2- صلوات رفع بخور عشية
صلوات وتسابيح رفع بخور عشية هى مجموعة صلوات وابتهالات وتشكرات استعدادية لطلب بركة الرب على خدمة القداس ، ولتهيئة أذهان وارواح المؤمنين للدخول بغستحقاق واستعداد الى جو القداس بروحانياته العالية والعميقة.
ولكل قداس بخورين وهما بخور عشية وباكر ماعدا قداسات أيام الاسبوع ( الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة ) فى الصوم الكبير المقدس فليس لها رفع بخور عشية لان القداسات تنتهى فى ساعة متأخرة من النهار
صلوات السواعى
v صلوات السواعى التى تقال عادة فى رفع بخور عشية هى التاسعة والغروب والنوم ( تضاف الستار فى الأديرة ) أذا كان اليوم فطرا ، او الغروب والنوم فقط ( تضاف الستار فى الأديرة ) اذا كان اليوم صوما ، وذلك لأن الساعة التاسعة تكون قد قيلت ضمن مزامير القداس السابق للعشية فى ايام الصيام.
v أثناء صلاة الساعة التاسعة يجب ان نتذكر انها لتذكار موت المسيح الكفارى على الصليب من أجل خلاصنا وفيها انقشعت الظلمة التى سادت الارض كلها منذ الساعة السادسة . وهذا دليل انتهاء معركة الشيطان المظلمة بعد انتصار المسيح عليه فى المعركة الحاسمة فوق الصليب . وبدا الله يملك على شعبه مرة أخرى بعد أن خلصه من قبضة الشيطان المرة . لذلك نقول فى احد مزامير هذه الساعة " قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى اضع اعدائك تحت موطئ قدميك . عصا قوة يرسل لك الرب من صهيون فتسود وسط اعدائك . معك الرئاسة فى يوم قوتك فى بهاء القديسين " كما نكرر فى أكثر من مزمور عبارة " الرب قد ملك " . كما نقول فى المزمور الاول من الساعة التسعة " قولوا فى الامم ان الرب قد ملك على خشبة "
v عند توزيع المزامير يجب ان تصلى المزمور الذى يعطى لك بتأمل وتأن وفهم حتى تسطتيع ان تصلى بالروح والحق.
v عند قراءة الانجيل أنصت اليه بإصغاء وخشوع ، وإنجيل الساعة التاسعة يسمى " انجيل البركة " لانه يحدثنا عن مباركة يسوع المسيح للخمس خبزات والسمكتين ويسمى ايضاً " إنجيل إشباع الجموع حيث أشبع يسوع من خمس خبزات وسمكتين خمسة الاف رجل ما عدا النساء والاولاد.
وقد أختارت الكنيسة إنجيل إشباع الجموع ليقرأ فى الساعة التاسعة بالذات لان أغلبية اصوام الكنيسة تنتهى قانونا فى الساعة التاسعة ، لكى نتذكر حينما نأكل ... تلك الحادثة ونطلب بركة يسوع على أكلنا وكل ما تمتد اليه ايدينا.
v أنصت بإهتمام لتلاوة القطع التى تقال بعد الانجيل والتى هى طلبات فى منتهى القوة والروحانية . أشترك فى مرادتها " ذوكصابترى ... كينين " معطياً المجد لله مع الانحناء ورشم ذاتك بالصليب عند إعطاء المجد لله.
وفى احدى هذه القطع نتوسل قائلين " أجعلنى شريكا لنعمة أسرارك المحييه لكيما إذا ذقت إحساناتك أقدم لك تسبحة بغير فتور " ليتك يا أخى وانت مزمع ان تتناول فى الغد من الاسرار المحييه أى جسد الرب ودمه الاقدسين ان تشترك فى هذا المطلب بحرارة وانسحاق كنوع من الاستعداد الروحى والنفسى للتناول من الاسرار المحييه.
صلاة كيرياليصون
فى نهاية كل صلاة من صلوات السواعى تكرر الكنيسة صلاة كيرياليصون " يارب أرحم " ( 41 مرة ) ، وهى مثل رائع للصلاة بلجاجة والحاح ، وصلاة اللجاجة لا ترجع فارغة كما علمنا السيد المسيح فى مثل قاضى الظلم الذى قام وأنصف المرأة من أجل لجاجتها ( لو 18 : 1 – 7 ) ومثل صديق نصف الليل الذى قال فى نهايته ... " اقول لكم ان كان لايقوم ويعطيه لكونه صديقه فإنه من أجل لجاجته يقوم ويعطيه قدر ما يحتاج . وانا أقول لكم أسالو تعطوا . أطلبوا تجدوا . اقرعوا يفتح لكم . لن كل من يسال يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له " ( لو 11 : 8 – 10 ).
