سياسيون عراقيون قالوا إن التغيير لن يصل الى بلدهم وأكدوا:
ثورة مصر جرس إنذار لكل الحكام العرب
عبدالجبار العتابي ثورة مصر جرس إنذار لكل الحكام العرب
GMT 2:00:00 2011 الأحد 13 فبراير
حيا سياسيون عراقيون ثورة الشعب المصري معتبرين اياها عملا بطوليا جريئا كسر حاجز الخوف وفتح الابواب امام رياح التغيير ، واشار هؤلاء السياسيون الذين تحدثوا مع إيلاف الى ان هذه الثورة تشكل جرس انذار لكل الحكام الذين يجثمون على صدور شعوبهم او الذين يستقوون بالخارج مستبعدين ان يكون لما حدث في تونس او مصر تأثيرا على الواقع العراقي لان الامر مختلف جدا على حد قولهم باعتبار الحكومة العراقية منتخبة وديمقراطية وحديثة العهد.
زار أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي السفير المصري في بغداد شريف شاهين مقدما التهنئة للشعب المصري بقيام الثورة وإسقاط رأس النظام الحاكم الرئيس المخلوع حسني مبارك قائلا : ان هذه الثورة هي عودة للشرعية إلى ابناء الشعب المصري الذين ضربوا المثل الأعلى بصمودهم وتنظيمهم وانضباطهم العالي خلال أحداث الثورة، وان هذه الثورة ستكون مثلا يحتذى به لدى بقية شعوب المنطقة، مشيدا بوطنية الشباب الثائر وتشكيله اللجان الشعبية لحماية الممتلكات العامة والمؤسسات الوطنية مثل المتحف المصري الذي يحوي نفائس أثرية لا تقدر بثمن، ومؤكدا : أن انتصار الثورة الشعبية في مصر هو انتصار لكل الأحرار في المنطقة وسيؤدي إلى تعزيز الديمقراطية بين ابناء الشعوب العربية التي تتوق إلى الحرية.
وقال الجلبي الذي يعد اول شخصية سياسية عراقية تقدم التهنئة للسفير المصري: إن مصر أنجبت الكثير من القادة البارزين مثل احمد عرابي وسعد باشا زغلول وجمال عبد الناصر وهي تنجب اليوم هذا الشباب الوطني الذي أشعل شرارة الثورة بعفوية وبإخلاص ، موضحا : أن نجاح الثورة في مصر سيغير الموازين في المنطقة وسيعيد مصر إلى دورها الريادي الذي غاب بفعل سياسات النظام السابق مؤكدا على أن عودة مصر ستؤدي إلى تحقيق التوازن في المنطقة وان مصر ديمقراطية ستكون خير عون للعراق ولبقية الدول العربية.
من جهته قال النائب عن التحالف الوطني علي الشلاه ان الحدث ايجابي جدا وأعطى املا بأن ما سادت من فكرة عن الدول العربية بأنها راكدة لم يكن صحيحا، وان هناك بوادر للتحرك ولاقامة انظمة حديثة تليق بالعصر الحالي ، والعراقيون فرحون بالثورة المصرية لانهم اصحاب الديمقراطية اليتيمة في الوطن العربي ، وهذا سيؤدي الى تغييرات ايجابية تدعو الى التخفيف من غلواء الانظمة في الحريات العامة والالامية والثقافية، ونتمنى ان لا تقع مصر او تونس في اشكالات معقدة وان تسير الامور بسلاسة لاننا نعرف أن الثمن الذي يدفع للحرية والديمقراطية باهض، واتمنى للشعوب الديمقراطية ان تعيش بدون مشكلات.
كما أضاف : الامر مختلف في العراق عما سواه ، اذ ان المشكلة هي مشكلة خدمات وكهرباء وليست مشكلة النظام السياسي ، فالناس الذين على سدة الحكم الان ديمقراطيون وما نسمعه من كلام له مصداقية وعلى الحكومة الجديدة ان تتعامل بحزم مع الفساد وتجز طموحات المواطنين في الغذاء والكهرباء، والامر واضح لدى الحكومة وهناك عمل دؤوب لايجاد اسلوب لحل مشاكل الكهرباء والبطاقة التموينية والعمل جار على قدم وساق للبحث في سبيل انجع من السبيل الذي ساد في السنوات الاخيرة ، كما نأمل ان يتفهم الاشقاء في الكويت الحال العراقي وان يوفقوا المطالبات بالتعوبضات لعدة سنوات ليبنى الجانب الاقتصادي وان تبنى البنى التحتية العراقية لتستوعب العاطلين عن العمل الذين هم أهم مشكلة في العراق الان.
