نهاية المضطهدين
يقول القديس بولس الرسول : جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحملونها بينه على قضاء الله العادل إنكم تؤهلون لملكوت السموات الذي لأجله تتألمون أيضا إذ هو عادل عند الله إن الذين يضايقونكم يجازيهم الله ضيقا وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند أستعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته 2تسالونيكى 1 : 4- 7
فالحرب لم تكن بين الوثنيين والمسيحيين بل كانت بين الشيطان والله ولم يكن الوثنيون إلا آلات في يد الشيطان .
كان شاول الطرسوسي يضطهد المسيحيين وحينما التقى بالرب عند مشارف دمشق كانت كلمات الرب يسوع له : شاول شاول لماذا تضطهدني وعندما استوضحه عن شخصيته إجابة إنا يسوع الذي أنت تضطهده فلم يكن الاضطهاد موجه للمسيحيين بل إلي الرب ذاته.
نتأمل نهاية المضطهدين لكي يحترس كل إنسان يريد لن يمد يديه ليسئ للمسيحيين لانه يقول الرب : من يمسكم يمس حدقة عينه
1- نيرون : أول من اضطهد خدام الله من الاباطره الرومان ... صلب بطرس وذبح بولس وفتك بمئات المسيحيين بعد أن عذبهم بطرق بشعة هذا لم ينجى من العقاب الالهى لقد حرم من السلطة وهو في عنفوان شبابه واختفى فجأة وهو في سن الثانية والثلاثون : انتحر : ولم يعثر له على جثة أو قبر
2- دومتيان : قتل في قصره بعد إن وقع في ايدى أعدائه ولم يقتصر الأمر على ذلك بل لقد محي اسمه على الرغم من أنه شيد صروحا ضخمة وأعاد بناء الكابيتول وخلف أثارا كثيرة تدل على عظمته لقد قرر مجلس الشيوخ الروماني محو اسمه حتى لا يبقي له ذكر لتكريمه كما أصدر عدة مراسيم للتشهير به حتى بعد قتلة
3- ديسيوس : كان كوحش مفترس وأرتكب فظائع كثيرة ,وكأنه أقيم امبرطورا لينتقم من كنيسة الله لكنه فى أحدي حملاته ضد المتبربرين سقط في أيديهم وذبح هو وأبنه وعدد كبير من جيشه ولم ينل حتى شرف الاحتفال بموته بالطقوس الجنائزية المعتادة بل أن جسده نهشته الوحوش والطيور الجارحة
4- فالريان : أسرة الفرس أعدائه وامضي حياته كعبد وقيل أن سابور ملك الفرس الذي أسره عندما كان يريد أن يركب عربته او يمتطي جواده كان يأمر باحضاره لينحني حتى ما يضع قدمه علي ظهره ليركب وكثيرا ما كان يحضره أمامه ويسخر منه ولم يظهر فى الدولة الرومانية من ينتقم لأسره ومذلته وانهي حياته أسيرا وبعد هذه الحياة المخجلة أمر سابور فسلخوا جلدة وبعد نزع جلدة عن لحمة صبغ باللون القرمزي ووضع في معبد إلهة الفرس تذكارا للنصر العظيم الذي أحرزته فارس علي روما
5- اورليان : ذبح ومات قبل أن تصل منشوراته ومراسيمه التي تقضى بقتل المسيحيين وتعذيبهم إلى الأقاليم النائية بأطراف الإمبراطورية لقد ذبحة أصدقائه المقربون في إقليم ترافيا
6- ديوكلتيانوس : انتهى الي نهاية محزنة فقد أعتزل الحكم تحت وطأة المرض واللوثة التي إصابته في عقله وحطمة تماثيله وأزيلت صورة وعاش ليرى بعينية احتقارا لم يشهده أحد من الاباطره السابقين وتحت وطأة الغيظ والإمراض الجسدية التي حلت به صمم علي الموت كان لا يقدر أن يأكل أو يرتاح وكان يتأوه وينوح ويبكي دائما فقد بصره وأصيب بالجنون وأخيرا في موجة يأس وجنون معا أنهي حياته سنة 313 في نفس السنة التي اصدر فيها قسطنطين مرسوم التسامح الديني
7- مكسيميانوس : شريك دقلديانوس في الإمبراطورية وحاكم القسم الغربي منها شنق نفسه ومات منتحرا سنة 310 م