v وكيرياليصون كلمة يونانية مركبة من مقطعين : كيريى : تعنى رب ، اليصون : ارحم فيكون معناها يارب ارحم " وعندما نقول كيرياليصون 41 مرة نتذكر التسعة والثلاثون جلدة التى الهبت ظهر السيد المسيح من اجلنا ، اكليل الشوك الذى وضعوه على رأسه باستهزاء وسخرية ، وضرب على رأسه بالقصب فانغرست الاشواك فى جبينه حتى ادمته و الطعنة النجلاء فى جنبه الالهى فسالت الدماء طُهراً للارض كلها. وهذه الصلاة ليس تكرار او مجرد طقس بل ان تكرارها هو صلاة كاملة تنقلنا الى الساعة التى اوفى فيها السيد المسيح الدين كاملاً عنى وعنك . فلنكررها إذن ولسان حالنا يقول : يامن جلدت من أجلنا ارحمنا ، يا من طعنت بالحربة ارجمنا . وهكذا حاول ايها الحبيب بتوبتك وطلبك الرحمة بلجاجة ان تخفف الآم المسيح المبرحة التى عاناها من اجلك.
v ويقول ابينا القمص انطونيوس راغب عن هذه الصلاة : نردد كثيرا يارب ارحم ولن يكفينا العمر كله فى ترديد وطلب الرحمة الحنونة من الهنا المحب . فليكن تكرارها فى صلاتك بخورا جميلاً لا ترديداً دون فهم . اطلب الرحمة فى كل امورك وللاخرين ايضاً وحدد فى كل مرة أمرا ترجو فيه من مراحم الرب :
* يارب ارحمنى من افكارى الشريرة
* يارب ارحمنى من تشتيت الفكر
* يارب ارحم كنيستك من الثعالب المفسدة
* يارب ارحم اولادنا من مغريات الخطية
* يارب ارحم فلان من ضيقته .
وهكذا يتصاعد بخور صلواتك واحدا فى منظره ( بتكرار يارب ارحم ) ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة ليرتفع مقبولاًاما الرب.
ومن لملاحظ ان صلاة كيرياليصون تشمل كل مطالب واحتياجات الانسان المصلى فى كل زمان وكل مكان ، فإتبعها بعد ذلك بقطعة " قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت ...." ففيها الكثير من الطلبات العميقة مثل :
o طلب الرحمة بلجاجة : ارحمنا ايها الثالوث القدوس ارحمنا
o طلب معونة الرب : ايها الرب اله القوات كن معنا . لانه مدام الله معنا فمن علينا؟!
o طلب الحل والغفران عن أصناف الخطايا المختلفة : التى صنعناها بإرادتنا والتى صنعناها بغير ارادتنا التى فعلناها بمعرفة والتى فعلناها بغير معرفة . الخفية والظاهرة
ثم أختمها بالصلاة الربانية : ابانا الذى فى السموات ---- فهى الصلاة النموزجية التى علمنا اياها المعلم الاعظم.
وفى نهاية صلاة الساعة التاسعة صلِ تحليل الساعة التاسعة وهى صلاة عميقة جامعة ، تطلب فيها من الرب قائلاً ".... أنقل عقولنا من الاهتمام العالمى والشهوات الجسدية الى تذكار احكامك السمائية وكمل لنا محبتك للبشر ايها الصالح . ولتكن صلواتنا كل حين وصلاة هذه الساعة مقبولة أمامك ... "
صلوات الغروب والنوم
v أكمل مع الكنيسة بقية صلوات السواعى بنفس النهج السابق ومن المهم ان نتذكر مناسبة وهدف كل صلاة من صلوات السواعى عند البدء فيها :
V صلاة الساعة التاسعة : تذكاراً لموت المسيح الكفارى على الصليب
V صلاة الغروب : تذكاراً لإنزال جسد السيد المسيح من على الصليب . وهى تذكرنا ان شمس حياتنا لابد ان يغرب فى يوم من الايام لنفارق هذا العالم لنكون مع المسيح الهنا ، فلنكن اذن مستعدين لهذا اليوم بكل حرص ويقظة وتوبة .
يحكى لنا انجيل الغروب كيف اقام السيد المسيح حماة بطرس من حُمة اصابتها وكيف أخرج الشياطين من مرضى كثيرين فلننتهز الفرصة ونطلب اليه ان يشفينا من أمراضنا الجسدية والروحية . وأن يبعد عنا شياطين الشهوات والرزائل التى تقاتلنا وتحاول اسقاطنا فى الخطايا.
