[size=18]
حقائق متباينة عن مسيحيّي الشرق الأوسط | |
| |
|
أشرف أبو جلالة - إيلاف | ||
12/ 01/ 2011 | ||
كان المسيحيون يشكّلون أكثر من 20% من مجمل سكانمنطقة الشرق الأوسط في أوائل القرن العشرين، لكنهم باتوا يشكلون اليوم نسبة تقل عن 10%، وتزامن تقلص أعدادهم بموجة قرار وهجرة تجنبا للعنف والصراع السياسي،والاضطهاد. عواصم: جاءت الهجمات التي تعرض لها مسيحيو مصروالعراق خلال الآونة الأخيرة لتجذب الانتباه إلى المواطنين المسيحيين الذين يعيشونفي منطقة الشرق الأوسط، وبدأت تقلص أعدادهم، في الوقت الذي بدؤوا يلوذون فيهبالفرار من العنف، والصراع السياسي، والاضطهاد.
وقد كان يُشَكِّل المسيحيون أكثر من 20% من شعوبالمنطقة في أوائل القرن العشرين، لكنهم أضحوا يشكلون اليوم نسبة تقل عن 10%. وفيتقرير شامل، تلقي صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية الضوء على وضعيةالمسيحيين في سبعة دول كبرى بالمنطقة، بدءً من مصر وانتهاءً بإيران. وفي مستهل الحديث، اختارت الصحيفة أن تبدأ بلبنان،حيث قالت وفقاً لما ورد بكتاب حقائق العالم (World Factbook) الذي تصدره وكالةالاستخبارات المركزية (CIA) إن هناك نسبة تقدر بـ 39% من الشعب اللبناني تمارسالمسيحية. ويقدر مسيحيو لبنان بـ 1.6 مليون مسيحي، غالبيتهم من الموارنة، لكن هناكعدداً كبيراً من المسيحيين اليونانيين الأرثوذكس، وأعداداً صغيرة من طوائفأخرى. كما أشارت الصحيفة إلى أن المسيحيين كانوايُشكِّلون الجماعة الدينية المسيطرة في لبنان. لكن الحرب الأهلية التي استمرت علىمدار 15 عاماً، وبدأت في سبعينات القرن الماضي، قد تسببت في اتخاذ ما لا يقل عنمليون مسيحي لبناني قراراً بالهروب وترك البلاد مقسمة على أسس دينية. أما اليوم،فالعلاقات بين المسيحيين والمسلمين تعتبر علاقات هادئة، ويحتفظ المسيحيوناللبنانيون بنفوذ سياسي كبير من خلال اتفاق تقاسم سلطة يوزع أعلى ثلاث مناصب حكوميةبين الجماعات الدينية والعرقية الرئيسية في البلاد – وهم المسيحيين والمسلمين السنةوالمسلمين الشيعة. ثم تحدثت الصحيفة عن المسيحيين في إسرائيلوالأراضي الفلسطينية، فقالت إن قليلين من عرب إسرائيل المقيمين في إسرائيل يمارسونالمسيحية، وأن نسبتهم تقدر بـ 2.1%، أو حوالي 155 ألف شخص ( بدون السكان الذينيعيشون في الضفة الغربية). ثم قالت إن نسبة تُقدَّر بحوالي 8% من قاطني الضفةالغربية تمارس المسيحية، رغم أن النسبة تكون أعلى قليلاً إذا لم يتم إدراجالمستوطنين اليهود، الذي يشكلون حوالي 17% من سكان الضفة الغربية، في المجاميعالنهائية. وفي قطاع غزة، يُشكِّل المسيحيون أقل من 1% من السكان. وبينما تعد العلاقات بين مسلمي فلسطين ومسيحييهاعلاقات جيدة بشكل عام، إلا أن أعمال العنف الجارية نتيجة للصراع الفلسطينيالإسرائيلي قد دفع بالعديد من المسيحيين للهروب من إسرائيل والضفة الغربية. وقدأضحت بلدة بيت لحم، التي كانت تعد بلدة مسيحية، ذات أغلبية مسلمة الآن. بعدها، مضت الصحيفة لتلقي الضوء على وضع المسيحيينفي مصر، حيث قالت إنهم يُشكِّلون حوالي 10% من السكان في البلاد، وأن الغالبيةالعظمى من نصيب الطائفة القبطية. وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أن الدور المتناميللإسلام في الحياة اليومية بمصر أدى لترك المسيحيين، الذين يشكون من تمييز منهجي