منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    بين اشعياء النبى وسفر الرؤيا /4

    سامى فرج
    سامى فرج
    ملاك نشيط
    ملاك نشيط


    رقم العضوية : 2541
    البلد - المدينة : لقاهرة
    عدد الرسائل : 145
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 22/06/2010

    cc بين اشعياء النبى وسفر الرؤيا /4

    مُساهمة من طرف سامى فرج الخميس 12 أغسطس 2010 - 11:54

    " يا بيت يعقوب هلم نسلك فى نور الرب " إش 2 : 5 .
    السيد المسيح الحال فى كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1 : 3 ) . هو شمس البر والشفاء فى أجنحتها ( ملا 4 : 2 ) .
    ( 3 ) علة رفض الله شعبه
    يقارن النبى بين تصرفات شعبه المعاصرين له وتصرفات الأمم فى المستقبل حيث يقبلون الإيمان بالله المخلص ويدخلون ملكوت السلام وينعمون ببركات فائقة بسكناهم فى جبل بيت الرب .
    رفض بيت يعقوب الله عمليا بالرغم من اهتمامه الشديد بحرفية العبادة لذا رفضه الله ، وكان ذلك رمزا لرفض اليهود لشخص السيد المسيح تحت ستار دفاعهم عن الحق وغيرتهم على شريعة موسى .
    قدم الله أربعة أسباب لرفض الشعب ، وهى :
    ( أ ) التشبه بالغرباء " امتلأوا من المشرق " ، يقول أيضا " وهم عائفون كالفلسطينيون " إش 2 : 6 .
    (
    ب ) حبهم لغنى العالم ، " امتلأت أرضهم فضة وذهبا ولا نهاية لكنوزهم " . امتلأت قلوبهم بمحبة المال ، فحسبوه قادرا على إشباعهم ، واحتل موضع الله فى فكرهم وأحاسيسهم .
    (
    ج ) اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية ، " امتلأت أرضهم خيلا ولا نهاية لمركباتهم " إش 2 : 7 .
    (
    د ) قبولهم العبادة الوثنية ( إش 2 : 8 ) .
    هذه هى الأسباب التى من أجلها رفض الله شعبه ، أما ثمرة ذلك فهو الإنحدار المستمر عوض النمو والصعود ( إش 2 : 9 ) . انهيار فى كل جوانب الحياة عوض التقديس بالتمام بالرب الصاعد إلى السموات .
    ( 4 )
    بطلان الذراع البشرى :
    إن كان الله قد رفض شعبه فلأن شعبه مصر على رفض الله بكل وسيلة ، لكن الله يبقى فى حبه مترفقا بهم وبكل البشرية معلنا خلاصه للإنسان .
    إذ تعاظم الإنسان جدا فى عينى نفسه وتضخمت الأنا ، يعلن الرب بهاءه فيتصاغر الإنسان ويطلب الخلاص . يدخل كما فى صخرة ويختبىء فى التراب أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته ( إش 2 : 10 ) .
    ليس شىء يحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله . يتحطم الكبرياء ولا تتحطم نفسه بل تشفى وتمتلىء رجاء فى الرب .
    ما هى الصخرة التى نختفى فيها أمام العظمة الإلهية إلا السيد المسيح ، إذ فيه نجد لأنفسنا ملجأ أمام العدل الإلهى . لذلك عندما اشتهى موسى النبى أن يرى المجد الإلهى قيل له :
    "
    لا تقدر أن ترى وجهى ، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش .. هوذا عندى مكان فتقف على الصخرة ( المسيح صخرتنا ) ويكون متى أجتاز مجدى إنى أضعك فى نقرة من الصخرة ( الأتحاد مع المسيح ) واسترك بيدى حتى أجتاز " خر 33 : 20 – 21 .
    يشبه النبى تشامخ الإنسان بالآتى :
    ( أ ) " أرز لبنان العالى المرتفع وكل بلوط باشان " إش 2 : 13 تشير إلى الأتكال على غنى موارد الطبيعة ، كما تشير إلى الملوك والقادة المتعجرفين مثل ربشاقى .
    (
    ب ) " الجبال والتلال الشامخة " إش 2 : 14 ، تشير إلى الصلابة والجمود ..
    (
    ج ) " الأبراج العالية والأسوار المنيعة " إش 2 : 15 ، تشير إلى الأتكال على أعمال البر الذاتى ...
    (
    د ) " سفن ترشيش والزينات والأعلام المبهجة " إش 2 : 16 ، تشير إلى الإنهماك بالتجارة والمال مع الترف والغنى على حساب الإهتمام بالنفس .
