الأواشى
V أواشى : جمع أوشية ، وهى تعريب محرف للكلمة اليونانية " أفشى " أى صلاة ، فالأواشى معناها الصلوات.
V بعد إنتهاء الأنجيل والعظة يصلى الكاهن خمس أواشى هى السلام ، الأباء ، الموضع ، الأهوية
( او المياه او الزروع ) ، و الأجتماعات.
1- فمثلاً : فى أوشية السلام
يقول الكاهن : أذكر يارب سلام كنيستك الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية.
ويقول الشماس : صلوا من أجل سلام الواحدة الوحيدة الجامعة الرسولية كنيسة الله الأرثوذكسية.
فيرد الشعب : يارب أرحم.
ويتكرر هذا الترتيب الى نهاية الأواشى.
+ ويتسائل البعض : لماذا يكرر الشعب صلاة "يارب أرحم" فى كل الحالات ولايقول شيئا اخر غيرها بينما الكاهن يصلى عن أمور مختلفة ، فتارة يصلى عن سلام الكنيسة وتارة اخرى يصلى من أجل آباء الكنيسة ، وتارة من أجل اجتماعات الكنيسة ، وهكذا ... ، كما أن مردات الشماس تتمشى مع هذه الطلبات وتتبعها . إلا مرد الشعب فهو صلاة كيرياليصون " يارب ارحم " فى كل الحالات ؟!.
V نقول ان صلاة يارب أرحم مع إنها صغيرة فى مبناها " كلمتان فقط " إلا انها كبيرة وشاملة وجامعة فى معناها ، هى تشمل كل أحتياجات الانسان والكنيسة والعالم حتى ان المرنم يرفع مراحم الرب ويفضلها عن الحياة نفسها فيقول " رحمتك يارب أفضل من الحياة ( مز 63 : 3 ) " ، وذلك لأن رحمة الله هى علة الحياة وسبيلها لاننا بمراحم الرب " نحيا ونتحرك ونوجد ( أع 17 : 28 ) " ، وبدون رحمة الله وعنايته لا يمكن أن توجد حياة أرضية ولا حياة ابدية ، بل موت وفراغ وخراب وكل أمر ردئ ، اما رحمة الرب ورضاه فيتبعهما كل خير وبركة روحية وزمنية ، يتبعهما كل ماهو صالح وكل ما هو جليل ، ويقول الرسول " الله الذى غنى فى الرحمه . من أجل محبته الكثيرة التى أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا . أحيانا فى المسيح ( أف 2 : 4 ، 5 ) " فالله كثير الرحمة الذى اعطانا هذه النعمة أن نحيا مع المسيح " كيف لا يهبنا معه كل شئ (رو 8 : 32 ) " .
ونزيد الامر وضوحا فنقول :
حينما يصلى الاب الكاهن من أجل سلام الكنيسة ، وينادى الشماس فى الشعب ان يصلوا من أجل سلام الكنيسة ويرد الشعب " يارب أرحم " فمعنى ذلك :
· يارب ارحم الكنيسة بأن تعطيها سلاما داخليا بالمحبة والوفاق بين رُُُعاتها ورعيتها ، رؤسائها ومروؤسيها ، خدامها ومخدوميها حتى ينتفى منها الذين يصنعون الشقاقات ويسودها التعاون والمحبة ووحدة الصف.
· يارب ارحم كنيستك بأن تعطيها سلاما خارجيا ، وذلك بأن تحميها من هجمات الشيطان عدو كل بر وتحميها من هجمات اعدائها الخفيين والظاهرين الذين يتربصون بها لانها كنيستك التى اقتنيتها بدمك ( أع 20 : 28 ) ، تحميها يارب حيب وعدك الصادق لها " أن ابواب الجحيم لن تقوى عليها " ( مت 16 : 18 ).
V أوشية الاباء :
· اذا صلى الكاهن اوشية الاباء وحث الشماس الشعب ان يصلوا من اجل اباء الكنيسة ، ورد الشعب يارب ارحم ، فمعنى ذلك :
+ يارب ارحم البابا البطريرك والاباء المطارنة والأساقفة بأن تعطيهم نعمة الصحة والقوة وتحفظم للكنيسة سنين كثيرة وأزمنة سالمة.