وفى اخر صلاة الغروب نصلى تحليل الغروب وفيه نشكر الرب الذى قضى النهار بسلام واتى بنا الى المساء شاكرين وجعلنا مستحقين ان ننظر النور الى المساء ، فلم يسمح بموتنا بغتة دون توبة واستعداد ولم يسمح بحدوث شئ يؤذى عيوننا وإنما فى محبته حفظنا أحياء وحفظ عيوننا سالمة من كل اذى حتى نعيش الى نهاية اليوم وننظر النور ونتمتع به.
v اما صلاة النوم التى تتلى بعد ذلك فقد رتبتها الكنيسة تذكارا لوضع جسد السيد المسيح فى القبر . وبما ان النوم هو الموت الصغير ، والفراش الذى ننام عليه يرمز الى القبر الذى سنوضع فيه بعد الموت ، حتى ان احد القديسين كان يخاطب فراشه كل ليله عند نومه قائلاً : ايها الفارش لعلك فى هذه الليلة تصير قبراً لى
ولا يخفى ان ذكر الموت والقبر يوصلنا الى حياة التوبة وصلاة النوم هى صلاة التوبة بكل معانيها ، ونجد ذلك واضحاً بالذات فى صلوات القطع والتحليل الأتى :-
+ هوذا انا عتيد ان اقف امام الديان العادل ....
+ لكنة اتخذ صورة العشار قارعاً صدرى قائلاً اللهم اغفر لى انا الخاطئ
+ تفضل يارب ان تحفظنا فى هذه الليلة بغير خطية
+ وفى التحليل يقدم المصلى توبة صادقة لانه مزمع ان ينام ويسلم نفسه فى يد الله الحارس الامين ، كما انه مزمع ان يتناول من الاسرار المقدسة فى الصباح الباكر ويجب ان يكون تائباً . لان هذا هو المعنى الحقيقى للاستحاق من التناول فيقول فى التحليل .. يارب جميع ما أخطأنا به .....من اجل اسمك القدوس كصالح ومحب للبشر.
+ صلِ اخى المبارك هذا التحليل ببطء وقف عند كل عبارة من عباراته فعندما تقول يارب جميع ما أخطأنا به اليك فى هذا اليوم :
v ان كان بالفعل : قف عندها وفكر كم من الخطايا فعلتها فى هذا اليوم وقدم عنها توبة
v او بالقول : قف عندها وفكر كم من الخطايا بالقول نطقت بها كالحلف او الكذب او الشتيمة او غيرها وقدم عنها تبة لله
v أو بالفكر : كم من الخطايا بالفكر فكرت فيها مثل ادانة الغير او حسدت او غضبت على احد او فكرت فكراً نجساً وقدم عنها توبة بأن تقول اخطأت يارب اغفر لى فكر الادانة او فكر الغضب ضد فلان وفلان ...
v او بجميع الحواس : فكر هل صنعت خطية باحدى حواسك بالعين او بالأذن او باللسان او باليد. اذكرها قدام الرب وقدم عنها توبة وندم ثم أكمل صلاة التحليل بهذه الطريقة بأن تقف عند كل طلبة تطلبها لنفسك وتطلبها بلجاجة
صلاة الستار
+ تضاف فى الأديرة صلاة الستار ، وهى صلاة طويلة خاصة بالرهبان يصلونها بعد صلاة النوم ، وسميت صلاة الستار لأنها تصلى عندما يرخى الليل ستار ظلمته . وهى تتكون من 28 مزموراً منتخبة من مزامير السواعى المختلفة بالاضافة الى الثلاث قطع الاخيرة من المزمور الكبير 118 الذى يتلى فى صلاة نصف الليل ثم يصلى الانجيل والقطع والتحليل.
+ وتذكرنا قطع صلاة الستار بالدينونة الرهيبة عندما تحشر الناس وتقف الملائكة وتفتح الأسفار وتكشف الأعمال وتفحص الأفكار ، فهى تصلى بتذلل شديد . من يطفئ لهيب النار عنى ومن يضئ ظلمتى ان لم ترحمنى انت يارب ؟! ثم نطلب شفاعة السيدة العذراء المقبولة عنا حتى نتقوى ولا نخاف من أعدائنا بل نطردهم فنبددهم ولا نرجع حتى نفنيهم.
+ اما تحليل الستار فهو عميق جداً يطلب فيه المصلى من الله : إعط راحة فى نومنا ونياحاً اجسامنا وطهارة فى أنفسنا واحفظنا من ظلمة الخطية المدلهمة ( الدامسة ) ولتسكن حركات الآلام ولتنطفئ حرارة الجسد . أبطل شغب الجسد وإمنحنا عقلاً مستيقظاً وفكراً متواضعاً وسيرة مملوءة فضيلة وفراش غير دنس ...
عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين 17 نوفمبر 2008 - 18:29 عدل 1 مرات