تقدمة الحمل
وقداس الموعوظين ( او القداس التعليمى)
وقداس الموعوظين ( او القداس التعليمى)
لبس ملابس الخدمة :
يبدأ قداس الموعوظين بأن يرشم الاب الكاهن ملابس الخدمة له وللشمامسة الخدام بالثلاثة رشومات المعروفة ، ثم يبدأ الجميع فى لبس ملابسهم الكهنوتية البيضاء التى ترز الى بياض وطهارة قلوبهم ونقاوة سيرتهم.
يلبسون هذه الملابس وهم يتلون المزمور (29) ، اعظمط يارب لانك احتضنتنى ... والمزمور (92) ، الرب قد ملك ولبس الجلال ... وفى هذين المزمورين عبارات كثيرة مناسبة جدا للبس الملابس الكهنوتية والاستعداد لخدمة الأسرار الالهية . فنجد مثلا فى مزمور 29 ما يأتى :
+ أعظمك يارب لأنك أحتضنتنى :
كل واحد من الخدام يشكر الرب الذى قبله للدخول الى مقادسه وخدمة اسراره ، وجعله مستحقاً ان يكون خادما له رغم عدم استحقاقه لذلك هو يعظمه ويمجده ويبارك اسمه.
+ فى العشاء يحل البكاء وفى الصباح السرور :
يقصد هنا بكاء التوبة والندامة على الخطايا والاعتراف بها امام كاهن الله ويكون ذلك دائما فى الليلة السابقة للقداس استعدادا للتناول . اما فى الصباح حيث يدخل الكل الهيكل بفرح يقول المرنم " فأتى الى مذبح الله الى الله بهجة فرحى واحمدك بالعود يا الله الهى ( مز 43 : 4 ) ".
+ حولت نوحى الى فرح ، مزقت مسحى ومنطقتنى سرورا لكى ترتل لك نفسى ولا يحزن قلبى :
اذا قدم المؤمن لله توبة نقية من انسحاق قلبى حول الرب نوحه ودموعه الى فرح وسرور عظيمين فرح وسرور الخلاص من نير الخطية وعبودية الشيطان القاسية ، وازال عنه الرب مسوح الحزن والبسه تلك الملابس الكهنوتية ليخدم بها الرب فى هيكل قدسه ، لذلك ترتل نفسه ولا يعود قلبه يحزن إذ يأخذ من التناول قوة لمقاومة الخطية والانتصار على محاربات الشياطين كقول المرنم " هيأت قدامى مائدة تجاه مضايقى . مسحت بالدهن رأسى وكأسك روتنى بقوة ( مز 23 : 5 ) ".
وفى مزمور 92 نجد مثلا :
+ الرب قد ملك لبس الجلال . لبس رب القدرة . أئتزر بها .
حينما يلبس الكاهن او الشمامسة ملابس الخدمة البيضاء الناصعة يعترف ان الرب لبس الجلال وتمنطق بالقوة والقدرة واصبح ملكا على الارض كلها ، أما هو فكواحد من خدامه الملائكة الذين ظهروا عند القبر بثياب بيض ( يو 20 : 12 ).
وهو يلبس ملابس الخدمة لكى يخدم الاسرار ويتناول منها فينال قوة بها يغلب فى جهاده فيحصل على الوعد القائل .." من يغلب فذلك سيلبس ثيابا بيضاء ولن امحو اسمه من سفر الحياة ( رؤ 3 : 5 ) ".
ويشبه جميع خدام المذبح من كهنة وشمامسة فى لباسهم الأبيض الجميل ذلك الجمع الغفير الذى راه يوحنا الرائى " لم يستطع أحد أن يعده من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة واقفين امام العرش وامام الخروف متسربلين بثياب بيض وفى ايديهم سعف النخل وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين " الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف ( رؤ 7 : 9 ، 10 ) " .
+ بيتك ينبغى التقديس يارب الى طول الأيام :
حينما يلبس الكهنة ولشمامسة ملابسهم البيض الجميلة ويصلون ويقدسون بخشوع وتقوى وروحانية داخل الكنيسة يشبهون الملائكة فى شكلهم وفى تقديسهم فيحولون الارض الى سماء والكنيسة الى اورشليم السمائية حقاً " ان العز والجمال فى مقدسه ( مز 96 : 6 ) " لذا نقول فى احدى قطع الساعة الثالثة : أذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس نحسب كالقيام فى السماء ... الخ.
وفى الكنيسة تقام الصلوات ويحل الروح القدس على الاسرار وتمتلئ بالملائكة النورانيين فهو بحق بيت الله وبيت الملائكة لذلك تليق به القداسة طوال الايام.
اخى الحبيب : ان كنت شماساً لا تدفن هذه الموهبة وتترك هذه الخدمة المقدسة
ملحوظة : انه عمل غير طقسى وغير لائق ان يلبس الشماس ملابس الخدمة بدون رشم من الاب الكاهن المصلى لآن رشم التونية من الأب الكاهن المصلى له معنيان :
1- مباركة الملابس وتقديسها بالصلاة والرشم وبالتالى مباركة خدمة الشماس والرضى عنها.
2- سماح ضمنى للشماس بالخدمة وبالتناول من الأسرار المقدسة
- وقديمأ سأل أحد الشمامسة الأب القديس يرصنوفيوس ( من رجال القرن السادس ) قائلاً : يا ابتاه إذ أمرتنى ان أخدم المذبح المقدس ، فأخبرنى فى أى شئ ينبغى لى أن أتفكر إذا كنت واقفا فى الخدمة مع الكاهن ، وخاصة إذا كنت حاملا الكأس المقدس ، وهل ينبغى لى ان اخصص ثوبا برسم خدمة المذبح ؟.
