فيكون كقاض حكيم .
هـ - يرد لأورشليم أو للنفس البشرية لقبها : " مدينة العدل القرية الأمينة " إش 1 : 26 .
إذ تصير الكنيسة – الكنيسة الجديدة – مدينة الله – عامود الحق وقاعدته ، العروس الأمينة لعريسها .
يشبه العالم هنا بالبطمة ، لأن اليهود اعتادوا أن يقيموا عبادة البعل والعشتاروت تحت شجرة البطمة .
يشبه تاركو الرب بالبطمة التى ذبل ورقها ، وبالجنة التى بلا ماء ماء ( إش 1 : 29 ) ، لماذا ؟ خلق الله الإنسان كجنة يجد الرب فيها ثمرته حلوة فى الداخل .
كل ما يحمله الإنسان من طاقات وأمكانيات وعواطف وغرائز هى عطايا إلهية أشبه بأشجار مغروسة فى جنة يرويها ماء الروح القدس فتثمر بركات لا حصر لها . أما إن حمت منه الروح فتجف وتحق بالنار ، وتتحول كما إلى مشاقة ( نسالة كتان ) ( إش 1 : 31 ) ، أى ما تبقى من كتان بعد مشطه ليستخدم وقيدا للنار .
الإصحاح الثانى
جبــل بيت الرب
فى الأصحاحات 2 – 4 ركز إشعياء أنظاره على أورشليم – جبل بيت الرب – مع أنه لم يفارقها لكن حنينه إليها وشوقه إلى تقديسها لا يقل عن ذات حنين أنبياء السبى الذين عاشوا بالجسد فى بابل أما قلوبهم فتعلقت بمدينة الله التى أصابها الخراب .
( 1 ) مقدمة :
" الأمور التى رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم " إش 2 : 1 . كان قلب إشعياء مشغولا بشعب الله ( يهوذا ) وبالمدينة المقدسة ( أورشليم ) ، فقد امتلأ حزنا على ما بلغ إليه الحال ، رأى شعبا ضربه الفساد ، ومدينة تهدم هيكلها الروحى فأنت أحشاءه عليهم .
أمام هذا الحب الخالص وهبه الله بصيرة وقدم له رؤى ونبوات لتعزيته وتعزية كل نفس جريحة من أجل البشرية ، قدم له الله كلمته المحيية .
( 2 ) جبل بيت الرب
ماذا قدم الله لإشعياء الجريح النفس ؟ حمله بالروح إلى ملء الزمان ليرى يهوذا الجديد – السيد المسيــــح – وأورشليم الجديدة حيث يبنى هيكل الرب ويقام ملكوت الله فى القلب . لذا قال : " يكون فى آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم " إش 2 : 2 .
سحب الرب قلب إشعياء النبى إلى ملء الزمان ليرى السيد المسيح الذى يقيم كنيسته عليه شخصيا بكونه صخر الدهور ، الجبل الذى رآه دانيال النبى المقطوع بغير أيدى الذى يملأ الأرض ( دا 2 : 34 – 45 ) ، الصخرة الحقيقية التى تفيض مياة الروح على شعبه ( 1 كو 10 : 4 ) والتى لا تستطيع الحية أن تزحف عليه لتقترب إلى شعبه .
يكمل النبى : " وتجرى إليه كل الأمم وتسير شعوب كثيرة ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب " إش 2 : 2 ، 3
معروف أن الشريعة صدرت من جبل سيناء للشعب اليهودى ، لذا فهو يتحدث عن شريعة جديدة تصدر من أورشليم موجهة إلى المسكونة كلها .
+ هذه الشريعة ليست ملكا لأمة واحدة بل لكل الأمم ، فإن شريعة الرب وكلمته لا تبقيان فى صهيون وأورشليم بل تنتشران فى كل المسكونة . لذلك يقول رب المجد يسوع لتلاميذه :
" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير ... " لو 24 : 44 – 47 .
+ هناك ( فى أورشليم ) أخبر التلاميذ : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " مت 28 : 19 .
نلاحظ فى هذه الكنيسة المؤسسة على جبل الجلجثة والمنطلقة من أورشليم تحمل قوة الروح القدس أنها :
* كنيسة ثابتة ، تقوم على جبل الرب الثابت ( إش 2 : 2 ) .