    ارتبط الكبرياء بالعبادة الوثنية لهذا يؤكد النبى أنه عندما يكتشف الإنسان عجز الأوثان يلقى بها أمام الجرذان والخفافيش ( إش 2 : 20 ) مستخفا بها ، عوض أن يأخذها معه فى أسفاره لمساندته .
    أخيرا يدرك الإنسان خطأ الإتكال على الذراع البشرى ، فيقول النبى " كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة ، لأنه ماذا يحسب ؟! " إش 2 : 22 .

    الإصحاح الثالث :مجاعة مهلكة
    خلق الله العالم بكل إمكانياته المدركة وغير المدركة من أجل سلام الإنسان وسعادته ، حتى يفرح كل بشر بالله محبوبه . متكئا عليه ، مشتاقا أن ينعم بشركة حب أعمق . أما وقد انشغل الإنسان بالعطية لا العاطى استند على " كل سند خبز وكل سند ماء " إش 3 : 1 . صار الإنسان يفتخر بغناه وقدراته وكثرة خبراته وجماله عوض افتخاره بالرب واتكاله عليه . لهذا ينتزع الله العطايا ويحرم الإنسان من البركات الزمنية ، لا للأنتقام منه ولا لإذلاله أو حرمانه وإنما لكى يرجع بقلبه إلى الله مصدر حياته وشبعه وسلامه وفرحه ومجده فينال فى هذا العالم أضعافا وفى العالم الآتى حياة أبدية ؛ ينال الله نفسه نصيبا له وميراثا !
    هنا يهدد النبى بحدوث مجاعة وحرمان وتحطيم للإثنى عشر عمودا التى تتكىء عليها الجماعة [ للخبز والماء ، الجبابرة ( القادرين ) ورجال الحرب ، القضاة ، الأنبياء ، العرافين ،الشيوخ ، رؤساء الخمسين ، المعتبرين ، المشيرين ، الماهرين بين الصناع ، الحاذقين بالرقى ] .
    لقد انتزع الرب الموارد الطبيعية خلال المجاعة والطاقات البشرية خلال السبى حتى يرجعوا إليه .
    ( 1 )
    انتزاع سند الخبز وسند الماء
    " فإنه هوذا السيد رب الجنود ينزع من أورشليم ومن يهوذا السند والركن وكل سند خبز وكل سند ماء " إش 3 : 1 .
    حين يسمح الله لأورشليم ولبنى يهوذا ، شعبه العروس ، أن تصير فى عور إلى الخبز والماء إنما يحطم السند والركن لعلها تعود فتفكر فى الإتكاء على حبيبها ( نش 8 : 5 ) لتجد فيه شبعها وارتواءها .
    +
    ما هو أخطر ، حدوث جوع لكلمة الله كما جاء فى عاموس النبى : " هوذا أيام تأتى يقول السيد الرب أرسل جوعا فى الأرض لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لإستماع كلمات الرب " ( عا 8 : 11 ) .
    ( 2 )
    انتزاع القيادات الناضجة :
    انتزع الله منهم القيادات الناضجة الحكيمة ليتركهم يقيموا لأنفسهم قيادات ضعيفة وعاجزة ، فيدركوا حاجتهم إلى العون الإلهى حتى فى التمتع بقيادات حية وقوية .
    " (
    ينزع ) الجبار ( القدير ) ورجل الحرب ؛ القاضى والنبى والعراف ( المتدبر ) والشيخ ، رئيس الخمسين والمعتبر والمشير والماهر بين الصناع والحاذق بالرقية ( الحاذق فى الخطابة ) " إش 3 : 2 ، 3 .
    ربما قصد تجريدهم مما وهبهم من قدرات وإمكانيات ، فيضعف الجبابرة وينهار رجال الحرب أمام العدو ويفقد القضاة الحكمة ......الخ .
    والآن ماذا يحدث ؟
    أ – " وأجعل صبيانا رؤساء لهم وأطفالا تتسلط عليهم " إش 3 : 4
    حين ملك رحبعام بن سليمان قبل مشورة الأحداث المتسرعة العنيفة والمتطرفة ورفض مشورة الشيوخ الحكيمة المتزنة والمملوءة حبا وترفقا ( 1 مل 12 ) ، فانقسم الشعب وحلت الحروب الداخلية بين الأسباط ، وسادت العداوة بدل الحب والوحدة .
    الله محب للشباب ، يسندهم ويطلب نموهم المستمر ، لكن ما عناه هنا بالصبيان والأطفال هو عدم النضوج الروحى والفكرى .