منجانب الحكومة، في حالة متزايدة من عدم الاستقرار. وأوضحت الصحيفة كذلك أن التوترات الطائفية تثار فيبعض الأحيان بين الأقباط والأغلبية المسلمة في البلاد، مثلما حدث العام الماضي عشيةالاحتفال بعيد الميلاد في مدينة نجع حمادي، بجنوب البلاد، حين أطلق مسلحون النارعلى مجموعة من المصلين أثناء مغادرتهم للقداس. ويبدو أن الإرهابيين العالميين بدؤوا يستغلون الآنتلك التوترات، لتبرير الهجمات التي تُشَن على المسيحيين. وفي هذا الشأن، لفتتالصحيفة إلى ما سبق وأن تحدث عنه تنظيم "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيمالقاعدة، الذي سبق له مهاجمة كنيسة في بغداد خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عنالاختطاف المزعوم لامرأتين متزوجتين من رجلي دين مسيحيينفي مصر، قيل أنهما قدمُنِعَتا من اعتناق الإسلام. وقد هدد التنظيم مراراً وتكراراً بشن هجوم مرة أخرى،في مصر، ما أثار تكهنات بأنه قد يكون وراء التفجير الأخير الذي وقع أمام كنيسةالقديسين بالإسكندرية. أما عن الوضع في سوريا، فقالت الصحيفة الأميركيةإن انتماء الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الطائفة العلوية المسلمة ربما كان عاملاًمساهماً في هدوء العلاقات بصورة نسبية بين الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية،التي تُشكِّل حوالي 10% من السكان اليوم. وفي الوقت الذي انخفضت فيه النسب المؤويةخلال السنوات الأخيرة، قال مسيحيو سوريا إن الفرصة متاحة أمامهم للمشاركة في الدولةوالمجتمع. وأكدت الصحيفة في الوقت ذاته على أن الرئيس الأسديبذل جهوداً من أجل إخماد التوتر الطائفي والتصدي للتطرف الإسلامي الموجود فيالبلاد. وانتقلت الصحيفة لتبرز الوضع في الأردن، حيث قالت إن المسيحيين يشكلونهناك نسبة تقدر بحوالي 3 % فقط من السكان، ويعيشون حياة سهلة نسبية كأقلية دينية،طبقاً لما ورد في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بشأن مسيحيي الشرق الأوسط. واتضحأنهم يتعرضون لقدر ضئيل من التمييز ويتمتعون بحرية ممارسة شعائرهم الدينية. أما في العراق، فيُشكِّل المسيحيون اليوم نسبة تقلعن 3 % من السكان، وقد واجهوا موجات عنف شديدة خلال الأشهر الأخيرة، سيما في بغداد. وقد حثت الحكومة العراقية المسيحيين بألا يلوذوا بالفرار بعد الموجة الأخيرة منالهجمات، لكن كثيرين تعهدوا بأن يرحلوا – سيراً على خطى مئات الآلاف الذين فروا منالصراع الطائفي في البلاد. وبحسب تقرير للصحيفة، فقد كان هناك ما بين 800 ألف و 1.4مليون مسيحي في العراق عند بداية الغزو الأميركي للبلاد عام 2003 ( وكانوا يشكلونحينها نسبة تقدر بحوالي 5% من السكان )، وحتى كانون الثاني/يناير عام 2010، كانهناك عدداً يتراوح ما بين 500 إلى 600 ألف. وبينما هرب كثيرون من المسلمين منالبلاد، كان هناك عدداً غير متناسب من اللاجئين المسيحيين. وفي إيران، يُشكِّل المسلمون نسبة تزيد عن 98% منسكان البلاد، في حين يُشكِّل المسيحيون، واليهود، و الزرادشتيون معظم النسبةالمتبقية. وبينما يمنح الدستور الإيراني لكل المجموعات الثلاثة وضعية الأقلياتالدينية "المحمية"، إلا أنهم يواجهون في واقع الأمر تمييزاً اجتماعياً كبيراًومناخاً سياسياً غير مريح، وذلك وفقاً لما ورد في تقرير صادر عن وزارة الخارجيةالأميركية في العام 2009. |