* كنيسة عالية فى رأس الجبال ( إش 2 : 2 ) ..
* كنيسة جذابة للأمم والشعوب ( إش 2 : 2 ، 3 ) .. أبوابها مفتوحة للجميع .
* عملها مستمر أن تصعد بالبشر ( إش 2 : 3 ) .. بالحب تنزل إليهم دون أن تفقد قدسيتها أو طبيعتها السماوية * رسالتها اعلان طريق الرب ( إش 2 : 3 ) ، تحمل كلمته إلى كل نفس وتقدم وصيته ليعيشها كل مؤمن ..
* تعلن أحكام المسيح العادلة ، حيث يخضع المؤمنون من كل الأمم لملكوته وسيادته ، كسيادة روحية فريدة فى نوعها .
+ تهب سلاما بين النفوس المقدسة له : " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناحل ، لا ترفع أمة على أمة سيفا ، ولا يتعلمون الحرب فى ما بعد " إش 2 : 4 .
المسيحى يمتلىء قلبه سلاما حتى تجاه مقاوميه ، فتتحول طاقاته الداخلية من الصراع إلى العمل البناء ، من أدوات حرب إلى أدوات انتاج للرخاء .
كلمة الله تحول الأرض سماء ، فيحل السلام السمائى فى حياة البشر ، وتقام مملكة السلام أو ملكوت الله المفرح فى داخلهم التى لا تستطيع عداوة الناس ولا قسوة الأحداث أن تهزها .
" يا بيت يعقوب هلم نسلك فى نور الرب " إش 2 : 5 .
السيد المسيح الحال فى كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1 : 3 ) . هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها ( ملا 4 : 2 ) .
( 3 ) علة رفض الله شعبه
يقارن النبى بين تصرفات شعبه المعاصرين له وتصرفات الأمم فى المستقبل حيث يقبلون الإيمان بالله المخلص ويدخلون ملكوت السلام وينعمون ببركات فائقة بسكناهم فى جبل بيت الرب .
رفض بيت يعقوب الله عمليا بالرغم من اهتمامه الشديد بحرفية العبادة لذا رفضه الله ، وكان ذلك رمزا لرفض اليهود لشخص السيد المسيح تحت ستار دفاعهم عن الحق وغيرتهم على شريعة موسى .
قدم الله أربعة أسباب لرفض الشعب ، وهى :
( أ ) التشبه بالغرباء " امتلأوا من المشرق " ، يقول أيضا " وهم عائفون كالفلسطينيون " إش 2 : 6 .
( ب ) حبهم لغنى العالم ، " امتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم " . امتلأت قلوبهم بمحبة المال ، فحسبوه قادرا على إشباعهم ، واحتل موضع الله فى فكرهم وأحاسيسهم .
( ج ) اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية ، " امتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم " إش 2 : 7 .
( د ) قبولهم العبادة الوثنية ( إش 2 : 8 ) .
هذه هى الأسباب التى من أجلها رفض الله شعبه ، أما ثمرة ذلك فهو الإنحدار المستمر عوض النمو والصعود ( إش 2 : 9 ) . انهيار فى كل جوانب الحياة عوض التقديس بالتمام بالرب الصاعد إلى السموات .
( 4 ) بطلان الذراع البشرى :
إن كان الله قد رفض شعبه فلأن شعبه مصر على رفض الله بكل وسيلة ، لكن الله يبقى فى حبه مترفقا بهم وبكل البشرية معلنا خلاصه للإنسان .
إذ تعاظم الإنسان جدا فى عينى نفسه وتضخمت الأنا ، يعلن الرب بهاءه فيتصاغر الإنسان ويطلب الخلاص . يدخل كما فى صخرة ويختبىء فى التراب أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته ( إش 2 : 10 ) .
ليس شىء يحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله . يتحطم الكبرياء ولا تتحطم نفسه بل تشفى وتمتلىء رجاء فى الرب .
ما هى الصخرة التى نختفى فيها أمام العظمة الإلهية إلا السيد المسيح ، إذ فيه نجد لأنفسنا ملجأ أمام العدل الإلهى . لذلك عندما اشتهى موسى النبى أن يرى المجد الإلهى قيل له :
" لا تقدر أن ترى وجهى ، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش .. هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة ( المسيح صخرتنا ) ويكون متى أجتاز مجدى إنى أضعك فى نقرة من الصخرة ( الأتحاد مع المسيح ) واسترك بيدى حتى أجتاز " خر 33 : 20 – 21 .