    لقد كان يوحنا المعمدان جنينا ناضجا روحيا . شهد للسيد المسيح وهو بعد فى أحشاء البتول مريم ، بينما كان كثير من الكتبة والفريسيين والصدوقيين والكهنة ناضجين من جهة السن دون الروح .
    ب – " ويظلم الشعب بعضهم بعضا والرجل صاحبه ، يتمرد الصبى على الشيخ والدنىء على الشريف " إش 3 : 5 .
    علامة فقدان القيادات السليمة الناضجة اختلال الموازين فيسود قانون الظلم ويحل روح الفوضى فى حياة الجماعة كما فى داخل الإنسان . إذ لا توجد قيادة صادقة ومخلصة يطلب كل إنسان ما لذاته على حساب الغير ، ويحسب كل واحد أنه أحكم وأفضل من غيره .
    أقول حينما يفقد الإنسان قيادة الروح القدس يحل فى داخله قانون الأنانية والظلم والتمرد ، فيدخل فى صراعات بلا حصر بين النفس والجسد وبين العقل والعاطفة والحواس .
    ج – الدخول فى حالة يأس شديد ، حتى أن كل إنسان لا يريد أن يتحمل المسئولية ، فيمسك كل إنسان بأخيه ويقول له : " لك ثوب " علامة قبوله رئيسا ، .. يقول كل واحد : " لا تجعلونى رئيس شعب " إش 3 : 7 ، معللا ذلك بقوله :
    "
    لا أكون عاصبا ( اضمد الجراحات ) وفى بيتى لا خبز ولا ثوب " إش 3 : 7 .
    يقول المرتل : " لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بنى آدم حيث لا خلاص عنده " مز 146 : 3 .
    د – فقدان الحياة ومخافة الله : " يخبرون بخطيتهم كسدوم ، ولا يخفونها " إش 3 : 9 .
    بلغت الخطورة أن أورشليم انحدرت فى عثرات متكررة لا عن ضعف أو جهل وإنما عن عمد لإغاظة الرب ( إش 3 : 9 ) .
    ترتكب الشرور بالقول والفعل بلا خجل أو حياء . هذه هى صورة العالم فى العصر الحديث إذ يشعر كثير من الشباب أن ما يمارسه من انحرافات فى كل صورها هو حق طبيعى للإنسان .
    يقول : " نظر وجوههم يشد عليهم " إش 3 : 9 .
    يقول الكتاب : " أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس " 1 يو 3 : 10 .
    إن كان الأشرار ظاهرين وقد صاروا أغلبية لكنه توجد قلة مقدسة للرب ، لن يتجاهلها الله ، لذا يقول النبى : " قولوا للصديق خير ، لأنهم يأكلون ثمر أفعالهم " إش 3 : 10 . فى وسط الضيق الشديد يحفظ الرب صديقيه ، ويحول كل الأمور حولهم إلى خيرهم !
    لقد ظنوا أنهم يصنعون بالبار شرا لكنهم كانوا يصنعون ذلك لأنفسهم فيجنون ثمر عملهم لا كعقوبة إلهية للإنتقام وإنما كثمر طبيعى لتصرفاتهم وحياتهم : " ويل للشرير شر . لأن مجازاة يديه تعمل به " إش 3 : 11 .
    "
    ما يزرعه الإنسان إياه يحصد " 2 كو 9 : 6 .
    هـ - حب السلطة لا رعاية الحب :
    الرؤساء الحقيقيون أشبه بآباء يحتضنون الكل أبناء لهم ، يقدمون حياتهم مبذولة من أجل الشعب ، لكن متى انتزعت نعمة الله يتحول الرؤساء – حتى الدينيون – إلى متسلطين ، لا هم لهم سوى الدفاع عن مراكزهم وسلطانهم بتبريرات متنوعة تحت ستار الدفاع عن الحق وهيبة المراكز القيادية والقدرة على بتر الشر . هؤلاء يتحولون من آباء باذلين إلى أطفال صغار تسيطر عليهم " الأنا " ، أو إلى ما هو أشبه بنساء ( رمز للضعف الجسمانى ) يطلبون السيطرة ، إذ يقول : " شعبى ظالموه أولاد ، ونساء يتسلطن عليه . يا شعبى مرشدوك مضلون ويبلعون طريق مسالكك " إش 3 : 12 .
    يرى بعض الدارسين أن هذا تحقق حرفيا إذ تسلم بعض الصبيان الملك فى يهوذا وقامت بعض النساء بأدوار خطيرة فى تدبير الأمور .
