وصف الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين، خطاب رئيس
الوزراء عصام شرف بـ«الجيد»، وقال إن الإجراءات التى أعلن عنها «معقولة،
لكنها جاءت متأخرة».
وفى تصريحات لـ«الشروق»، أمس، قال حسين إن مبدأ
الجماعة هو «أن تعطى فرصة للحكومة والمجلس العسكرى لتحقيق مطالب الثورة»،
مؤكدا أن الجماعة «رفضت الاعتصام بميدان التحرير، لأنه لم يكن أمرا مرتبا
له»، مشيرا إلى أن «الجماعة ترفض الدعوات التى طالبت بإقالة المجلس
العسكرى، فذلك سيؤدى إلى فراغ دستورى، كما أننا مع الحفاظ على مؤسسة الجيش،
وإعطاء فرصة كاملة لهم لتحقيق المطالب».
وطالب حسين بضم ضباط جهاز
أمن الدولة المنحل «وضباطه الذين عذبوا المعارضين فى السابق، إلى قائمة
الضباط الذين أعلن شرف إنهاء خدمتهم من وزارة الداخلية».
وعن اعتصام
«إخوان الإسكندرية» رغم قرار الجماعة بمنع أعضائها من الاعتصام عقب
مليونية «الثورة أولا»، قال المتحدث الإعلامى باسم الجماعة محمود غزلان:
«قرار إخوان الإسكندرية أو ترك الحرية لأعضاء الجماعة فى اتخاذ القرار يأتى
فى إطار الاجتهاد المقبول»، موضحا أن السبب الرئيسى فى قرار الجماعة
الرسمى بعدم المشاركة فى الاعتصامات هو «صعوبة تحقيق بعض المطالب بشكل سريع
وفورى فى يوم وليلة»، ضاربا المثل بتطهير وزارة الداخلية «التى تحتاج إلى
تغيير نحو 70% من ضباطها»، مؤكدا أنه «من غير المنطقى أن يطلب تنفيذ هذا
المطلب بشكل سريع».
ولم يفصح غزلان عن المدة التى قررت الجماعة
كمهلة للمجلس العسكرى لإظهار حسن النية فى تنفيذ مطالب الثوار، واكتفى
بالقول: «مكتب الإرشاد فى اجتماعات متتالية، ويجتمع مرتين فى الأسبوع
لمتابعة الوضع عن قرب وتحديد الموقف بالضبط».
وحول إمكان مساهمة
جمعة القصاص فى رأب الصدع بين الجماعة والقوى السياسية وإمكان الوصول لحل
وسط فى أزمة الدستور أولا أم الانتخابات، قال غزلان: «الموضوع من ناحية
الإخوان هو قرار مبدئى لا تراجع فيه لأنه أمر دستورى، كما أن تأجيل
الانتخابات سيؤدى إلى تأجيل عودة الجيش إلى ثكناته وهو ما يثير التعجب حول
التناقض الذى تعيشه القوى السياسية التى تطالب المجلس العسكرى بالعودة إلى
ثكناته ووجود دولة مدنية وليست عسكرية وفى الوقت ذاته تدعو إلى تعطيل
الانتخابات».
وأكد مسئول المكتب الادارى لإخوان الاسكندرية مدحت
الحداد ان «هناك مجموعة من اعضاء الجماعة مازالوا معتصمين فى ميدان سعد
زغلول بالإسكندرية»، مكررا ما قاله غزلان من أن فكرة الاعتصام «تأتى فى
إطار الاجتهاد المقبول داخل الجماعة، والأمر قد يختلف من محافظة لأخرى»،
مشيرا إلى أن أعداد الإخوان المعتصمين «تقارب الـ10% من جملة المعتصمين فى
ميدان سعد زغلول».
وحول بيان شرف قال الحداد: «البيان مكتوب بصيغة
تشبه بيانات الرئيس المخلوع حسنى مبارك والتى تعتمد صيغة التسويف»، مضيفا:
«البند الخاص بإنهاء خدمة ضباط الداخلية المتهمين فى قتل الثوار غير كافٍ»،
مؤكدا «ضرورة إنهاء خدمة كل ضباط جهاز أمن الدول (المنحل) وإحالتهم إلى
التقاعد».
وصفت الجماعة الإسلامية اعتصام ميدان التحرير بـ«الفوضى»، داعية إلى تعجيل
إجراء الانتخابات البرلمانية «حتى تتشكل حكومة ديمقراطية تتولى شئون
البلاد وتدفع فى اتجاه الاستقرار»، بحسب نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الشيخ
أسامة حافظ.
وتعليقا على بيان رئيس مجلس الوزراء قال عاصم عبدالماجد
عضو مجلس شورى الجماعة: «بيان عصام شرف جيد، وإن كان جاء متأخرا، إلا انه
يستحق الشكر عليه».
ورفض عبدالماجد تشبيه بيان شرف بخطابات الرئيس
المخلوع حسنى مبارك، مضيفا أن «هناك رغبة قوية من قبل بعض القوى فى اشاعة
حالة من الفوضى حتى تحقق اهدافها» رافضا المطالبة بإقالة المجلس العسكرى أو
مهاجمته.
وهو ما أكده عضو المجلس صفوت عبدالغنى، «البيان جيد والخطوات
الموجودة به جيدة ولكنها غير كافية»، لافتا إلى أن الوضع فى حاجة إلى
إجراءات أخرى.
وصف الدكتور كمال الهلباوى أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية، القيادى
السابق بجماعة الإخوان المسلمين، خروج الإخوان من ميدان التحرير بـ«الخطأ
الكبير»، مشيرا إلى أن الجماعة أكثر من استفادوا من الثورة المصرية ولابد
لهم من البقاء فى الميدان.وأضاف المتحدث السابق باسم الجماعة فى الغرب، فى
حواره مع برنامج «هنا العاصمة» على قناة «سى.بى.سى» مساء أمس الأول بأنه من
الخطأ أن يكون للإخوان المسلمين منصة داخل ميدان التحرير.
وتابع
«أقول للإخوان لا تفصلوا أحدا دون تحقيق مماثل للقضاء المصرى الذى ننشده»،
مؤكدا أن شعبية الإخوان تتناقص، ولابد للإخوان من التوجه للكتلة الصامتة
لزيادة شعبيتهم.
وعن المرشحين للرئاسة قال الهلباوى إن هناك مشكلة
فى الصف الإسلامى حول مرشح الرئاسة، وهذا التفتيت قد يؤدى لمجىء عمرو موسى
رئيسا للجمهورية.
ووصف الهلباوى البرادعى بأنه «رجل عظيم سبق
الأحزاب النمطية فى المطالبة بالتغيير». وأشار إلى أنه لا مانع لديه من
تولى قبطى أو امرأة رئاسة الجمهورية، وأنه إذا وجد أى منهم يصلح لإدارة
البلاد فسينتخبه، لأن «مبارك كان مسلما وأفسد الوطن» على حد قوله.
هل لديك تعليق؟ اطبع التعليقات