يشبه النبى تشامخ الإنسان بالآتى :
( أ ) " أرز لبنان العالى المرتفع وكل بلوط باشان " إش 2 : 13 تشير إلى الأتكال على غنى موارد الطبيعة ، كما تشير إلى الملوك والقادة المتعجرفين مثل ربشاقى .
( ب ) " الجبال والتلال الشامخة " إش 2 : 14 ، تشير إلى الصلابة والجمود ..
( ج ) " الأبراج العالية والأسوار المنيعة " إش 2 : 15 ، تشير إلى الأتكال على أعمال البر الذاتى ...
( د ) " سفن ترشيش والزينات والأعلام المبهجة " إش 2 : 16 ، تشير إلى الإنهماك بالتجارة والمال مع الترف والغنى على حساب الإهتمام بالنفس .
ارتبط الكبرياء بالعبادة الوثنية لهذا يؤكد النبى أنه عندما يكتشف الإنسان عجز الأوثان يلقى بها أمام الجرذان والخفافيش ( إش 2 : 20 ) مستخفا بها ، عوض أن يأخذها معه فى أسفاره لمساندته .
أخيرا يدرك الإنسان خطأ الإتكال على الذراع البشرى ، فيقول النبى " كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة ، لأنه ماذا يحسب ؟! " إش 2 : 22 .
ليصمت كل إنسان مهما بلغت عظمته أو قدرته أو غناه ، فإنه تخرج نسمة حياته فلا يكون بعد فى العالم . تخرج روحه فيعود إلى التراب ( مز 104 : 29 ) . جبــل بيت الرب
فى الأصحاحات 2 – 4 ركز إشعياء أنظاره على أورشليم – جبل بيت الرب – مع أنه لم يفارقها لكن حنينه إليها وشوقه إلى تقديسها لا يقل عن ذات حنين أنبياء السبى الذين عاشوا بالجسد فى بابل أما قلوبهم فتعلقت بمدينة الله التى أصابها الخراب .
( 1 ) مقدمة :
" الأمور التى رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم " إش 2 : 1 . كان قلب إشعياء مشغولا بشعب الله ( يهوذا ) وبالمدينة المقدسة ( أورشليم ) ، فقد امتلأ حزنا على ما بلغ إليه الحال ، رأى شعبا ضربه الفساد ، ومدينة تهدم هيكلها الروحى فأنت أحشاءه عليهم .
أمام هذا الحب الخالص وهبه الله بصيرة وقدم له رؤى ونبوات لتعزيته وتعزية كل نفس جريحة من أجل البشرية ، قدم له الله كلمته المحيية .
( 2 ) جبل بيت الرب
ماذا قدم الله لإشعياء الجريح النفس ؟ حمله بالروح إلى ملء الزمان ليرى يهوذا الجديد – السيد المسيــــح – وأورشليم الجديدة حيث يبنى هيكل الرب ويقام ملكوت الله فى القلب . لذا قال : " يكون فى آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم " إش 2 : 2 .
سحب الرب قلب إشعياء النبى إلى ملء الزمان ليرى السيد المسيح الذى يقيم كنيسته عليه شخصيا بكونه صخر الدهور ، الجبل الذى رآه دانيال النبى المقطوع بغير أيدى الذى يملأ الأرض ( دا 2 : 34 – 45 ) ، الصخرة الحقيقية التى تفيض مياة الروح على شعبه ( 1 كو 10 : 4 ) والتى لا تستطيع الحية أن تزحف عليه لتقترب إلى شعبه .
يكمل النبى : " وتجرى إليه كل الأمم وتسير شعوب كثيرة ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب " إش 2 : 2 ، 3
معروف أن الشريعة صدرت من جبل سيناء للشعب اليهودى ، لذا فهو يتحدث عن شريعة جديدة تصدر من أورشليم موجهة إلى المسكونة كلها .