    وسط هذا الفساد خاصة من جانب القيادات يتدخل الله من أجل البسطاء فى شعبه ، فينتصب لمحاكمتهم بكونهم الكرامين الذين آكلوا الكرم عوض الأهتمام به ، موبخا إياهم : " يسحقون الشعب ويطحنون وجوه البائسين " ( إش 3 : 15 ) .
    ( 3 )
    انتزاع إمكانيات الترف مع التشامخ :
    بعد الحديث عن محاكمة القيادات الفاسدة بدأ الحديث عن بنات صهيون المتشامخات ، لعلهن كن وراء فساد هذه القيادات . فقد نسيت بنات صهيون انتسابهن لصهيون وللرب وسلكن كالوثنيات فى عجرفة مع ترف ولهو .
    يقدم لنا النبى بعض ملامح الخلاعة التى اتسمت بها بنات صهيون :
    أ – التشامخ : " وقال الرب من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق .. " إش 3 : 16 . لقد نسين آباءهن وأمهاتهن الذين انحنت أعناقهم تحت نير العبودية فى مصر ،
    "
    قبل الكسر الكبرياء ، وقبل السقوط تشامخ الروح ، تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين " أم 16 : 18 ، 19 .
    ب – الغمز بالعيون ( إش 3 : 16 ) : انشغلن باصطياد قلوب الرجال وأسرها كثمرة طبيعية لفراغ القلب الداخلى ... يقول الحكيم : " فوجدت أمر من الموت المرأة التى هى شباك وقلبها أشراك ويداها قيود ، الصالح قدام الله ينجو منها " جا 7 : 26 .
    جـ - الخلاعة فى المشى : " خاطرات فى مشيهن ، يخشخشن بأرجلهن " إش 3 : 16 . دلالة على فساد القلب
    ماذا يفعل الرب بهؤلاء البنات المتعجرفات السالكات فى لهو وترف ؟
    أ – " يصلع الرب هامة بنات صهيون ويعرى الرب عورتهن " إش 3 : 17 .. الصلع علامة القبح الشديد ، وتعرية العورة كناية عن كشف فساد طبيعتها ، أو إشارة إلى عريها ، هذه هى حالة النفس البشرية الساقطة بالكبرياء ، إذ تفقد عطايا الله لها ، وينفضح فساد طبيعتها فتصير بلا جمال ولا قوة ولا كرامة .
    ب – انتزاع كل مظاهر الغنى والزينة من خلالخيل وضفائر وأهلة وحلقان وأسوار ...
    يسمح الله بهذا التأديب لبنات صهيون لكى تجد فى المخلص سر زينتها ومجدها .
    هنا يشير إلى ما يحل ببنات صهيون خلال السبى ، إذ يقول : " فيكون عوض الطيب عفونة " إش 3 : 24 ، هذا ما حدث عندما سبين وصارت رائحتهن كريهة بسبب العرق من جراء العمل فى السبى .
    "
    عوض المنطقة حبل " إش 3 : 24 . بعد أن كانت بنات صهيون يتمنطقن بمناطق ذهبية مزخرفة ومرصعة بحجارة كريمة ربطن بالحبال لسحبهن إلى السبى كمذلولات . صورة مؤلمة تكشف عن ثمر الخطية !
    "
    وعوض الجدائل قرعة ، عوض الديباج زنار المسح ، وعوض الجمال كى " إش 3 : 24 .. هكذا قص شهر الشريفات ، وملابس المسوح عوض الثياب الفاخرة وظهر الكى على جباههن علامة العبودية .. إذ كان العبيد من الجنسين يختمون بختم معين بالكى ليعرف السيد من هم له .
    فى اختصار عبر عن تحطيم حياتهن تماما لإتكالهن على المظاهر الخارجية وعلى الذراع البشرى ، لذا يقول : " رجالك يسقطون بالسيف ، وأبطالك فى الحرب ، فتئن وتنوح أبوابها وهى فارغة تجلس على الأرض " إش 3 : 25 ، 26 . مات الرجال وسبيت النساء وصارت المدينة العظيمة كما فى فراغ ! .الإصحاح الرابع غصن الرب هو العلاج
    فى الإصحاحات السابقة قدم لنا الوحى الإلهى صورة مؤلمة لما بلغه الإنسان من فساد وانحلال بسبب الخطية حيث فقد الإنسان جماله وكرامته وأكله وشربه وزينته حتى حياته ذاتها ، وصار العلاج الوحيد هو مجىء السيد المسيح " غصن الرب " يرد للإنسان جمال طبيعته ويشبعه لا بتقديم خيرات معينة بل بتقديم " نفسه " سر حياة وفرح وشبع .
