهلين الحياة التقوية فى الرب .
    إن الله لا يدينهم هنا على طمع اقترفوه وإنما لمجرد التبذير ، أنت تشرب خمرا ولا تمنح المسيح كأس ماء بارد خلال من هو ظمآن . أنت ترقد على فراش ناعم مطرز وهو يهلك بردا !
    أما عمل اللهو فهو سبى الإنسان الداخلى عن معرفة الحق ، ليعيش أسيرا للجهالة ، يجوع ويعطش داخليا ، ولا يوجد ما يشبعه أو يرويه . يقول النبى : " لذلك سبى شعبى لعدم المعرفة وتصير شرفاؤه جوع وعامته يابسين من العطش " إش 5 : 13 .
    يقول الحكيم : " لأن السكير والمسرف يفتقران ، والنوم يكسو الخرق " أم 13 : 21 .
    هذا هو الثمر المر الذى يجتنيه السالكون فى الباب الواسع ، باب اللهو الدائم لإشباع الشهوات الزمنية . أما ماهوأخطر فهو هلاكهم الأبدى إذ يقول : " لذلك وسعت الهاوية نفسها وفغرت فاهها بلا حد فينزل بهاؤها وجمهورها وضجيجها والمبتهج فيها " إش 5 : 14 .
    يصور الهاوية أشبه بانفتاح الأرض لإبتلاع الأشرار كما حدث مع قورح وجماعته .. تنفتح لتطلب المزيد ، تبتلعهم إلى الأعماق ليبقول فى الظلمة إلى الأبد .
    هذا ما يحدث بالنسبة للمنشغلين بحياة الترف واللهو ، أما بالنسبة لله رب الجنود فإنه يتمجد ويتقدس بإدانته للخطية بالعدل والبر ( إش 5 : 16 ) .
    ربما يتساءل البعض : ما هو حال البقية القليلة الأمينة للرب ؟ يجيب النبى : " ويرعى الخراف حيثما تساق ، وخرب السمان تأكلها الغرباء " إش 5 : 17 .
    ترعى الخراف – القطيع الصغير – حيثما يقودها الراعى الصالح ، يسوع المسيح ، إذ يحفظها من الظلم والإضطهاد .
    جـ - " ويل للجاذبين الإثم بحبال البطل ، والخطية كأنه بربط العجلة " إش 5 : 18 .
    هذا الويل الثالث يحل بطالبى الخطية برغبة شديدة واجتهاد ، يسعون إليها بمحض اختيارهم ويدفعون أنفسهم إليها دفعا أو يسحبونها بقوة نحوهم .
    إنهم يجتذبون الخطية كما بحبل ، وإذ هى ثقيلة للغاية تنهار على رؤوسهم فتحطمهم .
    حقا ، كل إنسان يضفر لنفسه حبلا بخطاياه ..
    بجانب ما للخطية من خطورة أنها تسحب الإنسان إلى سلسلة من الخطايا ، فتجعله أشبه بكرة تلهو بها الخطايا فإن الخطر الثانى هو أنها تبعث روح الإستخفاف والسخرية عوض رغبة الإنسان فى التحرر منها ، فيردد الأشرار : " ليسرع ليعجل عمله لكى نرى ، وليقرب ويأتى مقصد قدوس إسرائيل لنعلم " إش 5 : 19 . إنهم يشكون فى إمكانية قضاء الله ، فيحسبون أنهم قادرون على مواجهته ببراهين وحجج . فى استخفاف يرددون " قدوس إسرائيل " اللقب الذى استخدمه الأنبياء بالنسبة لرجائهم فى مجىء المسيا المخلص .. وكأنهم يضربون بهذا الرجاء عرض الحائط .
    فى كل عصر يوجد أشرار يستهينون بطول أناة الله ويسخرون بمواعيده ومحبته كما تأديباته ظانين أنها مجرد كلمات أو أوهام لن تتحقق .
    د – " ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا ، الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما ، الجاعلين المر حلوا والحلو مرا " إش 5 : 20
    يسقط الويل الرابع على الذين يخلطون بين الحق والباطل ، الخير والشر ، النور والظلمة ، الحلاوة والمرارة ، المعرفة والجهل . هؤلاء يعطون الخطية مسحة الفضيلة كأن يبرروا الغضب بالدفاع عن الحق أو إدانة الآخرين تحت ستار الرغبة فى الأصلاح الخ .....
    هـ - ادعاء الحكمة والفهم مع الأستخفاف بآراء ومشورة الغير : " ويل للحكماء فى أعين أنفسهم والفهماء عند ذواتهم " إش 5 : 21 .
    من ينشغل بذاتيته ولا يطلب مشورة الغير ، إنما يحمل علامة الغباوة ، قيل : " أرأيت رجلا حكيما فى عينى نفسه ؟ الرجاء بالجاهل أكثر من الرجاء به " أم 26 : 12 .
    و – الأبطال المفسدون لطاقاتهم : " ويل للأبطال على شرب الخمر ولذوى القدرة على مزج المسكر " إش 5 : 22 . حينما تنشغل القيادات بالولائم والترف والسكر تفقد دورها الحقيقى ؛ هكذا كثيرا ما تفسد طاقاتنا بأنفسنا بانحرافنا عن هدفنا الجاد وانغماسنا فى ملذات هذا العالم
    زأخذ الرشوة : " الذين يبررون الشرير من أجل الرشوة ، وأما حق الصديقين فينزعونه منهم " إش 5 : 23 .