+ يارب ارحم اباء الكنيسة بأن تعطيهم نعمة وحكمة فى تدبير كنيستك المقدسة.
+ يارب ارحم اباء الكنيسة بأن تحفظهم فى الإيمان الارثوذكسى الى النفس الأخير وتعطيهم ارثوذكسة السيرة والعقيدة ، حتى يحفظوا الآيمان نقيا سالما وحتى يحفظوا القطيع فى الايمان المستقيم بقدوتهم وتعاليمهم
V أوشية الموضع :
+ حينما يصلى الكاهن أوشية الموضع ويطلب الخلاص والطمأنينة ، ويصرخ الشماس للشعب بأن يصلوا من اجل خلاص ( طمأنينة ) هذا الموضع المقدس وطمأنينة كل العالم وسائر المدن والأقاليم والجزائر والأديرة ، ويرد الشعب " يارب أرحم " فمعنى ذلك ان الشعب يطلب :
+ ان يرحم الله العالم ويعطيه سلاماً وطمأنينة ويخلصه من جميع الحروب والكروب والزلازل والاوبئة والمجاعات والقلاقل والاضطرابات.
+ بأن يرحم الله الجزائر التى فى وسط البحار ويحميها من الغرق والتلف.
+ بان يرحم الله الأديرة الموجودة بالبرارى ويحميها ويحرس من فيها من الرهبان من غارات البربر وحروب الشياطين ، وينعم على رهبانها بالسلام والطمأنينة حتى يصلوا هم بدورهم عن سلام العالم وطمأنينته وخلاصه.
ثم يكمل الكاهن بقية الأوشية قائلاً : ( وأذكر يارب خلاص وطمأنينة ) كل مدينة وكل كورة والقرى وكل زينتها ، ونجنا كلنا من الغلا والوباء والزلازل والغرق والحريق وسبى البربر ومن سيف الغريب ومن قيام الهراطقة ".
+ ردد هذه الطلبات مع الأب الكاهن فى سرك ، فمثلاً بعد أن يقول : نجنا من الغلاء ... الخ قل معه يارب نجنا من الغلاء من الوباء ......... نجنا يارب من الحرائق المدمرة ، نجنا من الحروب ...الخ او على الأقل تقول " أمين " بعد كل طلبة
+ فى نهايتها يقول الشعب " يارب أرحم " صلى معهم هذه الصلاة الجامعة ، واجعلها تخرج منك متضمنة كل الطلبات السابفة التى رردتها فى سرك أثناء صلاة الكاهن.
V أوشية المياه ( او الزروع أو الأهوية ) :
+ حينما يصلى الكاهن من أجل مياه النهر :
من 12 بؤونة الى 9 بابه ميعاد فيضان النيل فى مصر
+ من أجل الزروع والعشب
من 10بابه الى 10 طوبة ميعاد زرع اهم المحاصيل فى مصر
+ من أجل أهوية السماء وثمرات الأرض
من 11 طوبة الى 11 بؤونة ميعاد نضوج المحاصيل وحصادها أو جمعها
ثم يقول الشماس المرد المناسب حاثا الشعب للصلاة من اجل المياه او الزرع او الاهوية حسب الوقت المناسب يرد الشعب ايضاً : يارب ارحم . يارب ارحم . يارب ارحم .
وفى صلاة الشعب يارب ارحم 3 مرات :
+ يطلب رحمة الرب على الزروع لتنمو وتكثر الى ان تكمل بثمرة عظيمة وان يحفظها من الآفات والسرقات حتى يفرح الزارع والحاصد ويعم الخير الجميع.
+ يطلب من أجل اهوية السماء ان يعطيها الله اعتدالاً صالحاً لانها هى التى تسمن الثمار وتنضجها فى اوانها الحسن ، وبغير الرياح او أذا اتت رياح سموم او رياح غير طبيعية اتلفت الثمار واصابتها بالآفات المختلفة وافسدتها.