+ هذه الشريعة ليست ملكا لأمة واحدة بل لكل الأمم ، فإن شريعة الرب وكلمته لا تبقيان فى صهيون وأورشليم بل تنتشران فى كل المسكونة . لذلك يقول رب المجد يسوع لتلاميذه :
" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير ... " لو 24 : 44 – 47 .
+ هناك ( فى أورشليم ) أخبر التلاميذ : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " مت 28 : 19 .
نلاحظ فى هذه الكنيسة المؤسسة على جبل الجلجثة والمنطلقة من أورشليم تحمل قوة الروح القدس أنها :
* كنيسة ثابتة ، تقوم على جبل الرب الثابت ( إش 2 : 2 ) .
* كنيسة عالية فى رأس الجبال ( إش 2 : 2 ) ..
* كنيسة جذابة للأمم والشعوب ( إش 2 : 2 ، 3 ) .. أبوابها مفتوحة للجميع .
* عملها مستمر أن تصعد بالبشر ( إش 2 : 3 ) .. بالحب تنزل إليهم دون أن تفقد قدسيتها أو طبيعتها السماوية * رسالتها اعلان طريق الرب ( إش 2 : 3 ) ، تحمل كلمته إلى كل نفس وتقدم وصيته ليعيشها كل مؤمن ..
* تعلن أحكام المسيح العادلة ، حيث يخضع المؤمنون من كل الأمم لملكوته وسيادته ، كسيادة روحية فريدة فى نوعها .
+ تهب سلاما بين النفوس المقدسة له : " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناحل ، لا ترفع أمة على أمة سيفا ، ولا يتعلمون الحرب فى ما بعد " إش 2 : 4 .
المسيحى يمتلىء قلبه سلاما حتى تجاه مقاوميه ، فتتحول طاقاته الداخلية من الصراع إلى العمل البناء ، من أدوات حرب إلى أدوات انتاج للرخاء .
كلمة الله تحول الأرض سماء ، فيحل السلام السمائى فى حياة البشر ، وتقام مملكة السلام أو ملكوت الله المفرح فى داخلهم التى لا تستطيع عداوة الناس ولا قسوة الأحداث أن تهزها .
هـ - يرد لأورشليم أو للنفس البشرية لقبها : " مدينة العدل القرية الأمينة " إش 1 : 26 .
إذ تصير الكنيسة – الكنيسة الجديدة – مدينة الله – عامود الحق وقاعدته ، العروس الأمينة لعريسها .
يشبه العالم هنا بالبطمة ، لأن اليهود اعتادوا أن يقيموا عبادة البعل والعشتاروت تحت شجرة البطمة .
يشبه تاركو الرب بالبطمة التى ذبل ورقها ، وبالجنة التى بلا ماء ماء ( إش 1 : 29 ) ، لماذا ؟ خلق الله الإنسان كجنة يجد الرب فيها ثمرته حلوة فى الداخل .
كل ما يحمله الإنسان من طاقات وأمكانيات وعواطف وغرائز هى عطايا إلهية أشبه بأشجار مغروسة فى جنة يرويها ماء الروح القدس فتثمر بركات لا حصر لها . أما إن حمت منه الروح فتجف وتحق بالنار ، وتتحول كما إلى مشاقة ( نسالة كتان ) ( إش 1 : 31 ) ، أى ما تبقى من كتان بعد مشطه ليستخدم وقيدا للنار .
الإصحاح الثانى
جبــل بيت الرب
فى الأصحاحات 2 – 4 ركز إشعياء أنظاره على أورشليم – جبل بيت الرب – مع أنه لم يفارقها لكن حنينه إليها وشوقه إلى تقديسها لا يقل عن ذات حنين أنبياء السبى الذين عاشوا بالجسد فى بابل أما قلوبهم فتعلقت بمدينة الله التى أصابها الخراب .
( 1 ) مقدمة :
" الأمور التى رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم " إش 2 : 1 . كان قلب إشعياء مشغولا بشعب الله ( يهوذا ) وبالمدينة المقدسة ( أورشليم ) ، فقد امتلأ حزنا على ما بلغ إليه الحال ، رأى شعبا ضربه الفساد ، ومدينة تهدم هيكلها الروحى فأنت أحشاءه عليهم .
أمام هذا الحب الخالص وهبه الله بصيرة وقدم له رؤى ونبوات لتعزيته وتعزية كل نفس جريحة من أجل البشرية ، قدم له الله كلمته المحيية .