    ( 4 ) تأديب الهي :
    بسبب الخطايا التى ارتكبها الشعب حمى غضب الرب كلهيب نار يحرق القش ليجعلهم أشبه بالغبار ( إش 5 : 24 ) . لقد سمح بتأديبهم بحزم شديد حتى ارتعدت الجبال وصارت جثثهم ملقاة فى الأزقة . هنا يعنى ما حل بشعب الله خلال الغزو الأشورى العنف .

    وسط هذا اللهيب يقول : " مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد " إش 5 : 25 ؛ لا يزال مملوء حبا ينتظر عودة الإنسان إليه ! .
    ( 5 ) الغزو الأشورى
    يقدم لنا النبى وصفا رهيبا لجيش أور فى غزوه شعب الله . هذا الوصف يكشف عن غزو عدو الخير للنفس البشرية ، بعنف وشراسة ومثابرة ، وفى نفس الوقت يوبخ المؤمنين المتراخين ؛ فالأشرار من أجل غنيمة زمنية لا يكلون حتى يحققوا هدفهم بينما أولاد الله يتراخون فى نوال شركة المجد الأبدى .
    أ- " ليس فيهم رازح ( متعب ) " إش 5 : 27 . بالرغم من طول المسافة التى يقطعونها والصعوبات التى تواجههم لكنهم لا يشعرون بتعب من أجل رغبتهم القوية فى التمتع بالغنيمة .. بينما كثيرا ما نتراخى نحن المؤمنون فى جهادنا الروحى تحت دعوى الإرهاق أو التعب .
    ب- " ولا عاثر " إش 5 : 27 بالرغم من وعورة الطريق ؛ ربما لأن الله دعاهم لتأديب شعبه فسهل لهم الطريق . كان أولى بنا نحن ألا نخاف وعورة الطريق فإننا ما دمنا فى يد مسيحنا " الطريق " لا نتعثر قط .
    جـ - " لا ينعسون ولا ينامون " إش 5 : 27 من أجل الهدف الزمنى والشرير الموضوع أمامهم . أفما يليق بنا نحن المؤمنون ألا ننعس ولا ننام بل نبقى فى يقظة الروح حتى نحقق غاية رسالتنا ؟!
    د - " ولا تنحل حزم أحقائهم ولا تنقطع سيور أحذيتهم " إش 5 : 27 ، أى جادين ومتشددين للعمل . لقد أوصانا الرب : " لتكن أحقاؤكم ممنطقة " لو 12 : 35 ، حتى نتمم خدمة الرب بقوة .
    هـ - " سهامهم مسنونة وجميع قسيهم ممدودة ، حوافر خيلهم تحسب كالصوان وبكراتهم كالزوبعة " إش 5 : 28 . مستعدين بأسلحتهم وعدتهم ، كى يحاربوا بقوة ولمدة طويلة وبسرعة خاطفة ليحققوا الهدف . يليق بالمؤمنين أن يستعدوا ضد معركة إبليس بأسلحة الإيمان الروحية التى تحدث عنها الرسول بولس بأكثر توسع ( أف 6 ) .
    و – " لهم زمجرة كاللبوة ، ويزمجرون كالشبل ، ويهرون ويمسكون الفريسة ويستخلصونها ولا منقذ " إش 5 : 29 . إنهم يحملون صورة سيدهم إبليس ، الذى يجول كأسد زائر يلتمس من يبتلعه ( 1 بط 5 : 8 ) . كان يليق بالمؤمنين أن يصحوا ويسهروا مقاومين هذا العدو راسخين فى الإيمان ( 1 بط 5 : 8 ، 9 ).
    لقد تقدم الحملرب المجد يسوع – القادر أن يحطم العدو ، كأسد خارج من سبط يهوذا ( رؤ 5 : 5 ) حتى لا يهزمنا إبليس بل نقاومه بالرب ونحطم طاقاته .
    ز – " يهرون عليهم فى ذلك اليوم كهدير البحر " إش 5 : 30 ، إذ يسقط عليهم الجيش بأصوات الجند كهدير البحر الذى لا يقاوم ، يكتسح ويبتلع كل ما هو أمامه .. وكأنه لا أمل لهم فى النجاة من أشور .
    ح – أخيرا يفقد الشعب كل رجاء فإنه " إن نظر إلى الأرض فهوذا ظلام الضيق والنور قد أظلم بسحبها " إش 5 : 30 . وقت الضيق يرفعون عيونهم لعلهم يجدون منفذا للخلاص ، لكن الظلام يخيم على أفكارهم ، وسحب الدخان الصاعدة من الحرائق تحطم كل أمل عندهم . لقد رفضوا الله : " النور الحقيقى " فملكت الظلمة على أعماقهم . لهذا يصرخ المرتل :
    "
    بنورك يارب نعاين النور " مز 36 : 9 .الإصحاح السادس رؤيا إشعياء ودعوته
    يسجل لنا إشعياء النبى رؤياه الشهيرة ، إذ رأى الله القدوس جالسا على كرسى عال ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل ، رآه فى مجده الفائق تسبحه طغمة السيرافيم ، وقد عهد إليه بخدمة النبوة المقدسة .


      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 22:20