· ملاحظة :
نلاحظ هنا انه بينما يصلى الكاهن من اجل مياه النهر فقط فى موسم المياه ويرد الشماس مرد المياه ايضاً نرى الشعب ير يارب ارحم ثلاث مرات وليس مرة واحدة كبقية الاواشى السابقة او اللاحقة . مالسبب ؟
يرجع ذلك لسببين :
1- ان يكرر الشعب 3 مرات يارب ارحم من اجل مياه الانهار مثلا يطلب صعودها كمقدارها وذلك بلجاجة والحاح لان تكرار الصلاة الواحدة عدة مرات فى الوقت الواحد تعنى اللجاجة والقرع بشدة على ابواب الله طلبا لاستجابة الطلب لأهميته وحيويته.
2- بينما يصلى الشعب ويطلب مراحم الله من اجل المياه مثلا فى وقت المياه لاينسى ايضا الزروع والاهوية لاهميتهما ، فيصلى يارب ارحم ثلاث مرات واحدة للمياه واخرى للزروع والثالثة للاهوية وذلك لاتصالهم وارتباطهم ببعض ، فالمياه تحتاج للرياح لحمل السحب وهطول الامطار عند منابع النيل فيأتى الفيضان ، كما ان الزروع تحتاج للمياه والاهوية لنموها ولنضوجها ، كما ان الاهوية تحتاج الى الزروع لتأخذ منها أهم عناصرها وهو الاكسجين كما تحتاج للمياه لترطيبها وتلطيفها.
وكل هذه العناصر نافعة ولازمة لحياة الانسان المعيشية فى اكله وشربه وملبسه وحياته حتى اذ يكون له الكفاف فى كل شئ يزداد فى كل عمل صالح ، ويقدم الشكر مضاعفاً لله الغنى فى العطاء والسخى فى التوزيع
V أوشية الأجتماعات :
+ حينما يصلى الكاهن من أجل اجتماعات الكنيسة ، ويصرخ الشماس للشعب ان يصلوا من أجل البيعة المقدسة واجتماعاتنا ، يرد الشعب : يارب ارحم . ومعنى ذلك :
+ يارب ارحمنا واحفظنا من الانقسامات الداخلية التى تقضى على الاجتماعات وتضعفها.
+ يارب ارحمنا واجعلنا ان نكون مواظبين على حضور الاجتماعات ولا نترك اجتماعاتنا كما لقوم عادة ( عب 10 : 25).
+ يارب ارحمنا واجعل باب بيعتك مفتوحاً أمام وجوهنا على مر الدهور والى اخر الازمان.
يارب ارحمنا بأن تبارك اجتماعاتنا وتجعلها سبب بركة وخلاص لكل الذين يحضرونها ويسمعون كلمتك ويقدكون اليك الصلوات والتضرعات فى بيتك المقدس ، محل راحتك وسكناك الى الابد.
+ هكذا ايها الحبيب ... حينما تشترك مع الشعب فى صلاة "يارب ارحم " بهذه المعانى السابقة تصعد صلواتك كبخور امام الله ، ويكون بخور صلواتك واحدة فى منظره ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة الالهية الوافرة
· ملاحظة :
يمكنك ان تصلى الصلوات المناسبة فى سرك أثناء مرد الشماس وعند مرد الشعب تقول معهم يارب ارحم كتأمين وختام لصلواتك.
فمثلا أثناء مرد الشماس : صلوا من أجل سلام الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية يمكنك ان تصلى سراً : يارب ارحم الكنيسة من الانقسامات الداخلية واخر يصلى سرا : يارب احفظ الكنيسة من الاطضهادات الخارجية وثالث يصلى : يارب ارحم الكنيسة من روح العالم وتيارات الشر ورابع يطلب طلبة اخرى مناسبة ، كل هذا فى وقت واحد ، وعندما يحين موعد رد الشعب " يارب ارحم " يقول الكل يارب ارحم
وكل واحد يقصد الله فى رحمة معينة يرحم بها الكنيسة وشعب الكنيسة.
افعل هكذا فى بقية الاواشى ، وبذلك تكون صلاتك حارة ومركزة وليست روتينية او رتيبة.