( 2 ) جبل بيت الرب
ماذا قدم الله لإشعياء الجريح النفس ؟ حمله بالروح إلى ملء الزمان ليرى يهوذا الجديد – السيد المسيــــح – وأورشليم الجديدة حيث يبنى هيكل الرب ويقام ملكوت الله فى القلب . لذا قال : " يكون فى آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم " إش 2 : 2 .
سحب الرب قلب إشعياء النبى إلى ملء الزمان ليرى السيد المسيح الذى يقيم كنيسته عليه شخصيا بكونه صخر الدهور ، الجبل الذى رآه دانيال النبى المقطوع بغير أيدى الذى يملأ الأرض ( دا 2 : 34 – 45 ) ، الصخرة الحقيقية التى تفيض مياة الروح على شعبه ( 1 كو 10 : 4 ) والتى لا تستطيع الحية أن تزحف عليه لتقترب إلى شعبه .
يكمل النبى : " وتجرى إليه كل الأمم وتسير شعوب كثيرة ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب " إش 2 : 2 ، 3
معروف أن الشريعة صدرت من جبل سيناء للشعب اليهودى ، لذا فهو يتحدث عن شريعة جديدة تصدر من أورشليم موجهة إلى المسكونة كلها .
+ هذه الشريعة ليست ملكا لأمة واحدة بل لكل الأمم ، فإن شريعة الرب وكلمته لا تبقيان فى صهيون وأورشليم بل تنتشران فى كل المسكونة . لذلك يقول رب المجد يسوع لتلاميذه :
" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير ... " لو 24 : 44 – 47 .
+ هناك ( فى أورشليم ) أخبر التلاميذ : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " مت 28 : 19 .
نلاحظ فى هذه الكنيسة المؤسسة على جبل الجلجثة والمنطلقة من أورشليم تحمل قوة الروح القدس أنها :
* كنيسة ثابتة ، تقوم على جبل الرب الثابت ( إش 2 : 2 ) .
* كنيسة عالية فى رأس الجبال ( إش 2 : 2 ) ..
* كنيسة جذابة للأمم والشعوب ( إش 2 : 2 ، 3 ) .. أبوابها مفتوحة للجميع .
* عملها مستمر أن تصعد بالبشر ( إش 2 : 3 ) .. بالحب تنزل إليهم دون أن تفقد قدسيتها أو طبيعتها السماوية * رسالتها اعلان طريق الرب ( إش 2 : 3 ) ، تحمل كلمته إلى كل نفس وتقدم وصيته ليعيشها كل مؤمن ..
* تعلن أحكام المسيح العادلة ، حيث يخضع المؤمنون من كل الأمم لملكوته وسيادته ، كسيادة روحية فريدة فى نوعها .
+ تهب سلاما بين النفوس المقدسة له : " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناحل ، لا ترفع أمة على أمة سيفا ، ولا يتعلمون الحرب فى ما بعد " إش 2 : 4 .
المسيحى يمتلىء قلبه سلاما حتى تجاه مقاوميه ، فتتحول طاقاته الداخلية من الصراع إلى العمل البناء ، من أدوات حرب إلى أدوات انتاج للرخاء .
كلمة الله تحول الأرض سماء ، فيحل السلام السمائى فى حياة البشر ، وتقام مملكة السلام أو ملكوت الله المفرح فى داخلهم التى لا تستطيع عداوة الناس ولا قسوة الأحداث أن تهزها .
" يا بيت يعقوب هلم نسلك فى نور الرب " إش 2 : 5 .
السيد المسيح الحال فى كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1 : 3 ) . هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها ( ملا 4 : 2 ) .
( 3 ) علة رفض الله شعبه
يقارن النبى بين تصرفات شعبه المعاصرين له وتصرفات الأمم فى المستقبل حيث يقبلون الإيمان بالله المخلص ويدخلون ملكوت السلام وينعمون ببركات فائقة بسكناهم فى جبل بيت الرب .
رفض بيت يعقوب الله عمليا بالرغم من اهتمامه الشديد بحرفية العبادة لذا رفضه الله ، وكان ذلك رمزا لرفض اليهود لشخص السيد المسيح تحت ستار دفاعهم عن الحق وغيرتهم على شريعة موسى .