    ( 1 ) الحاجة إلى مخلص :
    " فتمسك سبع نساء برجل واحد فى ذلك اليوم قائلات : نأكل خبزنا ونلبس ثيابنا ، ليدع فقط اسمك علينا ، انزع عارنا " إش 4 : 1 .
    هؤلاء النساء السبع هم جميع الأمم من بينهم اليهود ، فقد شعر الكل بفراغ شديد يجتاح الأعماق بسبب فساد الطبيعة البشرية ، تجتمع هذه الأمم كعروس تطلب عريسها ، تريد اسمه لينزع عار فسادها ، حينئذ تأكل خبزها وتلبس ثيابها . مسيحها أهم من كل احتياجاتها ، فيه تجد كل الشبع والستر من العرى والحماية من كل عار .
    من الجانب الحرفى فإن دخول اليهود فى حرب سوف يؤدى إلى فقدان الرجال ، مما تضطر معه كل سيدة إلى القبول بوجود زوجات أخريات مع رجلها ، الأمر الذى ترفضه النساء بطبيعتها ، وهذا كله جزاء الفساد الذى حصل بيهوذا .
    ( 2 ) غصن الرب :
    الآن إن كانت البشرية بكل شعوبها ( سبع نساء ) اكتشفت حاجتها إلى المخلص ، فها هو النبى يبشرها بمجيئه قائلا : " فى ذلك اليوم يكون غصن الرب بهاء ومجدا وثمر الأرض وزينة للناجين من إسرائيل " إش 4 : 2 .
    يقصد بـ " ذلك اليوم " ملء الزمان ( غل 4 : 4 ) الذى فيه تجسدأبن الله الوحيد الجنس ، الذى دعى " غصن الرب " ، أو " الغصن " إر 23 : 5 ، 33 : 15 ؛ زك 3 : 3 : 8 ؛ 6 : 12 . هو غصن الرب وغصن بر لداود ، إذ هو المولود قبل كل الدهور أزليا من ذات جوهر الآب وبتجسده ولد من نسل داود .
    كلمة " غصن " تعادل أيضا " ناصرة " ، لذا يقول الإنجيلى : " لكى يتم ما قيل بالأنبياء أنه يدعى ناصريا " مت 2 : 23 .
    ( 3 ) البقية المقدسة :
    من الذى يتمتع بغصن الرب ؟
    " الذى يبقى فى صهيون والذى يترك فى أورشليم " إش 4 : 3 .
    هؤلاء هم القلة التى قبلت الإيمان بالسيد المسيح من جماعة اليهود ، بقوا فى صهيون الروحية ، فى الكنيسة أورشليم الجديدة .
    من الجانب الحرفى تشير إلى البقية الباقية من السبى ، أما من الجانب الروحى فهى القلة المقدسة ، القطيع الصغير الذى لا يغادر صهيون ولا تفارق روحه أورشليم العليا .
    هذه البقية تحدث عنها كثير من الأنبياء ( زك 13 : 9 ) ، وجدت فى كل عصر :
    ففى أيام إيليا النبى أعلن الرب أن له سبعة الآف رجل لم يحنو ركبة لبعل بعد ..
    وفى أثناء السبى وجد دانيال ومعه الثلاثة فتية ضمن القلة المقدسة ... وأيضا استير وموردخاى . والسيد المسيح نفسه يتحدث عن القطيع الصغير الذى سر الآب أن يعطيه الملكوت ( لو 12 ) .
    الآن إذ يعلن عن مجىء " غصن الرب " يرى أورشليم جديدة يسكنها قديسون فى الرب القدوس ، وينعمون بالحياة الأبدية . يقول " يسمى قدوسا كل من كتب للحياة فى أورشليم " إش 4 : 3 .
    الكنيسة – أيقونة السماء – هى عربون أورشليم العليا التى لا يدخلها شىء دنس أو نجس ولا كل من يصنع كذبا ، إنما يدخلها من غسل ثيابه وبيضها فى دم الحمل ( رؤ 7 : 14 ) .
    من الذى يقدس حياتنا ؟

    الرب نفسه إذ يقول النبى :
    " إذ غسل الرب قذر بنت صهيون ونقى دم أورشليم من وسطها بروح القضاء وروح الإحراق " إش 4 : 4
    إنه غسل أدناسنا فى مياة المعمودية فى استحقاقات دمه ، ولا يزال يغسل كل ضعفاتنا بدمه الذى جرى من جنبه المطعون ممتزجا بماء . إن كانت أيدينا قد تلطخت بالدم خلال خطايانا فإنه يقدم دمه كفارة عنا ليقيمنا كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن بل مقدسة فى كل شىء .
    ( 4 ) حلول المسيح وسط كنيسته :

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 22:26