عاشت السيدة العذراء بعد صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء في بيت القديس يوحنا الحبيب خمس عشرة سنة . كانت تتردد على القبر المقدس كثيرا وتصلي هناك فأعلمها الروح القدس بموعد انتقالها ففرحت . فأجتمع الآباء الرسل فباركتهم العذراء ثم جاء السيد المسيح بنفسه مع ملائكته القديسين واستلم روحها الطاهرة وصعد بها إلى السماء أما جسدها الطاهر فكفنه الآباء الرسل وحملوه إلى الجثمانية ليدفنوه في جبل يهوشافاط وفي الطريق حأول أحد اليهود منعهم من ذلك وأمسك بالتابوت . فانفصلت يداه عن جسده وفيتا معلقتين فندم وبكى على سوء فعله وبتوسلات الآباء الرسل القديسين عادت يداه كما كانت فآمن لوقته بالرب يسوع . ثم أكمل الرسل سيرهم حتى وصلوا الجثمانية ودفنوها هناك بإكرام جزيل ولم يكن توما الرسول حاضرا وقت نياحتها ، واتفق حضوره عند دفنها فرأي جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به فقال له أحدهم : " أسرع وقبل جسد الطاهرة القديسة مريم " فأسرع وقبله . وعند حضوره إلى التلاميذ أعلموه بنياحتها فقال : " أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح " . فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا فعرفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به . وقال لهم الروح القدس : " أن الرب لم يشأ أن يبقي جسدها في الأرض " وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخري فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها وهي جالسة عن يمين ابنها وإلهها وحولها طغمات الملائكة وتمت بذلك نبوة داود القائلة : " قامت الملكة عن يمين الملك " وكانت سنو حياتها علي الأرض ستين سنة . جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار . وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي ، كوصية الرب القائل له : " هذا ابنك " وليوحنا : " هذه أمك " وقد تنيحت السيدة العذراء فى 21 طوبة سنة48 م
شفاعتها المقدسة فلتكن معنا آمين
شفاعتها المقدسة فلتكن معنا آمين