8- جالريوس : هو زوج فالريا ابنة ديوكلتيانوس ومعاونه في حكم الشرق مرض مرضا خطيرا كريها أواخر سنة 310 م فقد ضرب بالقروح البشعة في اجتزاء جسمه السرية سرعان ما انتشرت في كل جسمه وبعدها أخذ الدود يأكل جسمه وكانت تنبعث منه رائحة نتنه جدا ما كان احد يستطيع الاقتراب منه بسببها واذاء هذا المرض المؤلم الذي جعله يواجه الموت التجأ إلي اله المسيحيين وأصدر مرسوم تسامح للمسيحيين – وأن كانت عبارته تنم عن كبريائه – لكنه يطلب فيه من المسيحيين أن يتضرعوا من اجل سلامتنا ومات فى مايو سنة 311 م
9- مكسيمنينيوس دازا : أذاق المسيحيين اشر وأفظع العذاب في الشرق وخاصة في مصر وسوريا اندحر بجيوشه أمام ليكينيوس سنة 313 م ويذكر ان جيشه أبيد وتنحي عنه كل حرسه وتركوه وحيدا وهربوا لحياتهم أما هو فنزع ملابسة الملكية وأختلط بالناس في جبن وأختبئ في الحقول والقرى وعاد إلي بلادة يغطيه الخزي وفي ثورة جنونية قتل كثير من كهنة الأوثان الذين أوحوا إليه بدخول الحرب وفي ذلك الوقت أصدر قسطنطين وليكينيوس مرسوم التسامح من ميلان فأصدر هو مرسوم تسامح من نيقوميدية علي غرار مرسوم ميلان وأن كان أقل منه من جهة الحرية التي منحها للمسيحيين لكنه سرعان ما تعاطي سما للانتحار ونظرا لقوة جسده فلم يقض علية السم مباشرة بل مرض فظهرت علية أعراض تشبه الطاعون وامتدت به الأيام حتى تزداد ألأمه ومن شدة الآلام التي حلت به كانت تنتابه نوبات فقد فيها عقله فكان يلتهم تراب الأرض بشراهة وفي أحد النوبات صدم بعنف حائطا بجبهته فجحظت عيناه وفقد بصره وبعد أن فقد بصره تخيل ذات مرة أنه رأي الله يحيط به خدامه بثياب بيض جالسين يحاكمونه وتخيل أنه موضوع علي آلة تعذيب وأخذ يصيح أنه برئ . أخيرا أعترف بجريمته وناح وتضرع ألي المسيح أن يرحمه وهكذا خلال هذا النحيب الذي كان وكأنه صادر من إنسان يحترق حيا لفظ أنفاسه المذنبة في أبشع صورة للموت .
10- يوليانوس الجاحد : نشأ مسيحيا وتلقي ثقافته في أثينا ببلاد اليونان وكان زميلا للقديسين باسليوس الكبير وغريغوريوس النيزينزي في مدة دراسته في أثينا . وكان يدرس معهما الكتاب المقدس لكن ما لبث بعد إن صار إمبراطورا ان اشتعل فيه الحماس للوثنية فجحد المسيحية واضطهد أتباعها وشرع يحتضن اليهود وحاول أعادة بناء الهيكل فكانت تخرج كرات نارية من الأرض وتحرق العمال الذين كانوا يحفرون الأساسات وهكذا توقف العمل كان يوليانوس امبرطورا مغرورا متفلسفا أراد إن يتشبه بالاسكندر المقدوني في توسيع رقعة مملكة فقام بحملة علي بلاد فارس لإخضاعها لكنه أصيب برمح من يد لم يعرف مصدرها استقر في جنبه الأيمن فسقط والدماء تنزف منه وسمع وهو يصرخ ويقول : لقد انتصرت أيها الجليلى وهكذا مات ولم يكمل الثانية والثلاثون من عمرة .
11- فلا نذهب بعيدا فالسادات عندما طلب أن يمحي المسيحيين أو يجعلهم ماسحي أحذية في بحر 20 سنه ومد يده ليسئ إلى البابا والأساقفة والشعب المسيحي وماذا حدث للمسيحيين فى الزاويا الحمرا ء وكيف حرقت الكنائس في عهده خرج الأمر من الله وفي كامل مجدة ووسط جيشه شدد الله أيدي هؤلاء وقوي قلبهم وتم قتلة فلم نسمع إن رئيسا مات مثل ذلك
+ مات هؤلاء وانتهوا ومازالت المسيحية في أوج عظمتها لان حاميها صخر الدهور
ويقول اشعياء النبي بروح النبوة : كل اله صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين علية هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب اش : 54