اما الدكتور ابراهيم بحر العلوم وزير النفط الاسبق فقال : لا يختلف اثنان على ان هذا التحول التاريخي اعاد مصر الى شبابها وحيويتها ، واشعر ان ثورة الشباب هذه جعلت الاخرين ينتظرون اللحاق ببن علي ومبارك ، وبالتالي عندي احساس ان ما سيحصل في الوطن العربي هو كما التغيير الذي حصل في اوروبا الشرقية ، التغيير السلمي الذي يأتي من الداخل ، واعتقد ان ما حدث في تونس ومصر سيتكرر في مناطق متعددة التي فيها الانظمة العربية الجائمة على صدور الناس والتي اذن لها بالرحيل ، هناك ملامح صورة جديدة للمنطقة ، وعام 2011 سيكون انعطافة في المنظومة العربية، ان ما حدث في مصر هو بداية التحدي وقد تمكن الشباب من كسر الحاجز وتغيير النظام، وهي عملية موفقة ويمكنهم ان يستفيدوا من تجربة العراق لوضع اسس ناحجة للتغيير .
واضاف ان البوابة فتحت وتحتاج الى جهد مشترك من اجل استكمالها وبالاخص ايجاد منظومة للحريات والحقوق وتحسين الوضع المعاشي للفقراء والامية، ومن المهم التركيز في المرحلة المقبلة على التعليم وفتح افاق جديدة في مكافحة الامية التي تنتشر بين طبقات المجتمع المصري، كما يجب ان يكون دخول الشباب الى معترك السياسة بخطوات مدروسة لضمان التغيير ومن أجل ان لا تكون هناك التفافات من الكتل السياسية المخضرمة على هذه الثورة.
أما النائبة عن الكتلة العراقية عالية نصيف فقالت انها تعتقد ان الاحداث في مصر هي قمة ثورات الشعوب، وهي الدرس الذي يلقن للحكام بعدم الاستقواء بالخارج على شعوبهم لان الخارج يتخلى عنهم في اية لحظة ، وان الشعوب هي صاحبة التفويض ، الدرس المصري وقبله التونسي بليغ للحكام العرب لكي ينتبهوا الى ابناء بلدهم.
واضافت: كانت الثورة المصرية ثورة سياسية وخدماتية معا نتيجة تسلط حكام دكتاتوريين على مقدرات الشعوب، واعتقد ان هذا ناقوس الانذار لجميع الحكام من اجل ان يرجعوا من مسألة الاستقواء بالخارج، الدرس موجه للحكومات التي ليس بين شعوبها فوارق طبيعية.
وتابعت: انا ذكرت ان الثورة المصرية سياسية لكن في العراق الانتفاضات خدماتية، فليس لدينا حكام مرت عليهم سنوات طويلة، بل ان الحكومة منتخبة ولم يمر عليها وقتا طويلا، ولكن لا يجب ان نهمل مظاهرات الخدمات، ويجب على الحكومة العراقية ان توفر الخدمات خاصة تلك المتعلقة بالكهرباء والبطاقة التموينية.
وقال النائب الكردي عادل برواري: اتصور ان ما حدث في مصر هو بداية النظام الديمقراطي للشعب المصري ، واذا ما نمدح انفسنا نحن العراقيون بأن هذا امتداد للنظام الديمقراطي الذي قام به الشعب العراقي بقادته الوطنيين، حيث ان النظام البرلماني بعيد عن الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية منه وكذلك العراق الذي كان يرزخ تحت دكتاتورية النظام البائد.
عودة الحياة الى شوارع القاهرة |
وحول اذا ما كانت التظاهرات هذه ستمتد الى العراق قال: حتى لو حدثت فانها لا تحدث ضد النظام العراقي الحالي، بل ضد النظام الدكتاتوري الفردي ، والحكومة العراقية الحالية انتخبها الشعب العراقي من خلال صناديق الاقتراع ، ولكن من حق الشعب ان يخرج في مظاهرات سلمية ضد تدني الخدمات والكهرباء، على غير ما حدث في تونس ومصر حيث كانت المظاهرات من اجل اسقاط النظام الفردي المركزي لاكثر من ثلاثة عقود حيث يحكم البلدين حزب واحد، ورئيس دكتاتوري كان مسيطرا على كل زمام الامور .
كما اشار الى ان المظاهرات العراقية التي كانت في كل المحافظات ليست ضد الحكم ولا تريد تغيير النظام، بل انها من اجل الخدمات والعراقيون يفهمون ان الحكومة الحالية وطنية ومنتخبة وتضم كل القوميات والمكونات والاديان، ويفهمون ايضا ان العراق خرج من حرب طالت سنينا وكان يسيطر حزب حاكم واحد لمدة 35 سنة وهو الذي ادى الى دخول العراق في حروب وعدم استقرار.