قدم الله أربعة أسباب لرفض الشعب ، وهى :
( أ ) التشبه بالغرباء " امتلأوا من المشرق " ، يقول أيضا " وهم عائفون كالفلسطينيون " إش 2 : 6 .
( ب ) حبهم لغنى العالم ، " امتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم " . امتلأت قلوبهم بمحبة المال ، فحسبوه قادرا على إشباعهم ، واحتل موضع الله فى فكرهم وأحاسيسهم .
( ج ) اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية ، " امتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم " إش 2 : 7 .
( د ) قبولهم العبادة الوثنية ( إش 2 : 8 ) .
هذه هى الأسباب التى من أجلها رفض الله شعبه ، أما ثمرة ذلك فهو الإنحدار المستمر عوض النمو والصعود ( إش 2 : 9 ) . انهيار فى كل جوانب الحياة عوض التقديس بالتمام بالرب الصاعد إلى السموات .
( 4 ) بطلان الذراع البشرى :
إن كان الله قد رفض شعبه فلأن شعبه مصر على رفض الله بكل وسيلة ، لكن الله يبقى فى حبه مترفقا بهم وبكل البشرية معلنا خلاصه للإنسان .
إذ تعاظم الإنسان جدا فى عينى نفسه وتضخمت الأنا ، يعلن الرب بهاءه فيتصاغر الإنسان ويطلب الخلاص . يدخل كما فى صخرة ويختبىء فى التراب أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته ( إش 2 : 10 ) .
ليس شىء يحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله . يتحطم الكبرياء ولا تتحطم نفسه بل تشفى وتمتلىء رجاء فى الرب .
ما هى الصخرة التى نختفى فيها أمام العظمة الإلهية إلا السيد المسيح ، إذ فيه نجد لأنفسنا ملجأ أمام العدل الإلهى . لذلك عندما اشتهى موسى النبى أن يرى المجد الإلهى قيل له :
" لا تقدر أن ترى وجهى ، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش .. هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة ( المسيح صخرتنا ) ويكون متى أجتاز مجدى إنى أضعك فى نقرة من الصخرة ( الأتحاد مع المسيح ) واسترك بيدى حتى أجتاز " خر 33 : 20 – 21 .
يشبه النبى تشامخ الإنسان بالآتى :
( أ ) " أرز لبنان العالى المرتفع وكل بلوط باشان " إش 2 : 13 تشير إلى الأتكال على غنى موارد الطبيعة ، كما تشير إلى الملوك والقادة المتعجرفين مثل ربشاقى .
( ب ) " الجبال والتلال الشامخة " إش 2 : 14 ، تشير إلى الصلابة والجمود ..
( ج ) " الأبراج العالية والأسوار المنيعة " إش 2 : 15 ، تشير إلى الأتكال على أعمال البر الذاتى ...
( د ) " سفن ترشيش والزينات والأعلام المبهجة " إش 2 : 16 ، تشير إلى الإنهماك بالتجارة والمال مع الترف والغنى على حساب الإهتمام بالنفس .
ارتبط الكبرياء بالعبادة الوثنية لهذا يؤكد النبى أنه عندما يكتشف الإنسان عجز الأوثان يلقى بها أمام الجرذان والخفافيش ( إش 2 : 20 ) مستخفا بها ، عوض أن يأخذها معه فى أسفاره لمساندته .
أخيرا يدرك الإنسان خطأ الإتكال على الذراع البشرى ، فيقول النبى " كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة ، لأنه ماذا يحسب ؟! " إش 2 : 22 .
ليصمت كل إنسان مهما بلغت عظمته أو قدرته أو غناه ، فإنه تخرج نسمة حياته فلا يكون بعد فى العالم . تخرج روحه فيعود إلى التراب ( مز 104 : 29 ) . جبــل بيت الرب
فى الأصحاحات 2 – 4 ركز إشعياء أنظاره على أورشليم – جبل بيت الرب – مع أنه لم يفارقها لكن حنينه إليها وشوقه إلى تقديسها لا يقل عن ذات حنين أنبياء السبى الذين عاشوا بالجسد فى بابل أما قلوبهم فتعلقت بمدينة الله التى أصابها الخراب .