- فاجابه القديس : يا ولدى ، هذه الاشياء روحانية ، فالشماس ينبغى له ان يكون مثل الشاروبيم ، كله اعين وكله عقل فيما هو فوق يفكر وفيما هو فوق يتفطن ، وبالمخافة والرعدة يسبح الله لانه يحمل دم الملك الذى لا يموت ، وهو مثال الشاروبيم لانه يصرخ بالتسبحة ويروح على السرائر المخوفة مثل ما يفعل اولئك فى السماء بأجنحتهم ، وتذكر ان تلك الاجنحة هى مثال لارتفاع العقل من الارضيات الثقيلات الى السمائيات ، ويصرخ بلا فتور فى انسانه الداخلى ويقول تسبحة الغلبة لجلال مجد الهنا ، ويصلى بخشوع قائلا : " قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت . السماء والارض مملوءتان من مجدك الأقدس ".
ملحوظة : حمل الكأس لا يكون الإ للشماس الكامل " دياكون "
فى هذا افتكر ، اذا كنت واقفاً تخدم السرائر المقدسة ، او تحمل المجمرة المقدسة ، او كنت تطوى ثياب الاله ( اللفائف والستور التى يرتبها الشماس ويطويها بعد إنتهاء القداس ) وكذلك اذا رافقت الكاهن وهو حامل القربان المقدس الى مريض فهذه تكون افكارك ، واعلم انك شاروبيمى وقد اعتصمت بخدمة الشمسية.
وأما من أجل الثوب فأقتنى لك ثوبا روحانياً ترضى به الله ، وبدل السروال اقتن موت أعضاء جسدك.
وتقول طقوس الكنيسة عن أهمية الشماس :
قد صرت الان فى هذه الدرجة التى هى أرفع شأناً من درجة اللاويين الذين كانوا يخدمون الذبائح الزائلة ، اما انت تخدم درجة الشماسية التى للقديس اسطفانوس بالهيكل المقدس والمذبح الطاهر الموضوع عليه الجسد الطاهر والدم الذكى الذى لمخلصنا.
صلاة السواعى :
بعد ان تنتهى عملية ملابس الخدمة تبدأ صلاة مزامير السواعى .
ففى أيام الأفطار تصلى الساعة الثالثة والساعة السادسة.
وفى ايام الاصوام فتصلى ساعات الثالثة والسادسة والتاسعة.
وسنكتفى هنا بالتأمل فى صلاة الساعة الثالثة والسادسة حيث سبق التأمل فى صلاة الساعة التاسعة عند الكلام فى رفع بخور عشية.
صلاة الساعة الثالثة :
رتبت الكنيسة هذه الصلاة لتذكارات ثلاث من حوادث ربنا يسوع المسيح :
1- محاكمة يسوع امام بيلاطس وصدور الحكم عليه بالصلب رغم شهادة بيلاطس ببراءته . وفى كل ذلك لم يحتج يسوع ولكنه كان صامتا كشاة تساق الى الذبح ، وفى ذلك يقول المرنم فى مزامير الساعة الثالثة " احكم لى يارب فأنى بدعة سلكت ، وعلى الرب توكلت فلا اضعف . أختبرنى يارب وجربنى ( مز 25 )".
2- صعود ربنا يسوع المسيح الى السماء وفى ذلك يقول المرنم " من يصعد الى جبل الرب او من يقوم فى موضع قدسه ؟ الطاهر اليدين النقى القلب الذى لم يحمل نفسه الى الباطل ...
( مز 23 ) وهذه كلها صفات المسيح الصاعد الى السماء والجالس عن يمين الله فى سما السموات. وفى نفس المزمور يقول " ارفعوا ايها الرؤساء ابوابكم وارتفعى ايتها الابواب الدهرية فيدخل ملك المجد . من هو هذا ملك المجد ؟ الرب العزيز القدير الرب القوى فى الحروب " . وهذا الاية تتلى قبل انجيل قداس عيد الصعود ، وفيها ينبه فريق الملائكة فريقا اخر منهم ان يرفعوا ابواب السماء حتى يدخل ملك المجد الصاعد من الأرض ، وهو الرب العزيز القدير الرب القوى فى الحروب ، لذى حارب الشيطان وأنتصر عليه وخلص منه جميع السبايا من آدم وبنيه وأعادهم الى الفردوس.
3- حلول الروح القدس على التلاميذ : وفى ذلك يقول المزمور " صوت الرب على المياه ، اله المجد ارعد ( مز 28 ) " . ويقول ايضا " وفى هيكله المقدس كل واحد ينطق بالمجد " .
كما ان انجيل الساعة الثالثة يتكلم عن وعد الرب بارسال الروح القدس على تلاميذه كما يتكلم عن نفسه بأنه هو الكرمة الحقيقية التى ينبت فيها المؤمنون الحقيقيون بواسطة الروح القدس الذى ينالونه فى سر المسحة المقدسة ( الميرون والتثبيت ) وهكذا يمكنهم ان يأتو بثمار صالحة.
وفى القطع نطلب من الرب الا ينزع روحه القدوس منا بل يجدده فينا ، كذلك نطلب من الروح القدس المعزى بشفاعة ام النور والرسل الاطهار ان يطهرنا من كل دنس ويعطينا السلام
وفى التحليل نطلب نشكر الرب اله كل الرأفات ورب كل عزاء لأنه أهلنا ان نقف للصلاة فى هذه الساعة ، ساعة حلول الروح القدس على التلاميذ ، ونسأله ان يرسل علينا نعمة الروح القدس لكى يطهرنا من كل دنس الجسد والروح.