منذ زمن بعيد ، في إحدى
البلاد البعيدة ، كانت توجد كاتدرائية لها منارة عالية بها أجراس كبيرة و
جميلة . و كان الناس يقولون نقلا عن أجدادهم أن هذه الأجراس تدق من تلقاء
نفسها ليلة عيد الميلاد عندما يقدم أحد أفراد الشعب أفضل هدية لطفل المذود
... لذا كان الناس يتوافدون من كافة الأقطار في عيد الميلاد و معهم هدايا
ثمينة ليقدموها لعلهم يسمعون تلك الأجراس تدق ، و لكن لعشرات السنين لم
يسمعها أحدا تدق !
سمع بهذه الكاتدرائية أخوان يقطنان قرية بعيدة فقررا أن يذهبا ليحتفلا
بعيد الميلاد فيها . و هكذا بدءا رحلتهما حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر
ليصلا الكنيسة في موعد القداس . و بعد فترة و فيما هما سائران رأيا سيدة
مسنة ملقاة على قارعة الطريق و قد يبست أطرافها من شدة البرد فأخذا
يسعفانها حتى استعادت وعيها و فتحت عينيها . و هنا قال الأخ الأكبر لأخيه
: اذهب أنت يا أخي لحضور القداس و أما أنا فسأرعى هذه السيدة إلى أن
تتعافى ثم أنقلها إلى منزلها . هز الأخ الأصغر رأسه بشدة و الدموع تتساقط
من عينيه و قال : لا لن أذهب بدونك , لقد تمنينا أن نصلى في هذه
الكاتدرائية معا لذلك فأنا لن أتركك و أذهب وحدي . فأصر الأخ الأكبر قائلا
: بل يجب عليك أن تذهب يا أخي الحبيب لتصلى لأجلى و عندما تعود ستروى لي
كل ما شاهدت و سأكون كأني ذهبت معك تماما . و الآن خذ هذه القروش الخمس
فهي كل ما نملك ، أرجوك ضعها في صندوق الكنيسة كهدية منا لطفل المذود .و
هكذا ذهب الأخ الأصغر لحضور القداس تاركا أخاه خلفه . وصل إلى الكنيسة
فوجدها ممتلئة بأغنياء البلد حتى الأمير حضر ليصلى بها أيضا .
و في نهاية القداس و كما جرت العادة ، بدأ الجميع بتقديم هداياهم لطفل
المذود و في طريقهم للخروج من الكنيسة أتى الأمير أيضا و ألقى في الصندوق
بجواهر ثمينة منتظرا أن تدق الأجراس ، ثم أتى بعده الأغنياء يلقون أيضا
بالذهب و الفضة و لكن الأجراس لم تدق أيضا ... و أخيرا جاء دور الأخ
الأصغر فأخرج القروش الخمس ووضعها في الصندوق قائلا : تقبل من أخي و منى
يا رب . و هنا دقت الأجراس بنغمات سماوية جميلة لم تسمع من قبل .
تسمر الناس في طريقهم للخروج و أمر الأمير أحد الحراس أن يجرى و يستطلع
الأمر ليرى من ذا الذي قدم هدية أثمن من هديته و التي جعلت الأجراس تدق و
عندما وصل الحارس إلى الكنيسة لم يرى إلا الولد الصغير يشكر الله على قبول
عطية محبته و محبة أخيه متمنيا في قلبه أن يكون أخاه قد سمع أيضا دقات
الأجراس
البلاد البعيدة ، كانت توجد كاتدرائية لها منارة عالية بها أجراس كبيرة و
جميلة . و كان الناس يقولون نقلا عن أجدادهم أن هذه الأجراس تدق من تلقاء
نفسها ليلة عيد الميلاد عندما يقدم أحد أفراد الشعب أفضل هدية لطفل المذود
... لذا كان الناس يتوافدون من كافة الأقطار في عيد الميلاد و معهم هدايا
ثمينة ليقدموها لعلهم يسمعون تلك الأجراس تدق ، و لكن لعشرات السنين لم
يسمعها أحدا تدق !
سمع بهذه الكاتدرائية أخوان يقطنان قرية بعيدة فقررا أن يذهبا ليحتفلا
بعيد الميلاد فيها . و هكذا بدءا رحلتهما حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر
ليصلا الكنيسة في موعد القداس . و بعد فترة و فيما هما سائران رأيا سيدة
مسنة ملقاة على قارعة الطريق و قد يبست أطرافها من شدة البرد فأخذا
يسعفانها حتى استعادت وعيها و فتحت عينيها . و هنا قال الأخ الأكبر لأخيه
: اذهب أنت يا أخي لحضور القداس و أما أنا فسأرعى هذه السيدة إلى أن
تتعافى ثم أنقلها إلى منزلها . هز الأخ الأصغر رأسه بشدة و الدموع تتساقط
من عينيه و قال : لا لن أذهب بدونك , لقد تمنينا أن نصلى في هذه
الكاتدرائية معا لذلك فأنا لن أتركك و أذهب وحدي . فأصر الأخ الأكبر قائلا
: بل يجب عليك أن تذهب يا أخي الحبيب لتصلى لأجلى و عندما تعود ستروى لي
كل ما شاهدت و سأكون كأني ذهبت معك تماما . و الآن خذ هذه القروش الخمس
فهي كل ما نملك ، أرجوك ضعها في صندوق الكنيسة كهدية منا لطفل المذود .و
هكذا ذهب الأخ الأصغر لحضور القداس تاركا أخاه خلفه . وصل إلى الكنيسة
فوجدها ممتلئة بأغنياء البلد حتى الأمير حضر ليصلى بها أيضا .
و في نهاية القداس و كما جرت العادة ، بدأ الجميع بتقديم هداياهم لطفل
المذود و في طريقهم للخروج من الكنيسة أتى الأمير أيضا و ألقى في الصندوق
بجواهر ثمينة منتظرا أن تدق الأجراس ، ثم أتى بعده الأغنياء يلقون أيضا
بالذهب و الفضة و لكن الأجراس لم تدق أيضا ... و أخيرا جاء دور الأخ
الأصغر فأخرج القروش الخمس ووضعها في الصندوق قائلا : تقبل من أخي و منى
يا رب . و هنا دقت الأجراس بنغمات سماوية جميلة لم تسمع من قبل .
تسمر الناس في طريقهم للخروج و أمر الأمير أحد الحراس أن يجرى و يستطلع
الأمر ليرى من ذا الذي قدم هدية أثمن من هديته و التي جعلت الأجراس تدق و
عندما وصل الحارس إلى الكنيسة لم يرى إلا الولد الصغير يشكر الله على قبول
عطية محبته و محبة أخيه متمنيا في قلبه أن يكون أخاه قد سمع أيضا دقات
الأجراس