( 1 ) مقدمة :
" الأمور التى رآها إشعياء بن آموص من جهة يهوذا وأورشليم " إش 2 : 1 . كان قلب إشعياء مشغولا بشعب الله ( يهوذا ) وبالمدينة المقدسة ( أورشليم ) ، فقد امتلأ حزنا على ما بلغ إليه الحال ، رأى شعبا ضربه الفساد ، ومدينة تهدم هيكلها الروحى فأنت أحشاءه عليهم .
أمام هذا الحب الخالص وهبه الله بصيرة وقدم له رؤى ونبوات لتعزيته وتعزية كل نفس جريحة من أجل البشرية ، قدم له الله كلمته المحيية .
( 2 ) جبل بيت الرب
ماذا قدم الله لإشعياء الجريح النفس ؟ حمله بالروح إلى ملء الزمان ليرى يهوذا الجديد – السيد المسيــــح – وأورشليم الجديدة حيث يبنى هيكل الرب ويقام ملكوت الله فى القلب . لذا قال : " يكون فى آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا فى رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه كل الأمم " إش 2 : 2 .
سحب الرب قلب إشعياء النبى إلى ملء الزمان ليرى السيد المسيح الذى يقيم كنيسته عليه شخصيا بكونه صخر الدهور ، الجبل الذى رآه دانيال النبى المقطوع بغير أيدى الذى يملأ الأرض ( دا 2 : 34 – 45 ) ، الصخرة الحقيقية التى تفيض مياة الروح على شعبه ( 1 كو 10 : 4 ) والتى لا تستطيع الحية أن تزحف عليه لتقترب إلى شعبه .
يكمل النبى : " وتجرى إليه كل الأمم وتسير شعوب كثيرة ويقولون : هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك فى سبله ، لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب " إش 2 : 2 ، 3
معروف أن الشريعة صدرت من جبل سيناء للشعب اليهودى ، لذا فهو يتحدث عن شريعة جديدة تصدر من أورشليم موجهة إلى المسكونة كلها .
+ هذه الشريعة ليست ملكا لأمة واحدة بل لكل الأمم ، فإن شريعة الرب وكلمته لا تبقيان فى صهيون وأورشليم بل تنتشران فى كل المسكونة . لذلك يقول رب المجد يسوع لتلاميذه :
" هذا هو الكلام الذى كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير ... " لو 24 : 44 – 47 .
+ هناك ( فى أورشليم ) أخبر التلاميذ : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس " مت 28 : 19 .
نلاحظ فى هذه الكنيسة المؤسسة على جبل الجلجثة والمنطلقة من أورشليم تحمل قوة الروح القدس أنها :
* كنيسة ثابتة ، تقوم على جبل الرب الثابت ( إش 2 : 2 ) .
* كنيسة عالية فى رأس الجبال ( إش 2 : 2 ) ..
* كنيسة جذابة للأمم والشعوب ( إش 2 : 2 ، 3 ) .. أبوابها مفتوحة للجميع .
* عملها مستمر أن تصعد بالبشر ( إش 2 : 3 ) .. بالحب تنزل إليهم دون أن تفقد قدسيتها أو طبيعتها السماوية * رسالتها اعلان طريق الرب ( إش 2 : 3 ) ، تحمل كلمته إلى كل نفس وتقدم وصيته ليعيشها كل مؤمن ..
* تعلن أحكام المسيح العادلة ، حيث يخضع المؤمنون من كل الأمم لملكوته وسيادته ، كسيادة روحية فريدة فى نوعها .
+ تهب سلاما بين النفوس المقدسة له : " فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناحل ، لا ترفع أمة على أمة سيفا ، ولا يتعلمون الحرب فى ما بعد " إش 2 : 4 .
المسيحى يمتلىء قلبه سلاما حتى تجاه مقاوميه ، فتتحول طاقاته الداخلية من الصراع إلى العمل البناء ، من أدوات حرب إلى أدوات انتاج للرخاء .
كلمة الله تحول الأرض سماء ، فيحل السلام السمائى فى حياة البشر ، وتقام مملكة السلام أو ملكوت الله المفرح فى داخلهم التى لا تستطيع عداوة الناس ولا قسوة الأحداث أن تهزها .